عصام شرف بافتتاح مؤتمر الكتاب العرب: مصر تلعب دورا مركزيا في أحداث المنطقة
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
انطلقت فعاليات حفل افتتاح المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، اليوم، بمشاركة عربية واسعة، وافتتح الحفل الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق.
وأكد «شرف» في كلمته، أننا نعيش في عالم هش وأن مصر مؤهلة بما تمتلك من قدرات تسطيع أن تلعب دورا مركزيا في أحداث المنطقة والعالم، لافتا إلى أن القضايا العربية تحتاج من كل حملة الأقلام إلى لون من ألوان التجرد والنضال بالكلمة مستعيدا أحلامه الخاصة في أن يرى الأمة متحدة متماسكة مترابطة.
تابع أن ثباتَ رؤيةِ المثقف العربي من القضية الفلسطينية بصفتها القضية المركزية التي تأتي على رأس القضايا العربية قاطبة في زمن الالتباس والتخاذل، وأن مقاومة التطبيع الثقافي والمعرفي بشكوله كافة هي العنصر الحقيقي والوازن الآن في معادلة الأمن القومي العربي، وأن الأوطان ليست مجرد مساحات من الأرض المعروضة للبيع أو الإيجار أو الاستبدالِ والمساومة، وأن الحقوقَ لا تسقط بالظلم والعنف للكنها تسقط بالتفريط والتنازل.
وأوضح: أن المحافظةَ على هذا الموقفِ والثابتِ القوميِّ التاريخي يقع الآن أكثر من أي وقتٍ مضى على كاهل المثقفين والكتاب والمفكرين والمبدعين العرب الذين يجب أن يتحملوا بشأنه مسئولياتهم التاريخية مهما بذلوا في سبيل ذلك من تضحيات، حمايةً لتاريخِنا الثقافي والحضاري، وصونا للهوية الثقافية العربية في انتماءاتها التاريخية الصحيحة والراسخة.
إسقاط السردية الإسرائيلية الزائفةمن جهته، قال الدكتور علاء عبد الهادى الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في كلمته التي دعا فيها إلى الاستمرار في دعم صمود الشعب الفلسطيني خاصة وأن القاهرة والقيادة السياسة لن تتأخر في تقديم كل ما تستطيع من أجل غزة وشعبها، مشيرًا إلى ضرورة العمل على إسقاط السردية الإسرائيلية الزائفة.
ثم توالت كلمات رؤساء الاتحاد السابقين الذين يكرمهم المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب إذ تحدث الأديب محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الأسبق، والأديب زين الرفاعي الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب فلسطين، والدكتور سعد الدين شاهين الرئيس الأسبق لرابطة الكتاب الأردنيين، والدكتور حسن النجمي الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب المغرب، الذين وجهوا الشكر للأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدكتور علاء عبد الهادي وأعضاء الاتحاد على ما يبذلون من جهد في دعم القضايا العربية المصيرية.
تضمن الحفل فقرات شعرية من شعراء المقاومة ألقاها كل من الشاعر زينهم البدوي والشاعرة شيرين العدوي، والشاعر أحمد إبراهيم جاد، والشاعر السيد حسن، كما تضمن فقرات موسيقية وغنائية من الموسيقار والمطرب أشرف علي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اتحاد الكتاب العرب صمود الشعب الفلسطيني غزة عصام شرف
إقرأ أيضاً:
الكتاب والأدباء تقيم ندوة للقصة القصيرة جدا في عُمان: المفهوم وجمالية التشكيل
أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء الأربعاء ندوة "القصة القصيرة جدًا في عمان: المفهوم وجمالية التشكيل" وقدمت طرحا نقديا حول هذا الجنس الأدبي في عمان، حيث قدم ثاني الحمداني عرضا تناول فيه إشكاليات المفهوم والخصائص، وناقشت غنية الشبيبية الاتساعية النصية في القصة القصيرة جدا، متتبعة كيف تستلهم النصوص الحديثة أعمالا تراثية وتعيد تشكيلها بأساليب جديدة. وتناول أحمد الحجري الكثافة الأنثوية في مجموعة "شبابيك زيانة" مسلطا الضوء على حضور المرأة كعنصر محوري في البناء السردي، فيما أدارت الندوة الأستاذة زوينة سالم.
