بوابة الوفد:
2025-04-01@00:51:12 GMT

4 فى مهمة إنسانية

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

شاءت إرادة المولى عز وجل أن يجعل الإنسان خليفة له فى الأرض، ولذلك كرمه وفضله على جميع خلقه، ومنحه من ذاته العليا بعض الصفات لنشر الرحمة والمحبة والسلام على ربوع الأرض، ليسعد البشر جميعا. وفى الأجواء المفعمة بالحزن والكآبة والخوف والهلع واللهاث وراء «لقمة العيش» ضاعت معاني كثيرة أهمها «الإنسانية» وأصبحنا نتندر بوجودها لدرجة أنك عندما تقابل شخصا صنع لك معروفا، أو قدم إليك مساعدة تصفه بأنه «إنسان» مع أنها صفة لازمة له من الأصل، بل إنك تنعته بهذه المزية أمام الآخرين تكريما له ومدحا لأخلاقه، وارتقى هذا الأمر ليصبح من المسلمات، وارتضيناه جميعا، ودارت بنا الحياة على هذا المنوال لنعود من جديد للنقطة ذاتها إذا قابلنا شخصا آخر.

٤ نماذج تعيد لنا الضوء الخافت وتجدد الامل تجلت فيه الإنسانية بأبهى صورها، كان وقتها على رأس عيادة التأمين الصحى بالدقي، مكتبه مفتوحا للجميع، يذلل جميع الصعاب- بما لا يخالف القانون- فإذا تعارض ذلك مع القانون كان رجلا آخر، شهد -العمل الحكومي- فى عهده طفرات عديدة فى حدود الإمكانات المتاحة، وامتدت به الأيام ليسلم المسؤولية لمن بعده، وهذه سنة الحياة. بدأ الدكتور الراحل هانى أحمد لطفى استشارى طب الأطفال مرحلة جديدة من عمره فى عيادة الدقى للتأمين الصحى للعمل كطبيب أطفال «غير متفرغ» , ليعطى عصارة علمه وخبرته فى مجاله الذى يذوب فيه عشقا, مؤمنا بأن العطاء لا يتوقف إلا مع توقف الحياة ذاتها, شعاره على صفحته الرسمية« فيسبوك» -إسعاد طفل لا يعرف يعبر عما بداخلة-, يقصده الجميع فلا يخذل أحدا يستمع باهتمام بالغ ينصح بقلب سليم يوجه بأدب جم, سمعت بأذنى دعوات الملهوفين له بالصحة والسعادة والتوفيق حتى ولو لم يحصلوا على ما يريدون لأنهم مقتنعون تماما بأنه ليس من حقهم بعد إقناعهم بأسلوب آدمى راق قلما يجدونه فى التأمين , شاهدته فى أكثر من مكان فى عيادة الدقى يفك اشتباكا هنا ويمنع اندلاع «خناقة» هناك بابتسامة رشيقة وكلمات هادئة مقنعة لها فعل السحر فى امتصاص الغضب والشعور بآدمية المنتفع التى اقتنع بزوالها من فترة ليست بالقصيرة. النموزج الثاني/متعه الله بالصحة والعافية الاستاذ صادق حشيش له اياد بيضاء على كل من يعرفه وربما لا يعرفه لانه مرسل له من صديق أو زميل لا يترك أمر حتى ينهيه باقصى ما يملك من قوه وربما مسؤوليته لفترة طويلة عن ملف الصحة فى جريدة الوفد أتاح له التعرف على المئات وربما الآلاف من المسئولين وما زال حتى هذه اللحظة يساعد قدر طاقته النموذج الثالث الدكتور محى ابراهيم استشارى جراحه المخ والأعصاب بمستشفى المطرية والذى وضعه القدر فى طريقى فلم أكن أعرف قبل 10 ايام لينقذنى من التشخيص الطبى الخاطئ ويتفانى فى تقديم كل الدعم الطبى لحاله انسانيه لأنه انسان حتى أنه طلب الاطلاع على صوره الاشعة بعد رؤية التقرير /عن طريق الواتس/ليكون رأيا طبيا أمينا لأنى عجزت عن التحرك وبالفعل وفقه الله فى تحديد الداء وما زالت اتابع معه ولكن هذه المرة على هدى الحقيقة أن الدكتور محيى أزال ما تبقى فى نفسى من أثر سيئ خاصة بعد الدواء لمدة 14 يوما دون جدوى بل على العكس ساءت الحالة، فشكرا له ولكل طبيب مخلص يراعى الله فى عمله بقى الفارس الرابع الزميل هشام الهلوتى شعله الوفد التى تنير فى كل مكان والذى اوصلنى بالدكتور محى الهلوتى لا يكفيه كلام بل دعوات المرضى فى كل مكان تحيطه اينما ذهب وما أعظمها من نعمه جعل الله ذلك كله فى ميزان حسناته. ما أحوجنا إلى العشرات ولا أقول المئات من هذه النماذج المشرقة، التى تعيدنا إلى فهم فلسفة الحياة الحقيقية, ومهمة الإنسان على الأرض والتى ربما تمتد الى ما بعد رحيله.


[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى صلاح صيام مستشفى المطرية لقمة العيش

إقرأ أيضاً:

الدكتور عبدالله علي إبراهيم.. مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة

الدكتور عبدالله علي إبراهيم
مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
الدكتور عبدالله علي إبراهيم ، ناقد ثقافي سوداني يرتقي جالسا في ذروة الفكر المفضي إلى ثورة الإبداع .
صاحب مشروع فكري حداثي ، يتأبى على التسليم الخانع ، والاتباع القانع والتقليد العاجز .
تنظر متأملا في مشروعه الأكاديمي الدارس للثقافة السودانية ، أو ، في منجزه الكتابي الإبداعي المسرحي ودراساته النقدية ، تجد أنه يزرع روح التمرد والمغامرة والتطلع إلى المستقبل ، ضد إجماع الإذعان لسرب الصفوة في السودان .
يرى أن الإنتاج الذهني ، ليس دوائر مغلقة بقدرما هي إجابات مفتوحة لأسئلة أخرى أيضا ، لذا نجد في إنتاجه محاولات لمحاورة نفسه ، ، بذات القدر الذي يحاور غيره .
ففي كل ما يكتبه عبدالله علي إبراهيم لن تجد إلا الأسئلة المعرفية المفتوحة ، والإجابات التي لا تعرف حدود الإنغلاق .
فالسلطة عنده هي سلطة الوعي ، وأن الثقافي الثوري المبدع يجب أن يكون غير أحادي البعد ، ولا المحدود ، ولا الجامد المتكلس ، فالثورية عنده ، أعمق وأوسع وأشمل من المعنى الإيديولوجي .
تلك هي الحالة الإنفعالية العقلية التي نستنتجها من الإبداع الكتابي للدكتور عبدالله علي إبراهيم الذي نرى أنه يفرض علينا وباستمرار تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .
وبتلك المنظورت تفرد الدكتور عبدالله علي إبراهيم برؤية خاصة في المسألة السودانية وأزمات السودان إذ يرى أن ” الصفوة ” هي أصل البلاء والمحن إذ قال ” صفوتنا ضيوف ثقلاء على الواقع ” .. وفي مقالته : ” الصفوة والمكشن بلا بصل ” قال :
( من غضب الله علينا أن الصفوة – وهذا ما يسمي خريجو المدارس والمهنيون أنفسهم – طالقة لسانها في الآخرين ولم تجد بعد من يطلق لسانها فيها بصورة منهجية .
فهي تصف جماعات غمار الناس ، بالأمية ، أو البدائية ، أو المتخلفة ، أو بالمصابة بالذهن الرعوي ، أو ببله الريف أو انها مستعربة أو متأسلمة .
واحتكرت حق تبخيس الآخرين أشياءهم . واحتكرت حتى نقدها لنفسها ، ولكن برفق . فهي فاشلة أو مدمنة الفشل بما يشبه التوبيخ على حالة عارضة تلبستها وستخرج منها متى صح منها العزم ،
وقليلاً ما عثرت على نقد للصفوة تخطى ما تواضعت عليه من الرأفة بنفسها والعشم في صحوتها إلى نقد جذري يطال فشلها بالنظر إلى اقتصادها السياسي :
إلى مناشئها الثقافية والاجتماعية ومنازلها من العملية الإنتاجية ) ..
ويرى الدكتور عبدالله علي إبراهيم أن الصفوة السودانية خالية من ” الحمية ” وذلك أن الغرب قد أفرغها في مدارسها ، وجعل منهم طائفة بلا أدنى شغف بأهلهم وثقافتهم ، أطلقوا ألسنتهم فيهم ” يا بدائي ” يا ” أمي ” يا ” متخلف ”
وقال في استدراكته :
( كنت أستغرب مثلاً لماركسي يقول ، تأسياً بلينين ، إن الأمي خارج السياسة وحزبه في قيادة معظم نقابات العمال واتحادات المزارعين التي قوامها أميون .
أو تسمع من يقول لك ” بالله الحاردلو دا لو قرأ كان بدّع “.
وكأن ما قاله الحاردلو شفاهة ناقص ) ..
