منير أديب يسأل: إرهاب الحروب والصراعات أخطر أم إرهاب داعش؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العالم يعيش حاليًا في انتكاسة كبيرة تتعلق بعودة الإرهاب العابر للحدود والقارات، صحيح سقط تنظيم داعش في 22 مارس عام 2019، ولكن خطر التنظيم ما زال محيطًا بالعالم شرقه وغربه، وربما زاد هذا الخطر بصورة كبيرة بسبب الحروب والصراعات التي ضربت العالم بأكمله.
والدليل على ذلك أنّ داعش ما زال قادرًا على تنفيذ عمليات مسلحة بعد مرور 5 سنوات على سقوطه في أوائل عام 2019، فدولة التنظيم التي سقطت قبل 5 سنوات نفذت مئات العمليات النوعيّة خلال هذه السنوات، وكأنّ السقوط كان شكليًا ورمزيًا، سقطت الدولة بينما التنظيم ما زال موجودًا بكل قوته وعنفوانه.
وهو ما يجعلنا نذهب إلى خطر آخر انعكس بصورة كبيرة على عودة التنظيم ممثلًا في الحروب والصراعات التي ضربت العالم خلال الثلاث سنوات الأخيرة وما قبلها؛ هذه الحروب خلّفت فوضى أتاحت فرصة لعود التنظيم من جديد، عودة ربما هي أشرس من وجوده السابق عندما نجح في إقامة دولته في 29 يونيو من العام 2014.
العالم يدفع ضريبة كبيرة بسبب الحروب والصراعات، سواء الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 والذي يُعتبر داعش أحد مخلفات هذا الغزو، أو نتيجة حتمية للاحتلال بكل صوره؛ الدولة الإسلامية في العراق، والتي نشأت بهدف مواجهة الاحتلال الأمريكي، ثم تشكيل تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية داعش، عندما عمت الفوضى الأراضي السورية، وهنا تبقى الفوضى العامل المشترك إما سببًا أو وجودًا لداعش.
الظروف التي هُيئت لظهور داعش هي نفسها الظروف التي يعيشها العام حاليًا؛ فما بين الحرب الروسية في أوكرانيا قبل عامين والحرب الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط قبل ثمانية أشهر يسكن داعش، فضلًا عن الصراع في السودان ومن قبل في اليمن وسوريا، وكل هذه الدول ينشط فيها التنظيم أو أنه نجح في إيجاد موطئ قدم يمثل من خلاله خطرًا على أمن العالم.
بات العالم منشغلًا بصوره كبيره بالحروب والصراعات، كما أنه بات في حالة استقطاب شديد، هذه الحالة تركت أثرًا على قوة التنظيم بل ووجوده من الأساس، فضلًا عن تأثر جهود مكافحة الإرهاب، فالعالم الذي شكل التحالف الدولي من أجل مواجهة داعش هو نفس العالم المتصارع والمستقطب، وهنا تبدو الخطورة الحقيقية.
الحالة التي يعيشها العالم حاليًا أخطر بكثير من تلك التي سبقت نشأت داعش في أوائل عام 2014، بل أخطر من النصف الثاني من عام 2014 وهي الفترة الأولى لنشأة التنظيم؛ هي تُشبه تمامًا عودة الورم السرطاني؛ ففي العلوم الطبية غالبًا ما تكون عودة الورم الخبيث أكثر شراسة من الظهور الأول له؛ يا حبذا لو وجودت عوامل جاذبة أخرى فتكون العودة مميتة.
على العالم أنّ ينتبه إلى الخطر الحالي؛ فيقلل من صراعاته إنّ لم يكن قادرًا على إنهائها؛ فهذه الصراعات والحروب هي المصدر الأول للإرهاب؛ كما لا بد للعالم أنّ يتفرغ قليلًا لاستكمال مهامه المتعلقة بمواجهة هذا الإرهاب، بل عليه أنّ يفكر كثيرًا في وسائل مواجهة جديدة ومختلفة وتكون ناجعة، فالعالم لم يكن حقيقة في مواجهة الإرهاب العالمي، ولكنه حد من قدراته فقط، وكل أمنيات العالم الآن أن يُعود للمواجهة الخجولة فقط!
وعلى الولايات المتحدة الأمريكية دور سواء في مواجهة داعش والتنظيمات المتطرفة أو دور في تخفيف حدة الاحتقان، سواء في الحرب الروسية في أوكرانيا أو الحرب الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها قادرة على حسم الحرب في السودان واليمن وكذلك سوريا؛ هي لا تقوم بدورها الحقيقي وتتحمل المسؤولية كاملة.
