يعتبر صاروخ "الخنجر" ( كينجال) من الصواريخ النوعية في سلاح الجيش الروسي، وقد بدأ استخدامه مع بداية العملية العسكرية الخاصة، لكن لم يستخدم إلا نادرا.

والآن صارت تطلق بضعة صواريخ من هذا النوع في آن واحد. وعادة ما تستهدف صواريخ "الخنجر" الفرط صوتية منشآت الطاقة والصناعة الدفاعية والقيادة العسكرية والاتصالات في كافة المناطق الأوكرانية.

إقرأ المزيد القوات الجوية الروسية تدمّر مطارا جهّزته كييف و"الناتو" لاستقبال مقاتلات "إف-16"

واستخدم "الخنجر" الفرط صوتي لأول مرة في 18 مارس عام 2022 حين تم تدمير أحد مستودعات الذخائر الأوكرانية المعروف "إيفانوفرانكوفسك – 16" الذي تم إنشاؤه عام 1955 ليستطيع تحمل الانفجار النووي.

وفي 16 مايو عام 2023 دمّر "الخنجر" الفرط صوتي منظومة "باتريوت" الأمريكية الصنع في منطقة كييف. وأطلقت المنظومة آنذاك 32 صاروخا، وكلها عجزت عن إصابة "الخنجر" الذي دمر نهاية المطاف منصات المنظومة.

ولا تزال المواصفات الدقيقة لصاروخ "كينجال" (الخنجر) سرية إلى حد الآن. ومن المعلوم فقط أن الصاروخ يمكن أن يحلق إلى مسافة 1500 كيلومتر بسرعة تزيد بمقدار 12 مرة عن سرعة الصوت. ويخصص الصاروخ لتدمير مراكز القيادة المحصنة والمستودعات تحت الأرضية وحتى حاملات الطائرات. ويمتلك أحدث نظام للتوجيه الذاتي في العالم تم تطويره من قبل المتخصصين الروس من المكونات الروسية الصنع بالكامل.

واستخدمته سابقا مقاتلة "ميغ – 31 كا" غالية الثمن والمعقدة في الصيانة. وربما هذا هو سبب استخداماته النادرة. ثم تم تكييفه مع قاذفة "سو-34" التي استخدمته لأول مرة في سبتمبر عام 2023 الأمر الذي زاد إلى حد بعيد من عدد الصواريخ "الخنجر" المستخدمة.

وأعلنت إدارة مؤسسة "روستيخ" الروسية في مطلع العام الجاري أن إنتاج صواريخ "الخنجر" الفرط صوتية ازداد أضعافا. ومنذ ذلك الحين يمكن القول أن استخدام صواريخ "الخنجر" الفرط صوتية في العملية العسكرية الخاصة أصبح جماعيا. والدليل على ذلك هو الاستخدام الجماعي لهذه الصواريخ ضد مطار استراتيجي غرب أوكرانيا، يوم 26 مايو الجاري. 

يذكر أن "الخنجر" يمكن أن يحمل رأسا نوويا تكتيكيا إلى جانب الرؤوس الكلاسيكية غير النووية. لذلك تشارك صواريخ "الخنجر" في تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية التي تجري حاليا في روسيا وبيلاروس.

المصدر: روسيسكايا غازيتا

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تكنولوجيا صواريخ مشروع جديد الفرط صوتیة

إقرأ أيضاً:

صانع السلام.. كيف أصبحت السعودية وقطر مفتاح حل الأزمات في المنطقة؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات متسارعة، ومع هذه التحولات برزت السعودية وقطر كفاعلين رئيسيين في جهود الوساطة وإبرام اتفاقيات السلام.

وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تسعى كل من الرياض والدوحة إلى تعزيز نفوذهما الإقليمي والدولي من خلال لعب دور الوسيط بين الأطراف المتصارعة، لكن دوافع كل دولة وأسلوبها في الوساطة يختلفان بناءً على عوامل سياسية واقتصادية وتاريخية.

السعودية: من المواجهة إلى الوساطة
تستضيف السعودية لقاء بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، وهو امتداد لدورها المتنامي كوسيط دولي.

ويتمتع ولي العهد محمد بن سلمان بعلاقات قوية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإدارة الأمريكية، ما يضع المملكة في موقع مؤهل لقيادة هذه الجهود.


في السنوات الأولي لظهور بن سلمان لم يكن هذا النهج هو السمة الدائمة للدبلوماسية السعودية، إذ أن المملكة اتسمت خلال العقد الماضي بسياسات توصف أحيانًا بالتصادمية.

بداية من انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، التي دخلت خلالها الرياض بشكل مباشر في الحرب اليمنية لدعم الحكومة الشرعية ضد الحوثيين، ما أدى إلى صراع طويل الأمد ألقى بظلاله على سمعة المملكة الدولية.

وزير الحرس الوطني أثناء زيارته لواء الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول الآلي بعد إنتهاء مشاركتهم في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل.
.#الحرس_الوطني #عاصفة_الحزم
. pic.twitter.com/Apdq7AzG0S — أخبار السعودية (@SaudiNews50) March 27, 2019
كما شهدت السنوات اللاحقة سلسلة من الأحداث التي أثارت انتقادات دولية، مثل أزمة احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عام 2017، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.

أثرت تلك الوقائع على صورة السعودية، مما دفع القيادة السعودية إلى إعادة صياغة سياستها الخارجية، والبحث عن دور أكثر دبلوماسية يُبرزها كصانعة سلام بدلاً من طرف في النزاعات.