وقدم الأستاذ ثاني الحمداني عرضا تناول فيه إشكالية المفهوم والخصائص لهذا النوع الأدبي الحديث. استعرض الحمداني جذور القصة القصيرة جدا، متتبعا نشأتها وتطورها بين الأدب العربي والغربي، مع التركيز على الإشكالات النقدية التي أثيرت حولها.
ناقش الحمداني أبرز السمات الفنية للقصة القصيرة جدا، مثل التكثيف، الوحدة السردية، الدهشة، والمفارقة، مشيرا إلى أهمية القفلة المتوهجة في إحداث التأثير المطلوب لدى القارئ. كما استعرض عدة دراسات نقدية تناولت هذا النوع السردي، من بينها أبحاث حول التعاليات النصية، الخطاب السردي العماني، والتكثيف السردي.
كما أشار الحمداني إلى التحديات التي تواجه هذا الفن، خاصة فيما يتعلق بتأصيله في الأدب العربي، ومدى ارتباطه بالحكايات التراثية مثل النادرة والمثل. وختم عرضه بالإشارة إلى أن القصة القصيرة جدا تمثل نوعا أدبيا متجددا، يتطلب براعة في السرد واختزال المعنى دون الإخلال بالحبكة الفنية.
وقدمت الأستاذة غنية الشبيبية ورقة بحثية حول الاتساعية النصية في القصة القصيرة جدا، مستعرضة تطبيقات هذه التقنية في مجموعتي ظلال العزلة وموج خارج البحر لعزيزة الطائية. تناولت الشبيبية مفهوم الاتساعية النصية كما حدده الناقد جيرار جينيت، موضحة كيف أن القصة القصيرة جدًا تستلهم نصوصًا سابقة وتعيد تشكيلها بأساليب حديثة تحمل دلالات جديدة. ركزت الورقة على المحاكاة الساخرة والتحريف الهزلي كأدوات سردية، مستعرضة أمثلة من قصص الحيوانات المستوحاة من كليلة ودمنة، مثل قصة عزاء، التي تعكس استغلال السلطة للفئات الكادحة، وقصة خسارة، التي تُسقط واقع الأوطان المنهوبة على سرد حكائي بسيط.
كما سلطت الضوء على إعادة توظيف ألف ليلة وليلة، مثل قصة مواويل التي تصور شهريار في سياق سياسي حديث يعكس تجاهل الحُكّام لمعاناة شعوبهم. ولم تقتصر الورقة على الحكايات التراثية، بل تناولت تحوير الأساطير والأدب الجاهلي، كما في طائر الرماد، التي تسخر من القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة.
واختتمت الشبيبية ورقتها بالتأكيد على أن القصة القصيرة جدًا لا تنغلق على ذاتها، بل تتسع وتتحاور مع نصوص الماضي، مما يجعلها أداة نقدية فعالة لعكس قضايا العصر الراهن بأسلوب مكثف وساخر.
وتناول الأستاذ أحمد الحجري، مجموعة "شبابيك زيانة" لبشاير حبراس للكشف عن الكثافة الأنثوية البارزة في نصوص المجموعة، حيث تشكل المرأة المحور الأساسي في أغلب القصص. استعرض الحجري كيف تم توظيف العناوين، والشخصيات، والرموز، والمواضيع لإبراز مركزية المرأة في السرد، عبر شخصيات نسائية مثل "زيانة، ليلى، سعدة، وأماندا"، وعبر إشارات متكررة لمراحل حياة المرأة، بدءا من الطفولة وحتى الشيخوخة.
سلطت القراءة الضوء على استخدام الرمزية، مثل قصة "كعبة للبحر"، التي تضع المرأة في موقع المركز والقطب الذي تدور حوله الأحداث، إضافة إلى قصص أخرى مثل "كوميدينة ليلى" و"البقعة الصفراء" التي تعزز صورة المرأة كمحور أساسي في العالم السردي للمجموعة. كما ناقش الحجري تكرار الثيمات المرتبطة بالمرأة، مثل الحب، الفقر، والخيانة، وكيف تساهم هذه العناصر في ترسيخ حضورها القوي داخل النصوص.
وأكد الحجري أن هذه المركزية لا تعني غياب الرجل، لكنه غالبًا ما يكون في موقع التابع أو العابر، بينما تبقى المرأة في قلب الحدث.