القاهرة الإخبارية.. هنا عاصمة الخبر والتميز العربي
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
قبل نحو 90 عاما من الآن وتحديدا في 31 مايو 1934، انطلقت الإذاعة المصرية، وشيدت القاهرة المنصة الإعلامية الأولى في المنطقة العربية، وتغلغل أثيرها في الدول العربية مفتتحة صدر برامجها بـ«هنا القاهرة» تخاطب شعوبها لتنير العقول وتربي الأجيال على حفظ وتلاوة القرآن وتفتيح مدارك الفهم بالبرامج المختلفة التي قدمها ألمع المذيعين من الرعيل الأول للإذاعة.
كان أبرز صدى وأقواه لمقولة «هنا القاهرة»، عندما قصف الاحتلال الإسرائيلي الإذاعة المصرية في نوفمبر عام 1956، خلال العدوان الثلاثي على مصر، لتكون تلك الجملة في دقائق معدودات حاضرة على لسان المذيع السوري، عبدالهادي بكار عندما قال: «من دمشق.. هنا القاهرة»، عوضا عن العبارة السورية الشهيرة «إذاعة الجمهورية العربية السورية من دمشق»، في خطوة جسدت التلاحم بين الدولتين الكبيرتين في المنطقة، اللتين اتحددتا في الفترة من 22 فبراير 1958 إلى 27 سبتمبر 1961، تحت اسم «الجمهورية العربية المتحدة».
الجملة توارثتها الأجيال جيلا تلو الجيل، وأصبحت أيقونة تبرز مدى التعاون والحب والود بين مصر وسوريا، والتلاحم الذي كان بعد ذلك سببا في نصر أكتوبر 1973، عندما اتحدت الدولتان لهزيمة الاحتلال الإسرائيلي، وأصبحت رمزا إعلاميا وصكًا مصريًا سوريًا.
«هنا القاهرة» برزت مؤخرا عندما استخدمت كشعار لقناة القاهرة الإخبارية، التي ولدت عملاقة منذ نحو عام ونصف العام، وتحديدا في 31 أكتوبر 2022، وكان اختيارا موفقا أن تكون تلك الجملة -«هنا القاهرة.. عاصمة الخبر» متلازمة للقناة التي خطَت بقوة لحجز مكانتها الرائدة بين القنوات الإقليمية والدولية، انطلاقا من قوة الدولة التي نشأت فيها ومكانتها الرائدة في المجالات كافة بين الدول إقليميا ودوليا.
كانت الجملة شعارا بارزا على لسان مذيعي ومراسلي القناة: «هنا القاهرة.. عاصمة الخبر»، وكانت حاضرة في أولى النشرات التي افتتح بها الإعلامي خيري حسن، القناة الوليدة، في نشرة التاسعة، وشاركه فيها الإعلاميان البارزان همام مجاهد وإيمان الحويزي، قراءة النشرة، بعد أن بدأ البث الحي للقناة في السابعة مساء 31 أكتوبر، بعزف النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية،
وأتذكر جيدا يوميات الإعلامي الأستاذ أحمد الطاهري، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، في التحضير لانطلاقة القناة، وافتراشه الأرض رفقة الأستاذ أحمد صياد، مدير قطاع الديجيتال بالقنوات الإخبارية بالشركة، ليلا ونهارا من أجل وضع الرتوش الأخيرة، لضمان انطلاقة واعدة لقناة تريد أن تحجز مكانها الذي يليق بها وبدولتها بين القنوات الإقليمية والدولية، وقد كان.
الرجلان لم يلقيا بالا لمنصبيهما، وشمرا سواعديهما، وشاركا أفراد عمل القناة يدًا بيد في التحضير، وبدا الشحوب والإرهاق على وجهيهما من كثرة العمل والتركيز، إلى أن كلل الله مجهودهما ومجهود فريق العمل بالنجاح، والآن يحصدان ثمار تعبهما وجدهما، برؤيتهما القناة وقد أصبحت رائدة في الإعلام العربي ومنصة قوية ومصدرا للوكالات والصحف الإقليمية والدولية.
«هنا القاهرة.. عاصمة الخبر»، شعار قناة القاهرة الإخبارية، حجز مكانه بقوة الآن، وأصبح حاضرا على منصات التتويج، انطلاقا من المجهود الضخم الذي يقدمه ثُلة من ألمع وأمهر الإعلاميين في المنطقة، وفق خطة عمل مختلفة تماما عن المتعارف عليه، فكر وأسلوب وتخطيط على أعلى مستوى، يطبقه كوكبة من المذيعين والمذيعات والضيوف، الذين يرصدون ويحللون الأحداث كافة في جميع الدول.
القناة فرضت نفسها وبقوة على المنافسين وناقشت ورصدت جميع القضايا الإقليمية والعالمية، وجابت العواصم المختلفة لنقل الأخبار، وتواجدت على مسرح الأحداث المشتعلة في الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، وبرز ذلك الرصد والتحليل في الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، بوصول شبكة مراسليها إلى أعمق المناطق الساخنة للحرب، في الضفة وقطاع غزة، بل في بعض الأحيان كان الاحتلال مواجها للمراسلين ومعيقا لتغطيتهم الحية للمارسات الإسرائيلية المجرمة بحق الأشقاء الفلسطينيين في الضفة، إذعانا منه بقوة التغطية التي يقدمها المراسلون وصداها القوى في فضح تلك الممارسات.
المجهود الضخم الذي بذل ويبذل منذ انطلاق القناة وما زال وسيظل، انطلاقا من خطة عمل واضحة ومحددة الهدف وهو أن تكون واحدة من أقوى القنوات الإقليمية والدولية التي تليق بدولة كبيرة مثل مصر، صاحبة 7 آلاف سنة حضارة، كان مبعث فخر وتقدير واعتزاز، وكان واضحا أمام أعين الجميع، وقد تبلور ذلك في حصول القناة وهي في عمر العام ونصف العام، على جائزة التميز العربي، على هامش اجتماعات وزراء الإعلام العرب، في العاصمة البحرينية المنامة، وتسلمها الإعلامي أحمد الطاهري.
لا أخطئ إن قلت إن القناة حققت أكثر من المطلوب منها، ولم لا وفي عام ونصف العام فقط وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، وتوجت بتلك الجائزة الرفيعة، فما بالنا بمرور السنوات والسنوات التي تثقل خبرات فريق عملها من المذيعين والمراسلين، وتُفتَّح لها الأبواب والأبواب لاقتحام أبرز الأحداث التي تهم الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، وأتوقع لها مكانة مختلفة في غضون السنوات الخمس الأولى، فهذا ما عهدناه من الشركة المتحدة التي حركت الماء الراكد وأذابت الجليد الذي جمد القوة الناعمة المصرية، وأعادت لمصر مكانتها الرائدة في المنطقة فيما يخص قوتها الناعمة، التي تسيدت بها لسنوات وسنوات كثيرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإقلیمیة والدولیة هنا القاهرة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
حورية خدير في حوار لـصدى البلد: القاهرة عاصمة الثقافة.. وبوابة سيفار تستكشف المدينة الغامضة
من كتابة السيناريو إلى الرواية، اتخذت الكاتبة الجزائرية حورية خدير، مسلكًا جديدًا في مسيرتها الإبداعية، فبعدما حققت نجاحًا كبيرًا في مجال السيناريو وكان آخر سيناريو مسلسل "عندما تجرحنا الأيام"، قررت أن تكتب الرواية، وجاءت أول مؤلفاتها "بوابة سيفار: ما وراء الجدار الجليدي"، التي شاركت بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي انقضى منذ أيام، وخلاله التقت "صدى البلد" بالكاتبة، لإجراء حوار حول الرواية، ومسيرتها الأدبية.
وقالت حورية خدير، إنها اختارت القاهرة لإصدار أول عمل روائي لها، لأنها عاصمة الثقافة والفن وبلد الفنانين، وهو الأمر الذى أجمع الكل وأكدوا عليه.
