قالت سلطة النقد الفلسطينية، وهي المؤسسة القائمة بأعمال البنك المركزي، إن إسرائيل تستهدف القطاع المالي في فلسطين، ضمن خطة لحصار الاقتصاد الفلسطيني.

جاء ذلك، في بيان لسلطة النقد صدر اليوم الخميس، بعد ساعات من اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي محلا للصرافة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية.

وأضافت أن "الاستهداف المتكرر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية لمحلات الصرافة الخاضعة لإشرافها ورقابتها وللعاملين فيها، يأتي في سياق حملة لضرب القطاع المالي في فلسطين في إطار خطة أوسع لخنق الاقتصاد الوطني".

وقالت إنها ترفض "أية ذرائع واهية تسوقها سلطات الاحتلال لتبرير الاقتحام المتكرر لمقار شركات الصرافة، وآخرها اقتحام محلات للصرافة في مدينة البيرة، الليلة الماضية".

وجددت التأكيد أن "جميع القطاعات الخاضعة لإشرافها ورقابتها تخضع لمعايير امتثال صارمة تتوافق والممارسات الدولية الفضلى".

وتابعت أنها تعمل مع الجهات الدولية ذات العلاقة لبيان خطورة هذه الممارسات وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد، خاصة في ظل الظروف الراهنة بالغة التعقيد والصعوبة.

وفجر اليوم الخميس، قال شهود عيان إن جيش الاحتلال اقتحم محلا للصرافة في رام الله وصادر ممتلكاته.

وأعلن الجيش عبر بيان علقه على مدخل المحل إغلاقه بحجة "نقل أموال لجهات إرهابية".

وسبق أن دهم جيش الاحتلال يوم 16 مايو/أيار الجاري محالا للصرافة في 7 مدن بالضفة الغربية، وفق مصادر محلية فلسطينية.

وخلال الشهور الأخيرة، تعمد الاحتلال الإسرائيلي اقتحام وتخريب شركات الصرافة بالضفة الغربية، وصادر أموالها مخلفا خسائر بملايين الدولارات، لا تعوضها شركات التأمين.

ومنذ إعادة اجتياح الضفة الغربية، لم يتوقف الاحتلال عن مداهمة واقتحام محال الصرافة بذريعة استخدامها من قبل الفصائل الفلسطينية، وتحديدا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتلقي أموال من الخارج، وهو ما ينفيه أصحاب المحال، إذ يقولون إنهم يخضعون لنظام مالي صارم.

وشملت المداهمات محال صرافة عدة في مختلف مدن الضفة الغربية، ورافق الاقتحام مصادرة ملايين الشواكل (الدولار يساوي 3.62 شواكل) واعتقال العشرات من مالكي تلك الشركات والعاملين فيها، حسب جيش الاحتلال.

ما الهدف؟

وفي لقاء سابق مع الجزيرة نت، أوضح المحلل السياسي ساري عرابي "كان بإمكان الاحتلال أن يكتفي بإعلان المصادرة كما في مرات سابقة، لكن هذه المرة رافق الإعلان استعراض إعلامي واقتحام كافة مدن الضفة في الوقت ذاته، ومن وراء ذلك رسالتان"، الأولى موجهة للمجتمع الإسرائيلي بأن المؤسسة الأمنية والسياسية موجودة وحاضرة وفاعلة، في حين أن الرسالة الثانية هي الضغط على المجتمع الفلسطيني المحاصر اقتصاديا.

وأشار إلى أن مداهمة شركات الصرافة تهدف إلى تأكيد الاحتلال أنه يحاصر مصالح ومصادر الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية، وهو الذي يمنع منذ 8 شهور مئات الألوف من الفلسطينيين من العمل داخل الخط الأخضر.

وتابع أن الاحتلال يريد أن يشعر المجتمع الفلسطيني بوجوده "ضمن سياسة تتضمن أيضا إغلاق الحواجز والطرق، وعزل المناطق عن بعضها بعضا، وارتفاع أعداد الشهداء والمعتقلين بشكل غير مسبوق".

وتابع أن الغاية الأهم بالنسبة للاحتلال هي "منع فلسطينيي الضفة من الانخراط الكبير في أي فعل نضالي".

وإضافة للرسائل السابقة، يقول عرابي إن هناك رسالة للسلطة التي يجري الحديث عن إعادة إصلاحها وتأهيلها وفق المعايير الإسرائيلية والأميركية بأن "الاحتلال موجود".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: مجلس الوزراء يوافق على إجراءات سموتريش لمكافحة الاعتراف بالدولة الفلسطينية

قالت وسائل إعلام عبرية مساء الخميس إن مجلس الوزراء وافق على إجراءات وزير المالية بتسلئيل سموتريش لمكافحة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ووافق المجلس على تسليط عقوبات ضد مسؤولين في السلطة الفلسطينية.

كما وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة الغربية بعدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.

إقرأ المزيد وزير مالية إسرائيل يهدد مجددا بوقف التعامل مع البنوك الفلسطينية ردا على قرار الاعتراف بدولة فلسطين

وذكر موقع "israel national news" أن وزراء حكومة نتنياهو وافقوا على سلسلة من الإجراءات التي روج لها الوزير بتسلئيل سموتريتش لتعزيز المجتمعات المحلية في الضفة الغربية وفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية في أعقاب الإجراءات التي تروج لها ضد إسرائيل في المحاكم في لاهاي بما في ذلك مذكرات الاعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.

ووفق المصدر ذاته صادقت الحكومة على حزمة من الإجراءات تتضمن إلغاء التصاريح والامتيازات المختلفة لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وتقييد حركة كبار المسؤولين في السلطة ومنعهم من مغادرة البلاد، وتطبيق قوانين التحريض عليهم، وطرد كبار المسؤولين، وسحب صلاحيات الإنفاذ من السلطة الفلسطينية في صحراء يهودا (برية الخليل) وأكثر من ذلك.

وفي موضوع البناء في الضفة الغربية تمت الموافقة على نشر عطاءات البناء وعقد اجتماع لمجلس التخطيط الأعلى للموافقة على مخططات لتشييد آلاف الوحدات السكنية.

وقال سموتريتش "بعد أسابيع من المناقشات تعمل الحكومة الإسرائيلية على الترويج لرد مناسب على الإجراءات المناهضة لإسرائيل التي تقودها السلطة الفلسطينية.. إن العقوبات ضد السلطة الفلسطينية وتعزيز المجتمعات في جميع أنحاء إسرائيل هي رسالة واضحة لكل دولة تعترف من جانب واحد بالسلطة الفلسطينية كدولة".

وصرح بأن السلطة الفلسطينية انضمت إلى حماس في محاولات إلحاق الأذى بإسرائيل في الداخل والخارج وسنحاربها.

وأضاف بأنه وبالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى دليل، فقد حصلنا عليه في 7 أكتوبر، مشيرا إلى أن الدولة الفلسطينية في قلب إسرائيل تشكل تهديدا وجوديا ولن أسمح بمثل هذه الكارثة أن تحل بإسرائيل.

المصدر: إعلام عبري

مقالات مشابهة

  • محللون: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني منذ 1948
  • "حماس": قرارات "الكابينيت" تتطلب موقفا فلسطينيا موحدا برفضها والتصدي لها
  • "الكابينيت" يصادق على شرعنة 5 مستوطنات وسحب صلاحيات من السلطة بالضفة
  • "كابينيت" الاحتلال يصادق على شرعنة 5 مستوطنات وسحب صلاحيات السلطة في مناطق (ب)
  • سموتريتش يسعى لاستغلال أحداث الحرب لضم الضفة وتدمير السلطة الفلسطينية
  • إسرائيل توسع الاستيطان بالضفة وتعاقب السلطة الفلسطينية
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تسعى إلى تعزيز المستوطنات في الضفة الغربية
  • الاحتلال يسحب صلاحيات السلطة الفلسطينية من مناطق بالضفة ويقيد حركة مسؤوليها
  • إعلام عبري: مجلس الوزراء يوافق على إجراءات سموتريش لمكافحة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • لماذا تكتفي السلطة بموقف المتفرج أمام محاولات الاحتلال لتقويضها؟