الشهيد أبو يوسف القوقا مؤسس لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية وجناحها العسكري
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
أبو يوسف القوقا قائد فلسطيني مقاوم، ولد عام 1962، ونشأ في قطاع غزة، برز اسمه بصفته أحد المقاومين المطلوبين للاحتلال، انشق عن السلطة الوطنية الفلسطينية وأسس لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين مع بداية الانتفاضة الثانية.
كان القوقا مسؤولا عن عدد من العمليات التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال، وكان له الفضل في تصنيع صاروخ "ناصر 3″، اغتيل عام 2006 في تفجير بسيارة مفخخة.
ولد العبد يوسف القوقا عام 1962 في غزة، ونشأ ببيت متواضع في مخيم الشاطئ للاجئين على مقربة من منزل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.
خرج من قطاع غزة مطاردا عام 1990 إلى مصر، وتنقل بين دول عربية عدة، عاد إلى غزة مع عودة السلطة الفلسطينية عام 1994 برفقة عائلته المكونة من زوجة و8 أبناء.
الدراسة والتكوين العلميدرس المرحلة الأساسية في مدارس غزة، وحصل على الثانوية من مدرسة الكرمل بمدينة غزة، ثم حصل على بكالوريوس اللغة العربية من كلية الآداب في جامعة بيروت العربية فرع مدينة الإسكندرية.
شعار ألوية الناصر صلاح الدين (الجزيرة) التجربة الجهاديةبرز دور القوقا خلال الانتفاضة الأولى، وكان أحد القادة الميدانيين في الساحات، فلاحقه الاحتلال وطارده أعوانه وعملاؤه، واضطر للهرب سباحة وغطسا إلى مصر عام 1990 مع صديقه الشهيد عماد حماد، وهناك عُرف بكنيته "أبو يوسف".
تنقل بعدها بين دول عربية عدة، منها الجزائر وليبيا وتونس، وعاد إلى قطاع غزة عام 1994 مع عودة السلطة الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو، لكنه كان رافضا لها وغير متفق مع التنازلات التي قدمت فيها.
بدأ عمله في جهاز الأمن بالسلطة الفلسطينية بصفته ضابطا، لكن علاقته بالسلطة وجهاز الأمن لم تكن جيدة، إذ نُقل عن المقربين منه "رفضه سياسة جهاز الأمن والاعتقالات التي استهدف بها أبناء الحركتين الإسلاميتين (حماس والجهاد)، مما تسبب بأزمة بينه وبين قيادة الجهاز، وأُمر بحبسه".
تنظيم جديدمع بداية الانتفاضة ونتيجة لرفض سياسات السلطة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) شكّل القوقا مع مجموعة من القيادات العسكرية -التي تحمل الفكر ذاته- تنظيما جديدا حمل اسم "لجان المقاومة الشعبية"، وذلك في سبتمبر/أيلول 2000.
وينطلق عمل اللجان من عقيدة إسلامية تهدف إلى مقاومة الاحتلال والحفاظ على راية الإسلام عالية، والعمل والمقاومة لتحرير أرض فلسطين كاملة، وتمكين اللاجئين من حق العودة، وفق البيان التأسيسي الذي أصدرته اللجان.
وانضم إلى اللجان عدد من الوطنيين الرافضين لسياسة فتح، إضافة إلى نشطاء وعناصر من تنظيمات مختلفة ممن يؤمنون بالمقاومة حلا وحيدا للقضية.
ثم أنشأ القوقا مع القادة العسكريين جناحا عسكريا للجان سمي "ألوية الناصر صلاح الدين"، وأُسندت مهمة قيادته إليه، فكان القائد العام للألوية نظرا لميله إلى العمل الجهادي أكثر من السياسي والإعلامي.
برز عمل ألوية الناصر صلاح الدين خلال العامين الأوليين من الانتفاضة الثانية، واللذين مثّلا ذروة عملها، إذ عكف القوقا ومن معه على التخطيط للعمليات المقاومة المختلفة، ولا سيما العمليات الأربع التي استهدفت فيها الألوية الدبابة الإسرائيلية "ميركافا" وقتل في الاستهداف عدد من الجنود وجرح آخرون، مما أدخل الألوية في دائرة الاستهداف الإسرائيلي.
صناعة الصواريخبدأت الفصائل الفلسطينية بتصنيع الصواريخ مع تطور العمل العسكري، ولحقتها ألوية الناصر صلاح الدين، إذ صنعت صاروخي "الناصر 1" و"الناصر 2″، أما صاروخ "الناصر 3" فقد كان لأبو يوسف فضل في صناعته، وفق ما أكده عدد من القادة في الألوية.
وتستخدم الألوية صاروخ "الناصر 3" في استهداف المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.
