في فعالية ثقافية عن الوحدة اليمنية وإحياءً لذكرى الشاعِرَين جحاف والشرفي
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
الثورة /خليل المعلمي
أوضح عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي أن الوحدة اليمنية خالدة وراسخة في تاريخ ونضالات ووجدان اليمنيين كافة، وهي نتاج تضحيات وتطلعات الشعب اليمني في الشمال والجنوب وإرادتهم في تحقيق الوحدة والاستقلال والتحرر من الوصاية الخارجية التي ترى أن في وحدة اليمن واستقراره وازدهاره خطراً على أعدائها، مؤكداً أنها باقية ما بقي اليمنيون على الرغم من المؤامرات الدولية التي حاولت تفتيتها منذ بدايتها مروراً بالعدوان على بلادنا في العام 2015، لكنهم لم ولن يستطيعوا تفتيتها.
وأشار في الفعالية الثقافية والندوة الفكرية التي نظمتها الهيئة العامة للكتاب بمناسبة الذكرى الـ34 لتحقيق الوحدة اليمنية وإحياء للذكرى الثامنة لرحيل الشاعر الكبير على عبدالرحمن جحاف والذكرى الرابعة لرحيل الشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي تحت عنوان “الوحدة اليمنية .. الهوية والموقف الشعري في نصوص الشاعرين علي عبد الرحمن جحاف وحسن عبد الله الشرفي”، إلى أن هناك توجهاً رسمياً وشعبياً واجتماعياً لتغيير وتعديل صيغة الوحدة من وحدة اندماجية إلى وحدة فيدرالية بحيث يتشارك الجميع في الثروة والسلطة، فالشعب اليمني في الشمال والجنوب يؤمنون بالوحدة التي ستجعل اليمن أقوى دول المنطقة، وما نجده من أصوات نشاز في الجنوب فهي لا تمثل إلا أقل من 10 % من أصحاب المصالح والمشاريع الضيفة.
وأشاد الفريق السامعي بالدور الإبداعي والثقافي والسياسي للمبدعين والأدباء والمثقفين في المنطقة الغربية في محافظات حجة والحديدة، واستمرارهم في رفد الساحة الوطنية والثقافية والإبداعية بالكثير من العلماء والأدباء والمثقفين الأمر الذي يجعلهم مميزون عن غيرهم في بقية المناطق، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بإرث الشاعرين الكبيرين جحاف والشرفي وطباعة ما لم يتم طباعته من نتاجاتهم الإبداعية.
وأكد أن التغيير الجذري قادم وسيكون للحكومة الجديدة الدور في الاهتمام بالمبدعين في كافة المجالات، موضحاً أن الاهتمام في المرحلة السابقة كان مركزاً على تطوير القدرات العسكرية والقوة الصاروخية وسلاح الردع الاستراتيجي من أجل التفاوض مع العدو من مصدر قوة، وحالياً قد أصبحت صواريخنا تصل إلى البحر الأبيض المتوسط.
وفي كلمته الترحيبية أشار الأديب عبد الرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب إلى تزامن رحيل الشاعرين الكبيرين مع الحدث الوحدوي العظيم وارتباطهما بنصوص إبداعية متفردة عن الوحدة والهوية والقضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها قضية الأمة المركزية وهي القضية الفلسطينية والتي يجب التمسك بها كأولوية يمنية لا يمكن التفريط بها.
واستعرض مراد جوانب من حياة وسيرة الشاعرين جحاف والشرفي كأحد رواد ورموز وأعمدة القصيدة الحديثة في اليمن، مؤكداً أن الشاعرين جحاف والشرفي قد ارتبطا بالبيئة ارتباطاً ثقافيا واجتماعيا وكان ارتباطهما وثيقا ومختلفاً بمخزونها اللغوي وهو ما تجلى بوضوح في كل إبداعاتهما خلال سنوات التكوين.
فيما استعرض صادق حسن الشرفي في كلمته عن أسرة الشاعرين محطات من حياتهما التي سخراها للقصيدة وكتابة الشعر من أجل الرسالة والموقف، وجمعت بينهما روابط صداقة وأخوة طوال حياتهما، وكانا رفيقي دراسة وجمع بينهما الحرف والكلمة والنضال وخاصة علاقتهما الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وأكد أن الشاعرين جحاف والشرفي أديبان متميزان في كتابة الشعر العامي والفصيح، وبعد أن فرقتهما مسؤوليات ومتطلبات الحياة كان أثير إذاعة صنعاء وعبر برنامج من الأدب الشعبي وبرنامج بريد المستمعين قناة اتصالهما مع الجمهور.
