الثورة /خليل المعلمي

أوضح عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي أن الوحدة اليمنية خالدة وراسخة في تاريخ ونضالات ووجدان اليمنيين كافة، وهي نتاج تضحيات وتطلعات الشعب اليمني في الشمال والجنوب وإرادتهم في تحقيق الوحدة والاستقلال والتحرر من الوصاية الخارجية التي ترى أن في وحدة اليمن واستقراره وازدهاره خطراً على أعدائها، مؤكداً أنها باقية ما بقي اليمنيون على الرغم من المؤامرات الدولية التي حاولت تفتيتها منذ بدايتها مروراً بالعدوان على بلادنا في العام 2015، لكنهم لم ولن يستطيعوا تفتيتها.


وأشار في الفعالية الثقافية والندوة الفكرية التي نظمتها الهيئة العامة للكتاب بمناسبة الذكرى الـ34 لتحقيق الوحدة اليمنية وإحياء للذكرى الثامنة لرحيل الشاعر الكبير على عبدالرحمن جحاف والذكرى الرابعة لرحيل الشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي تحت عنوان “الوحدة اليمنية .. الهوية والموقف الشعري في نصوص الشاعرين علي عبد الرحمن جحاف وحسن عبد الله الشرفي”، إلى أن هناك توجهاً رسمياً وشعبياً واجتماعياً لتغيير وتعديل صيغة الوحدة من وحدة اندماجية إلى وحدة فيدرالية بحيث يتشارك الجميع في الثروة والسلطة، فالشعب اليمني في الشمال والجنوب يؤمنون بالوحدة التي ستجعل اليمن أقوى دول المنطقة، وما نجده من أصوات نشاز في الجنوب فهي لا تمثل إلا أقل من 10 % من أصحاب المصالح والمشاريع الضيفة.
وأشاد الفريق السامعي بالدور الإبداعي والثقافي والسياسي للمبدعين والأدباء والمثقفين في المنطقة الغربية في محافظات حجة والحديدة، واستمرارهم في رفد الساحة الوطنية والثقافية والإبداعية بالكثير من العلماء والأدباء والمثقفين الأمر الذي يجعلهم مميزون عن غيرهم في بقية المناطق، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بإرث الشاعرين الكبيرين جحاف والشرفي وطباعة ما لم يتم طباعته من نتاجاتهم الإبداعية.
وأكد أن التغيير الجذري قادم وسيكون للحكومة الجديدة الدور في الاهتمام بالمبدعين في كافة المجالات، موضحاً أن الاهتمام في المرحلة السابقة كان مركزاً على تطوير القدرات العسكرية والقوة الصاروخية وسلاح الردع الاستراتيجي من أجل التفاوض مع العدو من مصدر قوة، وحالياً قد أصبحت صواريخنا تصل إلى البحر الأبيض المتوسط.
وفي كلمته الترحيبية أشار الأديب عبد الرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب إلى تزامن رحيل الشاعرين الكبيرين مع الحدث الوحدوي العظيم وارتباطهما بنصوص إبداعية متفردة عن الوحدة والهوية والقضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها قضية الأمة المركزية وهي القضية الفلسطينية والتي يجب التمسك بها كأولوية يمنية لا يمكن التفريط بها.
واستعرض مراد جوانب من حياة وسيرة الشاعرين جحاف والشرفي كأحد رواد ورموز وأعمدة القصيدة الحديثة في اليمن، مؤكداً أن الشاعرين جحاف والشرفي قد ارتبطا بالبيئة ارتباطاً ثقافيا واجتماعيا وكان ارتباطهما وثيقا ومختلفاً بمخزونها اللغوي وهو ما تجلى بوضوح في كل إبداعاتهما خلال سنوات التكوين.
