بوابة الوفد:
2025-02-22@02:50:15 GMT

«الدراما الاذاعية» تاريخ لـ«حكاية شعب»

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

«عيلة مرزوق» مسلسل اجتماعى عمره 67 عاما..و«ألف ليلة وليلة» سحر الخيال

 

تحتفل الإذاعة المصرية اليوم بمرور 90 عاما، لتكون شاهدا على زمن الفن الجميل، الراديو كان جزءًا أساسيا من الروتين اليومى للأسرة المصرية، وكانت شاهداً على مراحل هامة من تاريخ مصر، واشتركت فى بعض الأوقات فى صناعة تاريخ مصر والمنطقة بأكملها، وتمثل دراما الإذاعة المصرية نقطة انطلاقة حقيقية فى تاريخ الفن المصرى، حيث تنقلك الدراما الاذاعية بقدرة هائلة على تمثيل كل مشاعرك واحاسيسك وتوصل المعنى وتجسيده بالصوت فقط، وعكفت الدراما الاذاعية لفتح مجال الخيال، قبل انتشار الدراما التليفزيونية، وكانت الدراما الإذاعية تمثل عاملا قويا فى اهتمامات الناس فكان جمهور الاذاعة من كبار السن وكذلك الشباب وربات البيوت، ومنهم مسلسلات للاستمتاع والتثقيف ومن هذه المسلسلات: «البرارى والحامول، أفواه وأرانب، الشك يا حبيبى، عيلة مرزوق، أنت اللى قتلت بابايا، رضا بوند، شنطة حمزة، أنف وثلاث عيون، وألف ليلة وليلة، الدنيا على جناح يمامة، سيد وحرمه فى رمضان، سها هانم رقصت على السلالم» وكذلك كانت انطلاقة لمسلسلات السير الذاتية وكان أشهرها «ثومة» عن شخصية كوكب الشرق أم كلثوم وقدمتها سميحة أيوب، و«اليتيم» عن حياة الفنان عبدالحليم حافظ بطولة عماد عبدالحليم، و«قاهر الظلام» عن شخصية الكاتب الكبير طه حسين وجسد شخصيته الفنان محمود مرسى وغنى التتر العندليب عبدالحليم حافظ.

ويعتبر مسلسل «عيلة مرزوق» هو المسلسل الإذاعى الذى تستمر حلقاته حتى الآن، حيث انطلقت أولى حلقاته عام 1959، وكان يذاع ضمن البرنامج الشهير «إلى ربات البيوت» التى قامت على تدشينه الاذاعية صفية المهندس، و«عيلة مرزوق»  يقدم يوميات أسرة مصرية تشكل قوام المجتمع المصرى، فهى تنتمى إلى الشرائح المتوسطة من الطبقة الوسطى التى تكافح فى الحياة و تتأصل بالقيم والمثل وتتمسك بتعليم أبنائها.

تناقش كل ما تتعرض له الأسرة المصرية من مصاعب وتحديات، ورغم أنها توقفت فى 2009، وعادت فى عام 2013، ومازالت تذاع حتى الآن وشارك فى تقديم هذا المسلسل أكثر من 200 فنان مصرى وعربى على مدار بثه من بينهم، النجم الراحل فؤاد المهندس، والنجمة الراحلة إحسان القلعاوى، والفنان أشرف عبدالغفور، وعزيزة حلمى، وتوفيق الدقن وفريد شوقى، وحاليا يشارك فيه قيس عبدالفتاح وعايدة كامل.

أيضا ضمن المسلسلات التى حققت نجاحا مسلسل «الشك يا حبيبى»، وهو مسلسل اجتماعى كان يذاع فى فترة السبعينيات فى 1977، بأعمالها المتنوعة من منوعات وأغانٍ ومسلسلات اجتماعية ناجحة.. فقد استعان مسئولو هذه الإذاعة بنخبة من ألمع وأشهر كتاب الدراما الاذاعية وعلى رأسهم المؤلف سمير عبدالعظيم، ليقوم بتأليف وإخراج مسلسل «الشك يا حبيبى» الذى ناقش عدة ظواهر غاية فى الأهمية، وهى الشك بين الزوجين وما يترتب عليه من تدمير الأسرة بأكملها، اشترك فى بطولة المسلسل يحيى شاهين وشادية ومحمود ياسين وسناء جميل.

