تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في قلب الصحراء، حيث تشرق الشمس على رمال ذهبية، تنبثق حكاية نبات غريب لم تعرفه أرض مصر من قبل، حكاية نبات الكسافا، نبات استوائي ينحدر من أصول إفريقية، يحمل معه آمالاً عريضة لتحقيق الأمن الغذائي، وفتح آفاقاً جديدة للزراعة في بيئة قاسية تفتقر إلى الموارد المائية، لمحافظة الوادي الجديد.

بدأت رحلة نبات الكسافا، في الوادي الجديد بخطواتٍ حذرة، حيث سعى العلماء وخبراء الزراعة إلى اختبار إمكانية زراعته في هذه الظروف المناخية الاستثنائية، وتناغمت إرادة الإنسان مع صبر الطبيعة، فخرجت النتائج مبشرة بنجاح مبهر لزراعة هذا المحصول الواعد.

يعد نبات الكسافا، كنزاً غذائياً غنياً بالنشويات والفيتامينات والمعادن، كما يتميز بقدرته على النمو في الأراضي الرملية وقلة احتياجه للماء، مما يجعله خياراً مثالياً لتعزيز الزراعة في المناطق الجافة وشبه الجافة.

ولم تقتصر فوائد نبات الكسافا، على قيمته الغذائية فحسب، بل امتدت لتشمل المجالات الاقتصادية أيضًا، حيث يُمكن الاستفادة من نبات "الكسافا" في إنتاج العديد من المنتجات الغذائية والصناعية، مثل الدقيق الخالي من الجلوتين، ونشا التابيوكا، والرقائق، وصناعات أخرى متنوعة.

وتُعد زراعة  نبات الكسافا، في الوادي الجديد خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

ولكن، لا تزال رحلة  نبات الكسافا، في مهدها، فهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات والبحوث لتطوير تقنيات الزراعة وتصنيع المنتجات، وتعزيز الوعي لدى المزارعين بأهمية هذا المحصول الواعد.

مع استمرار الجهود ودعم الدولة، تصبح حكاية نبات الكسافا، في محافظة الوادي الجديد رمزاً للتحدي والصمود، وقصة ملهمة تُجسد قدرة الإنسان على إبداع حلولٍ مبتكرة للتغلب على الظروف الصعبة، وتحقيق التنمية المستدامة في بيئةٍ قاسية.

دفتر أحوال| صرخات تنتهي بإفشال محاولة انتحار.. ماذا جرى بمجمع محاكم المنصورة؟ دفتر أحوال| عروس الدلتا تتألق.. الغربية تحقق نسبة إنجاز 226.7% في محو الأمية نجاح تجربة زراعة نبات الكسافا لأول مرة بمحافظة الوادي الجديد


وكان اللواء دكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، اليوم الخميس، تفقد نجاح تجربة زراعة نبات الكسافا لأول مرة بالمحافظة؛ لإنتاج دقيق خالي من الجلوتين ونشا التابيوكا، يرافقه جهاد متولي رئيس مركز الخارجة، والدكتور مجد المرسي مدير عام الزراعة بالمحافظة. 

حيث اطلع محافظ الوادي الجديد، على مراحل الإنتاج المختلفة لتصنيع الدقيق والنشا من النبات، والذي يتم استخدامه في إنتاج خبز صحي لمرضى حساسية الجلوتين وبعض الحالات المرضية والأنظمة الغذائية الأخرى، موجهًا بتوفير شتلات من النبات للتوسع في زراعته، وتوفير معدات لزيادة معدل الإنتاجية بخط التصنيع.

ويعد محصول الكاسافا من المحاصيل ذات  الجدوى الاقتصادية حيث يدخل في العديد من الصناعات الغذائية لاحتوائه على الدقيق والنشا والحبوب والرقائق، والجريشة بالإضافة الى استخدام أوارقة كغذاء للإنسان مثل: السبانخ واستخدام الدرنات في تغذية الحيوان وتعرف الكاسافا، كعشبة معمرة.

