طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إخلاء مقرها الرئيس في حي الشيخ جراح شرقي القدس في غضون شهر بداعي "استخدام الأرض بدون موافقة دائرة أراضي إسرائيل".

وقال موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي اليوم الخميس: "أبلغت سلطة أراضي إسرائيل وكالة أونروا أنه يجب على الوكالة مغادرة المبنى الذي تستخدمه في القدس الشرقية ودفع عشرات الملايين من الشواكل (الدولار يساوي 3.

70 شواكل) لإسرائيل كإيجار متأخر عن السنوات التي استخدمت فيها العقار".

ويعتبر مقر "أونروا" في حي الشيخ جراح المقر الرئيسي للوكالة.

قرار الإخلاء يستهدف المقر الرئيسي للوكالة في حي الشيخ جراح بالقدس (الجزيرة)

وذكر الموقع أن المستشار القانوني لدائرة أراضي إسرائيل المحامي نيتسا تيتلباوم كتب في رسالة إلى الأونروا أمس الأربعاء: "وفقا لتحقيقنا والمعلومات الحالية المتوفرة لدينا، فإنكم تحتجزون 36 دونما من ممتلكات دائرة أراضي إسرائيل في القدس، بدون موافقتنا".

وأضاف تيتلباوم في رسالته: "دولة إسرائيل صادرت الأرض في عام 2006، وقد أقامت الأونروا مباني عليها بدون تصريح (…) أنتم مطالبون بالتوقف عن أي استخدام الأرض، وهدم ما بني عليها بشكل غير قانوني".

وقال الموقع إنه تم منح الوكالة 30 يوما لإخلاء المبنى. كما طالبت سلطة الأراضي بمبلغ 27 مليونا و125 ألفا و280 شيكلا (7.2 ملايين دولار أميركي) كإيجار متأخر، إضافة إلى دفع رسوم استخدام سنوية حتى يتوقف الاستخدام الفعلي.

وكان يمينيون إسرائيليون نظموا في الأشهر الماضية سلسلة من الاحتجاجات قبالة مقر الوكالة للمطالبة بإغلاقها.

كما قام متطرفون إسرائيليون مؤخرا بإضرام النار في أرض بمحيط المقر.

مستوطنون نظموا في الأشهر الماضية سلسلة من الاحتجاجات قبالة مقر الوكالة للمطالبة بإغلاقها (الجزيرة)

وصادق الكنيست الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بقراءة تمهيدية على مشروع قانون يلغي الحصانة والامتيازات الممنوحة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

ولا يزال يتعين التصويت بـ3 قراءات إضافية لصالح مشروع القانون ليصبح نافذا، وذلك ضمن ما تقول جهات فلسطينية وأممية ودولية إنها حملة إسرائيلية لتفكيك "الأونروا" وتصفية قضية اللاجئين.

وذكر الكنيست في بيان الأربعاء: "من بين الحصانات والامتيازات التي تتمتع بها الأونروا: الحصانة من الخضوع للمحاكمة، وحصانة الأرشيفات والمكاتب، وإعفاء أو تخفيض من الضريبة وضريبة الأملاك، وإعفاء من منع الاستيراد أو التصدير، وإعفاء من ضريبة الدخل وأخرى".

وتتهم إسرائيل موظفين في "الأونروا" بالمساهمة في هجمات "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن "جهاز التربية التابع للوكالة يدعم الإرهاب والكراهية".

صادق الكنيست الإسرائيلي بقراءة تمهيدية على مشروع قانون يلغي الحصانة والامتيازات الممنوحة للأونروا (الجزيرة)

وفي ذلك اليوم، شنت "حماس" هجمات على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة؛ ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

وتنفي "الأونروا"، التي تتخذ من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية مقرا رئيسيا لها، صحة اتهامات إسرائيل لها، وتؤكد أنها تلتزم الحياد وتركز حصرا على دعم اللاجئين.

ويتعاظم احتياج الفلسطينيين لخدمات "الأونروا" في ظل حرب تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخلّفت أكثر من 117 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.

وتأسست "الأونروا" بقرار من الأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين بمناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل لحل عادل لقضيتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أراضی إسرائیل حی الشیخ جراح

إقرأ أيضاً:

كابوس النزوح القسري يلاحق العائلات في خان يونس.. أوامر إخلاء جديدة (شاهد)

"وين نروح، إلى أين؟" لا يزال هذا السؤال يحتلّ النصيب الأكبر، من الأحاديث اليومية لآلاف الفلسطينيين، المضطرّين قسرا، لنزوح جديد من مناطق شرقي خان يونس إلى منطقة المواصي غربي المدينة، وذلك عقب تلقيهم أوامر من قوات الاحتلال بإخلائها.

ورصدت "عربي21" عدّة صور ومقاطع فيديو، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، توثّق لعمليات النزوح القسري التي بات عليها آلاف الفلسطينيين، خلال الساعات الماضية.
إطلاق قنابل إنارة شرق خان يونس بشكل كثيف pic.twitter.com/WLQwdJVYGU — عَبدالـرحمن | غـزة ???? (@aboodka_04) July 4, 2024 مدينه الشيخ حمد في خانيونس، تبت يد من دمرت ، حطم الله ملكهم وشتت الله شملهم، وأورثهم الفقر والتشرد بحق لا إله إلا الله. #غزة_أعظم_شعوب_العالم pic.twitter.com/0ayGQWVihf — Mubaraka Al-Marri | مباركة المري (@MBH_Marri) July 4, 2024
وتكشف عدد من المقاطع التي يتم تداولها على نطاق واسع، أن الآلاف يواصلون النزوح، والطرقات كاملة في مدينة خان يونس، المتواجدة في جنوب قطاع غزة المحاصر، قد اكتظّت بالسيارات، وبالمّارة ممّن حملوا ما استطاعوا ممّا تبقّى لهم من متاع، إلى جانب عدد من العربات التي تجرّها الدواب.
صراخ مكلومة استهدفت عائلتها المقيمة في مدرسة للنازحين في خان يونس اليوم:
حرام على الناس الذين يشاهدوننا نموت، نحن نموت!
نحن مدنيون، نحن عزل!
نحن ليس لدينا أي شيء!
كان عندي ابن، ربيت ابني حتى أشاهده يموت؟
أربيه 30 أو 40 سنة لكي يموت؟
لا أعرف أي شيء من غير أكل لقمة خبز مع أولادي!" pic.twitter.com/IjFRqGxCtC — Mohamed Khouazem (@MohamedKhouazem) July 4, 2024
عملية النزوح الجديدة، أتت عقب دمار كبير حلّ بخان يونس، واستمرار خوف الأهالي، وترقّبهم لما يصفوه بـ"مصير مجهول" في ندرة المياه والأكل والأمتعة، وعلى وقع الانفجارات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي؛ خاصّة عقب إنذار جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء كافة المناطق الشرقية من أجل اعتزامه تنفيذ عملية عسكرية هناك.
يبدوا انها ليلة صعبة على خانيونس !
قنابل الانارة و القصف المدفعي لا يتوقف !

اللهم انا نستودعك غزة ارضها وسمائها شيوخها وشبابها نسائها واطفالها اللهم انا نسألك فتحاً قريباً اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا الله. — محمد الجبور ???? (@mohammed_jbour) July 4, 2024
وفي السياق نفسه، قالت وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت أوامر إخلاء جديدة لمناطق في شرق خان يونس، التي اضطرّ الناس فيها بعد بدء عملية رفح إلى الإقامة في مبان مدمرة ومتضررة وغير آمنة.

وأضافت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين: "بعد أسابيع فقط من إجبار الناس على العودة إلى خان يونس المدمرة، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة للمنطقة. ومرة أخرى تواجه العائلات النزوح القسري".


ورجّحت تقديرات "الأونروا" أن "250 ألف شخص سوف يضطرون إلى الفرار مجددا مع عدم وجود أي مكان آمن في غزة"، مردفة أن "المنطقة مكتظة بالكامل بالخيام وأماكن الإيواء" بعد ليلة شهدت قصفا عنيفا بأنحاء غزة.
مباشر الان !

قنابل الانارة بكثافة وقصف مدفعي شرق خانيونس الان !

يارب سلم pic.twitter.com/qu3yxKXlWR — محمد الجبور ???? (@mohammed_jbour) July 4, 2024
إلى ذلك، أفادت لويز ووتريدج، وهي المتحدثة باسم "الأونروا" أن هناك شحّ في الوقود وانعدام الأمن؛ فيما تواصل الوكالة تقديم المياه والرعاية الصحية والغذاء وغير ذلك من مساعدات للسكان.

وأشارت المتحدثة باسم "الأونروا" إلى أن "مواصلة الاستجابة أصبحت أمرا شبه مستحيل بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي والمزيد من أوامر الإخلاء التي تؤثر مرة أخرى على وصول الوكالات الإنسانية إلى معبر كرم أبو سالم لتلقي إمدادات الإغاثة".

 تجدر الإشارة إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج على كامل قطاع غزة، دخل يومه الـ272، إذ وسّع جيش الاحتلال من عملياته العسكرية في مدينة رفح التي شهدت معارك ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي أعلنت الخميس، مقتل قائد فصيل في لواء "غفعاتي"، وإصابة آخرين، خلال معارك في قطاع غزة.

كذلك، شهدت عدّة مناطق متفرقة في القطاع المحاصر، جُملة اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أعلنت كتائب القسام تدمير دبابتين برفح وقصف تحشدات عسكرية بحي الشجاعية، فيما أعلنت سرايا القدس أنها دمرت دبابة وجرافة عسكرية برفح.


وأعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 58 شهيدًا و179 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأكدت في بيان لها أن حصيلة الضحايا وصلت إلى 38 ألفا و11 شهيدا و87 ألفا و445 مصابا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: المساعدات التي تدخل غزة لا تكفي
  • كابوس النزوح القسري يلاحق العائلات في خانيونس.. أوامر إخلاء جديدة (شاهد)
  • كابوس النزوح القسري يلاحق العائلات في خان يونس.. أوامر إخلاء جديدة (شاهد)
  • حريق هائل في مستوطنة "جيلا" بالقدس وإصابة 3 إسرائيليين
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • نيويورك تايمز: هكذا وقف بايدن حجر عثرة أمام مكافحة المجاعة في غزة
  • المقاومة تثخن جراح الاحتلال.. مقتل وإصابة 5 من جنوده في معارك شمال غزة
  • الأمم المتحدة: محاكم "إسرائيل" بالضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
  • إسرائيل تصادر مساحات واسعة من أراضي شمال الضفة
  • أونروا: أطنان من النفايات تُحاصر خيام النازحين وسط قطاع غزة