وفي تعميق آخر لمعنى الصفوة كتب الدكتور عبدالله علي مقالة أخرى بعنوان ( مفهوم الصفوة : إننا نتعثر حين نرى ) قائلا :
( فأعيد النظر في صلاح مفهوم الصفوة لتشخيصها . وهو المفهوم الذي نقلناه إلى خطابنا السياسي عن الفكر الغربي ، ولم نستأنسه بتحر يدني به زمامه لنا لمعرفة أوثق بهذه الحلقة الأثيمة .
ومن الجهة الثانية سأرد ، على بينة مَخْضي لمفهوم الصفوة ، هذه الحلقة إلى ” الثورة المضادة ” الغائبة في تحليلنا السياسي .
فلما قَصَر المفهوم فهمنا لفشل الفترة الانتقالية على تنازع الصفوة أوحى كأنه كان بالوسع ألا تتنازع لولا سوء خلقها .
وخلافاً لذلك سأوطن الصفوة ذاتها في خضم صراع اجتماعي واسع هية طرف فيه وفي حرب بين أطرافها كذلك .
باتت هذه الحلقة الجهنمية مثل دورات الطبيعة في حياتنا السياسية ” أو في اعتقادنا عنها من فرط تكرارها فينا ” تكرر الحيض عند النساء في قول منصور خالد .
وهي ليست كذلك بالطبع . ولم نجعلها كذلك إلا لأننا لم نحسن تشخيص هذا التعاقب ناظرين إلى صراع قوى مجتمعنا حول مصالحها .
وحال دوننا ومثل هذا التشخيص أنه لم ينشأ بيننا علم للسياسة مستقل عن الناشطية السياسة يكفل لنا الترقي من الإثارة إلى الفكر .
فظل الانقلاب فينا ، نظرياً ، من جرائر صفوة أنانية فاشلة تستدرج العسكريين لارتكابه .
وتقع مثل هذه نظرية في باب الأخلاق بجعلها الانقلاب حطة نفس .
ولا تقع في باب السياسة التي يتدافع الناس فيها حول مصالح استراتيجية بتكتيكات مختلفة سلمية وعنيفة ) ..
تأسيسا على ذلك يمكن القول أن الدكتور عبدالله علي إبراهيم في مذهبه هذا ، هو أقرب إلى التيار الذي يرى أن الأيديولوجيا في فضاءاتنا الثقافية العربية قد أنتجت مثقفين سيكولوجيين ، لهم في كل وجه عين واحدة ، وليس أكثر .
والعين الواحدة لا تدرك إلا لونا واحدا ، ولا تعترف إلا بحقيقة واحدة موحدة ..
فالإيديولوجيا مسكونة بالنوايا وبالأهواء ، هي وجهة نظر لا تعرف ولا تعترف بأنها مجرد وجهة نظر ، قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة ، وقد تكون مجرد هلوسات ذهنية ولا شيء أكثر – كما قال الدكتور عبدالكريم برشيد – هذه الإيديولوجيا بتمركزها على الذات ، قد أضرت كثيرا بثقافتنا .
تلك هي الحالة الإنفعالية العقلية التي نستنتجها من الإبداع الكتابي للدكتور عبدالله علي إبراهيم الذي نرى أنه يفرض علينا وباستمرار تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العدل والمساواة تهنئ السودانيين بالعيد وتؤكد ان لا مكان للمليشيا واعوانها في مستقبل السودان
  • إيتو يدخل عيادة بايرن ميونخ بكسر في القدم
  • الدكتور عبدالله علي إبراهيم.. مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة
  • سفينة ضخمة تدخل لبنان.. هذا مكان تواجدها
  • الدكتور أحمد المنشاوي يهنئ منتسبي جامعة أسيوط بعيد الفطر المبارك
  • الدكتور منير البرش يتحدث عن خسائر قطاع الصحة بغزة
  • بترحيب من الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي.. الأمير هاري يهدد مكان محمد صلاح في ليفربول
  • الفلكي الخضيري: الطقس مهيأ في مكان ترائي هلال شوال
  • وداعاً لإعادة الشحن.. بطارية نووية تعمل مدى الحياة
  • الدكتور يعن الله القرني: أنا نصراوي لكن المنافسة لا تحلو إلا بالهلال .. فيديو