ومن جانبه قال الباحث لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطن بول سالم لـ"بي بي سي" إن "الأعوام الأولى من قيادة محمد بن سلمان اتسمت بالتوتر، لكن القيادة السعودية أدركت لاحقًا أن بإمكانها تحقيق مكاسب أكبر عبر لعب دور الوسيط في السلام بدلاً من الانخراط في الصراعات."

قطر: دبلوماسية الوساطة كخيار استراتيجي
وفي الجانب الأخر، لم يكن دور قطر كوسيط للسلام وليد اللحظة، بل هو جزء من سياستها الخارجية منذ أكثر من عقدين، وقد لعبت الدوحة دورًا رئيسيًا في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في غزة، كما ساهمت في اتفاقات سابقة بين الفصائل الفلسطينية.

التوسط في اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة لم يكن البداية حيث شهد عام 2020، نجاح قطر في التوسط بين حركة طالبان والولايات المتحدة، مما أسهم في انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد حرب استمرت نحو 18 عامًا.

بعد 19 عاماً من الحرب الداميه ومقتل عشرات آلاف المدنيين الأفغان وآلاف الجنود الأمريكان.#طالبان وأمريكا يوقعان إتفاقية سلام في #قطر تقضي بإنسحاب القوات الامريكيه من #أفغانستان خلال 14 شهرا.

وسقط الشعار الأمريكي
(لا نفاوض إرهابيين )#Taliban #AfghanPeaceProcess pic.twitter.com/olDvN4nqTm — ضياء بن سعيد | DHIYA (@msafr2002) February 29, 2020
وساعدت في إبرام اتفاقات سلام في إفريقيا، مثل اتفاق وقف إطلاق النار في تشاد عام 2022، واتفاق سلام دارفور عام 2010.

وفقًا للمحلل السياسي إتش أيه هيلير، فإن السبب يعود جزئيًا إلى موقع قطر الجغرافي ومواردها الطبيعية، خصوصًا حقل غاز الشمال المشترك مع إيران.

هذا الحقل العملاق جعل قطر بحاجة إلى استقرار علاقاتها مع جيرانها، بما في ذلك إيران، ما دفعها إلى تبني سياسة خارجية مرنة تعتمد على بناء علاقات مع جميع الأطراف، بما في ذلك الجماعات التي تُعتبر "غير تقليدية" في المشهد السياسي الدولي، مثل طالبان وحماس والإخوان المسلمين.


الاختلاف بين الرياض والدوحة
ورغم أن كلا الدولتين الخليجيتين تسعيان لدور الوسيط، فإن هناك اختلافات جوهرية في أسلوب الوساطة بينهما، حيث تركز السعودية على التعامل مع الحكومات والجهات الرسمية، بينما تبني قطر علاقاتها مع الأطراف غير التقليدية، مثل الجماعات المسلحة أو الحركات الإسلامية.

يقول بول سالم: "السعودية تفضل التعامل مع اللاعبين التقليديين، بينما قطر تتميز بعلاقاتها مع الأطراف غير التقليدية، وهو ما يمنحها قدرة على التفاوض في أزمات معقدة مثل ملف طالبان أو الصراع الفلسطيني."

تسبب هذا الاختلاف في التوتر بين البلدين، خصوصا خلال ما يعرف بـ"أزمة الخليج" عام 2017، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر متهمة إياها بدعم جماعات متطرفة.

وساطة لتعزيز النفوذ
تبذل كل من السعودية وقطر جهودا كبيرة من خلال تلك الوساطات وذلك لتحقيق طموحاتهما الإقليمية والدولية، حيث تسعى السعودية، إلى تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط من خلال "رؤية 2030"، تدرك أن تحسين صورتها كقوة دبلوماسية فاعلة سيجذب الاستثمارات ويعزز مكانتها العالمية.

من جانيها تسعي قطر، إلى تعزيز أمنها الإقليمي في ظل الجغرافيا السياسية المعقدة لمنطقة الخليج، فترى في دبلوماسية الوساطة وسيلة لحماية نفسها وضمان استقرارها، إضافة إلى تعزيز نفوذها في الملفات الدولية.

مقالات مشابهة

  • من الحجاز إلى الإسكندرية.. كيف تطورت "الحجازية" عبر الأجيال؟
  • صانع السلام.. كيف أصبحت السعودية وقطر مفتاح حل الأزمات في المنطقة؟
  • أخبار محافظة القليوبية | تفحم سيارة بسبب لعب الصواريخ وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الحر
  • العدو الصهيوني يواصل انتهاك السيادة اللبنانية بأعمال تجريف وتحليق مكثف للطيران
  • الصواريخ تفحم سيارة أمام عقار ببنها
  • استنفار غير مسبوق لسلاح الجو الصهيوني خوفاً من صواريخ ومسيرات اليمن
  • الأمير فيصل بن جلوي: حصلنا على فتوى ابن باز بجواز إفطار المشاركين في نقل صواريخ رياح الشرق .. فيديو
  • كشفته صور الأقمار الصناعية.. زعيم كوريا الشمالية يحول ملعب جولف إلى منصة إطلاق صواريخ
  • نشاط رعوي مكثف بإيبارشية الزقازيق .. صور
  • الجماعات التكفيرية تقصف المدنيين في سوريا براجمات الصواريخ