السودان.. “رفض” محادثات السلام ينذر بخطر تدخل “خبيث” لإطالة أمد الحرب
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
رفض الجيش السوداني، دعوة أميركية للعودة إلى محادثات السلام مع قوات الدعم السريع، فيما تحتدم المعارك في مدينة الفاشر، وسط مخاوف من مجاعة في المدينة. ويثير هذا الرفض مخاوف من تدخل خارجي "خبيث" لإطالة أمد الحرب.
ورغم عدم تعليق قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، على الدعوة التي طرحتها واشنطن لوقف الحرب، واستئناف محادثات السلام، إلا أن، مالك عقار، وهو نائب رئيس مجلس السيادة السوداني أكد رفض الانخراط في مفاوضات تجري في جدة.
وقبل أيام أكد، ياسر العطا، وهو قائد كبير في الجيش السوداني أن روسيا عرضت تزويدهم بالأسلحة والذخائر، مقابل تحقيق مصالح لموسكو في السودان.
ويرجح محللون سودانيون أن الأطراف التي تتقاتل في السودان، لا تريد الانخراط في أي مفاوضات جادة، وكل طرف يعتقد أنه يحقق نصرا في المعارك، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين السودانيين.
ويتخوف خبراء ومحللون تحدثوا لموقع "الحرة" من أن تصبح السودان "ساحة حرب دولية"، حيث تتقاتل الجيوش في داخل البلاد بدعم من قوى خارجية ما "قد يطيل أمد الحرب".
يشهد السودان منذ أكثر من عام حربا بين الجيش بقيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق، محمد حمدان دقلو.
لا إرادة للسلام
المحلل السياسي السوداني، محمد الأسباط، يقول إنه من "المؤسف أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا يمتلكان إرادة لتحقيق السلام وإيقاف الحرب".
ويرى الأسباط وهو مقيم في بارس أن ما يحدث في السودان يرتبط بما يحصل على صعيد المجتمع الدولي "إذ تنعدم توافر إرادة دولية وخطط واضحة لإيقاف الحرب واستعادة المسار الانتقالي المدني".
وبحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، مع قائد الجيش السوداني البرهان الحاجة لإنهاء الحرب في السودان، وفق ما أفادت الخارجية الأميركية.
وقال المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر، في بيان إن الجانبين "ناقشا الحاجة الملحة لإنهاء النزاع في السودان بشكل عاجل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط القتال، لتخفيف معاناة الشعب السوداني".
وأضاف ميلر أن بلينكن ناقش أيضا في المحادثة الهاتفية التي استمرت قرابة 30 دقيقة "استئناف المفاوضات في منبر جدة والحاجة إلى حماية المدنيين وخفض الأعمال العدائية في الفاشر بولاية شمال دارفور".
المحلل السياسي السوداني، فريد زين، يرى أن رفض العودة لطاولة المحادثات يعني أن هذه الأطراف "لا تهتم بمصلحة المواطن السوداني"، وكل طرف "يتمترس خلف تصريحات وشعارات لن توصل البلاد نحو بر الآمان".
ويشرح زين، وهو مقيم في الولايات المتحدة، في حديث لموقع "الحرة" أن الجيش السوداني يرى أنه يحقق "مكاسب في المعارك، ولا يريد خسارة هذا الزخم"، وعلى النقيض "ترى قوات الدعم السريع الأمر نفسه"، ولكن بالنتيجة ما يحصل هو "خسارة للسودان والسودانيين".
وينتقد زين الولايات المتحدة لعدم التدخل بـ"فعالية" من أجل وقف الحرب، وحتى العقوبات التي فرضت مؤخرا على قادة في الدعم السريع كانت "رمزية" ولا "أثر حقيقي لها".
ودعا إلى فرض عقوبات على الأطراف المتحاربة في السودان، و"فرض نوع من حظر توريد الأسلحة للسودان و"تجفيف الدعم الذي تقدمه بعض الدول لقوى في السودان"، وحتى فرض حظر للطيران فوق المدن التي تشهد حروبا طاحنة مثل الفاشر".
وتسبب الصراع في السودان في مقتل عشرات الآلاف منذ اندلاعه في أبريل 2023. وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور وحدها، قتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.
الكاتب والصحفي السوداني، حسن بركية، يرى أن التصريحات التي تصدر عن الجيش وقادته تكشف "قيادة غير موحدة للقوات المسلحة، فيما يتنامى الصراع بين تيارات مختلفة من أجل مصالح ضيقة".
