هنالك حالة سيولة كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلى تجاه تطورات ونتائج حرب غزة المتسارعة فليس هناك اجماع وطنى على أهداف هذه الحرب العبثية كما رسمتها حكومة اليمين المتطرفة والمتمثلة فى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس بالقوة والقضاء نهائيا على كل فصائل المقاومة وتفكيك بنيتها العسكرية ، وضمان عدم تمكن غزة من تهديد إسرائيل مرة أخرى لذا يصوّر نتنياهو للجماهير المغيبة عملية اقتحام رفح هى المرحلة الاخيرة لتحقيق شعاره الأثير الانتصار الحاسم بعدما ادعى ان لم يتبق من قوة حماس العسكرية سوى آخر اربع كتائب تتمركز فى رفح وان الأسرى مختبئون داخل انفاقها وربما معهم السنوار ومحمد الضيف!!
نتنياهو يعلم انه يكذب على نفسه قبل شعبه فهو يهرب الى الامام واصبح مثّل الكاميكازى الذى سينتحر بطائرة تل أبيب فهو يضع مصلحته الشخصية اولاً ويريد شراء الوقت لا اكثر لان توقف الحرب تعنى كلمة النهاية السياسية و ربما السجن بتهم الفساد
فقد رفض هذا المتغطرس الفاشى كل توسلات حلفائه وتحذيرات مؤسسات المجتمع الدولى من هذا المنحنى الخطير الذى سيودى بأرواح المدنيين الأبرياء الذين ضاقت بهم الدنيا بما رحبت ينتظرون قضاء الله وقدره وبالفعل بدأت منذ ايام عملية رفح وسيطرته على المعبر فى حركة استعراضية بائسة للبحث عن صورة للنصر المزيف ويمر الوقت دونما أى إنجاز يذكر فلم يتم تحرير أسير واحد بل وقعت مجموعة من نخبة الجيش فى كمين مركب فى تفجير نفق مفخخ اسفر عن قتل وجرح وأسر عددٍ غير معلوم من الجنود ولم يتم اغتيال اى من القادة الكبار لحماس هذه النتائج الكارثية تطرح سؤالا كبيرا ماذا ستفعل هذه الحكومة المأزومة بعد رفح؟
يقول ألون مزراحى الكاتب فى جريدة هأارتس بأن معرفة الأبعاد النفسية لنتنياهو هو مفتاح فهم ما يجرى فهو مختل يخلو تماما من المشاعر ليس لديه سوى موهبة واحدة وهى الخداع و الكذب سلاحه الاستنزاف والتدهور البطيء المستمر حتى تنفجر الاشياء من تلقاء نفسها لديه أجندة سرية وهى جعل معاداة السامية قوة جارفة بجعل إسرائيل واليهود مكروهين فى جميع أنحاء العالم.
فالحل النهائى من وجهة نظره للمشكلة الفلسطينية، التى تؤرق إسرائيل و تدمر حياتها وسمعتها، هى الإبادة الجماعية و التهجير القسرى وبعد ذلك يتسع نفوذها ويتم إخضاع الشرق الأوسط برمته للحكم الإسرائيلى الأمريكى المباشر لكن الواقع الميدانى يشير إلى عكس ذلك فالإجراءات الإسرائيلية الغاشمة جعلت من فلسطين رمزًا معترفًا به عالميًّا إلى درجة لم تكن من قبل، وباتت إسرائيل، دولة منبوذة عالمياً لانها بلا قلب، ومتهورة، وسادية، وغبية بطريقة مظلمة للغاية. وأصبحت أقل أمانًا الآن مما كانت عليه فى بداية هذا الأمر. لقد فقدت مئات الجنود، وأصيب عشرات الآلاف الآخرون بإعاقات مدى الحياة».
لا تملك إسرائيل سوى القوة الغاشمة الامريكية وهذا أخذ فى التآكل بفعل الضغوط الشعبية بعدما فقدت كل مصداقيتها لا شك ان الشعور بالتحرر الفلسطينى أو تمثيله أقوى من أى وقت مضى فى القرن الماضى. لقد تم الآن إضفاء الطابع الإنسانى على الفلسطينيين كما لم يحدث من قبل، نعم يدفع الفلسطينيين ثمنا باهظا لحريتهم بمعاناتهم و إنسانيتهم و بطولاتهم بعد ثمانية اشهر من الرعب لقد أصبحت غزة مرادفا لقضية الحرية الانسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ماذا بعد رفح حماس رفح مؤسسات المجتمع الدولى
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا.
على مدى الاشهر الماضية تركزت كل الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي زعمت انها طالت المليشيات الحوثية في اليمن، ف على المصالح السيادية لليمن، دون المساس بأي قيادي من قيادات المليشيات الحوثية.
على ذات الصعيد حذر اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل ستتحرك ضد المتمردين الحوثيين في اليمن بنفس القوة التي استخدمتها ضد "الأذرع الإرهابية" الأخرى لإيران، في إشارة على ما يبدو إلى بدء حملة متصاعدة ضد مجموعة الوكلاء التابعة للجمهورية الإسلامية، بعد سقوط صاروخ باليستي في ملعب في تل أبيب خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي الوقت نفسه، ذكرت تقارير إسرائيلية أن كبار المسؤولين الدفاعيين، بما في ذلك رئيس وكالة التجسس الموساد، يعتقدون أن الخطوة الصحيحة هي مهاجمة إيران بشكل مباشر، بدلاً من مهاجمة مجموعتها الوكيلة في اليمن.
وفي بيان مصور صدر بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في مدينة صفد شمال إسرائيل، نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أكد نتنياهو أن إسرائيل ليست وحدها في العمل ضد الحوثيين، مشيراً إلى الضربات المتكررة التي نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية ضد أهداف الحوثيين على مدار العام الماضي.
وقال "ترى الولايات المتحدة، ودول أخرى، مثلنا، أن الحوثيين يشكلون تهديداً، ليس فقط للشحن العالمي، بل وأيضاً للنظام العالمي".
وأضاف "كما تحركنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فإننا سنتحرك ضد الحوثيين.. بقوة وإصرار وحنكة".
وفي إشارة إلى أن ضربات مماثلة قد تكون في انتظار الحوثيين في وقت لاحق، وعد نتنياهو يوم الأحد أنه على الرغم من أن العملية ضد الجماعة المتمردة قد تستغرق وقتًا، فإن النتائج ستكون هي نفسها التي شوهدت في حملة إسرائيل ضد حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
جاءت تعليقات نتنياهو بعد يوم من انفجار صاروخ باليستي أطلقته الجماعة المدعومة من إيران في ملعب في جنوب تل أبيب يوم السبت، مما أسفر عن إصابة 16 شخصًا وتسبب في أضرار جسيمة بعد فشل محاولات اعتراضه.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الضربات كانت تهدف إلى شل حركة الموانئ الثلاثة التي تستخدمها المجموعة المدعومة من إيران. وشملت الأهداف مستودعات الوقود والنفط ومحطتين للطاقة وثماني زوارق سحب تستخدم في الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون.
وفي تأكيد على ما يبدو للضربات المستقبلية في اليمن، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن "الحوثيين هم الآن محور" المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية".
وقال المسؤول: "ستكون هناك المزيد من الهجمات