الاحتلال يطلب من أونروا إخلاء مقرها الرئيسي بالقدس
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إخلاء مقرها الرئيس في حي الشيخ جراح شرقي القدس في غضون شهر بداعي "استخدام الأرض بدون موافقة دائرة أراضي إسرائيل".
وقال موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي اليوم الخميس: "أبلغت سلطة أراضي إسرائيل وكالة أونروا أنه يجب على الوكالة مغادرة المبنى الذي تستخدمه في القدس الشرقية ودفع عشرات الملايين من الشواكل (الدولار يساوي 3.
ويعتبر مقر "أونروا" في حي الشيخ جراح المقر الرئيسي للوكالة.
وذكر الموقع أن المستشار القانوني لدائرة أراضي إسرائيل المحامي نيتسا تيتلباوم كتب في رسالة إلى الأونروا أمس الأربعاء: "وفقا لتحقيقنا والمعلومات الحالية المتوفرة لدينا، فإنكم تحتجزون 36 دونما من ممتلكات دائرة أراضي إسرائيل في القدس، بدون موافقتنا".
وأضاف تيتلباوم في رسالته: "دولة إسرائيل صادرت الأرض في عام 2006، وقد أقامت الأونروا مباني عليها بدون تصريح (…) أنتم مطالبون بالتوقف عن أي استخدام الأرض، وهدم ما بني عليها بشكل غير قانوني".
وقال الموقع إنه تم منح الوكالة 30 يوما لإخلاء المبنى. كما طالبت سلطة الأراضي بمبلغ 27 مليونا و125 ألفا و280 شيكلا (7.2 ملايين دولار أميركي) كإيجار متأخر، إضافة إلى دفع رسوم استخدام سنوية حتى يتوقف الاستخدام الفعلي.
وكان يمينيون إسرائيليون نظموا في الأشهر الماضية سلسلة من الاحتجاجات قبالة مقر الوكالة للمطالبة بإغلاقها.
كما قام متطرفون إسرائيليون مؤخرا بإضرام النار في أرض بمحيط المقر.
وصادق الكنيست الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بقراءة تمهيدية على مشروع قانون يلغي الحصانة والامتيازات الممنوحة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
ولا يزال يتعين التصويت بـ3 قراءات إضافية لصالح مشروع القانون ليصبح نافذا، وذلك ضمن ما تقول جهات فلسطينية وأممية ودولية إنها حملة إسرائيلية لتفكيك "الأونروا" وتصفية قضية اللاجئين.
وذكر الكنيست في بيان الأربعاء: "من بين الحصانات والامتيازات التي تتمتع بها الأونروا: الحصانة من الخضوع للمحاكمة، وحصانة الأرشيفات والمكاتب، وإعفاء أو تخفيض من الضريبة وضريبة الأملاك، وإعفاء من منع الاستيراد أو التصدير، وإعفاء من ضريبة الدخل وأخرى".
وتتهم إسرائيل موظفين في "الأونروا" بالمساهمة في هجمات "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن "جهاز التربية التابع للوكالة يدعم الإرهاب والكراهية".
وفي ذلك اليوم، شنت "حماس" هجمات على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة؛ ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وتنفي "الأونروا"، التي تتخذ من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية مقرا رئيسيا لها، صحة اتهامات إسرائيل لها، وتؤكد أنها تلتزم الحياد وتركز حصرا على دعم اللاجئين.
ويتعاظم احتياج الفلسطينيين لخدمات "الأونروا" في ظل حرب تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخلّفت أكثر من 117 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.
وتأسست "الأونروا" بقرار من الأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين بمناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل لحل عادل لقضيتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أراضی إسرائیل حی الشیخ جراح
إقرأ أيضاً:
مجلة إسرائيلية: دياب قاد معركة إنقاذ الشيخ جراح والآن يواجه الطرد
بعد أكثر من عقد من المعارك القانونية، قضت محكمة إسرائيلية بأن المستوطنين يمكنهم الاستيلاء على منزل صلاح دياب مدى الحياة، لكنه يرفض التخلي عن منزله.
ونشرت مجلة 972 الإسرائيلية تقريرا عن قرار محكمة إسرائيلية بطرد 22 فردا من عائلة دياب من عقاراتهم بحي الشيخ جراح في القدس، ورفض القاضي استئنافهم ضد حكم صادر عن محكمة الصلح في 2022.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: "حملة مدمرة" تطال التعليم الجامعي في أميركاlist 2 of 2ليبراسيون: استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية بالجزائر قررته أعلى مستويات الدولةend of listوتحدث التقرير عن صلاح دياب (53 عاما) أحد أفراد العائلة، الذي ظل يقود احتجاجات الحي، ويعرفه كل من شارك في المظاهرات هناك، حتى أصبح شخصية بارزة في النضال ضد جهود الجماعات الاستيطانية الإسرائيلية والحكومة لتهويد المنطقة.
بدون مأوى
وبعد شهرين تقريبا من الآن، يقول التقرير إن صلاح دياب قد يصبح بدون مأوى، ونقل عنه قوله "لا نريد أبراجا فاخرة، ولا نريد الملايين، نريد فقط البقاء في منزلنا ونعيش حياتنا، يريدون طرد الحي بأكمله وتدميره وبناء منازل للمستوطنين".
وحتى الآن، وخلال سنوات من الإجراءات القانونية الشاقة، تمكنت الأسرة من وقف إخلائها، حتى عندما نجح المستوطنون في طرد عائلتين من الحي في عامي 2017 و2022 على التوالي.
وكانت الاحتجاجات قد بلغت ذروتها في مايو/أيار 2021 كجزء من الانتفاضة الفلسطينية الجماهيرية المعروفة باسم "انتفاضة الوحدة"، عندما قضت محكمة إسرائيلية بطرد 13 عائلة من بيوتها لصالح المستوطنين.
إعلانودياب ليس غريبا عن نظام العدالة الإسرائيلي. لقد نسي عدد المرات التي اعتُقل فيها على مر السنين خلال الاحتجاجات، لكنه يقدر أنها تتراوح بين 25 و30 مرة. في عام 2015، قضى 5 أشهر في السجن بتهم ملفقة بالاعتداء، وفي احتجاج قبل 3 سنوات، كسر ضباط الشرطة ساقه، قال "مع كل ما مررت به، أشعر أنني عشت ألف عمر".
تمييز قانونيوفي السنوات الأخيرة، سعت مجموعات المستوطنين مثل "نهالات شمعون" إلى استخدام حقيقة أن الأرض كانت مملوكة سابقا من قبل الصناديق اليهودية، كذريعة لما يصفونها باستعادة الممتلكات هناك.
وتذكر المجلة أن المنازل في هذا الجزء من الشيخ جراح بُنيت جميعها خلال فترة الحكم الأردني، بين عام 1948 واحتلال إسرائيل القدس الشرقية في 1967، والقانون الإسرائيلي بذلك يقف إلى جانب السكان الفلسطينيين.
وأوضح دياب "ولدت أمي وأبي في يافا، بحي العجمي، وكان لجدتي مقهى بجانب البحر. يدّعي المستوطنون والسياسيون الإسرائيليون أن هذه الأرض ملكهم، وأنهم اشتروها في القرن الـ19! حسنا، بنفس المنطق، يجب أن يعيدوا لنا منازلنا في يافا وحيفا والقدس الغربية. يمكن لليهودي أن يطلب ممتلكاته في أي مكان، لكننا لا نستطيع ذلك.. هذا تمييز".
وبعد الحكم الأخير، يخطط دياب لتقديم استئناف آخر، هذه المرة أمام المحكمة العليا. وسيتعين عليهم دفع ما يعادل حوالي 5500 دولار من النفقات القانونية لنهالات شمعون في المحكمة، بالإضافة إلى حوالي 22000 دولار أمروا بدفعها لمجموعة المستوطنين من قِبل محكمة الصلح.
المظاهرات والاحتجاج
تتابع المجلة أن دياب ظل متمسكا بأسلوب المظاهرات والاحتجاج اعتقادا منه بأنه يمكن أن يوقف المزيد من عمليات الطرد، ويشير بفخر إلى تباطؤ عمليات الإخلاء في الحي منذ بدء الاحتجاجات في عام 2009.
"لا يهمني عدد الأشخاص الذين يأتون إلى الاحتجاج -يقول دياب- أنا أهتم باستمرار الاحتجاجات"، ويوضح "لقد كانت ناجحة للغاية لنحو 16 سنة على التوالي. عندما كنت في السجن، استمروا بدوني. لا أريد أن أكون رمزا، أنا مجرد شخص بسيط، أريد أن أعيش في منزلي مثل أي شخص آخر".
إعلانوسُلط الضوء على المظاهرات في الشيخ جراح في وسائل الإعلام العالمية خلال مايو/أيار 2021 عندما كان الشباب الفلسطيني يتجمعون كل مساء للاحتجاج على أوامر الإخلاء الجديدة، مما أدى إلى قمع الشرطة الوحشي وإثارة غضب السياسيين اليمينيين المتطرفين.
وقام إيتمار بن غفير، الذي كان حتى وقت قريب وزيرا للأمن القومي الإسرائيلي قبل استقالته بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مرارا وتكرارا بإنشاء مكتب برلماني مزيف في الفناء الأمامي لمنزل كان من المقرر إخلاء سكانه الفلسطينيين.
طوفان الأقصىلكن بعد هجوم طوفان الأقصى، توقفت المظاهرات الأسبوعية. قال دياب "أغلقت السلطات الإسرائيلية كل شيء، أخشى على شعبنا أن يأتي مستوطن ويطلق النار على الجميع. اليوم، كل من يتحدث عن السلام أو العدالة أو الحقيقة يعتبر خائنا، حقيقة توقف الاحتجاجات يساعد السلطات والمستوطنين على تجاوز العديد من الأشياء تحت الرادار".
وأوضح دياب أنه في ظل الهجوم الإسرائيلي على غزة، أصبحت حياة الفلسطينيين في القدس صعبة للغاية. "لا يُسمح لنا بالتحدث، ولا يسمح لنا بالاحتجاج على اللصوص والكذابين والعنصريين. اليوم، لا يوجد قانون في هذا البلد، كما حدث في أيام النكبة عام 1948، فالمستوطنون يأخذون السلطة بأيديهم، والشرطة والحكومة تغض الطرف".
لكن دياب لا يزال يأمل في إحياء الصراع. قال "أفكر في الأمر كثيرا، أنا أبحث عن الوقت المناسب، لكن أولا وقبل كل شيء، إن شاء الله، يجب أن يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار في غزة. لا أحد يستفيد من الحروب باستثناء صناعة الأسلحة. كل قطرة دم هي مضيعة".
إلى مزبلة التاريخفي عام 2018، خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى، كان يخشى دياب أنه بدعم من ترامب، ستحصل الحكومة اليمينية الإسرائيلية، جنبا إلى جنب مع المحكمة العليا والمستوطنين، على الضوء الأخضر للاستيلاء على العقارات في حي الشيخ جراح مرة أخرى، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يعتقد دياب أن الخطر قد عاد.
إعلانوبعد أن اعترف ترامب رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، يتذكر دياب "ذهبت إلى احتجاج، ورفعت العلم الفلسطيني، وهاجموني، قائلين إنه ممنوع. شعرت أن الأميركيين كانوا شركاء في الاحتلال الإسرائيلي. الآن، هذا مؤكد بنسبة مليون بالمائة. انظروا إلى ما يحدث في جنين، وطولكرم، والخليل، يتحدثون عن السلام، وفي الوقت نفسه يقومون بقتلنا".
يعلم دياب أن أقصى ما يمكن أن يأمل فيه من استئناف الأسرة أمام المحكمة العليا هو أمر قضائي مؤقت بتجميد الإخلاء، لكنه لا يزال متفائلا. وقال "في النهاية، سنبقى هنا، وسيذهب الاحتلال إلى مزبلة التاريخ".