ما تأثير إدانة ترامب على فرصه بالفوز بانتخابات الرئاسة المُقبلة؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
أدانت محكمة أمريكية في ولاية نيويورك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قضية ضده تم اتهامه فيها بتزوير وثائق مالية، وأصدر المحلفون قرار الإدانة في 34 اتهاما كانت موجهة له ضمن القضية.
وجاءت هذه الإدانة في ذروة تحضير الحزبين الجمهوري والديمقراطي للانتخابات الرئاسية القادمة، كما أن جلسة النطق بالحكم، التي حددها القاضي في 11 تموز/ يوليو القادم ستكون قبل أربعة أيام من انطلاق موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وهو المؤتمر الذي سيتم فيه تأكيد ترشيح ترامب لانتخابات الرئاسة التي ستُجرى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وفي أول تعليق له على قرار الإدانة، قال ترامب في منشور له على منصته "تروث": "لقد كان هذا وصمة عار – محاكمة مزورة من قبل قاضٍ متضارب وفاسد، سوف نناضل من أجل دستورنا".
وقال في منشور لاحق، إن "النصر في الخامس من نوفمبر، أنقذوا أمريكا!!!"، كما أعلن نيته عقد مؤتمر صحفي يوم الجمعة للرد على قرار الإدانة.
استغلال القضاء سياسيا
غبريال صوما، بروفيسور في القانون الدولي، وعضو في المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يرى أن "استراتيجية الحزب الديمقراطي، وبصورة خاصة استراتيجية الرئيس بايدن، هي هزيمة ترامب في قاعة المحكمة بدلا من صناديق الاقتراع".
وتابع صوما في حديث خاص لـ"عربي21": "لهذا أعتقد بأن هذا المنحى سيأتي بنتائج عكسية في انتخابات الرئاسة القادمة، فهذا الأسلوب غير ديمقراطي تماما، لأن أمريكا تستحق رئيسا يمكنه الفوز بصناديق الاقتراع دون تسليح السلطة القضائية لتنحية خصمه".
الأكاديمي والباحث القانوني جوناثان تورلي، قال: "من الواضح أنني لا أتفق مع هذا الحكم كما يفعل كثيرون آخرون، وأعتقد أن هذه القضية سيتم عكسها في النهاية، سواء في أنظمة الولاية أو الأنظمة الفيدرالية".
وتابع تورلي في منشور له على منصة "إكس": "ومع ذلك، كان هذا أسوأ توقع للمحاكمة في مانهاتن، أشعر بالحزن بسبب النتيجة بالنسبة للنظام القانوني في نيويورك أكثر من حزني للرئيس السابق، كنت آمل أن يتمكن المُحلفون من استعادة نزاهة النظام الذي تم استخدامه لأغراض سياسية".
I obviously disagree with this verdict as do many others. I believe that the case will be reversed eventually either in the state or federal systems. However, this was the worst expectation for a trial in Manhattan. I am saddened by the result more for the New York legal system… — Jonathan Turley (@JonathanTurley) May 30, 2024
علامة سلبية ضد بقاء ترامب
روبرت شابيرو، أستاذ الحكومة والشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، قال إن "قرار الإدانة علامة سلبية كبيرة ضد وجود ترامب، فهو أدين في محكمة جنائية من قبل هيئة محلفين مُشكلة من مواطنين استمعت إلى الأدلة ضده".
وتابع شابيرو في حديث خاص لـ"عربي21": "يُعتقد أن هذه هي أضعف قضية ضده، وهذه الإدانة تُشير إلى أنه ستتم إدانته بشكل أكبر في قضايا فيدرالية يمكن أن تكون أقوى وأكثر أهمية بالتأكيد، كما يؤكد أنه في نظر هيئة المحلفين والجمهور على نطاق أوسع، كاذب ومُذنب بارتكاب جرائم".
ويرى أن "هذه الإدانة من الواضح أنها لن تساعد ترامب، وستؤثر عليه، لأنها قد تؤدي إلى إقناع الناخبين المترددين أو المؤيدين الضعفاء بعدم التصويت له".
واستدرك بالقول: "لكن هذا لا يعني أنهم سيصوتون لصالح بايدن، فقد يحرم ترامب من الأصوات، وبالتالي يساعد بايدن، لكن قاعدة مؤيدي ترامب والمعارضين للديمقراطيين لن تتأثر بهذا القرار".
دعم جهوري ثابت لترامب
وعلى الرغم من وجود عدة قضايا جنائية ضد ترامب، ما زال الحزب الجمهوري يريد ترشيحه كمرشح للحزب في انتخابات الرئاسة الأمريكية المُقبلة، خاصة بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب.
ووفقا للتقارير، فإن المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الذي سيُعقد في 15 تموز/ يوليو، سيؤكد ترشيح ترامب كمرشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري ضد الرئيس الحالي جو بايدن.
شابيرو يرى أن سبب إصرار الحزب الجمهوري على ترشيح ترامب هو "أن الجمهوريين يعارضون ويكرهون الديمقراطيين أكثر بكثير، وسيبقون مع ترامب لهزيمة الديمقراطيين".
