القدس المحتلة- بمرور 8 أشهر على المواجهة العسكرية الدائرة مع حزب الله، تعجز الحكومة الإسرائيلية عن توفير الأمن لسكان الجليل الأعلى والغربي والمنطقة الشمالية، وسط تصاعد الانتقادات لحكومة بنيامين نتنياهو، وتوجيه الاتهامات لجيشه بالفشل في حسم المعركة وعجزه عن وقف إطلاق النار.

كما تتواصل موجة النزوح للإسرائيليين عن البلدات والمستوطنات الحدودية مع لبنان، وتستمر معها الخسائر الفادحة بسبب تضرر الممتلكات والبني التحتية والمشاريع التجارية والاقتصادية والزراعية.

ومنذ اندلاع الحرب، أطلق حزب الله أكثر من 3 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل، وتعرضت العشرات من المستوطنات التي تم إخلاء سكانها لأضرار جسيمة.

تقديرات بأن سكان المستوطنات المتضررة لن يتمكنوا من العودة لمنازلهم إلا بعد مرور عام على انتهاء القتال (رويترز) خروج بلا عودة

سجلت مديرية "الأفق الشمالي" التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، تدمير 930 منزلا ومبنى تضررت بالكامل جراء نيران حزب الله. ومن 86 مستوطنة بالمناطق الشمالية، نزح 70 ألف إسرائيلي يشكلون معظم سكانها، في حين قُتل 25 من الجنود والمدنيين، وأصيب المئات بجروح متفاوتة منذ بداية المواجهة على الجبهة الشمالية.

كما لحقت أضرار وخسائر كبيرة بالمنازل، بالإضافة للحقول والمزارع ومشاريع تربية الدواجن والأبقار، جراء صواريخ حزب الله، في حين تسببت حركة مدرعات الجيش الإسرائيلي بنحو ربع الأضرار، وخصوصا بالطرقات ومشاريع البنى التحتية.

ويقدّر المسؤولون الأمنيون أن سكان المستوطنات التي تعرضت لأضرار جسيمة لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، إلا بعد مرور عام على انتهاء القتال، نظرا للحاجة إلى ترميم الدمار الناجم عن المواجهة مع حزب الله، بحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.

وقال موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي بمنطقة "متيا آشير" ورئيس منتدى "خط المواجهة"، إن "المستوطنات الإسرائيلية في الشمال مهملة، والبنية التحتية مدمرة، والمنازل تهدمت، والمستوطنات على السياج الحدودي مع لبنان في وضع كارثي".

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن دافيدوفيتش قوله أيضا إن هناك مجتمعات بأكملها لن تتمكن من العودة إلى بلداتها في نهاية الحرب، وقال "نحن في المجلس نقدر أن العدد قد يصل إلى 4 مستوطنات لا يمكن لسكانها العودة إليها".

وأوضح أن هناك محاولات لتقديم الحلول داخل أراضي المجلس، "لكن الواقع هنا لا يطاق، أجهزة إنذار، وصواريخ، وأسلحة مضادة للدبابات واعتراضات ونيران، باختصار المنطقة غير قابلة للعيش والحياة"، حسب وصفه.

وانتقد رئيس المجلس الإقليمي مختلف المؤسسات الإسرائيلية، واتهم الحكومة بالتخلي عن توفير الحماية منذ سنوات عديدة، مؤكدا أن تحصين المستوطنات على طول خط المواجهة مرة أخرى سيستغرق وقتا طويلا جدا، "وهذا شيء آخر سيجعل من الصعب على السكان العودة إلى منازلهم بسبب انعدام الملاجئ".

واستنتج دافيدوفيتش بناء على ذلك أن هناك بالفعل عددا لا بأس به من العائلات على طول خط المواجهة لن تعود إلى منازلها حتى لو تم ترميم المستوطنات، وقال "رفع الناس أيديهم وقرروا الانتقال من هذا المكان"، وبعد ما يقرب من 8 أشهر من الحرب، لا تمنحهم الحكومة الإسرائيلية أي أفق أو أمل في إمكانية العودة إلى منازلهم.

دعاوى وتعويضات

ومع استمرار الحرب واشتداد القصف، فُتحت دعاوى تعويضات جزئية عن الأضرار التي لحقت بمستوطنات الشمال والجليل الأعلى، بلغت حوالي 2400 قضية ضد سلطة الضرائب الإسرائيلية التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الأمن.

ودفعت سلطة الضرائب 44 مليون شيكل (12 مليون دولار) حتى الآن للسكان الذين تضررت منازلهم، في حين لا تزال مئات دعاوى التعويضات الخاصة قيد المعالجة، ويتوقع المئات من القضايا المشابهة، حسب ما أفادت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية.

كما نقلت الصحيفة عن مدير صندوق التعويضات في سلطة الضرائب الإسرائيلية أمير دهان قوله إن صندوق التعويضات التابع لها دفع منذ اندلاع الحرب نحو 13.9 مليار شيكل (3.8 مليارات دولار) تعويضا عن الأضرار العامة بمختلف المجالات المدنية والزراعية والتجارية والاقتصادية.

ويضيف دهان أنه عندما يتم النظر إلى الخسائر وحجم الضرر على الساحة الشمالية والجليل الأعلى والغربي، يمكن إدراك أن الدفع سيتواصل، ولا يمكن جرد قيمة التعويضات النهائية عن الأملاك الخاصة والمنازل، التي قد تصل إلى 5 مليارات شيكل (1.4 مليار دولار).

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن الحدث لم ينتهِ، وأن تقدير حجم الأضرار المباشرة بالممتلكات الخاصة والمنازل حتى الآن يصل إلى 2.5 مليار شيكل في جميع أنحاء البلاد، بينما تقدر الأضرار غير المباشرة بـ20 مليار شيكل. وقال "نحن أيضا علينا استعادة الشمال، حيث توجد بنية تحتية تم تدميرها بالكامل، وهذا حدث سيستمر معنا لفترة طويلة".

