العلماء يحددون منطقة في دماغ الإنسان مرتبطة بالإيثار
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
حدد علماء الأعصاب البريطانيون المنطقة التي تتحكم في السلوك الاجتماعي الإيجابي للإنسان، داخل القشرة الجبهية البطنية للدماغ.
أفادت الخدمة الصحفية لجامعة "برمنغهام" الاثنين 27 مايو بأن الأضرار التي تلحق بهذه المنطقة تجعل الإنسان غير اجتماعي وغير قادر على الإيثار.
وأوضحت الباحثة في جامعة "برمنغهام" جو كاتلر قائلة "إن المعلومات التي حصلنا عليها لن تساعد في الكشف عن آليات تطور أشكال السلوك الاجتماعي الإيجابي، فحسب بل وفي تطوير أساليب جديدة للتخفيف من الاضطرابات العقلية والسلوكية المختلفة، بما في ذلك الاعتلال النفسي، وسيصبح ذلك ممكنا بفضل وجود فرصة لدينا الآن لدراسة الآليات الفيزيولوجية العصبية لتطور هذه الانحرافات السلوكية".
وقد حقق العلماء هذا الاكتشاف من خلال مراقبة سلوك ووظيفة الدماغ لـ40 مريضا يعانون من أشكال مختلفة من تلف الدماغ العضوي، بالإضافة إلى 40 متطوعا من الأصحاء. وخلال هذه التجارب، راقب العلماء كيفية تصرف المتطوعين أثناء تنفيذ المهمة الموكلة إليهم، وكان يمكن للمشاركين في التجربة كسب المال لأنفسهم ولشخص غريب.
إقرأ المزيدفي هذه التجربة، كان على المتطوعين الضغط على مقياس قوة اليد وتطبيق قدر معين من القوة من أجل الحصول على مكافأة. وقد تغير مقدار الجهد، وكذلك مقدار المكافأة لكل متطوع وشخص يتعاون معه بشكل ملحوظ مع كل جولة من الاختبارات، مما سمح لعلماء الأعصاب بإجراء دراسة شاملة للسلوك الإيثاري للمتطوعين وعمل مناطق الدماغ التي يفترض أنها مرتبطة به.
وسمحت المقارنة والتحليل اللاحق لنتائج هذه التجارب للعلماء بتحديد منطقة معينة داخل القشرة الجبهية البطنية للدماغ التي تتحكم في السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى البشر. لقد ارتبط فعلا هذا الجزء من القشرة بالإيثار، لكن العلماء الآن تمكنوا من أن يحددوا موقعا معينا في منطقة الدماغ أو ما يسمى بـ"المنطقة الـ14"، ويظهرون عمليا أن الضرر الذي يلحق بهذه المنطقة من الدماغ يقلل إلى حد بعيد من ميل الشخص إلى مساعدة الآخرين دون مقابل.
ومن المثير للاهتمام أن الأضرار التي لحقت بالمنطقة المجاورة "المنطقة الـ13" على العكس من ذلك، أدت إلى زيادة الميول الإيثارية في سلوك المتطوعين. وخلص العلماء إلى أن هذا يشير على الأرجح إلى أن قمع أو تحفيز عمل هذه المناطق من قشرة الفص الجبهي سيجعل من الممكن في المستقبل مكافحة الاضطرابات العقلية المختلفة، بما في ذلك الاعتلال النفسي أو الميل المفرط إلى الإيثار.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا؟.. محللون يجيبون
شدد محللون تحدثوا لبرنامج "مسار الأحداث" على أهمية المسار السياسي وتطبيق العدالة الانتقالية لمواجهة واحتواء المخاطر التي تهدد السلم الأهلي في سوريا، وقالوا إن الأحداث الأمنية في الساحل السوري لها عدة دوافع.
وتخوض قوات الأمن السورية معارك ضد فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بعد تنفيذ هؤلاء كمائن مسلحة استهدفت قوات الأمن في منطقة الساحل وأسفرت عن عشرات القتلى والمصابين.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، محمد علوش إن ما جرى في منطقة الساحل كان متوقعا، "لكن المفاجأة الكبرى كانت في تقاطع التحركات التي تهدد استقرار الدولة في سوريا، في منطقة الساحل وفي الجنوب السوري".
ورأى أن ما جرى في منطقة الساحل يمكن قراءته محليا وخارجيا، فقد كانت هناك "محاولة لتشكيل تمرد عسكري على الدولة السورية لإخراجها من هذه المناطق"، وقال إن الخلايا التي تنشط في هذه المناطق لا تريد أن تكون جزءا من الدولة، بالإضافة إلى أن الخلايا وقادة النظام المخلوع الذين تحصنوا في هذه المناطق لا خيار أمامهم سوى التمرد لحماية أنفسهم.
كما أن التحركات الإسرائيلية في الجنوب السوري شكلت -حسب علوش- محفزا لخلايا النظام المخلوع في منطقة الساحل من أجل محاولة تشكيل التمرد المسلح.
إعلانكما أشار إلى أن التحديات التي تواجهها الإدارة السورية تتمثل في ما وصفها بالشروط القاسية التي تفرضها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وفي المشروع الذي قال إنه يتبلور لرفض الاندماج في الدولة الجديدة.
وبحسب الباحث السياسي عبد المنعم زين الدين، فقد كانت الأحداث متوقعة لعدة أسباب، منها عدم المحاسبة، وأن المجموعات والفلول التي تقوم بالقلاقل تحاول استعادة مكاسب فقدتها بعد سقوط النظام السابق.
احتواء المخاطروعن كيفية احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا، رأى علوش أن هناك 3 مسارات يمكن للإدارة السورية الجديدة أن تعمل عليها، أولها الحزم الأمني في التعاطي مع مشكلة الفلول، باعتبار أنهم يشكلون تهديدا للسلم الأهلي، بالإضافة إلى مسار التسويات، ومسار العدالة الانتقالية.
وقال إن أكبر وسيلة لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن الأهلي في سوريا هي تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المتهمين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري خلال سنوات الصراع وفق القانون وليس وفق الأعمال الانتقامية، كما أوضح علوش.
كما أشار علوش إلى أهمية المسار السياسي، "فكلما كان هناك انخراط من جانب المكونات في عملية تشكيل مستقبل سوريا، كانت هناك قدرة للإدارة الجديدة في مخاطبة هذه المكونات وجعلها جزءا من عملية التحول".
بينما قال زين الدين إن مواجهة المخاطر تكون عبر الإسراع في محاسبة من سماهم المتورطين المجرمين في الأحداث، والتأكيد على أن ما يجري لا علاقة له بالطائفية، وأن المعركة ليس ضد أي طائفة، مشيرا إلى أن من أشعل الطائفية في سوريا هو النظام المخلوع.
وفي قراءته العسكرية للأحداث التي تعرفها سوريا، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، أن تلك القلاقل ليست عملا منفردا وستستمر لعدة أسباب، بالنظر إلى أنها تحصل في منطقة جغرافية معينة وفي بيئة معينة، مشيرا إلى أن "القيادة السورية الحالية غير قادرة على فرض سيطرتها على كامل سوريا".
إعلانوتهدف المجموعات التي تقوم بالقلاقل -يضيف العميد حنا- إلى "جر الحكومة إلى عمل عسكري في الأماكن التي تنشط فيها حتى يقوم المجتمع بالانقلاب عليها".
ويذكر أنه بعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية "شريطة تسليم أسلحتهم، وعدم تلطخ أيديهم بالدم".
واستجاب الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الرئيس المخلوع. وبدأت هذه المجموعات بإثارة التوترات الأمنية وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية.