أغلب الضحايا ذكور.. شهادات مخيفة لضحايا العنف الجنسي الروسي في أوكرانيا
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
سلطت شبكة "سي أن أن" الأميركية الضوء علي العنف الجنسي الذي تمارسه القوات الروسية بشكل شائع ضد الأوكرانيين الذين تم اعتقالهم، بما في ذلك المدنيين والجنود، وذلك منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل للبلاد قبل أكثر من عامين.
ووفقا للشبكة، تحدث مراقبو حقوق الإنسان منذ فترة طويلة عن الاستخدام المتفشي للعنف الجنسي من قبل الشرطة وقوات الأمن الروسية ضد السجناء والمحتجزين في روسيا.
وذكرت "سي أن أن" أنه لم يتحدث سوى عدد قليل من الرجال علناً عن تجاربهم، لكن المدعين العامين الأوكرانيين وجماعات حقوق الإنسان يقولون إن الضحايا الذكور يشكلون نسبة متزايدة من القضايا.
وأوضحت الشبكة أنه "كثيراً ما لا يتم الإبلاغ عن الجرائم بسبب وصمة العار المرتبطة بالأمر".
وقال أحدث تقرير سنوي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول العنف الجنسي المرتبط بالنزاع إنه تم توثيق 85 حالة في أوكرانيا في عام 2023، منهم 52 رجلاً و31 امرأة وفتاة واحدة وصبي واحد.
وخلص تقرير منفصل صادر عن مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الذين أجروا مقابلات مع 60 أسير حرب أوكراني ذكر بعد إطلاق سراحهم، إلى أن 39 منهم كانوا ضحايا للعنف الجنسي أثناء احتجازهم في روسيا.
وأجرت "سي أن أن" مقابلات مع أربعة ناجين من الذكور، اثنان منهم شخصيًا واثنان عبر الهاتف، وحصلت على شهادات من اثنين آخرين، احتجزتهما وحدات روسية في خمس مناطق أوكرانية احتلتها موسكو أو ضمتها، وهي خيرسون ودونيتسك وزابوريزجيا وخاركيف وشبه جزيرة القرم.
وجميع هؤلاء الأشخاص وصفوا تعرضهم للتعرية القسرية، والصعق بالكهرباء، في أغلب الأحيان بأسلاك من الهاتف الميداني العسكري من الحقبة السوفييتية TA-57، المعروف باسم "تابيك"، كما تم تهديدهم بالاغتصاب، وفقا للصحيفة.
وأشارت إلى أن رواياتهم تتفق مع الحالات التي وثقها المدعون الإقليميون في كييف وخيرسون وخاركيف، وأكدها شهود محتجزون في نفس مرافق الاحتجاز في خاركيف وخيرسون.
وأوضحت الشبكة أن قصصهم تؤكد ما يصفه المدعون العامون باستخدام روسيا المنهجي والمستمر للعنف الجنسي في المناطق المحتلة كجزء من جهودها لإجبار الشعب الأوكراني على الاستسلام.
وقالت المدعية العامة الأوكرانية والرئيسة بالإنابة لقسم العنف الجنسي المرتبط بالصراع في أوكرانيا، آنا سوسونسكا، "نرى هذه الانتهاكات مراراً وتكراراً في مناطق مختلفة تحت الاحتلال، فهم يستخدمون نفس الأسلوب في ارتكاب العنف الجنسي، ونفس أسلوب الإذلال، ونفس الأسلوب في كيفية شرح ذلك لضحاياهم".
وفي حديثها لشبكة "سي أن أن" من مكتبها في كييف، قالت سوسونسكا إن عددًا كبيرًا من جرائم العنف الجنسي الموثقة التي ارتكبتها القوات الروسية، بما في ذلك التعرية القسرية، وتشويه الأعضاء التناسلية، والاغتصاب، والتعرض القسري للعنف الجنسي ضد الآخرين، تُرتكب ضد الرجال. وقالت: "خاصة باستخدام التيار الكهربائي على الأعضاء التناسلية، فهذا هو أعلى القائمة".
ونقلت الشبكة شهادة مدير مزرعة أوكراني من مدينة خيرسون الساحلية بجنوب أوكرانيا يُدعى، شابوفالينكو، 39 عاما، عن الانتهاكات التي تعرض لها على يد القوات الروسية أثناء اعتقاله، وقال إنه "تعرض للصعق بالكهرباء بشكل متكرر في منطقة أعضائه التناسلية، وهُدد بالاغتصاب بزجاجة، بل وتم إقناعه بالاعتقاد بأنه يمكن تعقيمه".
ووصف ضابط المخابرات البالغ من العمر 29 عاماً في الجيش الأوكراني، رومان تشيرنينكو، تعرضه للتعذيب الجنسي من خلال الصعق الكهربائي في أعضائه التناسلية ثلاث مرات في اليوم، كل يوم، لمدة أربعة أشهر.
