الإمارات والصين.. رؤى مشتركة لتحقيق السلام والازدهار
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلة لافروف: مستعدون للمشاركة في مؤتمر سلام تنظمه الصين بحضور أوكرانيا سفير الصين لـ«الاتحاد»: نقطة انطلاق جديدة لعلاقاتنا مع الإمارات تستشرف المستقبلتعمل الإمارات وجمهورية الصين الشعبية على تعزيز شراكتهما الاستراتيجية الشاملة من أجل تحقيق السلام والازدهار لجميع شعوب الشرق الأوسط والعالم، في إطار العلاقات المتميزة والمتنامية بين البلدين والتي أصبحت نموذجاً للتعاون البناء في القرن الحادي والعشرين.
وقد اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن الشراكة الإماراتية الصينية القائمة على الاحترام المتبادل والفوائد المشتركة اقتصادياً وسياسياً، وعلى مستوى الابتكار والاستدامة في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا، تدعم تحقيق مستقبل أفضل للمنطقة والعالم.
وقال الباحث الصيني في العلاقات الدولية، إلهام لي تشاو، إن الإمارات تلعب دوراً مؤثراً لدعم الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة وفق قيم الإخاء والمودة والتسامح والتعايش بين الجميع، وأفضل دليل على ذلك المساهمات التي قدمتها الإمارات عندما كانت الرئيس الدوري للأمم المتحدة العام الماضي والجهود في تحقيق السلام في العالم.
وأوضح تشاو لـ«الاتحاد» أن الصين تعد أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات لسنوات، وحافظت على مكانتها كأكبر سوق لصادرات الصين في الشرق الأوسط، وفي عام 2023، بلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية حوالي 95 مليار دولار، وأنشأ الطرفان نمطاً شاملاً للتعاون في مجال الطاقة، وبينهما تعاون وثيق في مجالات الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة والطاقة النظيفة، حيث حصلت شركة صينية على امتيازات النفط البرية والبحرية في أبوظبي، وتطمح الدولتان إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بينهما.
وتابع تشاو أنه كلما أصبح الوضع الدولي أكثر تعقيداً، زادت الحاجة إلى تعزيز التضامن والتعاون بين البلدين الصديقين، والتزامهما بالاتجاه الأساسي لبناء مجتمع ذي مستقبل اقتصادي مشترك.
ومن جهتها، شددت الباحثة في العلوم السياسية نورهان أبو الفتوح على عمق العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والصين، والشراكة الوثيقة التي تعمقت بينهما في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية، وخاصةً منذ إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وهذه الروابط عززتها الرؤى المتقاربة للدولتين في العديد من القضايا والقواسم المشتركة.
وأضافت أبو الفتوح أن الإمارات والصين تمثلان أساساً مهماً، كل في منطقتها، وتمتلك كل منهما رؤية واضحة على الساحة الإقليمية والدولية، وتحركهما دوافع إيجابية متشابهة تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وأشارت الباحثة السياسية إلى أن مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا أحد القطاعات الجديدة التي تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون في المشاريع الكبرى، مثل مشروع تعليم الصينية بـ200 مدرسة إماراتية، والذي أصبح مشروعاً عالمياً لتعليم اللغة الصينية.
وتابعت نورهان أن انضمام الإمارات إلى مجموعة «البريكس» أوائل العام الجاري يعد محطة مهمة في دفع مسيرة تعزيز العلاقات الخليجية الصينية بوجه عام، والإماراتية الصينية على وجه الخصوص، وخاصة في ظل التعاون المستمر في العديد من القطاعات الاقتصادية والتجارية وقطاع التكنولوجيا والطاقة النظيفة، والتنسيق حول القضايا المشتركة على الساحة الدولية.
وبحسب خبراء فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية كانت هذه العلاقات دائماً متميزة، والتعاون بناء بين كلتا الدولتين، حيث يقوم مبدأ الصداقة على أساس الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للمستقبل.
ومن جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي أن الشراكة بين الإمارات والصين قوية وداعمة لتحقيق السلام والازدهار في العالم، حيث تتسم الدبلوماسية الإماراتية بالانفتاح على العالم بصورة كبيرة.