أيضا مسلسل «أفواه وأرانب»، جمع بين أشهر النجوم الزمن الجميل، واستعان المخرج والمؤلف سمير عبدالعظيم، بالفنانة فاتن حمامة والفنان محمود ياسين، وزبيدة ثروت لبطولة هذا العمل الاجتماعى الذى تناول أهم قضايا المجتمع وهى كثرة الإنجاب وما يترتب عليها من مشاكل اجتماعية تسبب فى تأخر عقلية وفكر مواطنى المجتمع.

وحظى المسلسل بأعلى نسبة من المستمعين ما جعل من مؤلفه أن يقدم عمل جزء ثانى من المسلسل يتناول فيه تطور أحداثه باسم «كفر نعمة» وإلى تحويل أحداثه إلى فيلم مصرى بنفس الاسم وبنفس الأبطال تقريبا إلا أنه استبدل الفنانة زبيدة ثروت التى جسدت حبيبة البطل محمود ياسين فى المسلسل الاذاعى بالفنانة ليلى شقير بالفيلم.

أيضا من المسلسلات «سمارة»، للكاتب عبدالمنعم السباعى، وهو مسلسل اجتماعى سياسى تحول إلى مسلسلات وأفلام، واشترك فى الكتابة الفنان محمود اسماعيل الذى جسد أهم شخصية فى المسلسل، من بطولة سميحة أيوب، وإبراهيم سعفان ونجمة ابراهيم وملك الجمل، حيث رصد مخرج العمل يوسف الحطاب أحوال الحارة المصرية فى فترة الأربعينيات من القرن الماضى وما تحويه من أحداث سياسية المسلسل داعب خيال الفتاة المصرية الشعبية، ولذلك لاقى انتشارا وشهرة واسعة لدرجة وقت إذاعته كانت تخلو الشوارع من المارة من أجل الاستماع إليه ومتابعة أحداثه.. ما جعل من القائمين عليه تكملة أحداثه بعملين آخرين وهما «عودة سمارة» و«أمارة بنت سمارة».

أيضا المسلسل الكوميدى «رضا بوند»، حيث قام المؤلف عبدالرحمن شوقى بكتابة المسلسل واستعان بالفنان محمد رضا الذى كان يتمتع بشهرة عالية فى إفيهاته الخاصة وبطريقة كلامه ولهجته المميزة، لتشاركه صفاء أبوالسعود والفنانة نبيلة السيد فى تلك المباراة من الكوميديا الاذاعية والتى لاقت انتشارا كبيرا.

«ألف ليلة وليلة» رائعة إذاعية خالدة كتبها طاهر أبوفاشا وأخرجها الرائد الإذاعى محمد محمود شعبان، وبدأت بث الحلقات فى الخمسينيات، قامت الراحلة زوزو نبيل بدور شهرزاد، وعبدالرحيم الزرقانى بدور شهريار وتربى على سماعها الكثير والكثير من الأجيال المصرية والعربية.

أيضا ضمن الأعمال الاذاعية الهامة، «فوازير رمضان» التى ألف حلقاتها الأولى بيرم التونسى وقدمتها بطريقة مميزة آمال فهمى، و«السمسميّة» من إخراج محمد محمود شعبان وأداها المنولوجيست سيد الملاح مستعيناً بآلة السمسمية وتضمنت حلقاتها توجيهاً للالتزام بسلوك أخلاقى رفيع أو نقد سلوك ما.

عمر الشريف سجل حلقاته عن طريق الهاتف

إيمانا بدور الاذاعة لنجومية الفنانين، أهتم الفنان عمر الشريف أن يسجل حلقات مسلسل «الحب الضائع» عبر الهاتف لوجوده خارج مصر، وتم تسجيل حلقات المسلسل فى أوائل سبعينيات القرن الماضى تأليف الدكتور طه حسين، إخراج المبدع محمد علوان، بطولة النجم العالمى عمر الشريف وسعاد حسنى وصباح، وغنت تتر العمل النجمة صباح بعنوان «يا خسارة على الأيام».

