سفير الصين لـ«الاتحاد»: نقطة انطلاق جديدة لعلاقاتنا مع الإمارات تستشرف المستقبل
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
وائل بدران (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد السفير الصيني لدى الإمارات تشانغ ييمينغ، أن دولة الإمارات هي صديق حميم وشريك للصين في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 40 عاماً، شهدت العلاقات تطوراً شاملاً وسريعاً ومعمقاً، حيث يتمتع الجانبان بالثقة السياسية المتبادلة القوية، ويجري الجانبان تعاوناً مبتكراً ريادياً، ويتسم الجانبان بالأساس الشعبي المتين، وهو يمثل تجسيداً حياً للشراكة الاستراتيجية الشاملة، ويوفر قوة دافعة للاستقرار والازدهار في المنطقة، ويضفي قوة إيجابية على السلام والتنمية في العالم.
وأوضح السفير تشانغ ييمينغ أنه في هذه اللحظة الخاصة بمناسبة الذكرى السنوية الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتلبية للدعوة من قبل فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أول زيارة دولة له إلى الصين منذ توليه رئاسة الدولة في عام 2022، وهو ما يعزز العلاقات الصينية الإماراتية عند نقطة انطلاق جديدة تاريخية لاستعراض الماضي واستشراف المستقبل، ويفتح صفحة جديدة لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات، ويصبح معلماً مهماً آخر في تاريخ العلاقات الصينية الإماراتية.
وأشار إلى أن التطور الكبير والقفزة العملاقة للعلاقات الصينية الإماراتية استفادا من الرعاية الشخصية والدعم الكبير من فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فالتعاون الصيني الإماراتي عند نقطة انطلاق جديدة لا يمكن فصله عن التخطيط والإرشاد الاستراتيجي من قبل رئيسي البلدين.
ولفت إلى أنه، خلال الزيارة، أجرى رئيسا البلدين اتصالاً استراتيجياً مطولاً وعالي المستوى، واستعرضا بشكل شامل عملية التنمية والخبرات القيمة للعلاقات الثنائية على مدار الأعوام الـ40 الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية. وأضاف: «جددا التصميم على المستوى الأعلى لتعزيز التعاون بين البلدين في العصر الجديد في مجالات السياسة والاقتصاد والصعيد الإنساني الثقافي، وشهدا التوقيع على ما يقارب 20 وثيقة تعاون ثنائي، بما يفتح رؤية جديدة ومعادلة جديدة للعلاقات الصينية الإماراتية».
وذكر السفير الصيني أنه كما قال فخامة الرئيس شي جين بينغ، خلال اللقاء، بين رئيسي البلدين: «إن العلاقات الصينية الإماراتية قد أرست نموذجاً للعلاقات بين الصين والدول العربية في العصر الجديد»، مؤكداً استعداد الصين للعمل مع الجانب الإماراتي لمواصلة التمسك بحزم بالاتجاه العام للعلاقات الثنائية من منظور استراتيجي ومنظور طويل المدى، وضمان تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية الإماراتية بنشاط.
وقال تشانغ ييمينغ: «تحدونا ثقة تامة بأنه، بفضل قيادة رئيسي البلدين والجهود الصادقة من الجانب الصيني والجانب الإماراتي، ستتقدم العلاقات الصينية الإماراتية إلى الأمام، وتستشرف لـ«40 عاماً ذهبية» جديدة، بما يقدم مزيداً من مساهمات للصين والإمارات في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وحول منتدى التعاون الصيني العربي، أوضح أن هذا العام يصادف الذكرى الـ20 لإنشائه. وخلال السنوات الـ 20 الماضية، تمت إقامة 19 آلية مهمة في إطار المنتدى بما فيها الاجتماع الوزاري والحوار السياسي الاستراتيجي ومنتدى الإصلاح والتنمية ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة، وتم إصدار 85 وثيقة مهمة، الأمر الذي وضع نموذجاً يحتذى به للتعاون الجماعي بين الدول النامية، ودفع التعاون الصيني العربي في المجالات كافة ليتطور بنشاط ويحرز إنجازات جديدة باستمرار.
ونوّه إلى أن العلاقات الصينية العربية تمرّ حالياً بأحسن مراحلها في التاريخ، وقد أصبح العالم العربي من المناطق التي لها النسبة الأعلى من عدد الشركاء الاستراتيجيين للصين، لافتاً إلى أنه في القمة الصينية العربية الأولى التي انعقدت في عام 2022، توصل الرئيس الصيني شي جين بينغ مع القادة العرب إلى توافق حول بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الموجه نحو العصر الجديد.
وأفاد بأن هذا الاجتماع، باعتباره أول اجتماع وزاري بعد اختتام القمة الصينية العربية الأولى، له دلائل مهمة لتنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى والإسراع في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
وأشار إلى حضور الرئيس الصيني الجلسة الافتتاحية وإلقائه الكلمة الرئيسية، حيث أعلن أن الجانب الصيني سيستضيف القمة الصينية العربية الثانية في الصين عام 2026، مؤكداً حرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي على بناء علاقات تشكل نموذجاً لصيانة السلام والاستقرار في العالم، ونموذجاً للتعاون في بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية، ونموذجاً للتعايش المتناغم بين مختلف الحضارات، ولاستكشاف الطريق الصحيح للحوكمة العالمية.
وأكد بناء «المعادلات الخمس للتعاون» مع الجانب العربي، أي معادلة أكثر حيوية للتعاون المدفوع بالابتكار، ومعادلة التعاون الاستثماري والمالي لها حجم أكبر، ومعادلة أكثر تكاملاً للتعاون الطاقوي، ومعادلة أكثر توازناً للتعاون الاقتصادي والتجاري المتبادل المنفعة، ومعادلة أوسع للتواصل الثقافي والشعبي، بغية تسريع وتيرة بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك. وقال: إن الصين والدول العربية كلتاهما من الدول النامية المهمة، وتطور العلاقات الصينية العربية لا يخدم شعوب البلدين فحسب، بل يضفي الاستقرار واليقين على العالم المضطرب والمتغير.
وأضاف: يحرص الجانب الصيني على اغتنام فرصة انعقاد هذا الاجتماع الوزاري لبلورة التوافقات الصينية العربية السياسية والتنموية والأمنية والحضارية، بما يقود العلاقات الصينية العربية لفتح أفق أرحب والمضي قدماً بخطوات واسعة، ويرسي أنموذجاً يحتذى به للتعاون الجماعي بين الدول النامية التي تسعى إلى التضامن والاستقلالية والتقوية الذاتية.
وعلى صعيد «مشروع تعليم اللغة الصينية في مئتي مدرسة»، أوضح السفير أن هذا المشروع يشكل تعاوناً إنسانياً وثقافياً طرحه صاحب السمو رئيس الدولة، ودفعه ورعاه رئيسا الدولتين، مشيراً إلى أنه خلال الـ 5 سنوات الأخيرة اجتذب المشروع 171 مدرسة لفتح دورات اللغة الصينية التي يتعلم فيها 71000 طالب، تحقيقاً للتغطية الشاملة في إمارات الدولة وكافة الفئات العمرية المدرسية من رياض الأطفال إلى الثانوية، وقد أصبح المشروع علامة ساطعة في دولة الإمارات ومشروعاً نموذجياً في العالم كله لتعليم اللغة الصينية.
وذكر أنه بحضور فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وقع الجانبان 19 وثيقة التعاون ثنائية بين الحكومات أو بين الإدارات، وتشمل مجالات الاستثمار والبناء المشترك لـ«الحزام والطريق» والعلوم والتكنولوجيا والاستخدام السلمي للطاقة النووية وتعليم اللغة الصينية والثقافة والسياحة والإعلام والصحة وغيرها، وتغطي الجوانب الرئيسية للعلاقات الصينية الإماراتية، بما يفتح مجالاً جديداً للتعاون في المجالات ذات الصلة، وتجسيد المستوى العالي للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات.