وأكد أن "الحزب الجمهوري سيستمر في دعم ترامب في سباق الرئاسة"، مضيفا: "مندوبو الجمهوريين في مؤتمر الحزب ملتزمون بالتصويت له، ما يجعله المرشح الجمهوري للرئاسة، وسيبذلون قصارى جهدهم لهزيمة بايدن والديمقراطيين، الحزب هو حزب ترامب، وكل قياداته تدعمه".
توماس والين، أستاذ مشارك في العلوم الاجتماعية في جامعة بوسطن الأمريكية، قال لـ"عربي21"، إنه "من المؤكد أن هذا الحكم يقلل من احتمالات فوز ترامب بأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض، كما أن هذا القرار سيمنح الناخبين المستقلين وأنصار نيكي هيلي داخل الحزب الجمهوري فترة توقف عند دخولهم إلى مقصورة الناخبين في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل".
مستقبل سياسي مجهول
وتطرح هذه الإدانة تساؤلات حول تأثيرها على مستقبل ترامب السياسي، وتحديدا فرص نجاحه بالانتخابات الرئاسية.
كما أن الإدانة تأتي في وقت زادت فيه الأصوات الديمقراطية الغاضبة من موقف بايدن من الحرب على غزة، وهذا يضع الناخب الأمريكي أمام خيارين، رئيس سابق مُدان بتهم جنائية، ورئيس حالي يتم اتهامه بتأييد ارتكاب جرائم حرب من قبل الاحتلال في قطاع غزة.
الأمر الذي يجعل المشهد التحضيري للانتخابات ضبابيا، بحيث يُصبح من الصعب توقع من سيكون الرئيس القادم.
البروفيسور بيل شنايدر، أستاذ السياسة العامة والشؤون العامة والدولية في جامعة جورج ميسن الأمريكية، قال إن "قرار الإدانة يعني أنه للمرة الأولى على الإطلاق، سيواجه الأمريكيون مجرماً مداناً كمرشح رئاسي لحزب كبير".
ويرى شنايدر في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "الإدانات الجنائية تجعل من الصعب للغاية على ترامب الفوز بمنصب الرئيس، لكن ليس بالضرورة أن يكون مستحيلاً، ولكنه صعب للغاية، ومن غير المحتمل أن يصبح على الفور بضاعة تالفة".
وحول سر تمسك الجمهوريين بترشيح ترامب للرئاسة، قال شنايدر إن "ترامب يُعتبر شخصية بطولية بالنسبة للعديد من الجمهوريين، ولقد استحوذ على الحزب الجمهوري لأنه شعبوي مُحافظ يُعبر عن أقوى قناعاته، إن ترامب مناهض بشدة للمؤسسة، وسوف يرى أنصاره الأساسيون في هذا الأمر بمثابة انتقام من المؤسسة السياسية ضد شخص يهددهم".
ويعتقد شنايدر أن "أغلب الجمهوريين سوف يستمرون في دعم ترامب، على الرغم من أنه سيخسر الأقلية التي وجدت سلوكه مروعا دائما، وبما أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نتائج الانتخابات متقاربة للغاية حتى الآن، فإن خسارة ولو عددا صغيرا من المؤيدين السابقين ستكون كافية لهزيمته في الانتخابات".
وخلص شنايدر بالقول: "سوف يرى العديد من أنصاره، وربما أغلبهم، في إدانته (كما يراها هو) دليلاً على فساد السياسة الأمريكية، لكن نظراً لطبيعة الجرائم، سيكون من الصعب دعم هذه الحجة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الحزبين الجمهوري محاكمة الولايات المتحدة محاكمة الحزب الجمهوري الانتخابات الرئاسية ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الجمهوری ترامب فی یرى أن
إقرأ أيضاً:
الليبراليون ينتخبون خليفة ترودو.. هل يفوز كارني برئاسة الحزب؟
أوتاوا- وسط تكهنات ترجح حظوظ الحاكم السابق لبنك كندا وإنجلترا مارك كارني بالفوز، يترقب الكنديون انتخاب الحزب الليبرالي، مساء اليوم الأحد، قائدا جديدا خلفا لرئيس الوزراء جاستن ترودو الذي استقال من قيادة الحزب الحاكم ورئاسة الحكومة، في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، مع البقاء في المنصب لتسيير الأعمال لحين اختيار خلفه.
ويرى مراقبون أن المشكلات الاقتصادية الراهنة والتأثيرات المحتملة لفرض الضرائب الجمركية الأميركية، في حال إقرارها بشكل نهائي في الثاني من أبريل/نيسان المقبل، تجعل المرشح كارني رجل المرحلة في كندا، وذلك بالاستناد إلى "خبرته ودوره" في تجاوز بلاده الأزمة المالية العالمية في 2008.
وتأتي انتخابات قيادة الحزب الليبرالي بعد أيام من تنظيم انتخابات مبكرة شهدتها مقاطعة أونتاريو، وأسفرت عن فوز المحافظين بالأغلبية للمرة الثالثة على التوالي بواقع 80 عضوا برلمانيا من أصل 124، و27 للديمقراطيين الجدد، و14 لليبراليين.