وتجدد زراعتها سنويا بالعقل الساقية التي تزرع في ظروف مناسبه، تبدأ في تكوين الجذور العرضية خلال أسبوع من الزراعة، وتزرع من أجل مجموعها الخضري أو الجذور المتدرنة وموطنها الأصلي أمريكا الجنوبية وهو نبات غذائي ويصل ارتفاع ساق النبات فيه من 1 إلى 4 أمتار لذلك يمكن الاطلاع على طرق زراعة هذا النبات واستخداماته والجدوى الاقتصادية منه.

دفتر أحوال| احتفالات كرنفالية بالعيد القومي وتوزيع هدايا في شوارع دمياط دفتر أحوال| لعنة الفراعنة تعود.. من وضع مومياء أثرية داخل جوال وألقاه في أسوان؟ دفتر أحول| دموع النيل.. حكاية الفتيات الراحلات في حادث معدية أبو غالب دفتر أحوال| أموال لوثت مشاعر الأمومة.. سيدة بورسعيد في قفص الاتهام.. ماذا حدث بشقة فاطمة الزهراء؟

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: نبات الكسافا الوادي الجديد محافظة الوادي الجديد نبات الوادی الجدید دفتر أحوال

إقرأ أيضاً:

حروب 2023 تضع الأمن الغذائي العالمي على المحك.. ما علاقة المناخ؟

في وقت تزيد فيه الدول من إنفاقها العسكري وتضخ مبالغ هائلة على الأسلحة والميزانيات العسكرية، تتعالى أصوات وصرخات ضحايا الحروب نتيجة انعدام الأمن الغذائي الذي تفاقم خلال عام 2023 الماضي، لا سيما في قطاع غزة والسودان، بالإضافة إلى ظواهر مناخية وأزمات اقتصادية اجتاحت العالم، وذلك وفق التقرير السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو".

وكشف تقرير فاو أن نحو 282 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد العام الماضي في 59 دولة حول العالم، ليسجل زيادة عالمية قدرها 24 مليون شخص قياسًا على ما كان عليه الوضع العالم الذي قبله.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الميكروبات.. هل تؤمّن الغذاء للبشر في المستقبل؟list 2 of 2ماذا تأكل في أول إفطار في رمضان؟end of list

ويتصدر الأطفال والنساء أزمات الجوع هذه، إذ يعاني أكثر من 36 مليون طفل دون سنّ الخامسة من سوء التغذية الحاد في 32 بلدا، نتيجة تفاقم سوء التغذية الحاد في عام 2023، خاصة لدى النازحين بسبب النزاعات والكوارث.

عام 2023 سجل ارتفاعاً تاريخياً في الإنفاق العسكري العالمي (شترستوك) الإنفاق العسكري والمناخ

وعلى صعيد زيادة المواجهات العسكرية وحالات التصعيد والغليان التي ظهرت وما زالت مستمرة العام الجاري في السودان، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بالإضافة لاستمرار الحديث عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، تثور تساؤلات إزاء تأثيرات الحروب على قضايا المناخ.

فقد سجل العام 2023 ارتفاعاً تاريخياً في الإنفاق العسكري العالمي ليبلغ 2443 مليار دولار، وهو أعلى مستوى له في التاريخ، وتتصدر الولايات المتحدة الأميركية والصين قائمة الدول الأكثر إنفاقا عسكرياً، وفق تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).

وبحسب التقرير فإن نسبة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ارتفع إلى 2.3% في عام 2023، وارتفع معدل الإنفاق العسكري من الإنفاق الحكومي بنسبة 6.9% في عام 2023. وكان الإنفاق العسكري العالمي للفرد هو الأعلى منذ عام 1990، حيث بلغ 306 دولارات.

ورصد المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن 183صراعاً حول العالم خلال عام 2023، إذ بلغ حجم النزاعات حول العالم في العام الماضي ما لم يبلغه في آخر ثلاثة عقود، وفق تقرير "مسح النزاعات المسلّحة حول العالم"، الذي يُصدره المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، ولاحظ التقرير زيادة في نسبة ضحايا هذه الحروب بنسبة 14%، وزادت الأحداث العنيفة بنسبة 28%.

