الأمم المتحدة تحذر من ضياع جيل في السودان بسبب سوء التغذية
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
كشف بيان مشترك لوكالات الأمم المتحدة، أن الأمهات والأطفال في جميع أنحاء السودان يعانون من الهزال بسبب سوء التغذية.
التغيير: وكالات
حذرت وكالات أممية من تدهور الوضع التغذوي للأطفال والأمهات بشكل سريع مع احتدام الحرب في السودان، ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة “لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت”.
وقد أظهر تحليل حديث أجرته اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية أن الأعمال العدائية المستمرة في البلاد تفاقم مسببات سوء التغذية لدى الأطفال، بما في ذلك عدم الحصول على الطعام المغذي ومياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، والتي يضاعفها جميعا النزوح الجماعي.
وأصدرت الوكالات تحذيرا صارخا من أن السودان يواجه “خطرا متزايدا لوقوع مجاعة ناجمة عن الصراع، والتي ستكون لها عواقب كارثية”.
حلقة مفرغةوفي بيان مشترك، صدر يوم الخميس، أشارت الوكالات إلى أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في السودان وصلت إلى مستويات الطوارئ، حيث يواصل العاملون في المجال الإنساني نضالهم من أجل توصيل المساعدات وسط تزايد العنف والعقبات البيروقراطية. وحذرت من أن الوضع تدهور خلال الأشهر الأخيرة، فيما لا توجد “علامات على التراجع”.
وقالت: “إن سوء التغذية والمرض يعززان بعضهما البعض، حيث يصاب الأطفال المرضى بسوء التغذية بسهولة أكبر، ويمرض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بسهولة أكبر، ويعانون من نتائج أسوأ. وحتى عندما يتعافى الأطفال، يمكن أن يكون لسوء التغذية آثار مدى الحياة على النمو البدني والمعرفي. يخاطر السودان بضياع جيل، مع ما يترتب على ذلك من آثار خطيرة على مستقبل البلاد”.
ودعت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل أطراف النزاع إلى السماح بشكل عاجل بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأطفال في السودان، الذين يعانون من “العنف المروع والنزوح والصدمات- ويواجهون الآن مجاعة محتملة”.
تضحية الأمهاتوقالت الوكالات الأممية، بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة، إن مستويات سوء التغذية مثيرة للقلق بشكل خاص بين الأمهات الحوامل والمرضعات، مستشهدة بالتقييم الذي أجرته منظمة أطباء بلا حدود الشهر الماضي في مخيم زمزم بشمال دارفور، والذي وجد أن أكثر من 33 بالمائة من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية، “مما يشير إلى أنه من المرجح أنهن يضحين باحتياجاتهن الخاصة لإطعام أطفالهن”.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، إن الأمهات والأطفال في جميع أنحاء السودان يعانون من الهزال بسبب سوء التغذية، مضيفة أن الحرب المستمرة “حرمتهم من كل ما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة”. وشددت على أن حياة الملايين معرضة للخطر ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن “وإلا فإننا نخاطر بخسارة جيل كامل من الأطفال”.
أزمة مستمرةمن جانبه، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس أن سوء التغذية “ليس أزمة تحدث لمرة واحدة”، وأوضح أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يواجهون تحديات تنموية ومشاكل الصحة طوال حياتهم، كما أنهم أكثر عرضة للوفاة بسبب الأمراض المعدية. وقال: “الساعة تدق، مما يجعل الأمهات والأطفال في السودان أقرب إلى المجاعة”.
ومع توقع بدء موسم الأمطار في يونيو، حذرت الوكالات الأممية من أن وضع الأمهات والأطفال السودانيين سوف يزداد سوءا. وأشارت إلى أن السودان يدخل أيضا موسم العجاف، وهو أمر مقلق بشكل خاص هذا العام، حيث تشير التقارير إلى أن الإنتاج الزراعي عام 2023 كان أقل من المعدل الطبيعي بسبب انعدام الأمن والنزوح.
ودعت الوكالات إلى تأمين الوصول الفوري ودون عوائق وبشكل مستمر إلى المجتمعات التي تعاني “من أسوأ آثار الصراع الوحشي”، وعبر جميع الطرق الممكنة. ودعت إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإلى زيادة دعم المانحين، وقالت: “إن الفرصة لتجنب الأسوأ تضيق بسرعة”.
الوسومالأمم المتحدة السودان اليونيسف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تيدروس أدهانوم غيبريسوس سيندي ماكين كاثرين راسل منظمة الصحة العالميةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة السودان اليونيسف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تيدروس أدهانوم غيبريسوس سيندي ماكين كاثرين راسل منظمة الصحة العالمية الأمهات والأطفال من سوء التغذیة فی السودان الأطفال فی یعانون من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تأسف لفشل مجلس الأمن في تبني قرار حماية المدنيين بالسودان
أعربت الإمارات، الثلاثاء، عن خيبة أملها العميقة إزاء عدم اعتماد مجلس الأمن اليوم لمشروع قرار بشأن حماية المدنيين في السودان.
وقالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة في بيان: "إن الشعب السوداني الشقيق لا يزال يتحمل وطأة هذه الحرب المدمرة، لذا فإن حمايتهم يجب أن تظل في مقدمة أولوياتنا".
ودعت بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة أطراف النزاع إلى "المشاركة البناءة لتحقيق تلك الغاية".
وأكدت الأمم المتحدة على موقعها الرسمي على الإنترنت أن مجلس الأمن الدولي فشل في اعتماد مشروع قرار مُقدَّم من بريطانيا وسيراليون بشأن السودان، بعدما استخدمت روسيا الفيتو (حق النقض).
وأوضحت الأمم المتحدة أن القرار "يطالب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع باحترام التزاماتهما في إعلان جدة بشأن حماية المدنيين وتنفيذها بشكل كامل، بما في ذلك اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين".
وأضافت: "يدين مشروع القرار استمرار اعتداءات قوات الدعم السريع في الفاشر (عاصمة شمال دارفور في غرب السودان)، ويطالبها بالوقف الفوري لجميع هجماتها ضد المدنيين في دارفور، وولايتي الجزيرة (وسط) وسنار (شرق) وأماكن أخرى".
كما دعا المشروع أطراف النزاع إلى "وقف الأعمال العدائية فوراً والدخول بحسن نية في حوار للاتفاق على خطوات وقف تصعيد النزاع، للاتفاق بصورة عاجلة على وقف إطلاق النار على المستوى الوطني".
وأيد 14 عضوh من أعضاء مجلس الأمن الـ15 المشروع، لكن لم يتمكن المجلس من اعتماده بسبب استخدام روسيا، أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس لحق النقض "الفيتو".
واعتبر المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، أن "إخفاق مجلس الأمن في تبني مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين في السودان الشقيق مؤسف، ويمثل ضياع فرصة ثمينة لحقن الدماء في حرب لا يمكن لأي طرف أن يربحها".
وتابع في منشور عبر منصة إكس: "أولوية المعالجة يجب أن تكون للكارثة الإنسانية في السودان وليس الحسابات السياسية أو الميدانية الضيقة".