لبنان ٢٤:
2024-11-24@01:18:13 GMT
لودريان يتكامل مع الخماسية ويبحث عن بدائل توقف التمديد للفراغ الرئاسي
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
أنهى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان زيارته السادسة إلى لبنان، من دون أن يتمكن من تحقيق اختراق يمكن التأسيس عليه لإخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزم، على مشارف انقضاء عام على تعذّر عقد البرلمان الجلسات المخصصة لانتخاب الرئيس، في ظل تخبط الكتل النيابية في انقسام حاد يحول دون فتح نافذة في جدار الأزمة الرئاسية.
وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط":مع أن لودريان تحدث بإيجابية عن الأجواء التي سادت اجتماعه برئيس المجلس النيابي نبيه بري، بموافقته على استبدال دعوته للحوار بالتشاور، فإن تفاصيل التشاور بقيت عالقة على خلفية تعذّر التوافق على الآلية الواجب اتباعها لوضعه على نار حامية، خصوصاً وأن التشاور، من وجهة نظر مصدر بارز في حزب «القوات اللبنانية»، ما هو إلا الوجه الآخر للحوار الذي يصرّ بري على رعايته، ويتعارض مع المنطوق الدستوري الذي ينص على الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية إلى حين انتخاب الرئيس، وهذا ما يضع لودريان أمام البحث عن بدائل لوقف التمديد للفراغ الرئاسي.
وعلى رغم أن لودريان أطلق مجموعة من التحذيرات في لقاءاته برؤساء الكتل النيابية، في محاولة لدفعها للتلاقي في منتصف الطريق لتسهيل انتخاب الرئيس، بدعم ومساندة من سفراء اللجنة «الخماسية»، فإن تحذيراته، كما يقول مصدر سياسي بارز مواكب للقاءاته لـ«الشرق الأوسط»، لم تلقَ التجاوب المطلوب، ولم يؤخذ بها كما يجب، وإن كان ركّز في معظم اجتماعاته على أن الحل للمعضلة الرئاسية يكمن في ترجيح الخيار الرئاسي الثالث، في مقابل تمسك الثنائي الشيعي بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؛ وذلك بالتناغم مع جزم الأخير، أي فرنجية، كما أبلغ لودريان، بأنه ماضٍ في ترشحه حتى لو بقي وحيداً.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن لودريان، عندما تحدث عن الخيار الرئاسي الثالث، لم يأتِ على ذكر دعوته لفرنجية ومنافسه الوزير السابق جهاد أزعور إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، كما أنه لم تُعرف الدوافع التي أملت عليه استثناء النواب المنتمين إلى «قوى التغيير» من لقاءاته، في حين عزت السفارة الفرنسية السبب إلى أن لقاءاته اقتصرت على الكتل التي تضم أربعة نواب فما فوق.
وكشف المصدر السياسي، أن لودريان أطلق مجموعة من التحذيرات ركز فيها على أن هناك فرصة تجب الإفادة منها لانتخاب الرئيس قبل حلول فصل الصيف، لئلا يطول أمد الفراغ الرئاسي لسنة أو أكثر، وهذا يعني أن لبنان السياسي سينتهي ولن يبقى منه سوى لبنان الجغرافي، أي «أرض بلا دولة».
ولفت لودريان إلى أن مهمته هذه تتكامل مع الدور الذي يقوم به سفراء «الخماسية»، وقال إنه لا صحة لما يشاع، من حين لآخر، بأنه يدخل في مبارزة معهم، وأن تكليفه بهذه المهمة من قبل الرئيس ماكرون لا يعني الالتفاف على دور السفراء، بمقدار ما أنه يشكّل دافعاً لتسهيل انتخاب الرئيس.