وتعليقا على هذه الأرقام، يقول مدير الحملات الدولية في شبكة العمل المناخي أحمد الدروبي: "من الأسباب المباشرة التي ساهمت في تفاقم مشكلة التغير المناخي في العالم الحروب والانبعاثات الخطيرة الناتجة عن استخدام الأسلحة ونقلها والمتفجرات وحركة الدبابات والطائرات وعملية التسليح نفسها التي تؤثر في التغيرات المناخية وفي قدرة الدول على التعامل معها باعتبارها تشكل عبئا على الميزانيات الدولية التي لا تقدم الدعم المالي الكافي لمواجهة هذه المخاطر".

ويرى الدروبي في حديث له مع "الجزيرة نت"، أن زيادة عمليات التسليح تتسبب بفقدان المجتمعات الهشة والنامية الإيمان بالقانون الدولي وقدرته على حمايتهم ووضع حد لممارسات الدول المتطورة، في ظل ازدواجية المعايير في تطبيق تلك القوانين، وخاصة أن مشكلة التغيرات المناخية مرتبطة بالعدالة التي لا تتجزأ عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

36 بلداً تعاني من أزمات غذائية منذ العام 2016 (شترستوك) الأمن الغذائي العالمي على المحك

تتفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية في العالم، وما زالت تُظهر 36 بلداً باستمرار في تحليلات التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية منذ عام 2016، مما يشير إلى سنوات متواصلة دون انقطاع من الجوع الحاد، وتمثل هذه البلدان حاليا 80% من الأشخاص الأكثر معاناة من الجوع في العالم.

وأشار التقرير إلى إن الوضع الحالي في قطاع غزة مسؤول عن نحو 80% ممن يواجهون مجاعة وشيكة، إلى جانب جنوب السودان وبوركينا فاسو والصومال ومالي.

وبدوره يرى المقرر السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الدكتور سفيان التل، أن العالم يُنتج من الغذاء ما يكفي لسكانه، وإذا كان هناك أي خلل فيمكن تجاوزه بتحسين قدرة الإنتاج في مناطق كثيرة وتحويلها لمناطق زراعية، ووقف السياسة الأوروبية والأميركية القائمة على نهب مقدرات الشعوب ومنعهم من تنمية أنفسهم وتحقيق استقلالهم الذاتي، كما في السودان الذي يعد سلة غذاء عالمية تكفي ملايين البشر، لكن تلك السياسات ساهمت في تدميره وحرمانه من أن يُحدث تنمية حقيقية وزراعة تكفي شعبه الفقير والعالم العربي.

ويضيف في حديث مع "الجزيرة نت" أن الغذاء متوفر في العالم، ولكن السياسات البشرية هي من تجعله على المحك إذ يقوم الاتحاد الأوروبي في الولايات المتحدة الأميركية سنويا بردم ودفن آلاف مؤلفة من أطنان المواد الغذائية الصالحة لتبقى هذه الدول متحكمة في أسعار الغذاء العالمية بدلا من أن يكون الحل منح هذه المواد للفقراء.

ومن جانب آخر، يقول رئيس جمعية وادي لتنمية النظم البيئية المستدامة محمد عصفور، أن أسباب تدهور الأمن الغذائي تعود لإساءة استخدام البشر للموارد، وفي مقدمتها سوء التعامل مع التربة لدرجة أن منظمة فاو ذكرت أن هناك 33% من التربة الصالحة للزراعة تدهورت، ومن المتوقع أن تتدهور بنسبة 90% خلال الأعوام القادمة.

ويضيف أن "آثار التغير المناخي التي أصبحت واضحة وظاهرة للعيان ساهمت في تدهور الأمن الغذائي، بالإضافة إلى الحروب وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية التي جعلت سلاسل التزويد العالمي على المحك، لأن أوكرانيا تشكل مصدرا أساسيا للغذاء في العالم تعتمد عليه دول في تأمين غذائها، مما يؤكد أن أي خلل في أي مكان في العالم ينعكس على العالم بأكمله".