ويضيف في رد على استفسارات موقع "الحرة" أنه لا أحد يعرف "على وجه الدقة كيف يفكر قائد الجيش البرهان، فيما تبدو قيادة الجيش وكأنها بلا إستراتيجية واضحة".
وزاد أنه "حتي الآن لا نستطع القول بأن الجيش أوصد باب التفاوض بصورة نهائية، إذ لم يصدر بيان رسمي عن البرهان بعد، إذ يوجد تصريحات تبدو رافضة للمفاوضات في جدة ومنها تصريحات نائب البرهان في مجلس السيادة مالك عقار".
وقال مالك عقار، وهو زعيم متمردين سابق ونائب رئيس مجلس السيادة السوداني "لن نذهب إلى جدة ومن يرد ذلك فعليه أن يقتلنا في بلدنا ويحمل رفاتنا إلى جدة".
وفي منتصف أبريل، أعلنت الولايات المتحدة أن السعودية ستستضيف في مدينة جدة محادثات سلام بشأن الحرب في السودان خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن.
ويزداد الوضع سوءا في مدن سودانية جراء "عمليات نزوح جماعية للسكان، إذ يفر الكثير من الناس من مناطق النزاع"، بحسب وكالات الأمم المتحدة التي تؤكد أن "السودان يواجه خطرا متزايدا للمجاعة الناجمة عن الصراع والتي قد تكون لها عواقب كارثية، بما في ذلك فقدان الأرواح، وخصوصا بين الأطفال الصغار".
وقالت قوات الدعم السريع في تصريحات سابقة إنها مستعدة للمحادثات، لكن كلا الطرفين لم يف بالالتزامات التي تعهد بها في الجولات السابقة.
"ساحة معركة لقوى خارجية"
الفاشر- السودان
القيادي في قوى الحرية والتغيير السودانية، عمار حمودة، أعرب في حديثه لموقع "الحرة" عن مخاوفه بأن يصبح السودان "ساحة صراع عالمية أو إقليمية".
ويتفق حمودة وهو مقيم في لندن بأن أي "موقف رفض للتفاوض، يحمل فيه طياته عدم الاكتراث لمعاناة الشعب السوداني، ولا يولي أهمية للأثار الكارثية للحرب على المواطنين السودانيين".
ويضيف أن "السودان أصبحت في عين العاصفة العالمية" حيث تجرى "مساومات لدعم عسكري مقابل توفير موطئ قدم على البحر الأحمر".
ويتهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع بالقصف العشوائي لمناطق مدنية وعرقلة مرور المساعدات الإنسانية، مع اتهام قوات الدعم السريع على وجه التحديد بالتطهير العرقي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحسب وكالة فرانس برس.
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان
الجيش السوداني يرفض دعوة أميركية
رفض الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، دعوة للعودة إلى محادثات السلام مع قوات الدعم السريع وذلك عقب محادثة بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
المحلل السياسي زين حذر من تحويل السودان إلى "ساحة معركة لقوى خارجية"، إذ يحاول الجيش "استمالة روسيا من أجل الحصول على أسلحة وذخائر"، فيما تريد موسكو وضع "موطئ قدم لها في البحر الأحمر".
ويؤكد زين أن طموحات روسيا ليست بجديدة في السودان، إذ أنها تسعى منذ سنوات "لإيجاد نفوذ لها في السودان، ووضع قواعد قريبة من البحر الأحمر"، مشيرا إلى أنه في فترات سابقة كانت موسكو تجري مشاورات مع قوات الدعم السريع، وهي الآن تتجه من أجل التعاون مع الجيش من أجل مصالحهم، ناهيك عن المعلومات التي تفيد بوجود "دعم روسي وتركي وإماراتي" لأطراف مختلفة في الصراع.
ووقعت روسيا والسودان اتفاقا لإقامة قاعدة بحرية في عهد الرئيس السابق، عمر البشير، لكن قادة الجيش قالوا في وقت لاحق إن هذه الخطة قيد المراجعة ولم تنفذ قط.
وطورت روسيا في السابق علاقات مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ عام والتي لها علاقات أيضا مع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة وفقا لما يقوله دبلوماسيون غربيون بحسب تقرير لرويترز.
"تدخلات خبيثة" تطيل أمد الحرب
قال ياسر العطا، القائد الكبير بالجيش السوداني، السبت، إن روسيا طلبت إقامة محطة للوقود في البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخيرة وإن اتفاقيات بهذا الصدد سيتم توقيعها قريبا.