وأوضح أن الصين والإمارات وقعتا أيضاً عدداً من الاتفاقيات بين الشركات في منتدى الأعمال التجارية الذي عقد خلال الزيارة، والتي تشمل الطاقة وبناء السفن والخدمات المصرفية، وغيرها من المجالات، من بين النتائج البارزة الأخرى للزيارة.
وشدد على أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى الصين تقدم زخماً قوياً للتعاون الصيني الإماراتي في المرحلة المقبلة، مؤكداً ثقة الصين في تنفيذ نتائج الزيارة والتعاون لتحقيق مزيد من الإنجازات في السنوات الأربعين المقبلة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السفير الصيني رئيس الدولة شي جين بينغ الإمارات والصين الصين الإمارات العلاقات الإماراتية الصينية محمد بن زايد شي جين بينج العلاقات الصینیة الإماراتیة الرئیس الصینی شی جین بینغ القمة الصینیة العربیة الاستراتیجیة الشاملة الجانب الصینی اللغة الصینیة فخامة الرئیس رئیس الدولة إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن يؤجج توتر العلاقات بين البلدين
طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن.. صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الجمعة إن بلاده طردت سفير جنوب إفريقيا لديها إبراهيم رسول، واتهمه بأنه يكره الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، وهذا قرار اعتبرته بريتوريا إجراء مؤسفا، مؤكدة ضرورة الإبقاء على اللياقة الدبلوماسية بين البلدين.
وفي هذا السياق، قال روبيو في منشور على حسابه في منصة «إكس»: «ليس لدينا ما نناقشه معه، وبالتالي فهو يعتبر شخصا غير مرغوب فيه»، في إشارة إلى السفير إبراهيم رسول ، كما وصف روبيو سفير بريتوريا بأنه سياسي يؤجج التوترات العرقية.
ومن جهة آخري، اعتبرت جنوب إفريقيا، أن طرد الولايات المتحدة سفيرها في واشنطن إجراء مؤسف، مؤكدة ضرورة الإبقاء على اللياقة الدبلوماسية بين البلدين.
ومن ناحية آخري، أكدت الرئاسة في بريتوريا، أنها أخذت علما بالطرد المؤسف لسفير جنوب إفريقيا الى الولايات المتحدة السيد إبراهيم رسول، وودعت كل الأطراف المعنيين والمتأثرين إلى الحفاظ على اللياقة الدبلوماسية الراسخة في تعاملهم مع المسألة، مؤكدة أن جنوب إفريقيا تبقى ملتزمة في بناء علاقة مع الولايات المتحدة تعود بالفائدة المشتركة.
ويأتي طرد رسول، وهو من المناضلين ضد نظام الفصل العنصري ببلاده، في سياق توتر متصاعد بين واشنطن وبريتوريا، إذ كان ترامب جمد في فبراير المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا، على خلفية قانون لمصادرة الممتلكات اعتبر أنه ينطوي على تمييز ضد المزارعين البيض.
ويعتبر أحد أقرب حلفاء ترامب مولود في جنوب إفريقيا، وهو إيلون ماسك الذي اتهم حكومة الرئيس الجنوب الإفريقي سيريل رامابوزا باتباع قوانين ملكية عنصرية علنية.
وخلال استضافة جنوب إفريقيا اجتماعا لوزراء خارجية مجموعة العشرين في فبراير، وصف رامابوزا بـ الرائع اتصالا جرى بينه وبين ترامب بعيد تولي الأخير سدة الرئاسة الأمريكية لولاية ثانية غير متتالية في يناير، لكنه لفت إلى أن العلاقات بعد ذلك خرجت قليلا عن مسارها.
اقرأ أيضاًسفير جنوب إفريقيا يلتقي وفد الغرفة التجارية لبحث زيادة العلاقات الاقتصادية الثنائية
السفيرة نميرة نجم: انضمام مصر لدعوى جنوب إفريقيا وجد زخما كبيرا
رئيس الرعاية الصحية يبحث مع سفير جنوب إفريقيا فرص التعاون في مجالات السياحة العلاجية