«إسرائيل تجاوزت بإصرار كل الخطوط الحمراء».. هكذا أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة موقفها، بجلسة مجلس الأمن، المنعقدة الأربعاء، من الحرب الدائرة في غزة منذ 236 يوما.

وبشكل واضح، أكد السفير محمد أبوشهاب المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن، خلال جلسة أمس الأربعاء، أن «على إسرائيل وقف أفعالها غير الشرعية، وعليها احترام التزاماتها الدولية،»، لتقود بذلك الإمارات عاصفة مواجهة إسرائيل بالحقائق أمام المجتمع الدولي، وتؤكد على مطلبها المتكرر بـ«وقف الحرب على غزة بشكل فوري»، ودعوتها الدائمة إلى «إحلال السلام الشامل العادل في المنطقة».

كانت الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول العربية التي اعترفت بدولة فلسطين بعد إعلان استقلالها عام 1988، كما تُعد من أوائل الدول المانحة لتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني حيث قدمت خلال السنوات الماضية مئات الملايين من الدولارات لدعم مشاريع تنموية وبنى تحتية، وتوفير المساعدات الطبية والغذائية للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.


السفير محمد أبوشهاب المندوب الدائم لدولة الإمارات في الأمم المتحدة

وكشف السفير محمد أبوشهاب عن أن «أكثر من 900 ألف فلسطيني نزحوا من رفح جراء تصعيد إسرائيل عدوانها على المدينة»، موضحا أنه «لم يعد هناك مكان آمن أو صالح للعيش في غزة»، مؤكدا أن «القمع الممارس ضد الفلسطينيين لا حدود له».

ورغم فشل مجلس الأمن الدولي، خلال شهر أبريل الماضي، في اعتماد مشروع القرار الخاص بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، لم تيأس دولة الإمارات من تكرار المطلب ذاته، خلال جلسة أمس الأربعاء، لتدعو مجددا إلى «قبول العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة»، لتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، مؤكدة أن «إسرائيل تجاهلت تدابير محكمة العدل الدولية 3 مرات»، ما يعد «تجاوزا لكل الخطوط الحمراء».

كانت الإمارات أعربت في 19 أبريل الماضي، عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع القرار الخاص بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، مؤكدة أن «منح فلسطين العضوية الكاملة خطوة مهمة لتعزيز جهود السلام في المنطقة»، مطالبة بـ«تعزيز كل الجهود لتحقيق السلام الشامل والعادل باعتباره السبيل الوحيد لخروج المنطقة من دائرة التوتر والعنف وحالة عدم الاستقرار».

 

ولذلك، أكد «أبوشهاب»، مجددا، أن «تحقيق السلام العادل والدائم يتطلب دعما لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية مثلما فعلت عدة دول مؤخرا».

واعترفت إسبانيا وإيرلندا والنرويج رسميا، الثلاثاء، بدولة فلسطين متضمنة الضفة الغربية وغزة، حسبما أعلنت حكومات البلدان الثلاثة.

وكانت الدول الثلاث أعلنت في 22 مايو الجاري، أن «قرارها للاعتراف بفلسطين مستقلة سيدخل حيز التنفيذ الثلاثاء»، ورغم رمزية القرار في مجمله لكنه يوضح التغير الدولي تجاه القضية الفلسطينية على المستوى العالمي، خاصة أن الدول الثلاث، التي اعترفت مؤخرا، من القارة الأوروبية.

وتعترف عشرات الدول بالفعل بفلسطين كدولة مستقلة، لكن الزخم الحاصل، ستكون له آثار مهمة خلال الفترة المقبلة.


وخلال جلسة أمس، لم تتوقف دعوة الإمارات، على «وقف الحرب على غزة بشكل فوري» فقط، بل طالبت بحل أوسع للقضية الفلسطينية، إذ أكد «أبوشهاب» «ضرورة احترام إسرائيل لالتزاماتها وفق الأطر الدولية، وتطبيق القانون الدولي الإنساني بشكل متساو دون تمييز، وأن يشمل هذا الضفة الغربية أيضا».

إشارة «أبوشهاب» كان يقصد منها وقف «تصاعد التطورات مع تزايد الاستيطان والممارسات الإسرائيلية والاقتحامات من قبل المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وهو ما يمثل خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

وأملا في الحل العادل للأزمة الحالية، أكدت الإمارات أنه «لا ينبغي أن يكون تنفيذ قرارات مجلس الأمن قائما على الكيل بمكيالين»، مشيرة إلى أن «الازدواجية باتت واضحة وتداعياتها لن تقتصر على زعزعة الاستقرار ليس في المنطقة بل في العالم».

وأكدت الإمارات «مطالب المجموعة العربية، باتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب في غزة والإدخال العاجل للمساعدات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه»، مؤكدة أن «التطورات تنذر بتفجر الموقف في المنطقة».

وأعلنت الإمارات تقديرها «للوساطة التي تقوم بها مصر وقطر لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب»، مشيرة إلى أن «المنعطف الحالي خطير ويتطلب بذل كل الجهود الممكنة لدعم حل الدولتين وإنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجلس الأمن دعوة تل أبيب متطرف دعوتها مساعدات دولة الإمارات الدول العربية خاص عضوية محكمة العدل الدولية فلسطيني المنطق فی الأمم المتحدة العضویة الکاملة مجلس الأمن فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

تخوف إسرائيلي من التأثير المستقبلي لطلبة أمريكا المؤيدين لفلسطين

ما زالت التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها الجامعات الأمريكية، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية، تثير مخاوف الاحتلال من اتساع رقعتها، يوماً بعد يوم، ما يقلّص من نفوذ اللوبيات اليهودية الصهيونية المؤازرة للاحتلال في أوساط صناع القرار الأمريكي.

ديفيد بن بيست، المدير التنفيذي لراديو 100FM، ونائب عميد الطاقم القنصلي، ورئيس جمعية الاتصالات الراديوية الإسرائيلية، ونائب رئيس نادي السفراء في إسرائيل، ذكر أنه "في شهر مايو الماضي انعقد مؤتمر "الشعب من أجل فلسطين" في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية، ناقلا عن متحدثين باسم جمعية "المسلمون الأمريكيون من أجل فلسطين" قولهم إن "المستقبل القريب سيكون صعبا، والنضال من أجل التحرير يتطلب التضحية، لكننا نعلم أن الجميع هنا جاهزون للتضحية بأنفسهم من أجل فلسطين".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "في ذات الوقت تم نشر مقال على قناة اليوتيوب لموقع BreakThrough News حول الحركات الفلسطينية الداعمة لقوى المقاومة، في إشارة لذلك المؤتمر الذي شهد مشاركة ثلاثة آلاف ناشط ينتمون لأكثر من مائة منظمة إسلامية، واحتفلوا بهجوم حماس في السابع من أكتوبر، ناقلا عن عضو في منظمة "حركة الشباب من أجل فلسطين" أننا "سنقاتل حتى النصر في الشوارع، في الحرم الجامعي، في الفصول الدراسية، وأماكن العمل، كل يوم".

وزعم أن "هذه الحركات المؤيدة لفلسطين في أمريكا الشمالية وحول العالم، تتكون من مجموعات متنوعة، بما فيها "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP)، و"حركة الشباب الفلسطيني" (PYM) وغيرها الكثير، تجمع جماعات من المؤمنين، التي نمت على مدى عقود، دون أن يوقف أحد نموها، مما يعتبر ضوءً أحمراً كبيراً، مع العلم أن هجوم أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة ساهم في تسارع وتيرة الجماعات المناهضة للاحتلال في أمريكا، التي رأت في الهجوم فرصة لزيادة العداء تجاه الاحتلال الاسرائيلي وداعميه في الولايات المتحدة".

وأشار أن "المؤسسات والحراكات الاجتماعية الداعمة لفلسطين في أمريكا تدعو لإضفاء الشرعية على هجوم حماس المذكور، حيث سار النشطاء بوجوه مفتوحة، ويطلقون دعوات الكراهية لليهود الصهاينة، ونفذوا هجمات عنيفة في شوارع وحرم جامعة ميشيغان ضد أي مؤيد لإسرائيل، ولوحت أعلام المنظمات الفلسطينية في الشوارع، وصرخ المتظاهرون "كلنا حماس، الموت لليهود وأمريكا".



وزعم أن "هذه المنظمات يتم تصويرها بأنها واحدة من أخطر المنظمات المعادية لإسرائيل، عملت وتعمل ضدها في الخارج، ومن خلال دراسة أجراها قسم الأبحاث بوزارة الشتات الاسرائيلية، تظهر علاقاتها مع منظمات فلسطينية، وترافق مظاهراتها هتافات معادية للصهيونية، وتحريض على العنف، وإشعال انتفاضة عالمية، كما قادت مقاطعة جامعة كولومبيا بذريعة تعزيز الحرية الأكاديمية، ولم تنجح محاولة ملاحقة قادتها إلا جزئياً".

وأشار إلى أن "نجاح الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، والمؤيدة لحماس في جامعات الولايات المتحدة يرتبط بحقيقة أنها ليست عفوية على الإطلاق، بل منظمة وممولة بشكل جيد، وهي نتيجة التحالف الغريب بين اليسار الراديكالي الأمريكي ونشطاء الإخوان المسلمين، في ضوء أن المزيد والمزيد من المحاضرين والطلاب المنتمين للفريقين يتعاطفون مع مبادئ حماس، ويتولون نشر حرية الفكر في الجامعات الأمريكية، مع العلم أن بيانات وزارة التعليم الأمريكية، كشفت أن العديد من التبرعات للمؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة يتم تلقيها علانية من مصادر معادية لها".

وأوضح أن "العشرات من الجامعات الأمريكية التي تبدأ الآن فصل الخريف لديها بدأت تشهد بالفعل دعوات لتنظيم مسيرات مفتوحة لدعم فلسطين، ومما يثير القلق أن العديد منها تحولت من الدعوة للمظاهرات، وإقامة معسكرات الاحتجاج، إلى التغاضي عن استخدام العنف، تمهيداً لخلق أزمة سياسية واجتماعية في المجتمع الأمريكي، من خلال إغلاق المطارات والشوارع والجسور إن لم توقف الحرب على غزة، مما يثير المخاوف الإسرائيلية من أن من يقود هذه التظاهرات سيصبحون في غضون جيل أو جيلين من القادة الأمريكيين، ويهدفون للوصول لمجلسي النواب، وهذا الخوف الإسرائيلي ليس نظرياً، بل عملي وحقيقي".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتحدى الأمم المتحدة.. تعرف على موقف القانون الدولي من إلغاء إسرائيل لاتفاقية 1967 مع الأونروا
  • طالب برفض تصعيد إسرائيل ضد أونروا..ملك الأردن: على المجتمع الدولي التصدي لحظر الوكالة
  • مجلس الأمن يناقش إطلاق كوريا صواريخ باليستية ووقف إطلاق النار في فلسطين
  • سفيرة إسرائيل السابقة في القاهرة تكشف خبايا العلاقة مع مصر
  • إسرائيل تنفّذ وعيدها.. تل أبيب تنسحب رسميا من الاتفاق الذي يعترف بوكالة الأونروا
  • عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية يطالب المجتمع الدولي بمواجهة قرار حظر الأونروا
  • احصائية إسرائيلية تكشف حجم الخسائر البشرية لجيش الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة
  • تخوف إسرائيلي من التأثير المستقبلي لطلبة أمريكا المؤيدين لفلسطين
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان الصهيوني على فلسطين
  • قوات حفظ السلام الأممية باقية في لبنان رغم الحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل اللبنانية