فيما استعرض صادق حسن الشرفي في كلمته عن أسرة الشاعرين محطات من حياتهما التي سخراها للقصيدة وكتابة الشعر من أجل الرسالة والموقف، وجمعت بينهما روابط صداقة وأخوة طوال حياتهما، وكانا رفيقي دراسة وجمع بينهما الحرف والكلمة والنضال وخاصة علاقتهما الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وأكد أن الشاعرين جحاف والشرفي أديبان متميزان في كتابة الشعر العامي والفصيح، وبعد أن فرقتهما مسؤوليات ومتطلبات الحياة كان أثير إذاعة صنعاء وعبر برنامج من الأدب الشعبي وبرنامج بريد المستمعين قناة اتصالهما مع الجمهور.
وذكر أن الشاعرين جمعت بينهما هموم المجتمع والوطن والأمة في مرحلة حساسة من تاريخنا الوطني والقومي والعالمي فسجلت دواوينهما واقع الحال وقدما فيها رؤيتهما ورؤاهما وشاركا من خلالها الأمة أفراحها القليلة وأتراحها التي لا تنتهي، متطرقاً إلى الأحداث التي عاصرها الشاعران عربياً وكانا شاهدين عليها وصولاً إلى العدوان السافر على بلدنا فكانا من السباقين في مواجهة العدوان ثقافيا وتجلت قصائد البركان الخالدة في معركة النفس الطويل للشاعر الشرفي.
وفي الندوة التي أدارها الشاعر جميل مفرح وبحضور وكلاء وزارة الثقافة ونخبة من الأدباء والمثقفين قدمت أوراق عمل لكل من الدكتورة ابتسام المتوكل رئيس الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان والكاتب والناقد علوان الجيلاني والكاتب محمد العابد والأديب زيد الفقيه والشاعر عبدالحفيظ الخزان تناولت في مجملها خصائص وصفات تجربة الفقيدين الراحلين وملامح من سيرتهما الشعرية وما تمتعت به قصيدتهما من سمات ارتقت بهما مراتب رفيعة في الشعر العامي والفصيح.
وتطرقوا إلى غزارة إنتاجهما وتنوع القضايا والتفاصيل التي تناولها شعرهما، مشيرين إلى خصوصية الصوت الشعري للفقيدين في مختلف مراحل تجربتهما الشعرية.
وأشاروا إلى مواقف الشاعرين الوطنية والقومية وعلاقتهما بالقضية الفلسطينية في ظل تخاذل الأنظمة العميلة وفضح الاتفاقيات المشبوهة والهرولة نحو التطبيع.. منوهين بدورهما في تأسيس أول كيان أدبي وحدوي تجاوز التشطير إلى العودة إلى الوطن الكبير عبر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
وأكدوا في قراءاتهم أن الشاعرين حسن عبدالله الشرفي وعلي عبدالرحمن جحاف سيظلان حاضرين دائماً في الساحة الأدبية ما بقي للشعر جمهور وقراء.. موضحين أن الإرث الأدبي الذي خلفه الراحلان قد ارتبط بشكل وثيق بحياة اليمنيين وقضاياهم وقضايا الأمة وبالتالي يمثل أدبهما وشعرهما مرجعاً أدبياً وتاريخياً واجتماعياً وسياسيا.
وفي نهاية الاحتفالية تم تكريم المؤسسات والجهات الداعمة للمشهد الثقافي، كما تم تكريم الشاعر عبدالحفيظ الخزان لترسيخه القيم المثالية عبر نصوصه في وجدان المجتمع من خلال نتاجه الشعري والفني، كما حضر الفعالية عدد من المسؤولين والأدباء والمثقفين ومندوبي وسائل الإعلام المختلفة.
تصوير / فؤاد الحرازي

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الوحدة الیمنیة

إقرأ أيضاً:

«فن أبوظبي».. تجارب ثقافية وفنية تثري المشهد الإبداعي

فاطمة عطفة (أبوظبي)

أخبار ذات صلة سيف النعيمي: نفاد تذاكر «الفورمولا- 1» مبكراً يؤكد ثقة العالم في أبوظبي محمد الشرقي يشهد انطلاق «مؤتمر الفجيرة للفلسفة»

