لودريان غادر خالي الوفاض والخماسية قالت كلمتها ومشت واللبنانيون متروكون لمصيرهم
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
مع مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان "خالي الوفاض" وقبله "الانتهاء العملي" لمهمة اللجنة الخماسية ببيان على قاعدة "قل كلمتك وأمش"، يمكن القول إن اللبنانيين باتوا متروكين عمليا لمصيرهم ولصراع المحاور السياسية المتخاصمة، فيما النتيجة الفعلية لكل ذلك ان لا رئاسة ولا من يحزنون، ممّا دفع لودريان الى تحذير المسؤولين الذين التقاهم "من أنّ وجود لبنان السياسي نفسه بخطر مع استمرار الشرخ في البلاد".
في المقابل، بدأ البعض يعوّل على القمة التي ستجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الاميركي جو بايدن في 6 حزيران المقبل في فرنسا لمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي ايام الحرب العالمية الثانية.
ومع مغادرة لودريان نشطت الماكينات الاعلامية للاطراف السياسية كافة في نشر "المعلومات والاتهامات". فقد اعتبرت "اوساط معارضة" أن كل ما انتهت اليه الزيارة كان متوقعاً قبل ان يقصد لودريان بيروت، ذلك انه لم يحمل اي مبادرة مُكتفياً باستقصاء المواقف كأنها الزيارة الاولى له، وقد لا يكون على علم بطريقة توزّع المواقف على تناقضاتها الكبيرة، وفي المقابل لم يكن هناك أي تقدم في المواقف الداخلية فجميع الاطراف ما زالت عند تناقضاتها على المستويات كافة.
في المقابل ، افادت مصادر إعلامية بأنّ الرئيس بري مستعدّ للدعوة الى التشاور وفق آليته إذا قررت الكتل الرافضة المشاركة واذا لم تقبل فلا شيء سيتغيّر. وكشف المصدر، بأن "لودريان لم يأت على ذكر الخيار الثالث أمام الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية"، مضيفةً "إنّ لودريان بحث في آلية التشاور فقط متبنياً رؤية رئيس حزب القوات سمير جعجع برفض صيغة الحوار والإصرار على التشاور".
واشارت اوساط في قوى الثامن من آذار الى"أن لودريان لم ينجح بإقناع قائد "القوات اللبنانية"جعجع بالسير بعقد طاولة "تشاور رئاسية" لأيام برئاسة بري، رغم ضمانته له بأن يدعو رئيس المجلس بعد نهاية التشاور بالدعوة الى جلسات انتخابية متتالية، ما أدّى الى سقوط مقترح لودريان وبطبيعة الحال إجهاض جهود اللجنة الخماسية ما يفتح الباب أمام أزمة رئاسية طويلة الأمد قد تمتد للعام المقبل".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مواقف الشرع لمستقبل العلاقات اللبنانية السورية قد تمهد لصفحة جديدة
كتب معروف الداعوق في" اللواء": بعد زيارة وليد جنبلاط إلى دمشق ولقائه الايجابي مع قائد ألوية الثوار أحمد الشرع، واعلان الاخير لرؤيته، طرحت تساؤلات واستفسارات عديدة عن الجهة الحكومية اللبنانية، المخولة التواصل مع الإدارة السياسية السورية الجديدة، لتحديد اسس التواصل والتعاون لارساء علاقة ثابتة ومستدامة بين البلدين، والبحث في ازالة وتبديد كل الشوائب والتجاوزات وحتى الاختلال في الاتفاقيات المعقودة بين البلدين سابقا، والتي يرى فيها لبنان اجحافا كبيرا بحقه.
أكثر من جهة سياسية تعتبر ان المواقف التي اعلنها احمد الشرع بحضور جنبلاط مؤخرا عن رؤيته لشكل العلاقات اللبنانية السورية في المرحلة المقبلة، امر مشجع ويبعث على التفاؤل ويمكن البناء عليه، ولكنه يبقى نظريا، اذا لم يُستتبع بتشريعات وقوانين واتفاقيات جديدة بين البلدين، وهذا غير متيسَّر حاليا، لسببين رئيسيين، الاول، غياب سلطة سورية منبثقة عن انتخابات شرعية، اما السبب الثاني، مرور لبنان حاليا بمرحلة انتقالية، بغياب وجود رئيس للجمهورية.
وترجح هذه الجهات أن تبقى المواقف المشجعة التي اعلنها الشرع تجاه لبنان ضمن التفاهمات الشفوية المؤقتة، لتسيير العلاقات بين البلدين.