وأكد لودريان، كما يقول المصدر السياسي، أنه استبق زيارته للبنان بالتواصل مع كبار المسؤولين في الدول الأعضاء في «الخماسية»، وتداول معهم ما آلت إليه المشاورات، أكانت دولية أو إقليمية، لحث النواب على إنجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد؛ لأن لا مصلحة للبنان بإدراجه على لائحة الانتظار، وسأل: ما الجدوى من عدم التجاوب مع دول «الخماسية» بتسهيل انتخاب الرئيس، خصوصاً أن لهذه الدول ثقلاً سياسياً يتجاوز الإقليم إلى المجتمع الدولي، ولا يمكن إدارة الظهر لها أو الاستخفاف بها؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انتخاب الرئیس أن لودریان
إقرأ أيضاً:
لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم
في بعض الأوقات، نحسدُ نحنُ، الشّباب اللبنانيّ، شباب بعض الدول العربية والأوروبية وغيرها على جنة الأمن في بلادهم.. هذه الميزة، التي على الرغم من الصمود داخل هذا البلد نفتقدها من وقت إلى آخر، خاصةً خلال هذه الفترة، بعد أنّ سلبت منّا آلة القتل الإسرائيلية أمننا وحريتنا، وبتنا رهينة إنذار، واتصال تحذيريّ، وطائرة مسيّرة، وغيرها من أفكار البطش الإسرائيلي.منذ 5 سنوات، ولبنان مجروح، يعاني من كافة جوانبه، اقتصاديًا، سياسيا، واجتماعيًا، وحتى الشعب الذي يظهر لك أنّه صامد، وهذا فعلا هو الحال، إلا أنّ داخله مكسور ومحطّم على حال بلد عريق، قدّم للعالم الحرف، والثقافة، والإبتكارات والأدمغة، التي استفادت منها دول العالم ولم يستفد منها الداخل كما يجب.
هكذا يحلّ عيدا العلم والإستقلال على لبنان، مثقلين بالهموم والمشاكل، وسط أزمات تتلبد كالغيوم السوداء في سماء الوطن، ومحملين برائحة البارود وصرخات الأمهات وحطام الأحلام. هذا الوطن الذي حلم به أجدادنا حرًا وسيّدًا، يقف اليوم مثقلًا بأعباءٍ تكاد تطحن قلبه. لا تُرفع الأعلام بزهو كما كانت تُرفع، ولا تُعزف الأناشيد الوطنية إلا على أوتار القهر والغضب.
أكثر من مليون لبناني نزحوا من بيوتهم، تاركين وراءهم ذكرياتٍ امتزجت بدخان المعارك. هل يمكن أن يكون الوطن سجنًا يهرب منه أهله؟ في المدارس والكنائس وبيوت الشركاء في الوطن، يصنع النازحون أوطانًا صغيرة من بقايا عنفوانهم الممزق، لكن الوطن الكبير يبدو ضائعًا بين حقول الألغام ونيران المصالح.
مصالحٌ، دفعت بشبابنا إلى أن يملاوا الطائرات التي خرجت من المطار أسرابا أسرابا حاملة أدمغة وشبابا غادروا بأعينٍ ملأى بالدموع والخذلان. لا يعودون، ولا يلتفتون إلى الوراء، لأنّ الوطن الذي حلموا بخدمته خذلهم مرارًا وتكرارًا.. فهم يعلمون حجم الكسرة التي سيشعرون بها عندما تطأ اقدامهم تراب الغربة، ولكن هكذا اعتدنا نحن كلبنانيين.. اعتدنا على الإستمرارية، والمواجهة، والتحدي، ولن نتوقف عن الحلم.
اليوم، أمام هذا الكمّ من الخراب، يقف اللبنانيون متسائلين: ماذا يعني الاستقلال؟ هل الاستقلال هو علمٌ يرفرف بينما البلد يتهاوى؟ هل هو نشيدٌ يُنشد بينما العيون تذرف دمعًا؟ الاستقلال ليس مجرد ذكرى. إنه مسؤولية، حلم مستمر يجب أن يُحيا كل يوم. ولكنه اليوم يبدو كجثةٍ محنّطة تُعرض في كل عام لتذكيرنا بما فقدناه، وليس بما يجب أن نحافظ عليه.
رغم كل ما مرّ، لا يزال اللبناني يحتفظ بشيءٍ من الصمود. شيء يشبه عناده. شيء يقول: لن نستسلم. قد يبدو الأمل ضئيلاً، لكنه كافٍ ليبقي هذا الوطن واقفًا على قدميه، ولو بترنّح. ربما يأتي يوم يستعيد فيه الاستقلال معناه الحقيقي، يوم ينفض فيه الوطن عن نفسه غبار الحروب والفقر، ليقف قويًا كما حلم به أجدادنا يوم انتزعوه. وحتى ذلك اليوم، سنبقى نبحث في هذا الحطام عن وطن يليق بنا. المصدر: خاص لبنان24