بين بايدن وترامب.. مواقف مشاهير هوليود تتأرجح في انتخابات 2024
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
تتمتع هوليود بأهمية خاصة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومع الاستقطاب الحاد الذي تفرضه معركة الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بين مرشح الحزب الجمهوري والرئيس الأسبق دونالد ترامب ومرشح الحزب الديمقراطي والرئيس الحالي جو بايدن، تكتسب مواقف نجوم عاصمة السينما العالمية أهمية قصوى.
ويأتي انتخاب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة كجولة ثانية بين ترامب وبايدن، وتحيط بها المخاوف بعد الاضطرابات التي تزامنت مع فوز بايدن في الجولة الماضية.
وقد لعب تأييد نجوم هوليود -ومن بينهم روبرت دي نيرو وميريل ستريب وتايلور سويفت وغيرهم- دورا بالغ الأهمية في الجولة السابقة، لكن الصورة الحالية تبدو أقل وضوحا، رغم إعلان بعض النجوم انحيازهم لأحد المرشحين.
البعض "يتخلى" عن دعم بايدنوتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبية بايدن منذ انتخابه في عام 2020 لعدة أسباب، لعل أحدثها سياساته الداعمة لإسرائيل، وموقفه من الحرب الروسية على أوكرانيا، إلى جانب زيادة الضرائب على المواطنين، وهو ما دفع بعض المشاهير الذين أيدوه في الانتخابات الماضية لالتزام الصمت، وعلى رأسهم النجمة جينيفر أنستون وبراد بيت وبيونسيه.
وكانت ميشيل أوباما -زوجة الرئيس السابق باراك أوباما- دعت عبر حسابها في إنستغرام المواطنين للمشاركة في الانتخابات القادمة من خلال نشرها لغلاف ألبوم بيونسيه الأخير "کاوبوي کارتر"، معتبرة الألبوم الذي ينتمي لفئة الموسيقى الريفية، تعبيرا عن وحدة وقوة الشعب في عام الانتخابات، لكن بيونسيه لم تعلق على المنشور نهائيا.
View this post on InstagramA post shared by Michelle Obama (@michelleobama)
أما النجم دواين جونسون المعروف بلقب "ذا روك"، فأكد لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية تراجعه عن دعم بايدن في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أنه سيحتفظ بموقفه السياسي لنفسه. وقال جونسون إنه حين صوت لبايدن في الانتخابات السابقة، كان يظن أنه أفضل قرار، إلا أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى.
أما مغنية الراب كاردي بي التي طالما كانت تدعم المرشحين الديمقراطيين، فقالت لمجلة "رولينغ ستون" أنها اتخذت قرارا بمقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة نهائيا، لأنها ترى أن المرشحين قاما بخيانة الشعب، على حد وصفها.
وأوضحت كاردي بس أن عهد بايدن أصابها بخيبة الأمل بعد انخفاض الأجور وارتفاع أسعار المعيشة وتعامله مع القضايا الداخلية والخارجية، مشيرة إلى دعمه لروسيا في الحرب الأوكرانية، وكذلك إسرائيل في حربها على قطاع غزة، "الأمر الذي يشي بأنكم لا تهتمون بأحد، وتصرفون المليارات على أشياء سخيفة".
أما الممثل الكوميدي مايكل رابابورت، فأعلن عبر حسابه على إنستغرام تراجعه عن دعم بايدن، بسبب توقفه عن إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بعد اقتحامها مدينة رفح (جنوب قطاع غزة). ويعرف رابابورت بدعمه القوي لإسرائيل.
نجوم "أوفياء" للرئيس الأميركيفي المقابل، أعلن بعض نجوم الغناء تأييدهم الخالص لبايدن في الانتخابات القادمة، ومنهم المغنية والممثلة باربارا استرايسند المعروفة بهجومها المستمر على ترامب.
وقالت استرايسند عبر حسابها بمنصة "إكس" (تويتر سابقا) إنها "ستواصل دعمها للرئيس الحالي لأنها ترى أن بايدن يسير بالولايات المتحدة نحو مستقبل أفضل ويستحق هذه الفرصة".
President Biden has successfully passed bipartisan legislation that positions our country for a stronger future. He deserves reelection on all accounts. https://t.co/glW5H7Mmiy
— Barbra Streisand (@BarbraStreisand) May 20, 2024
وانضم ليزو وكوين لطيفة وسينثيا اريفو وبن بلات إلى قائمة الداعمين لبايدن، بل شاركوا بالغناء في إحدى الفعاليات التي أقامتها حملة المرشح الديمقراطي الانتخابية في نهاية مارس/آذار الماضي بحضور الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون.
وجمعت حملة بايدن مبالغ مالية كبيرة من تبرعات بعض الأسماء في عالم الإنتاج مثل جيفري كاترتبرغ، الذي يرى أن الرئيس الأميركي يجب أن يستمر لفترة انتخابية جديدة ويسعى لتبيض صورته أمام الشعب، مما دفعه للتبرع بمبلغ يقارب 900 ألف دولار.
وتبرع الفنان سيث ماكفارلن بـ100 ألف دولار، وكذلك الممثل لين مانويل ميراندا الذي نظم سباقا لجمع التبرعات لصالح حملة بايدن الانتخابية.
ومن المتوقع أن تتضاعف التبرعات بعد مشاركة النجمين جورج كلوني وجوليا روبرتس في فعالية كبرى ستنظمها حملة بايدن الانتخابية الشهر المقبل.
ترامب بين الأصدقاء والخصومأما مرشح الحزب الجمهوري والرئيس الأسبق دونالد ترامب، فتجمعه أيضا علاقات وطيدة مع نجوم ومشاهير هوليود بحكم عمله في مجال الإنتاج والترفيه، مما ساعده في كسب دعم بعضهم في انتخابات عامي 2016 و2020، حيث كانت كيم كارديشيان وباريس هيلتون ومايك تايسون من بين أبرز داعميه.
وأدى الاستقطاب الحاد الذي شهده المجتمع الأميركي في ظل ولايته إلى تراجع شعبيته أيضا، ويحاكم ترامب أمام محكمة نيويورك حاليا في القضية التي تعرف إعلاميا بـ"شراء الصمت"، حيث يواجه تهمة دفع مبلغ يقدر بـ130 ألف دولار للممثلة ستورمي دانييلز، لشراء صمتها عن علاقتهما المزعومة إبان مشاركته في انتخابات 2016.
وأدت المحاكمة إلى كشف سجلات بعض مكالمات ترامب، التي تضمنت محادثات مع بعض المشاهير، ومنهم لاعب كرة القدم الأميركية المعتزل توم برادي، الذي لا يتوقف عن دعم ترامب في كل جولاته، ولاعبة التنس المعتزلة سيرينا ويليامز، التي صرحت في السابق لموقع "تنس ناو" أنها ممتنعة تماما عن المشاركة في المشهد السياسي، رغم انتشار صورة تجمعها بترامب آنذاك.
أما المغنية الأميركية شير، فانتقدت المرشح الجمهوري، وقالت لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية نهاية 2023 إنها ستغادر البلاد في حال فاز ترامب بمقعد الرئاسة مجددا.
وواصل المغني الأميركي جون ليجيند هجومه على ترامب، وصرح لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية في أبريل/نيسان الماضي أن سياساته تميل إلى العنصرية، خاصة مع المواطنين من أصحاب البشرة السمراء.
كما أعلن مغني الراب "فات جو"، عبر بث مباشر على إنستغرام عدم دعمه لترامب، وعلل شراءه لأحد الأحذية التي تحمل توقيع علامة ترامب الجديدة، بأنه جامع للأحذية وكان عليه يقتنيها.
في المقابل، أعلن مشاهير آخرون دعمهم للمرشح الجمهوري، من بينهم مغنية الراب وعارضة الأزياء أمبير روز، التي فاجأت متابعيها على إنستغرام بنشرها لصورة تجمعها بترامب وزوجته ميلانيا، لتعلن من خلالها عزمها تأييده في الجولة المقبلة.
View this post on InstagramA post shared by Amber Rose (@amberrose)
وبدوره، أعلن الممثل الأميركي جون فويت الحائز على جائزة الأوسكار عن دعمه الكامل لترامب، وذلك عبر مقاطع مصورة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، وأكد من خلالها أنه الشخص الوحيد القادر على جعل الولايات المتحدة الأميركية عظيمة مرة أخرى.
وعاد المغني ورجل الأعمال الأميركي كانييه ويست لدعم ترامب من جديد، حيث انتشر فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يعلن فيه ويست عن دعمه في الانتخابات القادمة عقب سؤاله عن موقفه من قبل أحد الصحفيين.
ويخوض المغني كيد روك حملة لدعم ترامب في الانتخابات القادمة عبر حسابه في "إكس"، وهو أمر متوقع منه حيث تجمعه صداقة بالمرشح المحتمل منذ سنوات طويلة.
أما مغني الراب الشهير سنوب دوغ الذي عرف بسخريته المستمرة من الرئيس الأسبق، خاصة مع إظهاره له في شكل مهرج في كليب أغنية "لافيندر" عام 2017، فقد مارس حقه الانتخابي لأول مرة في 2020 من أجل دعم بايدن وإسقاط ترامب، خاصة بعد مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية، إلا أنه فاجأ الجميع، أثناء لقائه مع المذيع ستيفان سميث، وأعلن تقديره لترامب وأنه لا يحمل سوى الحب والاحترام له، دون أن يعلن بوضوح عن المرشح الذي سينال صوته في الانتخابات المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الانتخابات القادمة دعم بایدن بایدن فی عن دعم
إقرأ أيضاً:
بعد عفو بايدن عن نجله.. ما سقف صلاحيات الرئيس الأميركي؟
بعد العفو الذي أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، لصالح ابنه هانتر، في القضايا الجنائية التي تتعلق بحيازة سلاح بشكل غير قانوني والتهرب الضريبي، أثيرت تساؤلات عن صلاحيات الرئيس الأميركي بموجب الدستور والقانون.
يعمل النظام الأميركي وفق مبدأ الفصل بين السلطات، التنفيذية والتشريعية والقضائية، حتى لا تطغو سلطة على أخرى. ومع ذلك، يتيح الدستور للرئيس الأميركي بعض الصلاحيات التي قد تتداخل في نطاق عمل القضاء.
وهذه التداخلات، وفق الفقه الدستوري الأميركي يمكن تلخيصها في 3 أشياء أساسية، الأولى هي التعيينات القضائية، إذ يملك الرئيس صلاحية ترشيح قضاة فيدراليين وقضاة المحكمة العليا، وهو ما قد يؤثر على نتائج القضايا المنظورة أمام المحاكم وفق التوجه الإيدولوجي للقضاة الذين يتم تعيينهم.
ويتيح الدستور للرئيس أيضا إصدار العفو وينص صراحة على أنه "له سلطة منح العفو عن جرائم ترتكب ضد الولايات المتحدة، ما عدا في حالات الاتهام النيابي".
لكن هناك قيدين على هذه السلطة، الأول هو أن العفو مقصور على الجرائم الجنائية الفيدرالية فقط، أي أنه لا يمكنه التدخل في الأحكام القضائية التي تصدر عن محاكم الولايات.
والقيد الثاني أنه لا يجوز العفو عن إدانات العزل في الكونغرس.
ويأخذ العفو أشكال عدة، أكثرها شيوعا، العفو الشامل عن الأفراد أو مجموعة من الأشخاص، وهو يلغي تماما العقوبة عن جريمة جنائية فيدرالية ارتكبت.
وهناك العفو بغرض تخفيف الأحكام، أي تقليل العقوبات المرتبطة بالإدانات.
وللحصول على العفو، هناك عملية قانونية يشرف عليها مكتب خاص في وزارة العدل، تتمثل في تقديم التماس، ثم مراجعته واتخاذ قرار بشأنه. ووضع المكتب بعض المعايير التي يجب أن تنطبق على المشمولين بالعفو، بينها أن يكون الشخص حسن السلوك بعد الإدانة بالجريمة، وفقًا لخدمة أبحاث الكونغرس.
لكن هذه العملية القانونية استشارية فقط، ويجوز للرئيس اتخاذ قرار بالعفو دون الامتثال لهذه الإجراءات.
ولا يوجد أي نص قانوني يمنع الرئيس من العفو عن نفسه أو أفراد عائلته. ووفق خدمة أبحاث الكونغرس، لم يصدر أي رئيس أميركي على الإطلاق عفوا عن نفسه.
والعفو الذي أصدره بايدن هو المرة الأولى لعفو يصدر من رئيس بحق أحد أبنائه، وفق "سي أن أن".
وبحسب أليكسيس كو، مؤلف كتاب "لن تنسى أبداً ابنك الأول: سيرة ذاتية لجورج واشنطن"، فإن رئيسين آخرين فقط أصدرا عفواً عن أفراد من العائلة، هما بيل كلينتون الذي أصدر عفوا عن أخيه غير الشقيق روغر في تهم تتعلق بالمخدرات.
وأصدر دونالد ترامب عفواً عن والد صهره، تشارلز كوشنر، الذي أدين بالتهرب الضريبي ومخالفة قانون الحملات الانتخابية.
وتشير أحكام المحكمة العليا إلى أن سلطة إصدار العفو تقع إلى حد كبير خارج نطاق السلطة التشريعية، لكن الكونغرس يمتلك أدوات دستورية تمكنه من فرض بعض السلطة على العملية، من خلال الرقابة أو التعديل الدستوري، أو حتى عزل الرئيس.
التداخل الآخر لسلطتي الرئيس والقضاء هو حصوله على حصانة من الملاحقة القضائية. وهناك بالفعل سياسة معمول بها لوزارة العدل تتمثل في عدم توجيه اتهامات جنائية للرئيس أثناء وجوده بالمنصب.
وأصدرت المحكمة العليا حكما تاريخيا، في يوليو الماضي، منح الرئيس الأميركي بعض الحصانة عن أفعاله التي تتعلق بمهامه الرسمية، وهو الحكم الذي دفع إلى تأجيل القضايا الجنائية المتهم فيها ترامب.
وتعزز أحطام المحكمة العليا سلطة الرئيس بالنظر إلى أن قراراتها نهائية، ولا يمكن تغييرها إلا من خلال تعديل دستوري، أو بحكم جديد من المحكمة.