تتواصل فعاليات النسخة الـ 16 من «فن أبوظبي»، في منارة السعديات، وتستمر لغاية 24 نوفمبر الجاري، بتنظيم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وهي نسخة حافلة بالمشاركات المحلية والعالمية، حيث بلغ عدد الصالات المشاركة في هذه الدورة أكثر من 100 صالة عرض محلية وعالمية، وتعكس الأعمال الفنية المتنوعة بين النحت والحفر وفنون التشكيل ومنتجات فنون التراث تنوعاً كبيراً يفوق مشاركات الدورات السابقة.
وتعكس الأعمال الفنية العديد من القضايا الملحة، مثل الهوية والاستدامة والموروث التاريخي والاغتراب، ولأول مرة يشارك في المعرض «صالون مقتني الفنون» ويجمع فيه عرض التحف والمخطوطات والمقتنيات التاريخية، إضافة إلى الأعمال الفنية، ويسلط «فن أبوظبي» في نسخته الحالية الضوء على الفنانين المعاصرين، ويقدم تجارب ثقافية وفنية شاملة ومتنوعة، حيث يضم أقساماً جديدة تسلط الضوء على مجموعة من الفنانين الحديثين في المنطقة، وتتيح منصة لإبراز الأعمال الفنية القادمة من آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، وهو ما يعمق التبادل الثقافي بين مختلف الحضارات. 
ويتحدث الفنان عبد القادر الريس لـ«الاتحاد» عن نسخة هذا العام من المعرض، قائلاً: «أنا أحب استعمال اللون والفرشاة وهما عندي أبلغ من الكلام، لذلك أعذروني إذا لم أستفض بالشرح، موسم (فن أبوظبي) بالنسبة لنا مثل عيد وحدث وإنجاز غير عادي تتجمع فيه أعداد كبيرة من الجاليريهات من أنحاء العالم، وهذه فرصة طيبة للفنان والمقتني وكذلك للمبتدئين بالفن، حيث يكتشفون أشياء جديدة، وهي فرصة للشباب للاستفادة مما يعرض في (فن أبوظبي)». 
من جانبه يقول خالد صديق المطوع، مؤسس وصاحب جاليري «الاتحاد للفن الحديث»: «حدث (فن أبوظبي) ضروري جداً لأنه يعرض كل جديد لكل فنان، سواء كان فناناً محلياً أو عالمياً، وهو فرصة للمقتنين». 
وتقول الفنانة سلوى زيدان: «فن أبوظبي هو المحرك الرئيس للفن في الإمارات، ننتظره كل سنة لنتعرف على التنوع والتجديد بالعالم في فنون التشكيل، وهذه النسخة التي استقطبت الكثير من الجاليريهات الجديدة، قياساً إلى الدورة السابقة من المعرض، وهذا شيء مهم ينهض بالثقافة والفنون بالإمارات والمنطقة بل والعالم».

مقالات مشابهة

  • “راست” يعرض عالمياً وسط جدل وإحياء لذكرى هالينا هاتشينز
  • «فن أبوظبي».. تجارب ثقافية وفنية تثري المشهد الإبداعي
  • فعالية ثقافية في الصافية بالذكرى السنوية للشهيد
  • فعالية ثقافية للواء الخامس مندب في الساحل الغربي احتفاءً بالذكرى السنوية للشهيد
  • صحة المنوفية تحتفل باليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث الطرق وتكرم المتميزين
  • مديرية الوحدة تُقيم الفعالية الختامية لذكرى السنوية للشهيد
  • فعالية ثقافية لمدارس شهداء القرآن في مديرية شعوب بالذكرى السنوية للشهيد
  • 300 فعالية ثقافية وفنية بأنحاء الجمهورية احتفاء بأعياد الطفولة 
  • وزارة الثقافة تنظم أكثر من 300 فعالية ثقافية وفنية بأنحاء الجمهورية احتفاء بأعياد الطفولة 
  • فعالية خطابية للملتقى الإسلامي وجامعة المعرفة إحياءً لذكرى سنوية الشهيد