ما وراء دعوة بهتشلي حليف أردوغان النظام السوري إلى عملية ضد العمال الكردستاني؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
أثارت دعوة دولت بهتشلي زعيم حزب "الحركة القومية" التركي، إلى عملية عسكرية مشتركة تجمع تركيا والنظام السوري للقضاء على حزب "العمال الكردستاني"، المصنف منظمة إرهابية في تركيا، في مناطق شمال شرقي سوريا، تساؤلات بشأن دلالاتها، وخاصة أن بهتشلي يعد من أبرز حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان بهتشلي قد قال خلال اجتماع مع حزبه قبل يومين "يجب إقامة تعاون مع دمشق للقضاء على مصدر المنظمة الإرهابية الانفصالية من خلال العمليات العسكرية وبناء جسر من العلاقات لعدم السماح للإرهابيين بغزو المنطقة".
وانتقد بحسب صحيفة "جمهوريت" التركية انتخابات البلديات التابعة لـ"الإدارة الذاتية" التابعة لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تخطط الأخيرة لتنظيمها في حزيران/يونيو المقبل.
واعتبر بهتشلي أن الانتخابات "مرحلة جديدة قادمة لتقسيم تركيا، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ترى بأن الحوار مع الإرهابيين أمر ذو أهمية استراتيجية في المكان"، مضيفا أن بلاده "ليست دولة استعمارية أو الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية، ومن غير الممكن أن تكون كذلك".
وفي قراءته لدلالات دعوة بهتشلي، أشار الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، إلى أن هذه الدعوة ليست جديدة على الصعيد التركي، حيث أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة مشابهة قبل نحو عامين.
وتابع الباحث بالإشارة كذلك إلى توعد أردوغان قبل شهرين بـ"الانتهاء من تطهير الحدود" مع سوريا والعراق بحلول الصيف.
https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7/%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%86%D8%A4%D9%85%D9%86-%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A8%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%81/3167866
وقال عودة أوغلو، بالتالي تأتي دعوة بهتشلي في إطار استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا بخصوص دعم واشنطن للقوات التي تصنفها تركيا "إرهابية" في سوريا.
واعتبر أن "الدعوة تعبرعن رغبة تركية في زيادة الضغوط على الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية هناك، لتغيير موقفها من دعم "قسد"، وغالبا لن تغير واشنطن موقفها".
وبذلك يقلل، عودة أوغلو من احتمال استجابة النظام السوري لدعوة بهتشلي، خاصة في ظل عدم التعليق من حزب "العدالة والتنمية" على دعوة بهتشلي، وقال: "أساسا مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة توقف، ما يجعلنا نعتقد أن هذه التصريحات تظهر وتختفي بعد فترة وجيزة".
وحول ردود النظام السوري على الدعوة، قال المتحدث باسم "المصالحة السورية" عمر رحمون، "لن يكون هناك أي تعاون في أي عملية داخل الأراضي السورية لا ضد "قسد" ولا ضد أي تنظيم آخر".
وتابع في حديثه لـ"عربي21" بأن "ما تحدث به بهتشلي هو نوع من أنواع التمويه والخداع"، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، وصف المحلل العسكري النقيب عبد السلام عبد الرزاق، الدعوة بـ"الرسالة السياسية" الهادفة إلى زيادة حرج النظام، موضحاً أن "النظام لا يعتبرقسد إرهابية وهو ساهم في تأسيسها وتدريبها وتسليحها واستخدمها ضد الثورة".
واعتبر عبد الرزاق أن "تركيا تعرف ذلك، لكن ربما هي تحاول إظهار عدم تعاون النظام، في ملفات الإرهاب التي هي ضمن بنود التطبيع بين تركيا ونظام الأسد".
وقبل أيام، كان رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، أوزغور أوزال قد أعلن عن استعداده للتصالح مع النظام السوري.
وتوقف مسار التطبيع بين النظام السوري وتركيا، بسبب حجم الخلافات الكبيرة والمطالب "المستحيلة" من الجانبين، ومن أهمها اشتراط النظام انسحاب الجيش التركي من سوريا، واشتراط أنقرة إجراء انتخابات "نزيهة" في سوريا قبل استكمال الحوار مع الطرف الرابح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تركيا العمال الكردستاني سوريا النظام سوريا تركيا النظام العمال الكردستاني سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری
إقرأ أيضاً:
فرص ومخاطر بانتظار تركيا في ولاية ترامب الجديدة
أنقرة (زمان التركية) – مع تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية اليوم عقب حفل التنصيب، تبدأ حقبة جديدة في العلاقات التركية الأمريكية.
وتشير التوقعات في أنقرة إلى انتعاش الحوار والاتصالات الثنائية بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وترامب، ويتوقع الرئيس التركي أن تفتح له أبواب البيت الأبيض مرة أخرى بعد أن ودع جو بايدن، الذي اتخذ موقفاً بعيداً عنه، الرئاسة.
يصف أردوغان وترامب بعضهما البعض “بالصديق”، غير أن أزمة شراء تركيا منظومة الدفاع الروسية اس 400 واعتقالها الراهب الأمريكي برونسون خلال رئاسة ترامب الأولى وجهت ضربة للعلاقات بين البلدين، ولا يزال الدمار الناجم عنها قائما وليس من المعروف ما إن كان سيتم تلافيه بالمستقبل القريب أم لا.
من جانبه، أفاد آرون شتاين، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية، أنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن كيفية تطور العلاقات على مدى السنوات الأربع المقبلة مشيرا إلى أن أي خطوة محتملة في سوريا قد تؤدي إلى مواجهة أنقرة لقضايا جديدة سيتعين عليها حلها.
وأضاف شتاين أن روسيا لا تزال تشكل تهديدًا تتعامل معه أنقرة بشكل مختلف عن بقية الناتو، وأن سياسة ترامب المحتملة للناتو لا تزال غير واضحة مفيدا أن كل من يصدر أحكام نهائية بالفعل بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين خلال ولاية ترامب الجديدة خاطئ لأن لا أحد يعرف ما سيحدث.
يوضح جونول تول، مدير مركز الدراسات التركية في معهد دراسات الشرق الأوسط ومقره واشنطن، أن دونالد ترامب يمكنه التخلي بسهولة عن كل من يعيق ما يريد تحقيقه بمن فيهم من يطلق عليه “الصديق”.
وأشار تول إلى أن ضغط ترامب الشديد على نتنياهو كان فعالًا في الحديث عن وقف إطلاق النار في غزة اليوم قائلا: “ مع ذلك وكما تعلمون، قيل على ترامب إنه سيفعل ما يريده نتنياهو. الشيء نفسه ينطبق على علاقته مع تركيا. ترامب يصفه “بالصديق”، لكن إذا فعل أردوغان شيئًا من شأنه تعطيل أجندة ترامب، فستتغير الأمور”.
هل يرفع ترامب العقوبات عن تركيا؟هناك قضية أخرى ملحة يتعين على أنقرة حلها خلال فترة ترامب وهي عقوبات CAATSA التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا مقابل S-400 التي اشترتها من روسيا.
أفاد تول أنه سيتعين على ترامب إما الحصول على التزام من الرئيس أردوغان بعدم استخدام صواريخ S-400 على الإطلاق لرفع العقوبات، أو سيتعين عليه إبلاغ الكونجرس بأنه تم إخراجها من الأراضي التركية مشيرا إلى أنه لا يرى تطورًا محتملًا جدًا في هذا الاتجاه.
على الصعيد الآخر، يرى شتاين أنه تم تصميم CAATSA لضمان عدم قدرة ترامب على رفع هذه العقوبات دون قرار من الكونجرس، وأن الكونجرس جعل العقوبات المفروضة على روسيا “مستندة على ترامب” من أجل منعه من رفع العقوبات المفروضة على روسيا بمفرده مفيدا أن تركيا ستحتاج إلى تقديم تنازلات من أجل رفع هذه العقوبات.
استراتيجية الولايات المتحدة في قبرص واليونانومن المتوقع أيضًا أن يستمر التوتر المتزايد على خط أنقرة- واشنطن بسبب تعزيز التعاون الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية مع اليونان وقبرص.
قبل بضعة أيام من نهاية فترة ولايته، وقع بايدن مرسومًا يسمح بمبيعات أسلحة أرخص إلى قبرص.
ويشير نيكولاس دانفورث، الخبير في مؤسسة السياسة الأوروبية والخارجية (ELIAMEP) ومقرها أثينا، إلى أن الإدارات الأمريكية ضاعفت جهودها لتحسين العلاقات مع اليونان وقبرص مع تدهور العلاقات مع تركيا مفيدا أن إإدارة ترامب الجديدة ستواصل هذه السياسة في الفترة المقبلة بغض النظر عن العلاقة الشخصية بين الرئيس أردوغان وترامب.
ويرى دانفورث أن هذا التحول في المحور، وفقًا للبعض في واشنطن، يهدف إلى تقديم بدائل للوصول إلى القاعدة العسكرية الذي بات محط شكوك بشكل متزايد في تركيا قائلا: “بالنسبة للآخرين، فإن الهدف الأكثر طموحًا هو أن تكون قادرة على تهديد تركيا “.
هل تركيا مرشحة لتحل محل “الهلال الشيعي “؟أثارت التطورات في سوريا نقاشًا جديدًا، فتعزيز تركيا لمكانتها بالمنطقة أثار ادعاءات حول احتمالية اكتساب المسلمين السنة بريادة تركيا مكانة أقوى بدلا من “الهلال الشيعي”الذي ترغب الولايات المتحدة في إضعافه بالشرق الأوسط.
ويوضح شتاين أن الإدارات السنية في الشرق الأوسط لا تحب الرئيس أردوغان كثيراً وتتسامح معه لأنه يتعين عليها ذلك وأنها في بعض الحالات “تشتري بعض عناصر السياسات التركية بالتدفقات النقدية التي تقدمها” مفيدا أن زعم أن أنقرة ستقود سياسة إقليمية سنية يشبه قصر النظر الذي أصاب العقلاء في بداية الربيع العربي.
من ناحية أخرى، يشير دانفورث إلى إنه سيكون من الضروري الانتظار ومعرفة ما إذا كانت أنقرة ستقنع فريق ترامب بأن دور تركيا المتزايد في المنطقة يحد من نفوذ إيران وهو أيضًا مكسب للولايات المتحدة مفيدا أن التوترات المحتملة مع إسرائيل قد تضعف أطروحة أنقرة.
وذكر دانفورث أن ترامب وأردوغان يتفقان من الناحية الأيديولوجية على معارضة تقليد الدولية الليبرالية في السياسة الخارجية الأمريكية غير أنهما لا يتفقان على الخطوة التالية لهذا قائلا: “وهذا يعني أن الولايات المتحدة وتركيا ستوافقان على العمل مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنهما سيستمرون في الاختلاف حول التزاماتهم الحضارية المتضاربة في غزة.
Tags: العلاقات التركية الأمريكيةدونالد ترامبرجب طيب أردوغان