وأضافت في حوارها لـ"صدى البلد"، أن روايتها "بوابة سيفار"، امتزج فيها الغموض والإثارة والخيال في عالم مليء بالسرّ والتشويق، وتنطلق قصتها بمتابعة أستاذة علم الآثار "أريناس"، والدها هو أبرز عالم آثار في الجزائر، الذي يفارق الحياة تاركًا وراءه لغزًا غامضًا، هذا اللغز يدفعها لاستكشاف بوابة سيفار، وإلى نص الحوار:
في البداية حدثينا عن تفاصيل روايتك بوابة سيفار؟
في أحداث الرواية "بوابة سيفار: ما وراء الجدار الجليدي"، امتزج الغموض والإثارة والخيال في عالم مليء بالسرّ والتشويق، تنطلق القصة بمتابعة أستاذة علم الآثار "أريناس"، والدها هو أبرز عالم آثار في الجزائر، الذي يفارق الحياة تاركًا وراءه لغزًا غامضًا، هذا اللغز يدفعها لاستكشاف بوابة سيفار، المعتقد أنها بوابة للمرور عبر الزمن و تربط بين عوالم ما وراء الجدار الجليدي.
تتنوع الأحداث حول رحلة سياحية تأخذ القارئ في جولة مشوّقة تعرِّفه على مناطق سياحية في الجزائر، قبل أن تنغمس في عالم سيفار المليء بالنقوش الغامضة التي أثارت الكثير من الشائعات والأساطير، وتتوالى المفاجآت مع اكتشافات جديدة داخل كهوف سيفار الغامضة التي يعود تاريخها إلى 15000 سنة مضت.
وتتخلل الرواية عناصر رومانسية تتطور بين اريناس و أمير الذي يلعب دورا محوريا في تغير الأحداث، وتتداخل مع مشاهد الإثارة والحركة، مما يمنح القصة دينامية مثيرة ومشوّقة.
تقدم القصة مزيجًا من الجوانب العلمية و الخيالية بأسلوب سردي، يضفي تفاصيل دقيقة ومشاهد مثيرة تأخد القارئ في رحلة إلى عوالم جديدة .
ماهي كواليس الرواية؟ والدوافع وراء كتابتها؟
أثناء كتابتي، وجدت نفسي مغمورة في عوالم الرواية، حيث استطاعت رائحة الأرض المبللة بنسمات المطر المنعشة أن تتسلل إلى حواسي، وأحسست بالهدوء الذي يخيم على المكان.
كانت لحظات أخرى تجذبني نحو الإثارة والتشويق، حيث شعرت بخوف أريناس يتناغم مع خوفي أنا، عندما خضبت العجوز الغامضة ذات الوشم يديها بالحناء، واختفت فجأة في لمح البصر، كأنها تحمل أسرارًا لا تكشف.
الدوافع وراء كتابة "بوابة سيفار" تنبع من عشقي لعالم الإبداع وسعيي الدائم لاستكشاف المجهول عبر الكتابة، وحبي العميق لوطني جعلني أطمح إلى تسليط الضوء على معالمه السياحية الفريدة، ورسم صورة مدهشة لمناطقه المختلفة، حتى أصل إلى أرض الغموض سيفار، ذلك المكان الذي يلفّه السحر والأساطير.
لماذا اخترت القاهرة بالتحديد لنشر أولى رواياتك «بوابة سيفار»؟
اخترت أن يصدر أول عمل روائى لى من القاهرة لأنها عاصمة الثقافة والفن وبلد الفنانين، وهو الأمر الذى أجمع الكل وأكدوا عليه، وأنا راضية جدًا عن أول تجربة نشر لى بدار نشر مصرية.
بوابة سيفار أول عمل روائي لك....ماذا عن أعمالك السابقة؟
بدأت رحلتي في عالم الكتابة من بوابة أدب الطفل، حيث نسجت أولى حكاياتي التي خاطبت براءتهم وخيالهم، ومع مرور الوقت، وجدت نفسي أنجذب إلى عالم الدراما والسيناريو، فكانت لي بصمة في عدد من المسلسلات التي عُرضت على قنوات التلفزيون الجزائري، من بينها "دوامة الحياة"، و"سحر المرجان"، و"شمس الحقيقة"، و"دار شهرزاد".
