هل تُشكّل حادثة تعرّض مُعلّم للضرب إصابة عمل.؟!
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
#سواليف
هل تُشكّل حادثة تعرّض مُعلّم للضرب إصابة عمل.؟!
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي
وفقاً لبيان وزارة التربية والتعليم فإن الضرب الذي تعرّض له مُعلّم في إحدى مدارس الوزارة بعمان حدث خلال قيامه بواجبه التربوي والأخلاقي بمحاولة فض مشاجرة بين الطلبة خارج أسوار المدرسة.
من الحيثيات الأولى للحادثة ووقائعها المُعلنة أنها وقعت خارج أسوار المدرسة، ولكن التوقيت في هذه الحالة مهم، ما إذا كان متزامناً مع انتهاء فترة دوام المعلم وخروجه من المدرسة في طريق الإياب، أم أن خروجه خارج أسوار المدرسة تم خلال فترة الدوام، وأن هذا الخروج كان دافعه وهدفه فض مشاجرة الطلبة التزاماً بالواجب التربوي والأخلاقي.؟
الحقيقة وريثما تتضح كافة حيثيات الحادثة وتفاصيلها، يمكنني القول بأن الحادثة ذات صلة وثيقة بالعمل، وأن ما تعرض له المُعلّم من الضرب والإيذاء يشكّل إصابة عمل بالمفهوم القانوني لإصابة العمل في قانون الضمان. ناهيك عن الإهانة والإيذاء المعنوي والنفسي الذي لا يُغتَفَر.!
وإليكم تفاصيل التكييف القانوني للحادثة من وجهة نظري وفقاً لاجتهادي وفهمي لمفهوم إصابات العمل في قانون الضمان:
١) أن الحادثة ذات صلة بالعمل من ناحية أن المعلم يعمل في المدرسة التي وقعت الحادثة خارج أسوارها، وأطرافها طلبة فيها، وأنه لولا عمله لما وُجِدَ في مكان الحادث ولما تعرّض للضرب والأذى.
٢) أن دافع المعلم هو فض المشاجرة بين طلبته، شعوراً بالواجب الأخلاقي والتربوي وهو ما لا يمكن له أو لغيره من المعلمين تجاهله وغض الطرف عنه، مما له علاقة مباشرة بطبيعة عمل المعلم ودوره التربوي ورسالته الإنسانية التعليمية والأخلاقية.
٣) أن الحادثة قد تكون وقعت خلال فترة عمل المعلم ودوامه، وهذا أحد أهم العناصر المهمة في تشكيل إصابة العمل وفي تعريفها القانوني.
٤) إنه في حال وقعت الحادثة بعد انتهاء الوقت الرسمي لدوام المعلّم وأثناء طريق عودته أو في بداية طريق عودته من المدرسة إلى المنزل فهذه تعتبر حادثة أثناء الطريق وتشكّل أيضاً إصابة عمل وفقاً للتعريف القانوني للإصابة.
٥) أن هناك فعلاً خارجياً أدّى لإصابة المُعلم وإيذائه وهو الضرب بالعصا أو غيرها من الأدوات أو الأيدي وهو من العناصر المهمة لاعتبار إصابته إصابة عمل.
لذا من الناحية الأولية أستطيع القول بأن الحادثة التي وقعت للمعلّم تشكّل إصابة عمل بالمفهوم القانوني لإصابة العمل وفقاً لأحكام قانون الضمان الاجتماعي الذي اعتبر كل حادث يقع للمؤمّن عليه أثناء تأديته لعمله أو بسببه إصابة عمل بما في ذلك كل حادث يقع له خلال ذهابه لعمله أو عودته منه..الخ.
وبالتالي فإن لهذا المُعلّم كافة الحقوق والمنافع التأمينية المترتبة على ذلك حتى لو كانت الحادثة قد وقعت في اليوم الأول لالتحاقه بالعمل على سبيل المثال. وهذا حقه من ناحية الضمان وتعويضاً عن الأذى البدني الذي لحق به، لكن مَنْ يعوضه والأسرة التعليمية برمّتها عن الإهانة والأذى النفسي الذي حاق بهذا المعلم النبيل.؟!
(سلسلة توعوية تنويرية اجتهادية تطوعيّة تعالج موضوعات الضمان والحماية الاجتماعية، وتبقى التشريعات هي الأساس والمرجع- يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والبحث مع الإشارة للمصدر).
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف قانون الضمان إصابة عمل
إقرأ أيضاً:
خبير تربوي يكشف أسباب سلوك العنف الصادر من المعلم نحو الطالب
علق الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوي، وأستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة على واقعة مشرفة الحضانة، التي قامت بتعنيف طفله، بحجة التعليم.
وكشف الخبير التربوي، لماذا يتعامل المعلمون بعنف مع الطلاب؟، وتابع أن هناك أسباب كثير تقف خلف سلوك العنف الصادر من المعلم نحو الطالب ومنها على سبيل المثال:
١_ التحاق عدد كبير من غير المؤهلين للعمل بمجال التعليم وخاصة التعليم الموازي ( دور الحضانة غير الرسمية والدروس الخصوصية).
٢_ اضطرار المعلمين للتعامل مع عدد كبير من الطلاب يجعلهم يرغبون في الاستجابة السريعة من الطالب حتى يستطيعوا متابعة غيره.
٣_ عدم الوعي من قبل مستخدمي العنف بطبيعة عملية التعلم وطبيعة الفروق الفردية بين الطلاب في التعليم.
٤_ عدم الاهتمام بتوظيف المستحدثات التكنولوجية لتيسير التعلم ومواجهة الفروق الفردية أو عدم الإيمان بأهميتها.
٥_ عدم الإلمام والوعي الكافي بأساليب العقاب التربوية وعدم الوعي بمخاطر العقاب البدني.
٦_ غياب التعاون والدعم والمتابعة من قبل الأسرة.
٧_ عدم مراعاة استقرار الحالة النفسية والثبات الانفعالي عند اختيار المعلمين والتركيز فقط على الجانب الأكاديمي.
٨_ تنصل المعلمين من مسؤولية تقويم سلوك الطالب وإلقاء اللوم على الأسرة وحدها عندما يخطئ الطالب.
٩_ عدم وجود خطط واضحة لتقويم السلوك السلبي للطلاب.
١٠_ عدم وجود خطط واضحة لدعم الطلاب الذين يعانون من تدني مستوى التحصيل أو صعوبات التعلم وإلقاء المسؤولية كاملة على المعلم وحده.
١١_ كثافة الفصول وضغط المناهج وكثرة المسؤوليات الملقاة على عاتق المعلم.
١٢_ ضعف بعض المعلمين في المادة التي يقوم بتدريسها أو عدم إلمامه الكافي بالمبادئ والأساليب التربوية وطرق التدريس الحديثة.