العندليب.. أرجوك لا تفهمنى بسرعة

مسلسل «أرجوك لا تفهمنى بسرعة» 1973 بطولة العندليب عبدالحليم حافظ ونجلاء فتحى وعادل إمام وعماد حمدى وسمير صبرى، تأليف محمود عوض، إخراج محمد علوان، هو المسلسل الوحيد للعندليب وتوفقت إذاعته بسبب حرب أكتوبر التتر كان غناء حليم.

عبدالوهاب ونيللى

وقدم الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب مسلسله الإذاعى الوحيد «شئ من العذاب».

هنا القاهرة.. أول جملة

 

هنا القاهرة.. عبارة حماسية تحمل مشاعر الانتماء للوطن وكانت من أولى الكلمات التى انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم فى افتتاحها عام 1934، وتم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء إرسال كل الإذاعات المصرية.

«أحمد سالم» أول مذيع فى الإذاعة المصرية وكان من أوائل الإذاعيين المصريين وهو أحد سبعة تولوا مسئولية الإذاعة الوليدة، ووضعوا أسس العمل بها، وهم: محمد سعيد لطفى باشا، محمد فتحى، على خليل، أحمد كمال سرور، مدحت عاصم، وعفاف الرشيدى.

رؤساء الإذاعة

تولى سعيد باشا لطفى، أول رئيس للإذاعة المصرية من عام 1934 حتى 1947، ثم جاء محمد بك قاسم من 1947 حتى عام 1950، ثم محمد حسنى بك نجيب من 1950 حتى عام 1952، وعبدالحميد فهمى الحديدى من 1966 حتى 1969، محمد محمود شعبان من 1972 إلى 1975، صفية زكى المهندس من 1975 إلى 1982، ثم فهمى عمر من 1982 حتى 1988، أمين بسيونى من 1988 إلى 1991، وحلمى مصطفى البلك من 1991 إلى 1994، وفاروق شوشة من عام 1994 حتى 1997، حمدى الكنيسى من 1997 إلى 2001، عمر بطيشة من 2001 إلى 2005، إيناس جوهر من 2005 إلى 2009، انتصار شلبى من 2009 إلى 2011، إسماعيل الششتاوى من 2011 إلى 2013، عادل مصطفى من 2013/2/7 إلى 19/7/2013 وعبدالرحمن رشاد ثم نادية مبروك.

رواد الإذاعة

وعلى مدى تاريخها حمل رواد الإذاعة على عاتقهم نشر الثقافة والإبداع بين جموع الشعب المصرى، وكان منهم على سبيل المثال وليس الحصر، محمد محمود شعبان «بابا شارو»، صفية المهندس أول صوت نسائى إذاعى انطلق ليس فى الإذاعة المصرية فحسب بل فى إذاعات المشرق العربى كله، وجدى الحكيم، جلال معوض، نجوى أبوالنجا، أمنية صبرى، آمال العمدة، سامية صادق، على خليل، طاهر أبوزيد، نادية توفيق، صالح مهران، أحمد سعيد، سناء منصور، هالة الحديدى، محمد مرعى، سلوان محمود، صبرى سلامة، آيات الحمصانى، سامية صادق، نادية صالح، أحمد الليثى، عبده دياب، محمد يوسف، جمالات الزيادى، إكرام شعبان،على فايق زغلول، محيى محمود، إمام عمر، صديقة حياتى، نجوان قدرى، إيناس جوهر وغيرهم من رواد وأساتذة ورموز الإعلام المصرى.

أوبريتات

أنتجت الإذاعة العديد من الأوبريتات الغنائية المميزة مثل «قسم وأرزاق» و«السلطانية» والجملة الشهيرة «أنت فين يا مرزوق»، وكان «دوق الدندورمة» من أجمل الأوبريتات التى قدمتها الإذاعة ومن الأعمال الفنية الجميلة التى صادفت نجاح شعبى كبير وقام التلفزيون المصرى بتصويرها فى الستينيات من كلمات محمد متولى وألحان عزت الجاهلى وغناء إبراهيم حمودة وسعاد مكاوى وإخراج بابا شارو.

