وهنا يتسائل الموصوف بالشيطان وربما يكون صديق حميم أو زميل أو حتى عدو لئيم، يتسائل قائلًا أين الشيطان من أولئك المتخلفين البدائيين الذين لم تصل إليهم الرسالات ( الدينية ) وماذا يستفيد الشيطان من إضلالهم وضلالهم.
ويرد القرأن الكريم على تلك الأقوال المخلوطة فى محكم أياته فيقول رب العزة:
" وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ"  فاطر24 [.


هكذا بين القرأن أن الهداية وصلت إلى كل البشر مهما كان زمانهم أو مكانهم منذ أن خلق الله أدم  بل الأكثر من ذلك أن الله قد أشهد ذرية أدم على وحدانيته وهم فى عالم الذر قبل أن يتناسلوا فى المقابل فإن الشيطان ظل يمارس مهمته فى إضلال البشر منذ أن خلق الله أدم حيث إستعلى عن السجود له حسب أمر الله متصورًا أنه أفضل منه.
فطرد من رحمه الله وحقد على أدم وذريته وطلب أن ينظره الله إلى يوم القيامة ليعمل على إضلال البشر وإبعادهم عن طريق الهداية  كما جاء فى سورة الإسراء حيث قال رب العزة فى القرأن الكريم على لسان الشيطان:
" قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63)"
"صدق الله العظيم"      ] الإسراء 62، 63 [.
لذلك فإن الشيطان له دائمًا الدافع على غواية البشر إنتقامًا منهم لطرده من رحمة الله وإستحقاقه للعذاب يوم القيامة وذلك بصرف النظر عن أحوال أولئك البشر 
ومستوياتهم ومدى ما وصلوا إليه من تقدم ورقى أو تخلف وإنحطاط  رغم أن الرسالة قد وصلت لكل من الجن والأنس مصداقًا لقول الله تعالى:
"يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ" "صدق الله العظيم"      (الأنعام 130)
فى الوقت الذى كانت فيه الجزيرة العربية تعيش نفس الضلالات التى سلطها الشيطان على الإنسان رغم وجود بيت الله الحرام فى قلبها والذى أقام قواعده " إبراهيم" وإبنه "إسماعيل" عليهما السلام وكانت كل قبائل العرب تحج البيت إلا أن الشيطان لم يترك ذلك الحج دون أن يعبث بأفكار الناس عنه فكان الحجيج يطوفون عرايا يصفقون بأيديهم  ويصفرون بأفواههم ويطوفون عكس الإتجاه لما أمر به الله فى ذلك الوقت الذى بلغت فيه الجاهلية مداها جاء الله برسالته الخاتمة على يد سيد الخلق (محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ) فى الثلث الأخير من القرن السادس الميلادى عام 564 م فى الوقت الذى كانت فيه البشرية شرقها وغربها وشمالها وجنوبها ترزخ تحت ظلام الوثنية وفى أمس الحاجة إلى الهداية من الله ونسف ضلالات الشيطان.
وكانت الإصنام تملأ الكعبة وما حولها وكان لكل قوم إله بل وصل الأمر أن يكون لكل بيت إله وإنتشرت حرفة صناعة الألهة وتعدد أسمائها ويحدثنا القرأن الكريم عن أشهر أربعة ألهه منها فيقول عن اللات والعزى ومناه وبعل:
" أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20)   " النجم 20،19"
أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ""صدق الله العظيم"    "الصافات 125"
ثم يعود ليبين حقيقة تلك الآلهة فيقول:
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ "صدق الله العظيم" (النجم 23)

أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: صدق الله العظیم

إقرأ أيضاً:

عبدالله يتحدث عن لحظة حرجة وينفي هذا الخبر

أشار النائب بلال عبد الله، اليوم السبت، إلى أنّ "الوضع السيّاسي الحرج في لبنان يتطلّب من السياسيين اللبنانيين تخفيف الضغط عن الرئيس المكلّف نواف سلام وتسهيل مهمّته وإزالة كلّ العقبات من أجل إنجاحها".

وقال: "نحن في لحظة سياسية وإقليمية حرجة تتطلب من الجميع خطوة الى الوراء".

ونفى "كلّ ما يتردد عن عدم وجود وفاق بين الحزب التقدمي الإشتراكي والرئيس نواف سلام. الحزب التقدمي الإشتراكي أوّل من دعم الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام عندما تخاذل البعض في ذلك".

وأكّد عبد الله في حديثه عبر "صوت كلّ لبنان"، أنّ "لا مطالب لدى الإشتراكي سوى الإلتزام بالعناوين العريضة كنظافة الكفّ وتكليف اختصاصيين لا حزبيين"، داعياً الرئيس سلام الى عرض مسودة التشكيلة على الرئيس جوزاف عون وبعدها الذهاب بها الى المجلس النيابي في حال إستمرّت العراقيل.

مقالات مشابهة

  • حينما احتفظت إسرائيل بملف لي
  • علي جمعة: الفكر المستنير نتاج استضاءة العقل بنور الهداية
  • عبدالله يتحدث عن لحظة حرجة وينفي هذا الخبر
  • إبراهيم الصديق يكتب: أيها الأسد: شكراً لك
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر
  • عبارات عن عيد ميلاد الملك عبدالله الثاني
  • د.حماد عبدالله يكتب: "طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكن له فيه"
  • أبو خالد.. في القلوب