صحيح التنظيمات المتطرفة نشأت في منطقة الشرق الأوسط ولكن تم بدعم ورعاية غربية، أو على أقل تقدير تقصير من قبل الغرب في المواجهة، وهو ما يستلزم إعادة النظر في الحروب الدائرة الآن، وعلى عقلاء العالم أنّ يوقفوا هذه الحروب من أجل أنّ يُحافظوا على تبقى من العالم، فالتنظيمات المتطرفة هي من تقضي على العالم وليست الحروب والصراعات.
لا بد من استفاقة دولية لمواجهة الخطر القادم من الخلف أو لعله الآن في الصداره بسبب تأثير الحروب والصراعات الدائرة الآن، كما لا بد من تفعيل المؤسسات الدولية المعنية بحفظ الأمن والاستقرار، فهذه المؤسسات الوحيدة القادرة بضبط البوصلة ووقف الحروب أو وقف تداعياتها أو على الأقل تقليل خطر انتشارها واشتعالها بصورة أكبر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش الارهاب الحرب الإسرائيلية التحالف الدولي بالعراق الحروب والصراعات
إقرأ أيضاً:
الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
ثمة «ثورة» تجتاح العالم الآن بعد نشر أبحاث تقول بأن الأمراض التي ضربت البشرية خلال سبعة عقود كانت نتاج كذبة كبيرة سوّقت لها شركات الغذاء الكبرى والتي اعتمدت على الانتاج الصناعي ومنها «الزيوت المهدرجة والسكر الصناعي» واعتمدت على أبحاث طبية مزيفة للتخويف من الأغذية الطبيعية، والترويج لأخرى صناعية، والهدف اقتصادي؟
الأطباء الذين بدأوا يرفعون الصوت عالياً أن الدهون الطبيعية خطر على الحياة وأنها سبب رئيس للكوليسترول، كذبة كبيرة، فالدهون أساس طبيعي للبقاء في الحياة، وأن ما يمنعونك عنه يتوازع في كل جسمك بما فيه المخ، وأن ما قيل عن خطر الدهون المشبّعة كانت نتاج نقل عن بحث لبرفيسور أمريكي كتبه في نهاية الخمسينيات، حيث عملت الشركات الغذائية الكبرى على سدّ الحاجات البشرية من الغذاء بعد أنّ حصل نقص كبير في الثروة الحيوانية بعد الحرب العالمية الثانية، ولهذا تمّ تلفيق هذه الكذبة الكبيرة، وقد مُنع الصوت الآخر، بل وصل الأمر كما يقول الأطباء المخدوعون: إنهم كانوا يدرسون ذلك كحقيقة علمية، بل إنّهم لا يتوارون عن تحذير مرضاهم من الدهون الطبيعية، في حين أنّ الأمراض التي ضربت البشرية خلال العقود السابقة كانت نتيجة الزيوت المهدرجة، والسكر الصناعي، والوجبات السريعة..
والحل الطبيعي بإيقاف تلك الأطعمة الصناعية، ومنتجات تلك الشركات، والعودة للغذاء الطبيعي، وتناول الدهون الطبيعية بكل أنواعها والإقلال من الخبز والنشويات، ويضيف المختصون : أنّ جسد الإنسان مصمم لعلاج أي خلل يصيبه ذاتيًا، ولكنّ جشع الإنسان في البحث عن الأرباح الهائلة دفع البشرية إلى حافة الهاوية، فكانت متلازمة المال «الغذاء والدواء» والاحتكار لهما، وهكذا مضى العالم إلى أن القوى العظمى من تحوز على احتكار وتجارة ثلاثة أمور وجعل بقية العالم مستهلكاً أو نصف مستهلك أو سوقاً رخيصة للإنتاج، وهي الدواء والغذاء والسلاح، فضلاً عن مصادر الطاقة، ولعل ذلك بات ممثلاً بالشركات عابرة القومية بديلاً عن السيطرة المباشرة من الدول العظمى!
ثمة تخويف للعالم من الكوليسترول، وما يسببه من جلطات وسكر، تخويف ساهم الإعلام فيه، حيث استخدم الإعلام « السلاح الخفي للشركات العملاقة» لتكريس الكذبة بوصفها حقيقة، وهناك من استخدم الإعلام للترويج للزيوت المهدرجة والمشروبات الغازية، على أنّها فتح للبشرية، دون أن يعلم خطورتها، فقد ارتبط بقاء الإعلام بالدعاية للشركات الكبرى حتى يستطيع القائمون عليه تمويله، وبدل أن يقوم الإعلام بكشف تلك الكذبة باتت الشركات الكبرى تفرض عقوبات على كل من لا يغني على هواها بأن تحرم تلك الوسيلة وغيرها من مدخول الإعلان الهائل فيؤدي ذلك لإفلاسها وإغلاقها!
