بوابة الوفد:
2024-10-02@01:22:39 GMT

التيسير فى الحج

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

الإسلام كله قائم على التيسير ورفع الحرج مبنى عليهما، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: « يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، ويقول سبحانه: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ», وحيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ»، ويقولون : الفقه رخصة من ثقة، والفقه عند أهل العلم هو التيسير بدليل، ولم يقل أحد من أهل العلم إن الفقه هو التشدد، حيث يقول الحق سبحانه على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم): «قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «عَلَيْك بِالرِّفْقِ ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِى شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ», كما ثبت أنه (صلى الله عليه وسلم) « مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ».


وإذا كان الإسلام كله قائمًا على التيسير ورفع الحرج فإن هذا التيسير فى الحج أولى وألزم , فما يسر نبينا (صلى الله عليه وسلم) فى شيء أكثر من تيسيره على حجاج بيت الله عز وجل فى قولته المشهورة: «افعل ولا حرج» ، وإذا كان هذا التيسير مع ما كان عليه عدد الحجيج آنذاك فما بالكم بموجبات التيسير فى زماننا هذا؟
غير أن التيسير الذى نسعى إليه هو التيسير المنضبط بضوابط الشرع، المقرون بمدى القدرة والاستطاعة، إذ ينبغى أن يحرص المستطيع على أداء العبادة على وجهها الأكمل والأفضل الذى يحقق لصاحبه أعلى درجات الفضل والثواب ، وبما لا يصل إلى حد التهاون الذى يُفرّغ العبادة من مضامينها التعبدية الأصيلة السامية ، وبحيث لا تنحصر همة الإنسان فى تتبع كل الرخص فى كل الأركان والواجبات وعلى كل المذاهب ، إنما يأخذ من الرخص ما يقتضيه واجب الوقت وظروف أداء الشعيرة وموجبات التيسير .
وعندما يتحدث العلماء عن مسائل التيسير فى الحج فإنما يعرضونها ليأخذ المحتاج منها بالقدر الذى يُذهب عنه المشقة غير المحتملة ، ويخفف عن أصحاب الأعذار المشقة التى لا تُحتمل فى ضوء ما يجيزه الشرع الحنيف من أوجه التيسير ، وليحرص العلماء والمفتون على التيسير على الناس ، وليأخذ الناس أنفسهم بالرفق واليسر واللين ولكن دون إفراط أو تفريط.
ولا ينبغى أن يدعى أحد - فى القضايا الخلافية فى الحج أو فى غيره - أن رأيه هو الحق والصواب وما سواه أو عداه هو الخطأ ، بل هو اجتهاد بغية الوصول للحق مع مراعاة مقاصد الشرع الحنيف فى التيسير ورفع الحرج ، من غير إنكار على المختلف فى الرأى فيما يقبل الخلاف ، فالقاعدة أن المختلف فيه لا ينكر على فاعله ، إنما ينكر على من يفعل المجمع على تركه أو يترك المجمع على وجوبه ، والحج يقتضى البعد عن اللغو والجدل ، فللعالم رأيه واجتهاده ، وللآخرين من أهل الاجتهاد والنظر المعتبر آراؤهم التى تقدر وتحترم , فى ضوء ما قرره أهل العلم : «نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا ويحترم رأيه واجتهاده فيما اختلفنا فيه» , ولله در الشافعى (رحمه الله) , حيث يقول : رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب , ويمكن أن نقول إن كلا الرأيين يمكن أن يكونا على صواب غير أن أحدهما قد يكون راجحًا والآخر مرجوحًا , فالآراء الراجحة ليست معصومة , والآراء المرجوحة ليست مهدومة طالما أن لصاحبها حظًا من الاجتهاد والنظر والدليل الشرعى المعتبر .
ونماذج التيسير فى الحج أوسع من أن تحصى فى مقال واحد فمنها الإنابة عن غير القادرين فى الرمى تخفيفًا عليهم , ومنها التوسع فى وقت الرمى , ومدة البقاء فى المزدلفة , وترتيب أعمال يوم النحر , والجمع بين طوافى الإقامة والوداع للضعفاء وغير القادرين على القيام بكل منهما منفردًا.

وزير الأوقاف

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الحج الشافعى صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

المالكي الذي سلم العراق لداعش يقول “سنحرر القدس “قريباً

آخر تحديث: 1 أكتوبر 2024 - 5:59 م بغداد/ شبكة أخبار الراق- قال الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية في العراقي نوري المالكي، اليوم الثلاثاء، “نحن أمام معركة مفتوحة ضد الكيان، وعلينا أن نتوقع كل شيء.”وأكد المالكي، في كلمة له خلال مجلس تأبيني للحزب على مقتل نصر الله، أن “الصراع مع العدو الصهيوني ليس حكراً على حزب الله بل هو صراع الأمة كلها، مضيفا أن “العدو يرتكب الجرائم ليعكس ما تعرض له من إهانة على يد المقاومة.”وأشار المالكي إلى أن “المرجفين والمرتبكين والفرحين باغتيال نصر الله هم جرثومة في جسد الأمة”، كما انتقد “تخاذل الموقف العربي الذي شجع اسرائيل على ارتكاب المجازر والجرائم.”وتابع المالكي بالقول إن “الكيان الاسرائيلي يعيش حالة رعب، والإعلام العربي يقويه ويدعمه.” وأكد “سندخل القدس ونصلي فيه، وهذا وعد إلهي لابد له أن يتحقق.”وذكر المالكي أن “حماس والمقاومة في لبنان كشفوا وهن وضعف العدو الصهيوني وقهروه أكثر من مرة”، مشدداً على أن “الأمم المتحدة ومجلس الأمن ساكتان عن المجازر الصهيونية.”وفي حديثه عن الأوضاع في لبنان وفلسطين، قال المالكي إن “العدو الصهيوني يتصرف في لبنان وفلسطين بشريعة الغاب.” وأعرب عن ثقته بأن “حزب الله يعالج الفراغ الذي تركه السيد نصر الله، وسيعود أقوى من ذي قبل.”كما أكد المالكي على رفض “مسألة التطبيع أو الاقتراب منها، والمطبع لا يلوم إلا نفسه.”

مقالات مشابهة

  • نسخة من دعاء السفر مكتوب للمسافر كما ورد عن النبي ﷺ
  • المالكي الذي سلم العراق لداعش يقول “سنحرر القدس “قريباً
  • تفسير حلم الحج لشخص آخر
  • استمرار الاحتفالات بميلاد النبي "صلى الله عليه وسلم" بأوقاف الفيوم.. صور
  • «الإفتاء» توضح حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد
  • أذكار النوم.. كما وردت عن رسول الله
  • نتنياهو يقول للشعب الإيراني: إسرائيل تقف إلى جانبكم
  • ذكر عن رسول الله يصل بك إلى درجة القانتين
  • وقفات مَع وفاةِ النبيّ صلى الله عليه وسلم
  • إمبابي: سياسة التيسير النقدي للفيدرالي الأمريكي تعزز من استمرار ارتفاع الذهب