وذكر أن الشاعرين جمعت بينهما هموم المجتمع والوطن والأمة في مرحلة حساسة من تاريخنا الوطني والقومي والعالمي فسجلت دواوينهما واقع الحال وقدما فيها رؤيتهما ورؤاهما وشاركا من خلالها الأمة أفراحها القليلة وأتراحها التي لا تنتهي، متطرقاً إلى الأحداث التي عاصرها الشاعران عربياً وكانا شاهدين عليها وصولاً إلى العدوان السافر على بلدنا فكانا من السباقين في مواجهة العدوان ثقافيا وتجلت قصائد البركان الخالدة في معركة النفس الطويل للشاعر الشرفي.
وفي الندوة التي أدارها الشاعر جميل مفرح وبحضور وكلاء وزارة الثقافة ونخبة من الأدباء والمثقفين قدمت أوراق عمل لكل من الدكتورة ابتسام المتوكل رئيس الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان والكاتب والناقد علوان الجيلاني والكاتب محمد العابد والأديب زيد الفقيه والشاعر عبدالحفيظ الخزان تناولت في مجملها خصائص وصفات تجربة الفقيدين الراحلين وملامح من سيرتهما الشعرية وما تمتعت به قصيدتهما من سمات ارتقت بهما مراتب رفيعة في الشعر العامي والفصيح.
وتطرقوا إلى غزارة إنتاجهما وتنوع القضايا والتفاصيل التي تناولها شعرهما، مشيرين إلى خصوصية الصوت الشعري للفقيدين في مختلف مراحل تجربتهما الشعرية.
وأشاروا إلى مواقف الشاعرين الوطنية والقومية وعلاقتهما بالقضية الفلسطينية في ظل تخاذل الأنظمة العميلة وفضح الاتفاقيات المشبوهة والهرولة نحو التطبيع.. منوهين بدورهما في تأسيس أول كيان أدبي وحدوي تجاوز التشطير إلى العودة إلى الوطن الكبير عبر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
وأكدوا في قراءاتهم أن الشاعرين حسن عبدالله الشرفي وعلي عبدالرحمن جحاف سيظلان حاضرين دائماً في الساحة الأدبية ما بقي للشعر جمهور وقراء.. موضحين أن الإرث الأدبي الذي خلفه الراحلان قد ارتبط بشكل وثيق بحياة اليمنيين وقضاياهم وقضايا الأمة وبالتالي يمثل أدبهما وشعرهما مرجعاً أدبياً وتاريخياً واجتماعياً وسياسيا.
وفي نهاية الاحتفالية تم تكريم المؤسسات والجهات الداعمة للمشهد الثقافي، كما تم تكريم الشاعر عبدالحفيظ الخزان لترسيخه القيم المثالية عبر نصوصه في وجدان المجتمع من خلال نتاجه الشعري والفني، كما حضر الفعالية عدد من المسؤولين والأدباء والمثقفين ومندوبي وسائل الإعلام المختلفة.
تصوير / فؤاد الحرازي
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الوحدة الیمنیة
إقرأ أيضاً:
جلسة ثقافية سعودية تستعرض فن القصة القصيرة جدا وتحدياتها النقدية
شهد الجناح السعودي جلسة ثقافية بعنوان "القصة القصيرة جداً: فن الاقتصاد اللغوي ورحابة المعنى"، شاركت فيها الدكتورة حمدة العنزي، أستاذة النقد الأدبي والشعر الجاهلي، وأدارها المذيع بدر الحارثي. ناقشت الجلسة مفهوم القصة القصيرة جداً وتطورها التاريخي، مستعرضةً أهمية الفنون الأدبية المختلفة وأثرها في التعبير الأدبي. وقدّمت العنزي قراءة نقدية معمقة، مشيرة إلى التباين النقدي حول هذا الفن بين القبول والرفض، ومعتبرةً القصة القصيرة جداً فنًا يتسم بالقصر، والاختزال، والكثافة، والبلاغة، والحكاية، وقد تتراوح نصوصه بين سطر واحد وصفحة ونصف، مع اختلاف مفهوم القصر من ثقافة إلى أخرى.
