واشنطن تحسم الجدل حول إعادة نشر أسلحتها النووية
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
أعلن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، أن واشنطن لا ترى ضرورة لإعادة أسلحتها النووية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ وشبه الجزيرة الكورية. وقال باتيل تعليقا على التصريحات الروسية بشأن احتمال نشر صواريخ أمريكية متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: "اسمحوا لي فقط أن أقول إن الولايات المتحدة لا تعتقد في هذا الوقت أنه من الضروري إعادة الأسلحة النووية إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والولايات المتحدة ليس لديها خطط لنشر أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية".
وكان قائد القوات البرية الأمريكية في منطقة المحيط الهادئ تشارلز فلين، قد أعرب عن نية الولايات المتحدة نشر صواريخ متوسطة المدى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في المستقبل القريب.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نشر صواريخ نووية أرضية أمريكية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ "سيخلق تحديا أمنيا خطيرا لروسيا"، ولكن مثل هذه التصرفات ستصبح مشكلة ليس فقط بالنسبة لموسكو.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
ترامب وحلف الناتو.. هل يمكن لفرنسا تولي زمام المظلة النووية لأوروبا؟
شهدت فترة رئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة تحولات كبيرة في السياسة الخارجية التي أثرت بشكل مباشر على التوازن الاستراتيجي في العالم، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات عبر الأطلسي والأمن الأوروبي.
خلال فترة حكمه، تبنى ترامب سياسة "أمريكا أولًا"، مما ألقى بظلال من الشك على التزام واشنطن بحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وطرح تساؤلات حول مدى استدامة المظلة النووية الأمريكية التي لطالما كانت حجر الزاوية لأمن أوروبا.
في هذا السياق، تبرز تساؤلات مهمة حول قدرة أوروبا على الاعتماد على نفسها في مواجهة التهديدات النووية المتزايدة، خاصة مع تعزيز روسيا لوجودها العسكري في المنطقة.
و يبرز دور المظلة النووية الفرنسية كإحدى البدائل المحتملة. فهل يمكن لفرنسا، باعتبارها القوة النووية الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، أن تكون قادرة على توفير حماية نووية شاملة لأوروبا في ظل غياب الدعم الأمريكي الكامل؟
الضغوط السياسية على الأمن الأوروبي
تحت ضغط مواقف ترامب، الذي طالب حلفاءه الأوروبيين بزيادة مساهماتهم المالية في الدفاع المشترك، بدأ العديد من الدول الأوروبية في البحث عن بدائل لحماية أنفسها من التقلبات السياسية في واشنطن.
الباحث رفائيل بوسونغ من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية أشار إلى أن أوروبا غير قادرة على الاستقلال عن الولايات المتحدة، خصوصًا في ما يتعلق بالمظلة النووية، مما يعكس الإحباط الأوروبي من السياسات الأميركية المتغيرة.
استعداد فرنسا لتعزيز قدراتها العسكرية
في هذا السياق، أظهرت فرنسا استعدادها لتعزيز قدراتها العسكرية، خاصة في مجال الردع النووي.
على سبيل المثال، تخطط فرنسا لنقل مقاتلات مزودة بأسلحة نووية إلى ألمانيا، وهو ما يعكس استعدادها لتولي المزيد من المسؤولية الأمنية في أوروبا.
بوسونغ أكد على أن أوروبا كان عليها البدء في الاستثمار العسكري منذ سنوات لتحقيق استقلالية أمنية حقيقية في المستقبل.
التهديدات النووية والتعاون بين القوى الأوروبية
لكن التحدي الأكبر الذي يواجه أوروبا هو التهديدات النووية المحتملة من روسيا. الردع النووي سيكون أداة أساسية في حماية القارة، لكن المظلة النووية الفرنسية قد لا تكون كافية بمفردها، خاصة في غياب تعاون وثيق مع حلفاء الناتو مثل الولايات المتحدة.
بوسونغ أشار إلى أنه في حال حدوث تهديدات نووية من روسيا، ستكون أوروبا بحاجة إلى التعاون بين القوى النووية الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا لضمان ردع فعال.
الطريق نحو الاستقلالية الأمنية
على الرغم من الدعوات المتزايدة لبعض الدول الأوروبية للاستقلال عن الولايات المتحدة، فإن الطريق نحو الاستقلالية الأمنية ليس سهلاً.
يتطلب تعزيز القدرات الدفاعية، بما في ذلك تطوير الردع النووي المستقل، استثمارات ضخمة ووقتًا طويلًا لبناء قدرة حقيقية على حماية القارة.
بوسونغ أوضح أن عملية التحول نحو استقلالية أمنية كاملة تحتاج إلى سنوات من التخطيط والاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية الدفاعية.