كذلك الصور الغنائية «قطر الندى، على بابا والأربعين حرامى، ألف ليلة وليلة، عيد القمح، صلوا على الهادى، عيد ميلاد أبو الفصاد، الراعى الأسمر و عذراء الربيع».

أصوات المقرئين بالإذاعة المصرية

ابتهالات وقراءات عدة للقرآن الكريم حظيت بها الإذاعة المصرية من خلال أبرز المقرئين الذين خلدت أصواتهم وكان من أبرزهم الشيخ «محمد رفعت» قيثارة السماء والشيخ «محمد الصيفى» الذى كان حجة فى قراءات القرآن السبع وحصل على عالمية الأزهر، ويُعتبر مدرسة متفردة فى القراءة، كما كان الشيخ «على حزين» من أبرز الأصوات التى حفظتها الإذاعة المصرية منذ افتتاحها عام 1934، وتنفرد مصر بأنها أنشأت أول إذاعة قرآن كريم على مستوى العالم بدأت فى بث إرسالها فى 29 مارس 1964 ومن أشهر قرائها، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الفتاح الطاروطى والشيخ محمد الليثى والشيخ محمد محمود الطبلاوى والشيخ طه الفشنى والشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ عبد العزيز حصان، وهى مختصة للقراء المصريين كما تعد من أشهر المحطات الإذاعية و يذاع فيها برنامج براعم الإيمان و برنامج موسوعة الفقه الإسلامى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإذاعة المصرية ألف ليلة وليلة الدراما الاذاعیة محمد محمود شعبان الإذاعة المصریة ألف لیلة ولیلة المصریة من

إقرأ أيضاً:

جرأة برومو إش إش تثير غضب المصريين ودعوات لمقاطعة دراما رمضان

أثارت الإعلانات الدعائية لبعض أعمال الدراما المصرية، المقرّر عرضها خلال شهر رمضان، استياء عدد من المصريين، ممّن قالوا: "فيها مشاهد لا تتناسب مع المجتمع المصري والعربي، وإنها خادشة لحياء الأسرة، ولا تليق بالعرض في شهر الصيام".

حملة انتقادات واسعة، طالت العديد من البرومات المطروحة قبل أيام، جاء أكثرها بحق مسلسل "إش إش"، الذي تقوم فيه الممثلة مي عمر بدور راقصة درجة ثالثة، من إخراج زوجها محمد سامي.

كذلك، أثارت ملابس الراقصة ومشاهد الرقص الجدل، إذ أغضبت بعض جمل برومو "إش إش"، الذي تعرضه فضائية "إم بي سي مصر" السعودية، البعض منها ما جاء على لسان الراقصة: "أنا مبتجوزش راجل غلطت معاه".



وتساءل عدد من المصريين، بينهم سياسيون ودبلوماسيون: "أهكذا تستقبلون رمضان؟"، وذلك وسط دعوات بمقاطعة مسلسلات رمضان، وغلق التلفزيون، ووقف الاشتراك في منصات العرض عبر الإنترنت مثل "شاهد" و"وتش ات".

وعبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال السفير محمد مرسي: "إش إش مسلسل يتناول خفايا وكواليس الرقص الشرقي يعرض في رمضان"، متسائلا: "أهكذا تستقبلون رمضان؟"، مجيبا: "تبا لكم".



وتواصل مي عمر حضورها الرمضاني منذ تقديم "ولد الغلابة" عام 2019، و"الفتوة" 2020، و"نسل الأغراب" 2022، و"رانيا وسكينة" 2023، و"نعمة الأفوكاتو" 2024، في تعاون جديد مع زوجها، ليقدما "إش إش" الراقصة المغمورة التي تصطدم بإحدى الشخصيات النافذة بمنطقتها الشعبية، التي يجسدها ماجد المصري.

