دخول مصر فى شراكة استراتيجية مع الصين قرار أكثر من رائع، فهو يعنى أن مصر قد تخلت تماماً عن تبعيتها القديمة كما كان قبل ثورة 30 يونيو. والحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، نجح تماماً فى تحقيق كل ما من شأنه مصلحة البلاد بالدرجة الأولى. كما أن ترفيع العلاقات بين مصر والصين لم يأت وليد الصدفة أو محض كلام، وإنما نتيجة جهود شاقة قامت بها الدولة على مدار العشر سنوات الماضية.
هذه العلاقات المصرية - الصينية لها مردود إيجابى على عملية التنمية فى مصر، وتعنى بدء رحلة جديدة ترتكز على دفع جهود توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا والاستفادة من القدرات التى تمتلكها مصر فى هذا الشأن. كما أن هذه العلاقات تعكس تطلعات الشعبين المصرى والصينى للنمو والازدهار، إضافة إلى دفع المشروعات المشتركة الجارى تنفيذها بين البلدين ومقترحات التعاون الجديدة فى ظل عضوين هما مصر والصين فى البريكس. وتشمل أوجه التركيز على قطاعات الإنشاءات والاتصالات والسياحة والأمن الغذائى والقطاع المالى باعتبارها قطاعات واعدة تلبى المصالح المشتركة للبلدين.
والمعروف أن الاستثمارات الصينية فى مصر تبلغ حوالى ثلاثة مليارات دولار بخلاف الاستثمارات المستهدف جذبها خاصة فى العين السخنة من خلال أكثر من تجمع صناعى، ومن المنتظر استهداف استثمارات أخرى جديدة بقيمة تزيد على المليار دولار. كما أن جهاز التمثيل التجارى المصرى يعمل على تنفيذ خطة بالأسواق الصينية خاصة فى بكين وشنغهاى، تستهدف زيادة الاستثمارات بنسب تتراوح بين 20٪ و30٪ خلال العام الحالى. ولا أحد ينكر النجاح الذى حققته الشركات الصينية فى فى الأسواق المصرية، وجذب وضخ رؤوس أموال فى هذا الأمر، إضافة إلى نقل الخبرة والتكنولوجيا لعدد من القطاعات الصناعية ذات الألولوية. وهذه الاستثمارات تعد نموذجاً ناجحاً فى كل المجالات وطاقة إنتاجية هامة جديدة في توطين هذه الصناعات وتوفير فرص عمل للشباب خاصة فى المجال الصناعى.
ترفيع العلاقات المصرية - الصينية يعود بالخير والنفع على جموع المصريين من كافة النواحى، ويؤكد أن مصر الجديدة التى تنفتح على خبرات العالم تسير فى الاتجاه الصحيح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاوى الاستثمارات الصينية د وجدى زين الدين ثورة 30 يونيو الرئيس عبدالفتاح السيسي
إقرأ أيضاً:
أستاذ علاقات دولية: زيارة ماكرون تكشف الدعم الأوروبي للرؤية المصرية لحل أزمة غزة
قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن العدوان الإسرائيلي أصبح يمثل تهديدًا خطيرًا على السلم والأمن الدوليين، ويكشف عن انقسام واضح في العلاقات الدولية، خاصة مع سعي إسرائيل لتقويض الدولة الوطنية الفلسطينية ونهب الأراضي بشكل ممنهج.
وأكد فارس، خلال مداخلة هاتفية على فضائية «إكسترا نيوز»، أن المواقف الأوروبية بدأت تقترب من الرؤية المصرية والعربية التي تعتبر السلام خيار استراتيجي، في ظل تخاذل المجتمع الدولي، مشيرًا إلى وجود مقترح مصري جديد لوقف التصعيد في غزة، وتأكيد القاهرة على دورها المحوري في الاستقرار الإقليمي، مطالبًا واشنطن بدعم هذا المقترح والضغط على إسرائيل.
أبعاد زيارة ماكرون لمصروأشار إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية وثقافية، وتعكس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وعاين ماكرون برؤيته الميدانية في العريش حجم المأساة الإنسانية، ودور مصر في تقديم الدعم الإغاثي للفلسطينيين، ما يعزز من مصداقية القاهرة وموقفها الداعم لحل الدولتين.
وشدد على أهمية التلاحم الشعبي المصري في دعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير، مؤكدًا أن مصر تمثل حائط الصد الأول، وأصبحت رؤية مصر المعتدلة تحظى بدعم أوروبي متزايد، لأنها طريق حقيقي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.