وتمتع القوقا بعلاقة قوية وتنسيق عال مع أحد أبرز مهندسي كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) عدنان الغول الذي يعود له الفضل في قيادة مشروع تطوير ترسانة القسام الصاروخية.
عدد من مقاتلي ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية (الجزيرة) الاغتيالحاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتيال القوقا 3 مرات خلال الانتفاضة الثانية، فاستهدفت في المرة الأولى سيارته في حي الزيتون شرق مدينة غزة، لكنه نجا منها.
ثم استهدفت منزله مرتين على التوالي، مرة بطائرة أباتشي، ومرة أخرى بالزوارق البحرية، ونجا كذلك ووضع اسمه على قوائم المطلوبين من قطاع غزة.
ويوم الجمعة 31 مارس/آذار 2006 استطاعت قوات الاحتلال اغتياله، إذ تمكن عملاؤها من تفخيخ سيارة فُجّرت عندما مر أبو يوسف القوقا بجانبها متجها إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة وسط قطاع غزة.
وفي حين توجهت أصابع الاتهام إلى جيش الاحتلال بالضلوع وراء اغتيال القوقا نفى الناطق باسم الاحتلال أي علاقة لإسرائيل بالعملية.
واتهم الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أبو عبير المسؤول في جهاز الأمن الوقائي طارق أبو رجب بالوقوف خلف عملية الاغتيال، وذلك يوم الأول من أبريل/نيسان 2006، وتعهد أبو عبير بتقديم وثائق للحكومة في حينها.
وبعد نحو شهرين على الاغتيال وفي يوم 26 مايو/أيار 2006 أعلن المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين أن وزارة الداخلية أبلغت قيادة اللجان الشعبية بانتهاء التحقيق في قضية اغتيال القائد أبو يوسف القوقا، والتوصل إلى نتائج تتعلق بتأكيد مسؤولية إسرائيل عن العملية، إذ فخخت سيارة من نوع سوبارو بمساعدة عملائها في القطاع الذين سهلوا المهمة ونفذوها.
وفُجّرت السيارة عن بعد من خلال طائرة كانت تتابع تحركات القوقا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ألویة الناصر صلاح الدین لجان المقاومة الشعبیة قطاع غزة عدد من
إقرأ أيضاً:
الجبهة الشعبیة: تصریحات واشنطن عن تحسین الوضع الإنسانی بغزة أکاذیب
الثورة نت/
وصفت الجبهة الشعبية، اليوم الأربعاء، تصريحات البيت الأبيض ، التي زعمت أن (“إسرائيل” اتخذت إجراءات للتعامل مع المطالب الأميركية بشأن الوضع الإنساني في غزة)، بالأكاذيب الوقحة هدفها التغطية على جرائم الاحتلال المستمرة ضد شعبنا في غزة.
وشددت الجبهة في تصريح صحفي، على أن هذه التصريحات تُمثّل إصراراً من الإدارة الأمريكية المجرمة على المشاركة الفعلية في الإبادة الجماعية وحرب التجويع الممنهجة التي تُمارس بحق شعبنا الصامد.
وقالت: “إن هذه التصريحات الأمريكية ليست جديدة؛ فمنذ السابع من أكتوبر العام الماضي وحتى اليوم، تطلق الإدارة الأمريكية عشرات التصريحات الزائفة، محاولةً فيها تبرئة الاحتلال من جرائم الحرب التي يرتكبها ضد المدنيين، في الوقت الذي تواصل فيه دعمها للكيان بالسلاح المحرم دولياً، والغطاء السياسي الكامل لجرائمه”.
وأشارت إلى أن هذه التصريحات الأمريكية تتناقض حول الوضع الإنساني مع شهادات منظمات إغاثة أميركية نفسها، والتي أكدت أن الاحتلال لم يفِ بالتزاماته القانونية لتقديم الإغاثة الكافية للمدنيين في غزة، بل يعرقل دخول المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى تزايد الوفيات ومعاناة المدنيين ووصول الظروف إلى حافة المجاعة لما يقارب 800 ألف فلسطيني في القطاع.
وتساءلت: “لماذا لا تجرؤ هذه المنظمات الأميركية على تحميل الإدارة الأمريكية ذاتها مسؤولية مواصلة سياسة التجويع ضد شعبنا، ما دامت قادرة على تشخيص السلوك الصهيوني بدقة؟”.
ودعت، إلى عودة الزخم الجماهيري للشارع الأميركي للضغط على هذه الإدارة المجرمة من أجل وقف دعمها لجرائم الاحتلال وحرب التجويع، كما ندعو الجامعات والنقابات، وكل المجموعات التقدمية إلى الانتفاض مرة أخرى في وجه هذا الدعم الأميركي للجرائم الصهيونية المستمرة بحق شعبنا.