تنجح "إش إش" عبر أحداث تشويقية من خلال 30 حلقة، في تدبير مكائد للمعلم رجب، الذي يرغب في الزواج منها، في العمل الذي كتبه زوجها؛ فيما يشاركها بطولته هالة صدقي، ودينا، وانتصار، وإيهاب فهمي، ومن إنتاج السعودي "حسين عسيري" و"الصدف للإنتاج"، ويعرض على شاشة "إم بي سي" ومنصة "شاهد".

ويغلب على مقاطع العروض التشويقية لمسلسلات رمضان هذا العام مشاهد العنف والقتل، وعلى الجانب الآخر مشاهد الرقص والرومانسية والملابس غير اللائقة بالعرض خلال شهر رمضان، وفق تعبير عدد من المتابعين.


الانتقادات طالت كذلك برومو مسلسل "سيد الناس"، الذي يخرجه أيضا محمد سامي، وتعرضه مجموعة "إم بي سي" ومنصة شاهد الرقمية، حيث يظهر الممثل عمرو سعد ضمن أحد مشاهد العمل عاري الصدر، رغم أن العمل يجسد دراما في صعيد مصر.

وذلك إلى جانب ما طال مسلسل "العتاولة 2" لأحمد السقا وطارق لطفي وزينة، من رقص وعري وعراك وعنف.

"عربي21"، تحدثت إلى نقاد وفنانين حول الدور السلبي الذي تصنعه الدراما في المجتمع، وقراءتهم لأسباب إصرار صناع الدراما على الترويج لدراما العنف والعري والانتقام والسرقة.



"محتشمة بالقياس"
الناقد الفني، طارق الشناوي، قال: "لو عدنا لإعلانات أفلام فترة خمسينيات القرن الماضي، فسنجد أن الراقصتين تحية كاريوكا وسامية جمال كانتا ترقصان ليلا في رمضان حتى موعد السحور، والسينمات كانت تفتح أبوابها طوال الشهر، وتعرض كل الأفلام، والتي كان فيها الكثير من الحب".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد الشناوي أنه "قبل افتتاح التلفزيون المصري عام 1960، كان الطقس اليومي في رمضان للإنسان المصري أنه يتفرج على الأفلام في السينمات نهارا، وبعد الإفطار ليلا وحتى السحور، وكان البعض يذهب ليتفرج ويسهر في ملاهي ليلية راقصة".

ويرى الشناوي أن "الحلال والحرام ليسا فقط في رمضان، بل طوال العام"، متسائلا: "لماذا نطبق الحلال والحرام على رمضان فقط، ونعتبر أنه في باقي العام طبيعي؟"، مبينا أنه "إذا وافقت على وجود عمل فني في أشهر غير رمضان، فمن حقك أن يكون موجودا في رمضان، ولا توجد خصوصية على هذا النحو".

وختم بالقول إن "بدلة رقص مي عمر أو (إش إش) الراقصة بالقياس مع بدلة أي راقصة في الأفلام المصرية تعتبر محتشمة وزيها شرعي".

وعلى الجانب الآخر، بدأ الفنان هشام عبد الله حديثه لـ"عربي21" بذكر الآية القرآنية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، مشيرا إلى أن "حالة الفن تلك التي تعتمد على الإثارة والعري والعنف والبلطجة، كمن يحمل فوق رأسه قربة ماء مثقوبة، تضره وتضر من معه".

وقال عبد الله: "منذ فترة زمنية والناس ترى حالة الانحلال المتزايدة، والتوجه نحو هدم القيم، وزعزعة الثوابت التي ارتضاها المجتمع، ومحاربة الدين، وخاصة الإسلام"، مؤكدا أنّ "هدم الأمة أو الدولة يأتي بإفساد قيم وأخلاق الشعوب مكون الدولة، وألا يعيش المؤمنون على ما آمنوا عليه".

ويرى الممثل المصري صاحب الأدوار الفنية الاجتماعية إلى جانب كبار الفن المصري الراحلين، أنّ: "هذا هو الهدف؛ حرب عقائدية، وللأسف سلاحهم فيها كل ما سبق"، لافتا إلى أن: "الأنظمة الحاكمة تساعدهم بذلك".