وقال العطا، وهو عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للقوات المسلحة، وفق تصريحات نقلتها رويترز "روسيا طلبت نقطة تزود على البحر الأحمر مقابل إمدادنا بالأسلحة والذخائر".
وأضاف أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان "سيوقع على اتفاقيات مع روسيا قريبا".
المحلل السياسي، الأسباط يقول بدوره إنه يوجد تدخلات دولية "خبيثة لاطالة أمد الحرب في السودان، من خلال تصفية الصراعات الدولية والإقليمية على الأرض السودانية لا سيما روسيا وإيران وأوكرانيا وتركيا".
ويؤكد أن "الذهب يلعب دورا محوريا في تغذية حرب السودان"، خاصة لقوات الدعم السريع، فيما "تستغل روسيا حاجة الجيش السوداني للتسليح مقابل منحها منفذ على البحر الأحمر".
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في الخرطوم فبراير الماضي
روسيا تعرض تزويد الجيش السوداني بالسلاح والذخيرة مقابل مطلب وحيد
قال ياسر العطا، القائد الكبير بالجيش السوداني، السبت، إن روسيا طلبت إقامة محطة للوقود في البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخيرة وإن اتفاقيات بهذا الصدد سيتم توقيعها قريبا.
الكاتب بركية يتفق بأن "روسيا مثل قوى أخرى تبحث عن مصالحها في المنطقة، والمتابع يلاحظ التواجد الروسي في أكثر من منطقة في القارة الأفريقية، إذ أنها أصبحت تنافس فرنسا في مناطقها التاريخية، وحتى أنها تنافس المصالح الأميركية في القارة كلها وليس السودان فقط".
ويشدد أن "الذهب يعتبر أحد العناصر التي تساهم في إطالة أمد الحرب، لأن هذه الحرب في جانب من جوانبها حرب مصالح وصراعات بين عدة دول في السودان".
حذرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة الخميس من "تدهور كبير" في تغذية الأطفال وأمهاتهم في السودان الذي مزقته الحرب، ودعت إلى "تحرك عاجل".
وأجبر القتال نحو تسعة ملايين شخص على النزوح. وبحلول نهاية أبريل نزح إلى ولاية شمال دارفور لوحدها أكثر من نصف مليون نازح جديد في العام الماضي، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة.
السودان يستحوذ على حوالى 70 في المئة من تجار الصمغ العالمية
كيف تمول المشروبات الغازية والشوكولاتة والعلكة الحرب في السودان؟
قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأطراف المتحاربة في السودان تستغل التجارة في الصمغ العربي، الذي يدخل في صناعة الشوكولاتة والصودا والعلكة والحلويات وسلع استهلاكية أخرى، لتمويل آلة الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من عام.
كما تسببت الحرب بإغلاق أكثر من 70 في المئة من المرافق الطبية في البلاد ووضعت ما تبقى من مرافق تحت ضغوط كبرى. ويواجه 1.7 مليون سوداني في دارفور خطر المجاعة.
وتحذر أطراف دولية عدة منذ أسابيع من مخاطر الاشتباكات في الفاشر، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في إقليم دارفور بغرب السودان، التي لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش بقيادة البرهان، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على أربع من عواصم الولايات الخمس المشكلة للإقليم.
وكانت الفاشر مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات إلى ولايات الإقليم، الأمر الذي دفع إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة.
وفي منتصف مايو قالت الأمم المتحدة أن الشعب السوداني "عالق في جحيم" من أعمال العنف يضاف إليه خطر مجاعة متفاقم بسبب موسم الأمطار وعقبات تحول دون وصول المساعدات.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمانتين نكويتا سلامي، في مؤتمر صحفي "بعد استمرار الحرب لأكثر من عام، أصبح شعب السودان محاصرا في جحيم من العنف الوحشي، المجاعة تقترب، والمرض يقترب، والقتال يقترب، ولا يوجد أي مخرج في الأفق".
الحرة / خاص - واشنطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مع قوات الدعم السریع قائد الجیش السودانی عبد الفتاح البرهان الحرب فی السودان محادثات السلام المحلل السیاسی الأمم المتحدة البحر الأحمر مجلس السیادة أمد الحرب أکثر من من أجل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يقترب من استرداد القصر الرئاسي .. قال إنه صدّ هجوماً كبيراً شنته «الدعم السريع» في شمال كردفان
اقترب الجيش السوداني من استرداد القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023. وتتقدم قوات الجيش باتجاه القصر من عدة محاور، بينما استردّت قواته، المسماة «متحرك الصياد»، مدينة أم روابة؛ ثانية كبرى مدن ولاية شمال كردفان في غرب السودان. كما أعلن الجيش صد هجوم «قوات الدعم السريع» على مدينة أو روابة، الأربعاء، وألحق بها «خسائر فادحة»، وأن طيرانه الحربي «يلاحق القوات الهاربة».
ومنذ عدة أيام، يواصل الجيش هجماته على مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في محاور مختلفة، حيث أحرز تقدماً سريعاً.
وقال شهود في الخرطوم إن قوات قادمة من مقر القيادة العامة للجيش تخوض قتالاً شرساً مع «قوات الدعم السريع»، وتتقدم في شارعَي «الجمهورية» و«الجامعة» باتجاه القصر الرئاسي الذي يبعد عن مقر قيادة الجيش نحو كيلومترين. وتوقعت مصادر أن يسترد الجيش القصر الرئاسي في وقت قريب، إذا واصل تقدمه بوتيرته الحالية.
ووفقاً لشهود ومنصات للتواصل الاجتماعي، فإن قوات الجيش دخلت حي «العزبة» في مدينة بحري، إحدى مدن العاصمة الثلاث، بعد أن استردت حي «دردوق» وحي «نبتة»، واقتربت من حي «الشقلة» في منطقة شرق النيل بمدينة بحري. كما حقق الجيش تقدماً في منطقة أم بدة بمدينة أم درمان.
تقاسم العاصمة المثلثة
ويتقاسم طرفا الحرب مناطق متداخلة في العاصمة المثلثة «الخرطوم الكبرى» التي تتكون من مدينة الخرطوم، ومدينة أم درمان، ومدينة بحري. وكان الجيش قد أعلن، يوم الأربعاء، بسط سيطرته على جسر «المك نمر» من جهة مدينة بحري، ويتقدم نحو وسط المدينة. لكن «قوات الدعم السريع» لا تزال تسيطر على أحياء كافوري، وكوبر، وشرق النيل، وسوبا، وغيرها، مع وجود جيوب مقاومة ببعض المناطق الأخرى.
وفي مدينة الخرطوم، استعاد الجيش سيطرته على أحياء الرميلة، والحلة الجديدة، وبعض أنحاء حي جبرة، بينما تسيطر «قوات الدعم السريع» على المنطقة الواقعة شرق مقر «القيادة العامة» للجيش وعلى مطار الخرطوم، وأحياء الصحافة والخرطوم 2، والخرطوم 3، وامتداد الدرجة الثالثة، وأركويت، والرياض، والطائف، والمنشية، والجريف، والبراري.
كما لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على الأحياء الجنوبية من مدينة الخرطوم، بما في ذلك السوق المركزية وأحياء السلمة، وسوبا، ومايو، وعد حسين، والكلاكلات، وتمتد سيطرته حتى شرق ضاحية جبل الأولياء.
وفي مدينة أم درمان، استطاع الجيش استرداد أجزاء كبيرة من المدينة، باستثناء جنوبها وغربها، بينما تبقت بعض أحياء محلية أم بدة، والسوق الشعبية، والمربعات، والشقلة، وصالحة، وتمتد جنوباً حتى ضاحية جبل الأولياء من جهة الغرب.
معارك الغرب
وفي ولاية شمال كردفان، ذكر شهود أيضاً أن قوات الجيش، القادمة من جهة الشرق باتجاه مدينة أم روابة، ثانية كبرى ولايات شمال كردفان، حققت تقدماً مكّنها من استرداد المدينة من سيطرة «قوات الدعم السريع». من جانبه، أعلن الجيش، على صفحته في منصة «فيسبوك»، أن قواته المدعومة بالطيران الحربي دحرت هجوماً كبيراً شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة، يوم الأربعاء، وألحقت بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في معركةٍ استمرت أكثر من خمس ساعات.
وأضاف الجيش أن الطيران الحربي يلاحق ما تبقّى من «قوات الدعم السريع» الفارة، لكن هذه القوات الفارة «استهدفت أحياء المدينة وبعض مراكز الإيواء بالقصف المدفعي»، نتج عنه مقتل ثلاثة مواطنين وجرح ثمانية.
وتبعد مدينة أم روّابة عن العاصمة الخرطوم بنحو 300 كيلومتر، وهي مركز تجاري مهم وسوق كبيرة للحبوب الزيتية، كما أنها تُعد ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وبميناء بورتسودان.
كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس