صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-11@01:15:42 GMT

إعلام الدعاية الحربية

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

إعلام الدعاية الحربية

إعلام الدعاية الحربية

وجدي كامل

ليس كل ما يقال عبر أجهزة ووسائط الاعلام صحيحا ودقيقا عن مجريات واخبار الحرب، وكذلك، وبذات النسبة يمكن وصف بأن كل ما يجرى في ميادين الحرب من أحداث يجد طريقه الى الاعلام صافيا، او دونما تشويه، او زيادة او نقصان.

فما بين الحقيقة والاخبار الزائفة في هذا الفضاء المرعب بالجرائم، والقتل خارج نطاق القانون، حبل رفيع، وخيط واهن، يمكن ان ينقطع في اي لحظة فتتحول الحقيقة الى خبر كاذب، والخبر الكاذب الى حقيقة فيصبح الضحية في الحالتين هو الرأي العام الذي تخشاه اطراف الحرب، وتضع له ألف حساب.

غير ان وضع كل ذلك الحساب لا يمنع الفاعلين في الحرب من استهداف الرأي العام بكافة استراتيجيات التشتيت، والتشويه، والعنف. فالمحرك الفعلي والحيوي في الحروب، على تنوعها، هي المصالح التي تجعل من الاعلام لسانا لها، وناطقا رسميا باسمها، دون ان يمت بالضرورة بصلة للوقائع والاحداث في سيولتها وسخونتها، او ذكر الحقيقة، بالقدر الذي يهتم فيه بتقسيم الرأي العام وطحنه وتدميره بالاكاذيب دون رحمة.

هذه الحرب الدائرة حاليا بالسودان، ورغم المعرفة المتوفرة عنها، وعن فاعليها، واطرافها، ومآسيها، الا إنها تخبئ الكثير من التفاصيل بسبب غياب الاعلام المحايد المستقل.

إن الطرفين المتصارعين لا يسمحان لاعلام محايد مستقل بتغطية وتصوير ما جرى ويجرى على الواقع، وبذا فان اغلب ما يصل عن مجريات الفظائع يتم (وبالاضافة الى العسكريين من الطرفين) بواسطة صحافة المواطن المتمثلة في تغريدته بتويتر، او منشوره على الفيس، او تصويره الحي من ارض المعركة، او تسجيله الصوتي بالواتساب اثناء وقوع الحدث او بعده. وبين هذه البلاغات او الاخبار تضيع وتختفي الاخبار الاخرى التي ليس بوسع أحد نقلها او توثيقها، مما يؤجل كشف الحقيقة ويحيل امرها الى مهام البحث في المستقبل.

ومما يتأكد يوما بعد يوم، وبعد استطالة امد هذه الحرب المعقدة، وتجاوزها العام ان المستقبل في الكثير من الوقائع، وبما تنطوي عليه من الخسارات المادية والبشرية، والمواردية سيكون جهة الاعراب، والاصدار للنسخة الاصيلة للحقيقة. اننا كمتابعين ومراقبين للأحداث الجسيمة في ظروف كظروف الحرب كمثل من يسمع و يرى بالعين المجردة قصفا مدفعيا لمنطقة بعيدة ولا يتمكن من الجزم بغير حدوث اندلاع لحريق وتصاعد لدخان دون معرفة دقيقة بتفاصيل الخسائر التي نجمت ومنها ما لن نتمكن من البت في هويته الا بعد بحث وسؤال لن يتوفر وبكل الاحوال في الزمن الاني للقصف. و هكذا هى الاف من الارواح التي قضت، والاشجار، والمكتبات والمقتنيات والتذكارات والجدران والتفاصيل العزيزة التي فقدناها.