وأكد عبد الله أن "الدراما سلاح خطير جدا ومؤثر، وبالذات على الشباب نواة المستقبل؛ خاصة وأن الرأي أو النصيحة لم تعد تجدي، ولابد للمجتمع أن يعود إلى الله، والقيم الاجتماعية والأخلاقية في تربية النشء ولا يتركونهم للضياع والانسياق وراء هذه المؤثرات".

وأبدى تعجبه من أن تكون "بلد الحرمين الشريفين هي صاحبة القناة التي تعرض (إش إش)، صاحبة الإنتاج الفني، وبرعاية (الهيئة العامة للترفيه)، التي قامت تماشيا مع (رؤية السعودية 2030)"، مشيرا في المقابل إلى معاناة أهل غزة وصمودهم".

وخلص للقول: "لهذا زهدت الفن الخالي من الأخلاق والصدق والإيمان، بالمعنى الحقيقي للكلمة، فكلمة تصنع أمة وكلمة تهدم أمة، والكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري"، متسائلا "أين مثل هذه المعاني في هذا الزمان؟".

"صناعة التفاهة وإثارة الغريزة"
من جانبها، قالت الناقدة الفنية، إيمان نبيل، لـ"عربي21": "الموضوع ليس بجديد، وقبل ذلك أطلت غادة عبد الرازق بمسلسل رمضاني بهيئة راقصة، وقدمته منى زكي بمسلسل آسيا، لكن مواقع التواصل الاجتماعي لم تشتبك مع الحالتين كاشتباكها مع مي عمر".

وأكدت نبيل، أن "لديها اعتراض على الطرح لأن المسلسل بالكامل عن حياة راقصة، ما يجعل الأمر مستفزا في رمضان، بجانب حالة رفض تواجهها مي عمر من الجمهور، وقول البعض إنها ليست بالموهبة التي تُحدث كل هذه الضجة، وأن السر في زوجها المخرج، إذا فالموضوع كذلك متعلق بمي عمر ذاتها، إلى جانب حساسية شهر الصيام والعبادة".

ولفتت إلى جانب آخر، وهو أن "تصدر الأعمال الفنية التي تحمل هذا الكم من الإغراء والعري والعنف في رمضان يقابله غياب تام للأعمال الدينية والتاريخية وحتى الاجتماعية الخالية من العنف والجريمة، وهناك أسماء فنية كبيرة بينها تقدم أعمالا تكشف عن حجم إفلاسهم الفني وخاصة في الكوميديا".

وترى الناقدة الفنية أن "الحوار خلال البرومو رديء وصادم، وكنا نستمتع بالأداء الفني والأدبي والمباريات التمثيلية بين كبار الفنانين، والآن جمل الحوار قمة التدني والإسفاف وتعمق صناعة التفاهة وإثارة الغريزة والتركيز على المحرمات أو التي كانت في نظر صناع الدراما محرمات".

وقالت نبيل: "كانت هناك ممنوعات على العرب مناقشتها في أعمالهم الفنية، كسر هذه التابوهات مسلسل تركي واحد مدبلج يتحدث عن العشق الحرام، والأطفال غير الشرعيين، والإنجاب قبل الزواج، وإقامة العلاقات مع المحارم، وكل هذا لم نكن نعرفه في بيوتنا".


وأوضحت أن: "المسلسلات التركية المدبلجة التي يصنعها علمانيو تركيا كسّرت التابوهات العربية في الفن، فلا واحدة محجبة، ولا أحد يصلي، ولا ظهور للمسجد، وغيرها، وأخذنا التركي لأنه يقدم العلاقات غير المقبولة من ممثلين ألوانهم بيضاء وشقراء، ويعيشون ببيوت كالقصور".

وأكدت الناقدة الفنية، أن "تلك الحالة لها انعكاس خطير على المجتمع وانتشار جرائم الاغتصاب والقتل وظهور سفاحي النساء"، مشيرة إلى "خطورة ما يقدمه الممثل محمد رمضان من أعمال قائمة على البلطجة والعنف والعري".

وقالت: "درست في الدراما في هوليوود بأن هناك خط درامي للبطل، وهناك آخر يواجهه، ويمكن للخير أن ينتصر أو تبقى النهاية مفتوحة؛ ليقدم محمد رمضان البطل الأوحد الذي لا يخطئ ولا يقف أمامه أحد، مؤثرا بعمق على الذكور بتقليده في المشاجرات وخلع الملابس، مع تقليد أغلب أبطال الدراما لتلك الحالة وأصبحت هي الفورميلا".

وألمحت إلى أننا "فقدنا قيمة الفن والفنان"، مذكّرة بـ"حوار للفنان محمد صبحي خلال مقابلة تليفزيونية عن قيم الدراما، قال فيه إنه لو هناك مشهد يجمع موظف وزميلة له في حجرة عمل لابد من ظهور الساعي في المشهد للحفاظ على القيم".

وختمت نبيل بالقول: "اعتماد مسلسل رمضاني على الرقص متعلق بحالة الإفلاس في الموضوعات، وهناك موضوعات فيها رقص وقد تمر دون انتقاد، ولكن القصة في رمضان كاملة عن الرقص، مع حوار هابط لممثلة مدعومة من زوجها، فهذه توليفة غير مقبولة".

"تدمير وإفساد مقصود"
في رؤيتها، قالت الفنانة والكاتبة المصرية بطلة مسلسل "نقرة ودحديرة"، إلهام عبد اللاه: "في 3 تموز/ يوليو 1250 ميلادية، أسر جيش الأيوبيين ملك فرنسا لويس التاسع، بعد هزيمة جيشه بمعركة فارسكور، وسجنوه بدار (ابن لقمان) بالمنصورة".

وفي حديثها لـ"عربي21"، أشارت إلى أنه "بعد فك أسره، سأله قادته: كيف أسر الفلاحون قائدا مثلك؟، فطلب منهم إحضار كتاب ووضعه وسط سجادة 4 أمتار في 4 أمتار ثم إحضاره دون أن تلمس أقدامهم السجادة، لكنهم فشلوا، فنزل الملك على قدميه وأمسك طرفي السجادة وراح يثنيها حتى وصل للكتاب".

وتابعت: "أوضح لهم أن هؤلاء بقلوبهم الكتاب (القرآن الكريم) كوضع هذا الكتاب بالسجادة ويؤدون تعاليمه ويصلون العشاء ويذهبون للنوم ثم يستيقظون في البكور للصلاة ثم العمل وهذا يُكسبهم صحة وقوة وعزيمة وكثرة أولاد، وقال إن الحل في إضعافهم بنزع الكتاب من قلوبهم دون أن يشعروا".

وأكدت الفنانة المعارضة من إسطنبول، أنّ "الخطوات تتابعت خاصة بعد الحملة الفرنسية على مصر، ومنها إنشاء الأوبرا والمسرح والسينما والراديو والتليفزيون، وبدلا من النوم المبكر والاستيقاظ المبكر انتشرت ظاهرة السهر".


وأشارت إلى "مخططات الهيمنة الصهيونية على الفن والثقافة"، مبينة أن "السلاح الأقوى كان دخول التليفزيون كل بيت ويمتلكه الغنى والفقر، واستنادا إلى مقولة إذا أردت أن تهدم حضارة فعليك بهدم الأسرة والتعليم والقدوة".

وخلصت للقول: "لذلك ما نعيشه اليوم من تدمير وإفساد وإفقار وتجهيل هو ما يُصدر لبيوتنا عبر شاشات التلفاز وأجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول وغيره، دون رقابة"، متسائلة: "أين الرقابة على المصنفات الفنية، وعلماء الدين؟"، موجهة انتقادها للمخرج محمد سامي، "الزوج الذي يقف خلف الكاميرا ليصنع لزوجته مثل هذه المشاهد".

وختمت مؤكدة أنّ: "العلاقات خارج إطار الزواج وشرب الخمر والعري أصبحت بنظر البعض حرية شخصية وتطور فكري وحضاري"، متسائلة: "أين التطور والحضارة ونحن نهدم بيوتنا بأيدينا؟"، داعية "المجتمع للعودة إلى صوابه وقيمه".