وقال فهمي لـ«الاتحاد»: إنه يمكن بناء شراكات متعددة بين الطرفين، وخاصة أن المقاربة الدبلوماسية الإماراتية تقوم على الانفتاح الإيجابي على العالم، وهناك مجالات تعاون واستثمارات كبيرة خاصة في مجالات التنمية والطاقة والمناخ.
وفي السياق نفسه أوضحت أيضاً المحللة السياسية والكاتبة الصحفية الصينية فيحاء وانغ شين أن الصين شهدت على مدى العقود القليلة الماضية عملية تحديث فريدة من نوعها تميزت بالنمو الاقتصادي السريع والتقدم التكنولوجي، وأثرت بشكل كبير على المشهد العالمي وعلاقات الصين الدولية، مضيفة، في المقابل، أن الإمارات حققت أيضاً تطوراً غير مسبوق، وأصبحت مركزاً اقتصادياً وتجاريّاً محوريّاً، وهذا مهد الطريق لعلاقات تجارية مميزة وجذب استثمارات أجنبية مباشرة في قطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.
وتابعت أن عملية التحديث الصيني أتاحت إمكانيات غير محدودة وأرست أساساً متيناً لتنمية العلاقات بين الصين والإمارات، ويصادف هذا العام الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بينما تدخل العلاقات بينهما مرحلة تاريخية جديدة، وقد حقق البلدان بالفعل نتائج مثمرة في البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق»، وقاد الطرفان التعاون الإقليمي، ولعبا دوراً مهمّاً في تعزيز التعاون العالمي.
وفي ظل الاهتمام المشترك بملف تغير المناخ يحرص الجانبان على التعاون في هذا المجال، وقد تم في 2019 توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في حماية البيئة والمحافظة عليها بين وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات ووزارة البيئة والإيكولوجيا الصينية، وفي العام نفسه انضمت دولة الإمارات إلى التحالف الدولي للتنمية الخضراء على طول الحزام والطريق، بحسب فيحاء وانغ شين.
وأكدت الباحثة الصينية أن «آفاق التعاون الثنائي في هذا المجال مفتوحة وطموحات البلدين كبيرة نحو التخطيط والتنفيذ لمستقبل قائم على رفع مستوى رفاهية المعيشة وجودة الحياة لشعبينا ولشعوب العالم».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العلاقات الإماراتية الصينية الصين الإمارات الإمارات والصين الإمارات والصین بین البلدین
إقرأ أيضاً:
الصين ترفض طلباً أمريكياً لعقد اجتماع بين وزيري دفاع البلدين
أفادت وسائل إعلام أمريكية نقلا عن مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون، بأن الصين رفضت اجتماع وزير دفاعها دونغ جون مع نظيره الأمريكي لويد أوستن بسبب إمدادات الأسلحة إلى تايوان.
وقالت القناة التلفزيونية الأمريكية “سي إن إن”: “رغب الوزير أوستن بعقد لقاء مع نظيره الصيني دونغ جون خلال اجتماع وزراء دفاع جول آسيان بلس في لاوس، وذلك في إطار الجهود المستمرة منذ فترة للحفاظ على خطوط الاتصال العسكرية بين الولايات المتحدة والصين. لكن الصين لم تقبل هذا الاقتراح، وبررت رفضها بصفقة مبيعات الأسلحة الأمريكية التي جرت مؤخرا”.
يشار إلى أن بكين لا تعترف بسيادة تايوان، وتعتبرها مقاطعة صينية، وتصر على ضرورة التزام كل دول العالم بـ”سياسة الصين الواحدة”. وتلتزم الولايات المتحدة رسميا بهذا المبدأ، لكنها في الواقع تستمر في التعامل مع تايوان بمعزل عن الصين وتقوم بتزويدها بالأسلحة بانتظام. على سبيل المثال في أكتوبر الماضي، أوعز الرئيس جو بايدن بتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 567 مليون دولار لتايوان.
في صيف عام 2022، قامت نانسي بيلوسي عندما كانت تشغل منصب رئيسة مجلس النواب الأمريكي، بزيارة تايوان وهو ما أثار غضب كبير من جانب الصين التي اعتبرت هذه الخطوة، كدعم من جانب الولايات المتحدة للنزعات الانفصالية التايوانية.