تراجع الشعبية
وكان ترودو قد استقال من قيادة الحزب ورئاسة الحكومة بعد تراجع شعبية حزبه أمام المحافظين، وتزايد المطالبات بتنحيه وتنظيم انتخابات مبكرة، إضافة إلى تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية قدرها 25%، وعرضه ضم كندا لتصبح الولاية الأميركية الـ51 .
إعلانوخلال الشهرين الماضيين، كثف ترودو جهوده لمواجهة ما وصفه بتهديدات ترامب من خلال اتباع دبلوماسية التفاوض مع الخصم والتلويح بالرد المماثل في الوقت نفسه، إلى جانب خطابه الذي استهدف الشعب الأميركي من أجل إقناعهم بأن "سبب توتر العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين" -حسب قوله- هو ترامب.
ومن المتوقع أن يتنافس 4 مرشحين على قيادة الحزب الليبرالي، وهم كالآتي:
مارك كارني (59 عاما): الحاكم السابق لبنك كندا، وشغل منصب مستشار اقتصادي للحزب منذ الصيف الماضي، واستعرض في حملته الانتخابية خبرته الاقتصادية وخططه لإنعاش الاقتصاد استنادا إلى خبرته في هذا المجال. وتولى قيادة بنك إنجلترا. وخلال حملته الأخيرة واجه تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية بتهديدات مماثلة وبرسوم انتقامية، مؤكدا أن الأميركيين سيتضررون أكثر من الكنديين في حال تنفيذ تبادل الضرائب بين البلدين. كريستيا فريلاند (56 عاما): نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية السابقة، استقالت أواخر العام المنصرم في خطوة أثارت تكهنات واسعة بأنها ستبدأ حملتها الخاصة لقيادة الحزب. حظيت بمسيرة مهنية ناجحة في عالم الصحافة، وانضمت إلى فريق ترودو عام 2013، وأدت أدوارا مهمة في حل العديد من القضايا لا سيما في التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا خلال الإدارة الأولى لترامب. كارينا جولد (38 عاما): زعيمة مجلس النواب السابقة، وتولت أيضا وزارات الأسرة والطفل والتنمية الاجتماعية، والتنمية الدولية، والمؤسسات الديمقراطية. وصفت نفسها بأصغر امرأة تشغل منصب وزيرة في البلاد. وفي حملتها الانتخابية لقيادة الحزب حددت أولويتها، بمعالجة الخلاف التجاري بين كندا والولايات المتحدة، كما دعت إلى اتخاذ موقف صارم تجاه ترامب. فرانك بايلس (62 عاما): رجل أعمال من مونتريال، شغل عضوية في البرلمان خلال 2015-2019. وفي فبراير/شباط الماضي كشف عن اقتراح لإنشاء خطي أنابيب لنقل الغاز الطبيعي إلى الأسواق الدولية في أوروبا وآسيا لتقليل الاعتماد على واشنطن، وشدد على الحاجة إلى تنويع الشركاء التجاريين وعدم الاعتماد على دولة واحدة. إعلان القضية الفلسطينيةعقب إعلان ترودو استقالته، تساءل تقرير للجزيرة نت عن أي دور للقضية الفلسطينية وملف الهجرة في أسباب الاستقالة من خلال الإشارة إلى أمور منها تصويت مجلس العموم الكندي، في مارس/آذار 2024، على قرار لإيقاف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية في غزة.
وبدا مرشحو الحزب الليبرالي، في مناظرتهم الأسبوع الماضي باللغة الفرنسية، حذرين من أي تعاطف مع فلسطين، وتجلى ذلك حين أعرب المرشح كارني "خطأ" عن تأييده لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قاصدا رفضه لها، قبل أن يبادر إلى التوضيح والتصحيح بتنبيه من المرشحة فريلاند.
وأكدت فريلاند في تصريحات إعلامية بعد المناظرة أن سياسة الحزب صارمة تجاه حركة المقاومة الفلسطينية وأنها تعرف مواقف كارني في هذا الصدد، قبل أن تشير إلى خطورة ما يمكن أن يتسبب فيه خطأ من هذا النوع لحزبها أمام أنصاره.
محاوروركزت المناظرة على محاور أبرزها العلاقات الكندية الأميركية وما شابها من توتر منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، والرسوم الجمركية الأميركية على الصادرات الكندية.
وفي حين سلط أنصار حزب المحافظين الضوء على ما سموه ضعف المرشح كارني في اللغة الفرنسية، منتقدين إياه على منصات التواصل الاجتماعي، يشدد كارني على أن زعيم حزب المحافظين بيير بواليفيير لا يتمتع بكفاءة تؤهله لمواجهة تهديدات ترامب وقيادة كندا في مرحلتها الراهنة.
يذكر أن ترودو أكد -في بيان استقالته- أنه سيقوم بتسيير الأعمال لحين اختيار خليفته، لكنه أشار في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي إلى أن هذا الأمر سيتم حسمه من خلال محادثة بينه وبين الزعيم الجديد للحزب لتحديد الفترة اللازمة للانتقال.