قبل سنوات، وفي مؤتمر عالمي للقلب في الإحساء في المملكة العربية السعودية، قال البرفيسور بول روش إن الكوليسترول أكبر خدعة في القرن العشرين، أو كما يقول د. خالد عبد الله النمر في مقال له بجريدة الرياض في 31 ديسمبر 2014 :
(في مؤتمر عالمي للقلب بالأحساء بالسعودية نظمه مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأمراض القلب فجّر الدكتور الأمريكي بول روش رئيس المعهد الأمريكي لأبحاث التوتر العصبي بواشنطن مفاجأة حيث أعلن أن الكولسترول أكبر خدعة في القرن الماضي والحقيقة: أن الطعام الدسم بشحوم الأغنام وتناول دهون الأبقار (سمن البقر) هو الذي يقوم بإخراج السموم من الجسم وإعطاء الليونة والمرونة للشرايين والجلد وتغذية الكبد والأمعاء وكافة الأجهزة بالجسم والدفع بالطاقة لأعلى مستوياتها وهو بريء من كولسترول الدم أو الإصابة بالنوبات القلبية والمتهم الحقيقي هو الزيوت المهدرجة دوار الشمس والذرة وغيرهم والسمن الصناعي من: المارجرين وغيره)
فهل نحن أمام خديعة كبرى قتلت ومازالت ملايين البشر؟ ولصالح من؟ وهل كانت قيادة الإنسان الغربي للبشرية قيادة صالحة وإنسانية أم إن ما قاله العلامة الهندي أبو الحسن الندوي قبل خمسة وسبعين عاماً مازال القاعدة وليس الاستثناء. يقول الندوي: «إنّ الغرب جحد جميع نواحي الحياة البشرية غير الناحية الاقتصادية، ولم يعر غيرها شيئاً من العناية، وجعل كل شيء يحارب من أجله اقتصادياً!» وقد شهد شاهد من أهله إذا يذكر إدوارد بيرنيس أخطر المتلاعبين بالعقل البشري في عام 1928 في كتابه الشهير «بروبوغندا» ما يؤكد ما ذهب إليه الندوي. وكان بيرنيس المستشار الإعلامي للعديد من الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين، وهو من أحد أقرباء عالم النفس الشهير سيغموند فرويد. ويتباهى بيرنيس في مقدمة كتابه الشهير ويعترف فيه بأن الحكومات الخفية تتحكم بكل تصرفات البشر بطريقة ذكية للغاية دون أن يدري أحد أنه مجرد رقم في قطيع كبير من الناس يفعلون كل ما تريده منهم الحكومة الخفية بكامل إرادتهم. ويذكر بيرنيس كيف نجح مثلاً في دفع الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين إلى تناول لحم الخنزير قبل حوالي قرن من الزمان. وهنا يقول إن تجارة الخنازير في أمريكا كانت ضعيفة جداً، وكان مربو الخنازير يشكون من قلة بيع اللحوم، فعرض عليهم بيرنيس خطة جهنمية لترويج لحوم الخنازير. ويذكر الكاتب أنه اتصل بمئات الأطباء والباحثين وأقنعهم بأن يكتبوا بحوثاً تثبت أن الفطور التقليدي للأمريكيين وهو الحبوب والحليب ليس صحياً ولا مغذياً، وبالتالي لا بد من استبداله بفطور جديد يقوم على تناول لحوم الخنزير بأشكالها كافة. وفعلاً نشر بيرنيس كل البحوث التي طلبها من الأطباء والباحثين في معظم الصحف الأمريكية في ذلك الوقت، وبعد فترة بدأ الناس يتهافتون على شراء لحم الخنزير ليصبح فيما بعد المادة الرئيسية في فطور الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين بشكل عام. وقد ازدهرت تجارة الخنازير فيما بعد في الغرب لتصبح في المقدمة بعد أن اكتسحت لحوم الخنازير المحلات التجارية وموائد الغربيين.
هل كانت نصيحة بيرنيس للأمريكيين بتناول لحم الخنزير من أجل تحسين صحة البشر فعلاً أم من أجل تسمين جيوب التجار والمزارعين وقتها؟ وإذا كان الغرب الرأسمالي يتلاعب بعقول وصحة الغربيين أنفسهم، فما بالك ببقية البشرية؟