"جرائم على طريقة الدراما"
في دراما الموسم الرمضاني الماضي، برزت أعمال بها مشاهد مفزعة من البلطجة، وتعج بجرائم القتل، والضرب، والانتقام، والثأر، وما يتبعها من إسالة الدماء بالحارة وبقصور الأثرياء.

هذه المشاهد ظهرت جليا بمسلسلات "العتاولة" لأحمد السقا الذي يظهر بدور "حرامي"، و"بيت الرفاعي" لأمير كرارة، و"كوبرا" لمحمد إمام ويؤدي فيه دور "حرامي" أيضا، و"حق عرب" لأحمد العوضي، و"قلع الحجر" لمحمد رياض، و"نعمة الأفوكاتو" لمي عمر، وغيرها.

أبطال معظم تلك الأعمال يوصفون من طرف المتابعين بكونهم: "خارجين عن القانون، يقومون بأعمال مخلة بالشرف مثل السرقة بالإكراه والنصب والقتل والحرق والتجارة في المخدرات والسلاح".

إلى ذلك، تشهد مصر آلاف الجرائم المشابهة لما يجري عرضه عبر الدراما، فيما احتلت المرتبة الـ 65 عالميا، والـ18 أفريقيا والثالثة عربيا بمعدلات الجريمة للعام الماضي، بحسب مؤشر قياس الجريمة في قاعدة البيانات "نامبيو".

وشهدت البلاد، مساء الأحد الماضي، مواجهة بين قوات الشرطة وعناصر تهريب المخدرات بمركز شرطة ساحل سليم بأسيوط (بالصعيد)، قُتل على إثرها 8 أشخاص وصفهم إعلان الداخلية المصرية، الاثنين، بـ"شديدي الخطورة"، يتزعمهم "خط الصعيد الجديد" المتهم في 44 جناية متنوعة، ومحكوم عليه بالسجن بـ191 سنة.


والعام الماضي قام شخص بذبح جاره في وضح النهار ونهش رأسه، تجول بها الشارع، في مدينة الأقصر الأثرية بصعيد مصر. كما جرى توقيف "سفاح التجمع" المنطقة الراقية شرق القاهرة، بعد قتله وبطريقة درامية 3 سيدات بعدما استدرجهن لشقته.

وفي الحي الشعبي شبرا الخيمة شمال القاهرة، أقدم شابان على قتل طفل 15 عاما، بدافع سرقة أعضائه البشرية بهدف بيعها عبر الإنترنت المظلم.

وخوفا من تعرضها للاغتصاب، قفزت الشابة حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميا بـ"فتاة الشروق"، من سيارة أجرة تابعة لشركة "أوبر"، لتلقى حتفها متأثرة بإصاباتها.

مقالات مشابهة

  • بعمل بلوك .. عبير صبري : هذه طقوسي في رمضان l خاص
  • «شخصية مش مفهومة».. ماذا قالت بسنت شوقي عن دورها في مسلسل وتقابل حبيب
  • مصممة ملابس ظلم المصطبة: سافرت إلى «دمنهور» للوقوف على تفاصيل الحياة والتعرف على طباع الأهالي
  • مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف
  • ألتقيكم في رمضان.. إلهام شاهين تروج للمسلسل الإذاعي الجيران لبعضيها
  • رمضان 2025.. عبير صبري: محمد رجب فنان حقيقي.. وأتمني نجاحنا يكون أكبر في «الحلانجي»
  • مسلسلات رمضان 2025 .. عرض شباب امرأة واثينا علي زي ألوان
  • سوسن بدر تكشف لـ24 أسرار أزمة إنتاج مسلسلات الـ30 حلقة
  • بعد إقامة جبرية.. القضايا النفسية على الشاشة الفضية.. ماجدة خير الله: الدراما المصرية جرس إنذار للأزمات والمرض النفسي
  • جرأة برومو إش إش تثير غضب المصريين ودعوات لمقاطعة دراما رمضان