ومنذ بداية المواجهة على الجبهة الشمالية حتى مايو/أيار 2024، تم تقديم 535 طلبا من قبل المجالس الإقليمية الشمالية إلى وزارة الأمن الإسرائيلية، للحصول على تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمساكن وبالبنية التحتية للعديد من المستوطنات في الشمال بسبب أنشطة الجيش الإسرائيلي.

وأفادت صحيفة "كلكليست" الاقتصادية أنه تم تعويض السلطات المحلية والسكان، بمبلغ إجمالي قدره حوالي مليوني شيكل (555 ألف دولار)، بينما قدر حجم الأضرار الذي تتناولها هذه الطلبات بحوالي مليار شيكل (28 مليون دولار).

يقول مراسل الصحيفة يوفال أزولاي إنه في بداية الحرب تم إخلاء معظم المواطنين الذين يعيشون في 86 مستوطنة إلى ملاجئ بعيدة، بسبب تخوف الأجهزة الأمنية من اجتياح محتمل من قبل قوة الرضوان التابعة لحزب الله لمحاولة السيطرة عليها، على غرار الهجوم الذي قامت به حركة حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف الصحفي الإسرائيلي أن وزارة الأمن قامت بإخلاء أكثر من 70 ألف إسرائيلي من منازلهم في الشمال والجليل، ولا يلوح في الأفق موعد لعودتهم، طالما أن الحرب في غزة مستمرة، وليس لإسرائيل مصلحة في فتح جبهة قتال أكثر شدة ضد حزب الله في الوقت نفسه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العودة إلى ملیار شیکل حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله: أولية الحكومة يجب أن تكون مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية  

 

بيروت - اعتبر البرلماني عن "حزب الله" اللبناني حسن فضل الله، الخميس 10ابريل2025، أن أولوية الحكومة يجب أن تكون مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأرض، لافتا إلى أن الحزب جاهز وحاضر لأي حوار حول استراتيجية دفاع وطني.

وقال فضل الله في مؤتمر صحفي عقده في مجلس النواب، إن الحكومة "هي المسؤولة عن القيام بأي جهد رسمي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وعليها التزام ما جاء في بيانها الوزاري".

والأربعاء أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أن موضوعي حصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على أراضيها كاملة سيطرحان قريبا على طاولة مجلس الوزراء.

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وتتصاعد ضغوط دولية على لبنان لسحب سلاح "حزب الله"، منذ أن بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

واعتبر فضل الله، أن هناك "بندا أساسيا يجب أن يكون على جدول أعمال الحكومة وهو وقف استباحة لبنان وهذه هي الأولوية الوطنية"، مشيرا إلى أن "المواطنين يعانون الاعتداءات الإسرائيلية ويطالبون الدولة القيام بدورها الفعلي".

وأشار إلى أن "النقاش الجدي يجب أن يركز على الحقائق المرتبطة بالاعتداءات الاسرائيلية وكيفية مواجهتها ضمن استراتيجية وطنية وحوار بين الحرصاء على هذه الوطنية".

ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب ضد مدنيين عزل على مرأى لجنة مراقبة وقف النار والأمم المتحدة والدولة اللبنانية".

وكشف أن "هناك 186 لبنانيا قتلهم العدو الإسرائيلي و480 جريحا منذ 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 لغاية 7 نيسان/ أبريل 2025 مسؤوليتهم عند الحكومة".

ونفى فضل الله "الادعاءات حول تهريب السلاح عبر مرفأ بيروت"، داعيا "القضاء المختص إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق مروجي هذه الاكاذيب".

ورأى أن "هناك من يعمل على ضرب الأسس التي يقوم عليها لبنان كبلد للتنوع والشراكة ولا يتوانى في استهداف وحدة مؤسسات الدولة".

وقال فضل الله: "هناك من يريد أن يأخذ البلد إلى صدام وحرب أهلية وتلبية مطالب العدو، هؤلاء لا يريدون التعلم من تجارب الماضي ونحن في ذكرى الحرب الأهلية التي تصادف 13 أبريل الحالي".

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار، ارتكبت إسرائيل 1434 خرقا له، ما خلّف 125 قتيلا و371 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية حتى الساعة 16:16 "ت.غ" الأربعاء.

والاثنين، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون إن "سحب سلاح حزب الله يتطلب اللجوء إلى الحوار"، وكشف عن البدء قريبا في "صياغة استراتيجية للأمن الوطني".

وندد عون، الثلاثاء، بـ"استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وعدم الانسحاب من التلال الخمسة، وعدم إعادة الأسرى اللبنانيين".

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الحرب في جميع أنحاء قطاع غزة تلحق خسائر فادحة بالمدنيين
  • «الأمم المتحدة»: الحرب في جميع أنحاء قطاع غزة تلحق خسائر فادحة بالمدنيين
  • قصف متواصل.. 22 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة
  • حزب الله: أولية الحكومة يجب أن تكون مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية  
  • جولان: نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية حتى بعد الكارثة التي شهدتها إسرائيل
  • مدى استعداد الصين للحرب التجارية مع أمريكا؟.. اقتصادي يجيب لـCNN مع تصاعد الحرب التجارية مع أمريكا
  • الشرطة الإسرائيلية تفرق تظاهرة طالبت بوقف حرب غزة
  • لكل مسعف قصة.. قافلة رفح التي قتلتها إسرائيل بدم بارد
  • غزة.. ارتفاع عدد ضحايا الصحفيين إلى 212 منذ بدء الحرب الإسرائيلية
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها