الزوجة الثانية تضرب زوجها العجوز «88 عاماً» بمساعدة ابنها حتى الموت
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
الجارة شاهدت الواقعة وفجرت القضية بعد دفن الضحية بـ 4 أيام
قبل 27 عاما تزوج «مختار» من سيدة أخرى لتكون الزوجة الثانية له، وقطن برفقتها قى شقة بمنطقة البراجيل فى أوسيم، وترك أبناءه الثلاثة من زوجته الأولى فى شقة أخرى، بعد أن قرر الانفصال عنهم.
كانت الأمور تسير عادية بين الزوجين يتخللها بعض المشاكل والخلافات، لكن الحياة بينهما استمرت لمدة 27 عاما، تحمل الزوجان كثيرا من الخلافات التى كادت تعصف بعلاقتهما، حتى الأسبوع الماضى سطرت الزوجة وابنها واحدة من الجرائم الإنسانية البشعة فى حق زوجها الذى بلغ 88 عاما.
فى أحد أركان المنزل، كان يجلس «مختار» بعد أن تقدم به العمر ووصل إلى عامه ال88، بالكاد يقضى متطلباته، لكن زوجته الستينية كانت ترى فيه شابا يمكنه العمل وكسب الأموال، وتتشاجر معه على مصروف المنزل من وقت لآخر.
«عايزين 10 جنيه نشترى عيش».. كانت تلك الجملة هى آخر ما سمعه الرجل العجوز قبل أن يدخل فى مشاجرة مع زوجته صاحبة الـ67 عاما، وتدخل ابنهما ”إسلام عامل خردة 26 عاما” لنصرة والدته، وتعدى بالضرب على والده المسكين مستغلا ضعفه وكبره فى السن.
استمر الابن العاق فى الاعتداء على والده باللكمات وركلا بالأقدام، وتم دفعه من أعلى درجات السلم لترتطم رأسه بالحائط ويسقط الرجل الثمانينى مغشيا عليه، وسالت دماؤه من الرأس دون أن يرق له قلب الابن أو الزوجة، ولم تشفع له كل تلك السنوات من العشرة فى أن يرحماه لتقدمه فى السن.
من خلف إحدى النوافذ كانت جارة الرجل المسكين تتابع المشهد كاملا، بعد أن خرجت على صوت استغاثة الضحية وصراخه، وتابعت الشاهدة الزوجة الجاحدة وهى تمسح آثار الدماء التى سالت من الرجل المسن على درجات السلم لإخفاء معالم جريمتها.
أدركت الزوجة وابنها أنهما أمام موقف مصيري، لكن الرجل مازال يمكنه التنفس وعلى قيد الحياة، لكن يفقد القدرة على النطق والحديث، فاتصلت بابنه من زوجته الأولى تخبره بسقوط والده فى الشارع وضرورة نقله الى المستشفى فهرول إليها لإسعاف والده فوجده فى حالة صحية سيئة وتظهر عليه علامات الضرب ووجود تجمع دموى بجوار عينيه.
حمل الابن والده إلى المستشفى وأجرى له بعض الإسعافات الأولية، وطلب منه الأطباء ضرورة عمل أشعة مقطعية على المخ للوقوف على مدى إصابته وعما إذا كان هناك نزيف داخلى من عدمه، لكن الابن لم يكن يملك المبلغ الكافى لإجراء تلك الإشعة، وعاد بوالده مرة أخرى لحين تجميع قيمتها.
بعد يومين حمل الابن الذى يعمل مدرب كاراتيه والده مرة أخرى إلى مستشفى حكومى، وهناك قال له الأطباء أنه يجب حجز والده فى غرفة العناية المركزة لإصابته بنزيف فى المخ، وبالفعل تم حجزه بداخلها، وبعد عدة أيام تلقى نبأ وفاته فى صدمة أصابته بالحزن، فحمل جثمان والده ودفنه بمسقط رأسه فى مركز الباجور بالمنوفية.
4 أيام مرت على دفن الرجل المسكين يعتقد ابنه بأن الوفاة طبيعية، وأنه تعرض للإصابات قبل وفاته بسبب سقوطه فى الشارع، لكن حضر أحد الأشخاص إليه وقلب تلك الحقيقة فى رأسه، وأخبره بأنه يملك دليلا على مقتل والده فأصيب الشاب بحالة من الذهول، وسمع رواية الرجل الذى حضر إليه وأخبره بأن احدى السيدات تسكن بجوار والده شهدت الواقعة كاملة وحضرت إليه تسأله فى حكم كتمانها للشهادة وهل هى آثمة أم لا؟.
قرر مدرب الكاراتية سماع تلك الشهادة منها، فحضرت إليه السيدة وأدلت أمامه بشهادتها، فقرر عدم السكوت على حق والده، وتوجه إلى قسم الشرطة وبرفقته الشاهدة وطلب مقابلة رئيس المباحث وعرض الأمر عليه.
بعد الانتهاء من سماع أقوال الشاهدة واتهام الزوجة الثانية وابنها بقتل الرجل المسن، انطلقت قوة أمنية ألقت القبض عليهما، وأمام جهات التحقيق اعترفت المتهمة وابنها بارتكابهما الواقعة بالتفصيل كما جاءت على لسان الشاهدة.
من جهتها كلفت النيابة العامة الطب الشرعى باستخراج جثمان المجنى عليه من مدفنه، لإعداد تقرير وافِ بأسباب الوفاة وتوقيت حدوثها، بعدما تبين بوجود شبهة جنائية فى الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزوجة الثانية تضرب زوجها العجوز 88 عاما حتى الموت
إقرأ أيضاً:
ميزات إسلامية: المواريث
#ميزات_إسلامية: #المواريث
مقال الإثنين: 10 / 11 / 2025
بقلم: د. #هاشم_غرايبه
من أهم ما انفرد به منهج الله هو اهتمامه بحقوق الورثة، وتحديدها بكل دقة، كونها اكثر الأمور التي تحدث خلافات ونزاعات وتفكك لأواصر القربى.
لا تختلف المجاميع البشرية في إيلائها أهمية لتوريث الأبناء أملاك أبيهم المتوفي، ولم يجادل أحد في حق من كان يعيلهم في حياته بحيازة ما يملكه بعد مماته، لأن همه الأكبر كان بتأمين حياة كريمة لهم.
قبل أن نبحث فيما شرعه الله بهذا الأمر، سنتناول لمحة خاطفة عن الأنظمة الوضعية لمختلف الشعوب والأقوام.
الشعوب الأوروبية كان وضعهم الإجتماعي هو الذي يحدد نظام التوريث، فطبقة النبلاء والإقطاعيين كان يحكمهم نظام (البكورة)، الذي يعطي الإبن البكر الحق في كل شيء بما فيها لقب النبيل، ولا يرث البقية شيئا.
أما طبقة العامة فكان هنالك اختلاف بين منطقة وأخرى، لكن كون الملكية الأهم (الأرض) غير متاحة لغالبية الشعب لأنهم كانوا يعملون في أراضي الإقطاعيين كأقنان، لذلك سادت أنظمة مختلفة في نطاق ضيق مقارنة مع نظام البكورة الواسع الإنتشار، ففي فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا كان لكل منطقة نظام يزاوج بين البكورة في إرث العقارات والتوزيع على الأولاد الذكور في الأموال المنقولة، وقليل منها كان يعطي الإناث، وكانت السويد تتبع حتى القرن التاسع عشر نظاما يعطي الذكر ضعف الأنثى، لكن الأرض للإبن البكر مقابل رعاية الأبوين في شيخوختهما.
في الشرائع السماوية السابقة للإسلام ، لم تكن هنالك تشريعات دقيقة تتناول الميراث باستثناء ما ورد في التوراة: “أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ وَليْسَ لهُ ابْنٌ تَنْقُلُونَ مُلكَهُ إِلى ابْنَتِهِ. 9وَإِنْ لمْ تَكُنْ لهُ ابْنَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لِإِخْوَتِهِ. 10وَإِنْ لمْ يَكُنْ لهُ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لأَعْمَامِهِ. 11وَإِنْ لمْ يَكُنْ لأَبِيهِ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لِنَسِيبِهِ الأَقْرَبِ إِليْهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ فَيَرِثُهُ” ، لكن في التطبيق كان اليهود يورثون النسل من الذكور فقط، والبنت لا ترث، وعندهم أيضا أن الابن البكر يتلقى ضعف مايرثه إخوته الباقين.
أما المسيحية فليس فيها أصلا تشريعات، فكل تعاليمها روحانية، لذلك كانت تطبق التشريعات اليهودية وشيئا من الرومانية، وحديثا أصبحت تطبق أحكام الشريعة الإسلامية.
وعندما نزلت الشريعة الإسلامي كان من ضمن ما أكملت به الدين، تشريعات نظام المواريث، وكانت واضحة مفصلة لم تترك للبشر دورا فيها، وجاءت تفصيلاتها دقيقة محكمة وببلاغة فائقة، بحيث أن آيات المواريث جاءت في صفحة واحدة من القرآن الكريم، فيما احتاج البشر الى مجلدات لتبيانها وتفصيلها.
بعد القرن الثامن عشر توصل فقهاء القانون الأوروبيون الى القناعة بأن نظام المواريث الإسلامي هو الأكمل من كل الإجتهادات البشرية، فأخذ القانونان الفرنسي والبلجيكي من الفقه المالكي، ومنهما اشتقت كل تشريعات الدول الحديثة.
لكن بقي كثيرون ممن يرفضون الإعتراف بأن التشريعات الإسلامية هي إلهية المصدر، يجادلون بأن عدم تساوي الذكر بالأنثى في الحصة هو تمييز ظالم، مع أن المنطق يبين أنه عند التطبيق فلن يؤثر ذلك على عدالة التوزيع بين الرجل والمرأة، لكنه سوء فهم مقصود به عدم الإقرار بحكمة النظام.
قضية “للذكر مثل حظ الأنثيين” ليست في جميع الحالات، فالذكور والإناث في الإسلام يرثون بشكل متساوٍ في ثمان حالات منها عندما تكون الأخت والزوج هما الوريثان ومنها إذا مات الرجل وترك ابنتين وأبًا وأمًا: فالأب السدس والأم السدس ولكل ابنة الثلث، وهنالك حالات ترث المرأة أقل من الرجل عندما تكون هي وأخوها وهنالك حالات ترث أكثر من الرجل مثل : إذا مات الرجل وترك ابنتين وأبًا وأمًا فالابنة هنا ترث ضعفي الأب.
مهما شرّق المبطلون وغرّبوا، لن يجدوا الحكمة والكمال إلا في تشريعات الخالق التي تحكم الميراث، فهي كاملة ومتكاملة ومفصلة، وليس هنالك من مجال لسوء التطبيق، وبالنتيجة فهي عادلة.