تعتزم مجموعة غوغل استثمار ملياري دولار في ماليزيا لإقامة أول مركز بيانات لها في هذا البلد، حسبما أعلنت الحكومة، لتنضم بذلك إلى عمالقة تكنولوجيا آخرين يضخون الأموال في المنطقة بحثا عن فرص للنمو.

من جهتها، قالت الحكومة الماليزية إن الأموال التي ستستثمرها غوغل ستدعم 26 ألفا و500 وظيفة في قطاعات مختلفة في ماليزيا مثل الرعاية الصحية والتعليم والتمويل.

ويأتي التقرير ذلك بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء أنور إبراهيم عزمه جذب استثمارات بقيمة 107 مليارات دولار على الأقل لقطاع أشباه الموصلات.

وكشف أنور قبل أسابيع عزمه بناء أكبر مجمع لتصميم الدوائر المتكاملة في جنوب شرق آسيا، مع تقديم حوافز تشمل إعفاءات ضريبية وإجراءات دعم لجذب شركات التكنولوجيا العالمية والمستثمرين.

وقالت روث بورات، الرئيسة والمديرة التنفيذية للاستثمار في غوغل وشركتها الأم ألفابيت، إن "أول مركز بيانات لغوغل ومنطقة غوغل السحابية أكبر الاستثمارات المخطط لها في ماليزيا حتى الآن، وهو المكان الذي تفتخر غوغل بأنه تعتبره موطنا منذ 13 عاما".

وأضافت أن "هذا الاستثمار يبني على شراكتنا مع الحكومة الماليزية لتعزيز "سياسة السحابة أولا" الخاصة بها، بما يشمل معايير الأمن السيبراني الأفضل في فئتها".

بدوره، قال وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي تنكو ظافر العبد العزيز إن الأموال "ستعزز بشكل كبير" طموحات ماليزيا الرقمية المذكورة في مشروع رئيسي لعام 2030.

وأضاف أن مركز البيانات والمنطقة السحابية "سيعملان على تمكين قطاعاتنا التحويلية، وتلك القائمة على الخدمات من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتقدمة للارتقاء بسلسلة القيمة العالمية".

وفي وقت سابق هذا الشهر أعلنت مايكروسوفت عزمها إنفاق 2.2 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في ماليزيا. وقد تعهد رئيسها ساتيا ناديلا خلال جولة له في المنطقة استثمار المليارات في تايلاند وإندونيسيا كذلك.

بدورها، قالت أمازون إنها ستنفق 9 مليارات دولار في سنغافورة على مدى السنوات الأربع المقبلة لتوسيع قدرات الحوسبة السحابية في المدينة.

إبراهيم أعلن عزمه جذب استثمارات بقيمة 107 مليارات دولار على الأقل لقطاع أشباه الموصلات (رويترز) تشغيل خدمات

وسيكون موقع المنشأة التي أُعلن عنها اليوم الخميس في مجمع شركات غرب العاصمة كوالالمبور. وستعمل المنشأة على تشغيل خدمات غوغل الرقمية الشهيرة مثل البحث والخرائط ومساحة العمل.

وجاء في البيان أن عند التشغيل، ستنضم ماليزيا إلى 11 دولة أنشأت فيها غوغل وتدير حاليا مراكز بيانات لخدمة المستخدمين في جميع أنحاء العالم.

وأضافت أن منطقة غوغل السحابية "ستوفر بنية تحتية سحابية عالية الأداء ومنخفضة البطء وتحليلات وخدمات الذكاء الاصطناعي للمؤسسات الكبيرة والشركات الناشئة ومؤسسات القطاع العام".

وماليزيا لاعب رئيسي في صناعة أشباه الموصلات منذ عقود، وتمثل ما يقدر بنحو 13% من حجم التصنيع العالمي، وفق شركة بوش الألمانية العملاقة للتكنولوجيا.

وأظهرت دراسات أجرتها شركة الاستشارات العالمية كيرني أن من المتوقع أن تبلغ حصة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي لجنوب شرق آسيا تريليون دولار بحلول 2030، وأن يكون الجزء المتعلق بماليزيا عشر ذلك المبلغ.

وقال المحلل لدى مركز أبحاث المحيط الهادي في ماليزيا أوه إي سون "الآن بعد أن قام العديد من عمالقة التكنولوجيا الأميركيين بتنويع مخاطر استثماراتهم بعيدا عن الصين، أصبحت ماليزيا بمشاركتها التقليدية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة في وضع جيد لاستقبال عملياتهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی فی مالیزیا

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر

#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر

أ.د رشيد عبّاس

منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته  المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.  

تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن  خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.

مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15

 لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة  للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.

رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.

اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.

الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة  ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق. 

والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.

ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام  مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.   

مقالات مشابهة

  • الصدر يعلق على استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يفك لغزاً علمياً استعصى على العلماء لعقد كامل
  • استغرق العلماء عقدا لحلها.. الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة معقدة في يومين فقط!
  • غوغل تعلن عن نماذجها الجديدة للذكاء الاصطناعي
  • ‏«AIM للاستثمار» تبحث في أبوظبي تحديات الأسواق العالمية
  • «AIM للاستثمار 2025» تبحث في أبوظبي تحديات الأسواق العالمية والاستثمار المستقبلي
  • AIM للاستثمار 2025 تبحث في أبوظبي تحديات الأسواق العالمية
  • المغرب: استثمارات الطاقات المتجددة تبلغ ملياري دولار
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
  • قدرات مميزة.. «غوغل» تطلق أحد أفضل نماذج «الذكاء الاصطناعي» بالعالم