واستعرضت "أستاذة النقد الأدبي والشعر الجاهلي" تطور القصة القصيرة جداً، موضحةً أن بعض النقاد يعتبرونها فنًا غربيًا خالصًا، بينما يرى آخرون جذورًا عربية له، مستشهدةً بالمقامات، والأمثال، والنُكت في العصر العباسي، كما أشارت إلى قصة إرنست همنغواي الشهيرة التي كتبها عام 1925 بست كلمات فقط، معتبرة إياها نموذجًا مبكرًا للقصة القصيرة جداً، بالإضافة إلى كتاب "الانفعالات" للكاتبة الفرنسية ناتالي ساروت عام 1932. وعربيًا، ذكرت الناقدة تجربة العراقي نائل سام في الثلاثينيات، إلا أنه لم يلقَ الاعتراف الرسمي، في حين أكدت أن الريادة العالمية بقيت محفوظة لساروت.
وفي مداخلتها النقدية، أوضحت الدكتورة حمدة العنزي أنها تميل إلى النقد الرافض لفن القصة القصيرة جداً، معتبرةً أنه يفتقر إلى عناصر الحكاية التقليدية مثل تصاعد الأحداث، والعقدة، والحل، مقارنةً بالرواية والقصة الطويلة، مبينةً تقاطعات هذا الفن الأدبي مع عدة أنواع أدبية أخرى، مثل الخاطرة التي تشترك معه في الشعور والتكثيف اللغوي، والومضة الشعرية التي تتلاقى معه في الإيجاز وتفترق عند الإيقاع الموسيقي، إلى جانب الإيبيغرام اللاتيني، وقصيدة النثر، والهايكو الياباني، وفن التوقيعات العربي.
وأكدت أن القصة القصيرة جداً تُبنى على خطين متوازيين هما ظاهر النص وعُمقه الرمزي، مشيرة إلى أن قراءة القصة تتطلب قارئًا واعيًا قادرًا على تفكيك الرموز واستيعاب المعاني الخفية، وضربت مثالًا على ذلك بقصة همنغواي عن حذاء الطفل، التي فتحت آفاق التأويل حول الحرب والخسارة.
ومن خصائص القصة القصيرة جداً، بحسب العنزي، التكثيف اللغوي الذي يحافظ على غزارة المعنى، والمفارقة التي تفاجئ القارئ بتغير غير متوقع في السرد، إضافة إلى الرمزية العميقة التي تتطلب تأملًا وجهدًا لتفكيكها. وأشارت إلى أهمية العنوان كأداة مساعدة، لكنه ليس شرطًا إلزاميًا، مؤكدةً ضرورة العناية بالصياغة اللغوية وانتقاء الألفاظ بدقة عالية.
كما أوضحت أن كتابة القصة القصيرة جداً تمثل تحديًا خاصًا، إذ تتطلب خلق دهشة حقيقية ضمن مساحة محدودة دون اللجوء إلى الشرح المباشر، مع استخدام مكثف ودقيق للغة. وعلى المستوى الثقافي، أشارت إلى محدودية تقبّل هذا الفن لدى القراء التقليديين، مقابل انتشاره بين الشباب بفضل طبيعة الحياة الحديثة وثقافة الاستهلاك السريع، رغم النظرة الاستخفافية التي قد تلاحقه تحت مسميات مثل "قصة المترو" أو "قصة الساندويتش".
وتحدثت أيضًا عن التحديات التي تواجه هذا الفن نتيجة كثرة النصوص الضعيفة وغياب المعايير النقدية الصارمة، مما يتطلب وجود قارئ نوعي يمتلك ذائقة فنية عالية.
وفي مقارنة بين الأدب العربي والأدب الغربي في هذا المجال، أوضحت الدكتورة حمدة العنزي، أستاذة النقد الأدبي والشعر الجاهلي، أن المدرسة العربية تتأثر بالمدارس الأوروبية مع طغيان الكم أحيانًا على الكيف، في حين يتصدر الأدب الأمريكي من حيث الجودة، مستفيدًا من التنوع الثقافي والتقنيات السردية المتقنة.
مؤكدةً في ختام حديثها أن فن الحكاية جزء أصيل من التراث العربي منذ القصص القرآني والنبوي، والمقامات، وألف ليلة وليلة، رغم أن الرواية الحديثة ظهرت بصيغتها النهائية في الغرب.