أديس أبابا- تاق برس – أجازت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” اليوم الخميس في أديس أبابا برنامجا سياسيا من 9 محاور لانهاء الحرب في السودان، شملت الإغاثة والصحة والتعليم، إضافة إلى الترتيبات الأمنية والعسكرية.

 

ويتضمن البرنامج إعادة بناء المنظومة الأمنية والعسكرية وتأسيس جيش مهني واحد، وترتيبات ما بعد الحرب التي تتضمن مهام الطوارئ والانتقال والتأسيس وهياكل الفترة الانتقالية ودستور المرحلة الانتقالية، وآليات تشكيل السلطة الانتقالية، والقوانين المنظمة للانتخابات.

 

كما تشمل المحاور التسع قضايا العدالة الانتقالية بما في ذلك المحاسبة وجبر الضرر، والإصلاحات المؤسسية التي تشمل الأجهزة العدلية والخدمة المدنية

 

واختارت التنسيقية في مؤتمرها التأسيسي الذي استمر 4 أيام واختتم في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك رئيسا لها.

وأكد رئيس تنسيقية تقدم عبد الله حمدوك، أنه تم التوافق على برنامج سياسي يتضمن وقف الحرب وحماية وحدة الدولة السودانية، مع الحرص على ضمان مشاركة النساء بنسبة 40 بالمئة.

وأضاف حمدوك أنه تم الاتفاق على تعزيز نظام للحكم يشترك فيه جميع السودانيين، مع رفض تسييس العمل الإنساني في السودان.

 

وشارك في مؤتمر “تقدم” أكثر من 600 من ممثلي الكيانات السياسية والمهنية والمدنية والأهلية الداعية لوقف الحرب حسب بيان تقدم.

 

ولم يتمكن البعض من الحضور بعد اعتقال السلطات السودانية 13 شخصا من الذين كان يفترض مشاركتهم في المؤتمر بحسب ما أكده بكري الجاك الناطق الرسمي باسم التنسيقية لموقع “سكاي نيوز عربية”.

ورهنت “تقدم” نجاح الجهود الحالية المبذولة لوقف الحرب بتعقل أطراف القتال، وناشدت المجتمع الإقليمي والدولي بتحمل مسؤولياته بالضغط على الأطراف المتصارعة والسعي الفوري والجاد لإيقاف الحرب بإعادة الأطراف المتصارعة إلى طاولة التفاوض وفق رؤية متكاملة للحل تؤدي إلى الوقف الفوري للحرب وإيصال المساعدات الإنسانية والعودة إلى مسار الانتقال.

 

وقالت إن تمدد الحرب يعرض البلاد لمخاطر وجودية مع تنامى خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية الأمر الذي يهدد ببقاء الدولة السودانية.

وجددت التنسيقية الدعوة لطرفي الحرب، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، للانخراط في مسار التفاوض.

 

وشددت على الدور المحوري الذي تلعبه دول الجوار والمنظمات الإقليمية بما في ذلك الاتحاد الافريقي والهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا “إيقاد.

 

العمل على وقف الحرب من خلال التواصل مع المجتمع الدولي والإقليمي والضغط على طرفي القتال للعودة إلى طاولة التفاوض.

 

بذل كل الجهود الممكنة لفتح مسارات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات والحفاظ على حياة المدنيين.
بناء جيش مهني واحد ينأى بنفسه عن السياسية والاقتصاد.

تطبيق العدالة الانتقالية بما يضمن المحاسبة على كل الجرائم التي ارتكبت منذ 1989.
تبني سياسة خارجية متوازنة تضمن المصالح العليا للبلاد.

ينشر “تاق برس” نص البيان الختام للمؤتمر التأسيسي لـ”تقدم”

منذ فجر الاستقلال وحتى حرب الخامس عشر من ابريل 2023 لم يذق شعبنا طعم العافية؛ وظل يعاني من  فشل حكوماته المتعاقبة في إخراجه من الفقر والامية ومن إشتعال الحروب الاهلية والمناطقية التي أهدرت قواه المادية والبشرية. كما إرتكبت حكوماته الاستبدادية أبشع الجرائم في حقه إنتهاءاً بالحرب الحالية المدمرة التي اصبح ميدانها هو الشعب وبيوته وممتلكاته وبنيته التحتية على فقرها وبؤسها محدثة أكبر كارثة انسانية يشهدها العالم المعاصر. في ظل هذا الواقع المرير يجي هذا المؤتمر موشوماً بالألم لكنه ايضاً يحمل الأمل؛ بتجاوز المرارات والاثمان الانسانية الباهظة بحثاً عن السلام واستعادة المسار الديمقراطي، ويجعل هذه الحرب البغيضة أخر الحروب ويضع بلادنا في المسارالصاعد المؤسس لعقد إجتماعي جديد.

انعقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في الفترة من 27-30 مايو 2024 ، شارك فيه أكثر من 600 عضواً جاءوا من ولايات السودان ال 18 ومن 24 دولة من المهجر، وشكلوا أكبر جبهة مدنية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام والمحافظة على وحدة السودان وسيادته واستكمال ثورة ديسمبر المجيدة، وبناء السودان على أسسٍ جديدة.

انخرطت (تقدم) منذ اجتماعها التحضيري المنعقد في أواخر أكتوبر 2023 في عملية تواصل واسع مع القوى والشخصيات المدنية الديمقراطية المناهضة للحرب، للتحضير لانعقاد المؤتمر التأسيسي الذي سبقته 4 ورش عمل حول الحكم المحلي، الترتيبات الدستورية، العدالة الانتقالية، الإصلاح الأمني والعسكري، وصممت (تقدم) عملية قاعدية واسعة لاختيار المشاركين في المؤتمر وفق معايير صارمة لمراعاة الشمول والتمثيل، حيث تشكلت 18 آلية تمهيدية في ولايات السودان من مكوناتها السياسية والمدنية والاجتماعية، واختارت هذه الآليات 250 عضواً من القوى السياسية والمجتمع المدني والأهلي ولجان المقاومة والمهنيين والنقابات، وخصصت لكل ولاية مقاعد تتناسب وثقلها السكاني شكل  مرآة لتنوع وتعدد السودان، كما نشأت آليات تمهيدية للسودانيين في 24 مهجراً اختارت 135 عضواً. لم يقتصر التمثيل على هذه الآليات فحسب، بل شمل 10 فئات نوعية هي المبدعون والمثقفون، المزارعون، الرعاة، الإدارات الأهلية، الكيانات الدينية، اللاجئون والنازحون، ذوو الإعاقة، المجموعات النسوية، أصحاب الأعمال، العسكريون المفصولون تعسفياً. هذه الفئات اختارت ممثليها عبر تشاور واسع وسط مكوناتها وتنظيماتها لتسمي 150 عضواً شكلوا إضافة نوعية لهذا المؤتمر. أضيف لذلك 30 من الشخصيات الوطنية المشهود لها بالمواقف المنحازة للسلام والديمقراطية، كما قبلت (تقدم) طلبات انضمام 40 جهة شارك 20 منهم حضورياً في هذا المؤتمر. كما عملت اللجنة التحضيرية على وضع معايير صارمة لضمان تمثيل النساء والشباب بصورة منصفة، والتعبير عن تنوع وتعدد السودان بصورة شاملة.

عانى بعض المشاركين مصاعب جمة في الوصول للمؤتمر لا سيما القادمين من السودان، ففيهم من سار بالأرجل لأيام، وفيهم من واجه تعسف السلطات الأمنية، وفيهم من قضى الليالي في المطارات، وكل هذه التضحيات جسدت الإحساس الصادق بالمسؤولية الوطنية وضرورة اجتراح طريق يخرج بلادنا من وئلات الحرب.

اتسم الحوار بين المؤتمرين بالجدية والصراحة والجرأة في مناخ ديمقراطي حقيقي أدى لبناء توافق كبير في الرؤى والقرارات التي خرج بها المؤتمر.

تميز المؤتمر بعقد لقاءات نوعية لفئات الشباب، النساء، المزارعين، الرعاة، المثقفين، المبدعين، الإعلاميين، والإدارات الأهلية، والشخصيات الدينية، وأصحاب الأعمال، ناقشت اللقاءات الأدوار المنتظرة من هذه الفئات في وقف الحرب وتحقيق السلام. وخلال هذه اللقاءات إلتزم المبدعون بإطلاق حملة شاملة ضد الحرب وتضميد الجراحات عبر إبداعاتهم.

أكد المؤتمر على أن الاولوية القصوى والملحة هي الوقف الفوري غير المشروط لهذه الحرب التي أوصلت البلاد إلى الانهيار وقتل فيها عشرات الالاف من المدنيين والعسكريين وتسببت في أكبر حالة نزوح في العالم؛ حيث هجرت أكثر من 8 مليون نازح وأكثر من 2 مليون لاجئ، وهددت المجاعة ما يزيد عن 25 مليون، وأخرجت 19 مليون طفل من النظام التعليمي وفقد الناس مصادر دخلهم وممتلكاتهم ومنازلهم الي جانب المآسي الكثيرة التي لازالت تتزايد يوماً بعد يوم.

شملت أجندة المؤتمر قضايا العون الإنساني وأوضاع السودانيين نازحين ولاجئين، وآثار الحرب على حياة الناس، ومحاربة خطاب الكراهية وسبل تفادي نذر الحرب الأهلية الشاملة، وخلصت لرؤية سياسية لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية واستكمال ثورة ديسمبر المجيدة، وناقشت قضايا الحكم المحلي والترتيبات الدستورية، الإصلاح الأمني والعسكري والعدالة الانتقالية إضافة للنظام الأساسي والهيكل التنظيمي لـ(تقدم).

ادان المؤتمر فشل طرفي الصراع في الجلوس للتفاوض لوقف اطلاق النار وإعاقة مسارات توصيل الاغاثة للمتضررين في كافة أنحاء البلاد، وادان المؤتمر استخدام الغذاء كسلاح في الحرب.

ناشد المؤتمر المجتمع الدولي للتدخل والضغط الجاد على طرفي الصراع لإعادتهم إلى منبر التفاوض، وإقرار آليات لحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الانسانية.

أدان المؤتمر بأشد العبارات الإنتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والمليشيات والحركات المتحالفة معهما، وطالب بالتحقيق الدولي في هذه الانتهاكات والجرائم ومحاسبة المتورطين فيها.

ناقش المؤتمر خطاب الكراهية والعنصرية والذي فاقمته الحرب وزاد من أوارها، ومزق النسيج الاجتماعي وشوه الوجدان الوطني، وأدان المؤتمر تورط طرفي الحرب في تصعيد خطاب الكراهية ونتائجه الكارثية. وقرر المؤتمر إطلاق حملة شاملة لمواجهة هذا الخطاب، بما يتطلبه من إصلاح قانوني وتربوي وثقافي ومجتمعي.

أجاز المؤتمر رؤية سياسية لـ”إيقاف وانهاء الحرب وتأسيس الدولة وإستكمال الثورة”، ترتكزعلى الأسس التالية وهي وقف وإنهاء الحرب وإعادة الامن والاستقرار وعودة النازحين، وحدة السودان شعباً وأرضاً، إقامة دولة مدنية ديموقراطية تقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها بلا تمييز، إقرار أن المواطنة المتساوية هي أساس الحقوق والواجبات، الاعتراف بالتنوع التاريخي والمعاصر، تأسيس وبناء منظومة عسكرية وأمنية إحترافية ذات عقيدة قتالية وطنية، إنشاء نظام حكم فدرالي حقيقي عماده الاعتراف بالحق الأصيل لجميع الأقاليم في إدارة شؤونها ومواردها عبر مجالسها التشريعية وسلطاتها الإقليمية.

ولتحقيق هذه الاسس فقد قرر المؤتمر الشروع الفوري للتحضير لمائدة مستديرة لكل السودانيين من قوى الثورة والتغيير، والقوى الرافضة للحرب والمؤمنة بالتحول الديمقراطي، عدا المؤتمر الوطني المحلول ووجهاته، حتى لا تكون العملية السياسية مدخلاً لاعادة احياء النظام البائد وقبر ثورة ديسمبر المجيدة وتفادياً لمحاولات لإغراق السياسي.

وفي هذا السياق فقد رحب المؤتمر بالمبادرة الامريكية السعودية عبر منبر جدة ومبادرتي الاتحاد الافريقي والايقاد، كما رحب بالجهود المبذولة من جمهورية مصر الشقيقة ودول الجوار لوقف الحرب وتحقيق السلام.

أجاز المؤتمر مبادئ وأسس عملية تأسيس وبناء جيش قومي مهني واحد لا يتدخل في السياسة والاقتصاد، وأعتبر المؤتمر هذه الأسس بداية طريق الاستقرار بوقف الحروب واغلاق طرق الانقلابات العسكرية.

صمم المؤتمر تصوراً للعدالة الانتقالية يهدف الي عدم الإفلات من العقاب ومحاسبة المتورطين في كافة الجرائم بما في ذلك جرائم الحرب والتطهير العرقي في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور، ومجزرة اعتصام القيادة العامة، وحرب أبريل ٢٠٢٣ وجرائمها البشعة، وجرائم العنف الجنسي والموجهة ضد النساء خاصةً وصولاً الي مجتمع خال من الكراهية والعنصرية.

ناقش المؤتمر الترتيبات الدستورية وقضايا الحكم المحلي والاقاليم وقرر بناءاً على ذلك تشكيل لجنة خبراء لإحكام الصياغة وتطويرها وفق الأسس المهنية.

أجاز المؤتمر النظام الأساسي والهيكل التنظيمي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، ووضع الضوابط اللازمة للتمثيل واتخاذ القرار حيث أقر النظام الاساسي نسبة 40% للنساء ونسبة 40% للشباب، وأختار الهيئة القيادية الجديدة، وإنعقدت الهيئة القيادية وإختارت الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً لها.

هذا المؤتمر حدث تاريخي يحدث لاول مرة في تاريخ البلاد؛ من حيث عدد المشاركين وتنوعهم وشمول تمثيلهم وشمول القضايا والمناخ الديمقراطي الذي ساد فيه وأدى لتجاوز جميع الخلافات وبناء توافق كبير، ومن حيث أن (تقدم) تعبر الان عن أوسع تحالف مدني ديمقراطي شارك في مؤتمرها التأسيسي ممثلين من القواعد والمراكز بشكل عكس التنوع الذي يمزج بين القوى الحزبية وغير الحزبية والمكونات الاجتماعية المجتمعية الحديثة والتقليدية، ومن حيث حضور وفود من الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والمؤتمر الشعبي والاتحادي الديمقراطي الاصل كمراقبين؛ وقد أستقبل هذه الوفود بحفاوة بالغة من المؤتمرين تعكس رغبتهم الصادقة بالعمل المشترك.

شكر المؤتمر دولة اثيوبيا وشعبها على تيسير إنعقاد المؤتمر بعاصمتها اديس ابابا، كما شكر الداعمين الاقليميين والدوليين الذين جعلوا قيام هذا المؤتمر ممكناً.

أديس ابابا – 30 مايو 2024

المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنيةتقدمحمدوك

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حمدوك القوى الدیمقراطیة المدنیة خطاب الکراهیة هذا المؤتمر لوقف الحرب أدیس أبابا وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

البحث عن الحقيقة خارج الكادر.. فرقة المنصورة تقدم "انتحار معلق" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح

 

شهد مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، اليوم الاثنين، عرض مسرحية "انتحار معلق"، ضمن المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الثانية والثلاثين، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتنفذ فعالياته بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

أحداث مسرحية انتحار معلق

العرض من تقديم فرقة المنصورة المسرحية، من تأليف ياسر إسماعيل، وإخراج محمود الزيني، ويحكي عن شاب يجد نفسه مدفوعا نحو قرار الانتحار بفعل الضغوط الاجتماعية وقسوة الأسرة كما يراها.

 وقبيل لحظة موته، تفاجئه شخصية تدعى "الذاكرة"، فتستعرض أمامه مشاهد ومحطات مؤثرة من حياته، ليبدأ في إدراك أن نظرته للأحداث كانت محدودة وضيقة، وأن تأملها من خارج الكادر يمنحه فهما أعمق وأكثر إنصافا لكل ما مر به.

فكرة العرض المسرحي 

وأشار المخرج محمود الزيني إلى أن فكرة العرض تنطلق من تأمل الطريقة التي يرى بها الإنسان حياته أو أزماته من منظور محدود (داخل الكادر)، مما يجعله يشعر بالخذلان أو الظلم من أقرب الناس إليه كالأب أو الأم أو الزوجة أو الأصدقاء، غير أن اتساع زاوية الرؤية (خارج الكادر) يكشف له الصورة كاملة، ويدفعه إلى فهم أن تصرفات هؤلاء لم تكن نابعة من قصد الإيذاء، بل من مشاعر الحب، أو الخوف عليه، أو من ظروف خفية لم يكن يدركها.


وشدد الزيني على أن جوهر الفكرة هو أن "أحكامنا السريعة داخل الكادر قد تخدعنا، بينما تتجلى الحقيقة بوضوح خارج الكادر.. وللأسف، أحيانا لا نراها إلا بعد فوات الأوان".

من جهته، أوضح المؤلف ياسر إسماعيل أن "انتحار معلق" يغوص في عقل المنتحر خلال اللحظة الحرجة بين القرار والموت، حيث تتصارع مشاعر الندم والأمل والخوف والحنين.

 وأشار إلى أن النص يستعرض لحظة يتوقف فيها الزمن، وتتداخل فيها الذكريات والخيال، لمحاولة فهم الحياة بعد فوات الأوان. 

وأكد أن العرض يقدم مواجهة أخيرة مع النفس، لافتا إلى أن واحدة من أهم رسائله هي أن الإنسان لا يرى الحقيقة كاملة إلا عندما يخرج خارج الكادر.

وأعرب علاء الحسيني عسكر، بطل العرض، عن تقديره لرسالة النص التي وصفها بالقوية والمؤثرة، موضحا أن استعراض حياة الإنسان في لحظاته الأخيرة وتسليط الضوء على سوء الفهم الذي قد يعيشه، يمنح العمل عمقا إنسانيا خاصا. 

وأضاف أن الهدف من العرض هو التوعية بخطورة الانتحار، ودعوة الناس لإعادة التفكير في قراراتهم المصيرية، لا سيما في ظل الأحداث المؤلمة التي شهدتها المنصورة في وقت سابق.

أما دانا فوزي، التي تؤدي دور "الأم"، فأشارت إلى أن هذه المشاركة تمثل ظهورها الثاني في مهرجان نوادي المسرح، لافتة إلى خبرتها التي تمتد لأربع سنوات على خشبة المسرح. 

وأكدت أن العرض يوجه رسالة واضحة للشباب بأن الحياة أوسع وأجمل مما يبدو داخل الإطار الضيق، وأن الأمل يظل قائما مهما اشتدت الأزمات.
 


لجنة التحكيم 

شهد العرض حضور المخرج محمد الطايع مدير المهرجان، والكاتب والناقد يسري حسان، وأعضاء لجنة التحكيم: د. محمد زعيمة، الكاتب سعيد حجاج، المخرج سامح مجاهد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، ود. مصطفى حامد، إلى جانب ربيع عوض مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية.

صناع العرض المسرحي

وشارك في بطولة العرض كل من: علاء عسكر، محمد صلاح، دانا فوزي، وعد ياسر، مصطفى عامر، سيف وليد، والطفل ياسين أحمد.
غناء: أحمد جمعة، ديكور: محمد هاشم، ملابس: رانيا موسى، ماكياج: أريج عز، إكسسوارات: بسنت العربي، إضاءة: حازم أحمد، إعداد موسيقي: أحمد تامر، مساعدا الإخراج: عمرو قنديل وأسامة فضل.
مخرج منفذ: أشرف الحلو.

المهرجان ينفذ من خلال الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي.

 وتتواصل فعالياته اليوم الثلاثاء، حيث تعرض مسرحية "انتحار معلق" لفرقة الزقازيق، تأليف ياسر إسماعيل، وإخراج سهر عثمان، في السادسة مساء، يعقبها عرض "بائع الكتب المزورة" لفرقة الزقازيق، تأليف محمد ياسين، وإخراج زياد ياسر.

ويعد مهرجان نوادي المسرح من أبرز المنصات الثقافية لاكتشاف ودعم المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث تتيح الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب، تعزيزا لدورها في تحقيق العدالة الثقافية وتنشيط الحراك الفني بالمجتمع.

 

مقالات مشابهة

  • ابراهيم الشيخ: “لدينا رؤية مستقبلية لعقد اتفاقيات مع اتحاد ألعاب القوى الجزائري”
  • ابراهيم الشيخ: “لدينا رؤية مستقبلية لقد اتفاقيات مع اتحاد ألعاب القوى الجزائري”
  • البيان الختاميّ للاجتماع نصف السنوي لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر
  • ديسمبر أتت بأكبر مجموعة من الخونة والعملاء ليحكموا السودان على رأسهم عبدالله حمدوك
  • أكثر من 100 ورقة بحثية تناقش مستقبل الحلول التقنية المستدامة
  • “السودان والإسراف في الإحسان”
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • وزيرة التضامن تقدم رؤية مصر لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو المجتمعي في سنغافورة
  • البحث عن الحقيقة خارج الكادر.. فرقة المنصورة تقدم "انتحار معلق" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح
  • المحافظ يناقش مع رئيس “الرقابة الإدارية” رؤية المركزي للخروج من الأزمة الاقتصادية