أما أحدث أعمالي الدرامية، فكان مسلسل "عندما تجرحنا الأيام" الذي ثم بثه في شهر رمضان 2022، ولم تقتصر تجربتي على الكتابة فقط، بل خضت مغامرات في مجال الإخراج، حيث كنت مساعدة مخرج في الفيلم القصير "زينة حكايتنا"، كما عملت كمشرفة و مؤلفة للرسوم المتحركة "خوخة والأصدقاء "، واليوم، أفتح صفحة جديدة في مسيرتي الإبداعية من خلال أول عمل روائي لي "بوابة سيفار".
لماذا اتجهتي من كتابة السيناريو إلى كتابة الرواية؟
كانت كتابة السيناريو والقصة بمثابة الجسر الذي عبرت من خلاله إلى عالم الرواية، فقد منحتني هذه التجربة أدواتٍ قوية في بناء الشخصيات، وصياغة الحبكة، وإبراز التفاصيل بأسلوب بصري جذاب، ومع الوقت، شعرت برغبة في استكشاف فضاء أوسع يمنحني حرية أكبر في السرد، فكانت الرواية هي الخطوة الطبيعية التالية، حيث وجدت فيها مساحة للتعبير بعمق أكبر عن الأفكار والمشاعر.
هل هنالك جزء ثان من الرواية؟
أفكر أن تكون بوابة سيفار مدخلًا لكل جزء جديد، تأخذ فيه الشخصيات إلى رحلة عبر الزمن لاستكشاف عوالم غريبة ومثيرة، يمكن أن يكون لكل جزء طابع مختلف- مغامرات في حضارات قديمة، عوالم مستقبلية، أو حتى أبعاد موازية- مع الحفاظ على الرابط الأساسي وهو البوابة، هذا سيمنحني حرية كبيرة في الإبداع، مع إمكانية تطوير الشخصيات والاستعانة بأبطال جدد لتوسيع عالم التشويق و الإثارة لتكون عبارة عن سلسلة لبوابات المرور عبر الزمن.
من هو مثلك الأعلى في الكتابة؟
مثلي الأعلى في الكتابة هم: نجيب محفوظ، طه حسين، وجبران خليل جبران، فهم مصدر إلهامي بأسلوبهم العميق وأفكارهم الخالدة، كما أنني شغوفه بالمطالعة، فهي تفتح لي آفاقًا واسعة للتعرف على مختلف الثقافات.
ما رأيك في الساحة الأدبية العربية في الوقت الراهن؟
الساحة الأدبية العربية اليوم تشهد تنوعًا لافتًا بين الأصالة والتجديد، حيث يبرز أدباء يجمعون بين عمق التراث وروح العصر، هناك محاولات جادة لإثراء المشهد الأدبي بأساليب مبتكرة ورؤى معاصرة، مما يمنح الأدب العربي مساحة أوسع للحوار والتطور.
مع التطور التكنولوجي و الرقمي.. هل من الممكن أن تستخدمي الذكاء الاصطناعي في الكتابة ؟
الإبداع مرتبط بالبشر، فهو يخلق عوالم مليئة بالروح و الأحاسيس. لذلك، لا أؤمن باستخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة الإبداعية، لأنها ستفتقد للروح واللمسة الشخصية.
الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة مساعدة في بعض الجوانب التقنية، لكنه لا يستطيع استبدال الإحساس والعاطفة التي يضفيها الكاتب على عمله الإبداع البشري هو ما يعطي الأدب عمقه وثراءه.
أخيرًا.. كيف رأيت معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أولى مشاركاتك به؟
هذه أول مرة أزور فيها مصر، وأنا فخورة بمشاركتى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ككاتبة، وقد وجدت أن المعرض هائل جدًا، فهو من بين أكبر المعارض فى العالم، وأشعر بإحساس جميل، لأن فى المعرض قراء وكتّابًا من كل أنحاء العالم ومن كل الدول العربية.