وقال إنه أمضى سبعة أشهر في "زنزانة العقاب" في أحد سجون مدينة أولينيفكا المحتلة في منطقة دونيتسك الشرقية، بعد أن اعتقلته القوات الروسية في منطقة ماريوبول.
وأضاف أنه يعتقد أن "ضباطًا من مديرية المخابرات الرئيسية الروسية، وخدمة السجون الفيدرالية الروسية (FSIN) وجهاز الأمن الفيدرالي، ووكالة المخابرات الرئيسية في روسيا، شاركوا جميعًا في التعذيب".
وطلبت "سي أن أن" من وزارة الدفاع الروسية، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، ووكالة الاستخبارات العسكرية، المعروفة باسم GRU، التعليق على مزاعم العنف الجنسي في مرافق احتجاز محددة، لكنها لم تتلق أي رد.
وذكرت الشبكة أن الاغتصاب والعنف الجنسي محظوران صراحةً بموجب اتفاقيات جنيف، وهي مجموعة القوانين الدولية التي تنظم سلوك النزاعات المسلحة، ويمكن أن يشكلا جريمة حرب. ويعتبر الإعدام الوهمي شكلاً من أشكال التعذيب بموجب القانون الدولي.
وبموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يعتبر ارتكاب الاغتصاب والعنف الجنسي بطريقة منهجية أو واسعة النطاق جريمة ضد الإنسانية، بحسب الشبكة.
ووفقا للمدعين العامين الأوكرانيين الذين يحققون في العنف والاعتداء الجنسي القائم على النزاع، تشير جميع الأدلة المتاحة إلى أنه تكتيك متعمد، وهو جزء من طريقة عمل روسيا في أوكرانيا.
وحتى أوائل مايو الجاري، سجلت أوكرانيا رسميًا 293 حالة عنف جنسي، رغم أنه من المستحيل تقدير العدد الحقيقي للجرائم المرتكبة، خاصة في الأراضي المحتلة التي لا يزال يتعذر على المحققين والمدعين العامين الوصول إليها.
ووفقا للشبكة، لا يزال مصير نحو 37 ألف مواطن أوكراني في عداد المفقودين، وفقاً لمكتب أمين المظالم الأوكراني، ويعتقد أن الآلاف محتجزون في المعتقلات الروسية ومعرضون لخطر التعذيب والعنف الجنسي.
لكن الحجم الحقيقي للعنف الجنسي الذي ارتُكب خلال الحرب قد لا يُكشف أبدًا، بحسب الشبكة التي أوضحت أنه لا يميل سوى جزء صغير من الضحايا إلى التقدم ببلاغات. ووفقًا للأمم المتحدة، ينطبق هذا بشكل خاص على الرجال، الذين قد لا يدرك بعضهم في البداية أن ما حدث لهم كان جريمة عنف جنسي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الروسیة العنف الجنسی للعنف الجنسی فی أوکرانیا سی أن أن
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: أوكرانيا ليس لها أي دور في استهداف الأراضي الروسية
قال الدكتور محمود الأفندي، الأكاديمي والباحث السياسي، إن الصراع الروسي الأوكراني قبل الوقت الحالي، كان بدعم غير مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وبعد استخدام أمريكا وبريطانيا الصواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية، تغيرت طبيعة الصراع، لأن الولايات المتحدة لن تسمح لأوكرانيا أو بريطانيا أن تستهدف روسيا بل سمحت لنفسها.
إنتاج الصواريخ بحاجة للتكنولوجيا الأمريكيةوأضاف خلال مداخلة هاتفية على فضائية «إكسترا نيوز»، أن الصاروخ من إنتاجه وتصويبه إلى إطلاقه بحاجة لتكنولوجيا استخباراتية أمريكية، ولا تملك أوكرانيا هذه الإمكانيات، أي أن أوكرانيا ليس لها أي دور في استهداف الأراضي الروسية، وهذا يعني تغيير كامل لطبيعة الصراع، فأصبح الصراع الآن ما بين حلف الناتو وروسيا بشكل مباشر.
روسيا تؤكد حقها في استهداف القواعد العسكرية الأمريكيةوتابع: «ولهذا كان الرد حازما من روسيا، أن لها الحق في استهداف القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية في أي مكان في العالم، ومباشرة كان الاستعراض الروسي لاستخدام الصواريخ التي سُميت بشجرة البندق»، لافتًا إلى أن هذه الصواريخ الباليستية متوسطة المدى لا تتجاوز الـ5500 كيلو متر، مما يعني أن الولايات المتحدة غير مهددة، ولكن كل القواعد الأمريكية العسكرية في أوروبا أصبحت تحت التهديد.