وريثما نصل الى تلك المرحلة من التثبت في المعرفة سيتمكن الاعلام المتواطئ من خداع الرأي العام بواحدة من اثنتين تقول احداهما بان ما وقع من قصف ادى الى وفاة شخص واحد او اثنين فقط. اما الثانية فغالبا ما تتخذ الخبر المضاد الذي سيقول بانه كبد العدو العشرات، او المئات من الجنود، مع تدمير كامل للمعدات. وهنا، وبلا شك سوف تتورط التغطية وتنحاز المعلومات باتصال مع اغراض الاعلام الحربي، والترويج لصالح طرف من الاطراف دون ايلاء العناية الكافية للحقيقة التي ستصبح في انتظار طرف ثالث من المؤمل ان يحضر لتقديم شهادته فيما بعد، مبينا هويته كصحافة، او اعلام استقصائي، او نشاط مستقبلي لعلم التاريخ. الناس في قواعد وقيادات الراى العام، ووفق المنتجات الاعلامية لهذه الحرب اللعينة، وبحسن ظنهم بمصادر الاخبار ينقسمون بنحو بات يشكل موادا اضافية حارقة ومدمرة لبعضهم البعض بما يمكن من وصفهم بضحايا الآلات والدعاية الاعلامية النشطة، بسبب التواطؤ القائم بينهم وبينها بما حمله استعدادهم لتقبل الاكاذيب والخديعة، وعدم معالجتهم للانباء بالاستقلالية، بالتفكير والوعى النقدي المطلوب في احوال وقرائن مثل هذه من جنون المصالح.

wagdik@yahoo.com

الوسومالحرب الدعاية الحربية السودان صحافة المواطن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب الدعاية الحربية السودان صحافة المواطن الرأی العام

إقرأ أيضاً:

إعلام العدو: 1700 مليونير غادروا ” اسرائيل” في 2024

الثورة نت/..
أفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” بمغادرة أكثر من 1700 مليونير من الكيان الصهيوني الغاصب خلال العام 2024، وفقا لبيانات مكاتب متخصصة بالهجرة العالمية.
وأشارت الصحيفة استنادا إلى بيانات صادرة عن شركة “Henley & Partners” المتخصصة في شؤون الهجرة العالمية بالتعاون مع شركة الاستخبارات العالمية “New World Wealth”، إلى أن 1700 مليونير غادروا الكيان خلال العام الماضي.
ووفقا للبيانات، انخفض عدد المليونيرات المقيمين في مدينتي يافا المحتلة “تل أبيب” “وهيرتسليا” من 24.300 خلال العام عام 2023 إلى 22.600 في العام الأخير.
كما تراجع عدد الأفراد الذين تزيد ثرواتهم عن 100 مليون شيكل، حيث بلغ عددهم 76 شخصا في العام الماضي مقابل 82 شخصا في عام 2023.
وأشارت البيانات إلى تباطؤ في وتيرة نمو المليونيرات، حيث سجل معدل النمو بين الأعوام 2013-2024 نحو 45%، بينما انخفضت نسبة النمو بين الأعوام 2014-2024 إلى حوالي 25%.
ولم تشر الصحيفة إلى أسباب مغادرة هؤلاء الأثرياء، ولكن تقارير عبرية تحدثت في الأشهر الماضية، عن مغادرة عدد من الصهاينة إثر حرب الإبادة على غزة والأعباء الاقتصادية والأمنية الناتجة عنها.

مقالات مشابهة

  • بايتاس يعلق على جدل لجان البرلمان للبحث عن الحقيقة حول الدعم الحكومي لمستوردي الماشية
  • بحادثة أغضبت الرأي العام.. مليشيا الانتقالي تعتدي بالضرب على مدير مرور عدن
  • استطلاع يظهر انقلابا في المواقف تجاه إسرائيل.. كيف غيّرت غزة الرأي العام الأمريكي؟
  • السفينة الحربية الصينية التي أظهرت تخلف البحرية الأميركية
  • الحرب التجارية الأميركية الصينية يمكن أن تخفض تجارة السلع بين البلدين إلى 80%
  • الأمين العام للأمم المتحدة: لا يمكن إدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة حاليًا
  • الحرب التجارية الأميركية الصينية يمكن أن تخفض الى 80% تجارة السلع بين البلدين
  • إعلام العدو: طيارو سلاح الجو “الإسرائيلي” يرفضون استئناف حرب غزة
  • جريمة هزّت الرأي العام .. فتاة تنهي حياة والدتها وتقضي 3 أيام بجوار جثمانها | تفاصيل
  • إعلام العدو: 1700 مليونير غادروا ” اسرائيل” في 2024