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني من الاعتماد المفرط على استيراد الأغذية مما يجعلها عرضة أكثر لانعدام الأمن الغذائي (شترستوك) انعدام السيادة الغذائية

يُجمع الخبراء الذين قابلناهم أن انعدام سيادة الدول الغذائية يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية وفقدان أمنها الغذائي بشكل أسرع، فالسيادة الغذائية تعني حق الشعوب في تحديد سياساتها الزراعية لتستجيب لحاجاتها وأولوياتها الغذائية، أو حق الشعوب في تغذية سليمة تناسب حاجاتها وثقافتها.

وتعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ندرةً في المياه واقتصاديات متقلّبة واعتماداً مفرطاً على استيراد الأغذية، مما يجعلها أكثر عرضة لمستويات أعلى من انعدام الأمن الغذائي. ويؤثّر تغيّر المناخ في المنطقة بشكلٍ متزايد، إذ تتعرّض لفترات جفاف طويلة ولموجات حرّ تؤثّر مباشرة في الإنتاج الزراعي.

يقول الدروبي: إن "مشكلة غياب السيادة الغذائية لدى كثير من الدول نتيجة نظام اقتصادي إمبريالي جعل الكثير من الدول تابعة وتعتمد على استيراد المواد الأساسية ولا تنتج، وجعلت من المجتمعات الأكثر هشاشة أكبر الضحايا من التغيرات المناخية". ويرى أن الحروب مستقبلا "ستكون بسبب المناخ والاقتتال على الموارد لقلتها".

ويتفق التل مع ذلك ويقول: "إن الحرب هو سبب تقوم به بعض الدول الكبرى لمنع دول أخرى من إنتاج غذائها وتحقيق أمنها الغذائي، فاليوم بات الغذاء أحد أدوات الحروب، وهذا ما يحدث في قطاع غزة إذ يتعمد الكيان الإسرائيلي تجويع الغزيين رغم وجود الغذاء بكميات هائلة".

ويرى أنه في بعض الأحيان المشكلة لا تكمن في الحروب بذاتها، وإنما ترتبط بنيّة الدول الكبرى في حل مشكلة الغذاء، وعلى مدار السنوات لوحظ أن الحروب التي تسببت بأزمات عالمية كبيرة تندرج تحت شقين:

المناطق الزراعية الخصبة والمروية تكون ساحات للقتال فيتعطل الإنتاج بشكل كامل. الأيدي العاملة المطلوبة لإنتاج المواد الغذائية تُسحب لميادين القتال، وبذلك تتعطل الزراعة وتُدمّر التربة وتُلوث بالمواد السامة التي تستخدم في الحروب.

ومع ذلك لا تبشر التقارير العالمية بواقع أفضل للعام الحالي، إذ تشير التوقعات المستقبلية للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2024، أن يجد نحو 1.1 مليون شخص في قطاع غزة و79 ألف شخص في جنوب السودان أنفسهم في مستوى الكارثة (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي/الإطار المنسق) بحلول يوليو/تموز 2024، ليصل إجمالي عدد الأشخاص المتوقعين في هذه المرحلة إلى نحو 1.3 مليون شخص.

مقالات مشابهة

  • دفتر أحوال/ القبض على المتهم بقتل زوجته في طنطا
  • ملفات طارئة تنتظر وزير الزراعة الجديد
  • "الجبلي" يلقي كلمة بالبرلمان الأفريقي حول تقنين المرتزقة والأمن الغذائي بأفريقيا
  • دفتر أحوال| المحافظون يوجهون رؤساء المدن بمتابعة غلق المحال التجارية والمطاعم والكافيهات
  • ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحكومة اليمنية
  • دورات تدريبية حول تغير المناخ والزراعة المستدامة والأمن الغذائي بجامعة قناة السويس
  • حروب 2023 تضع الأمن الغذائي العالمي على المحك.. ما علاقة المناخ؟
  • غدا.. انطلاق دورات تدريبية حول الزراعة المستدامة والأمن الغذائي بجامعة قناة السويس
  • التعاون الدولي: 11 مليار يورو استثمارات أجنبية مباشرة في الطاقة والأمن الغذائي والمياه
  • «الزراعة» تجري تحليلا لصفات الجودة ودراسة الجدوى الاقتصادية لنبات الكسافا