الهيئة العامة للكتاب تُحيي ذكرى رحيل الشاعرين جحاف والشرفي بفعالية ثقافية وندوة فكرية
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
الثورة نت|
نظمت الهيئة العامة للكتاب، اليوم، فعالية ثقافية وندوة فكرية بمناسبة العيد الوطني الـ34 للجمهورية اليمنية (22 مايو)، بعنوان ” الوحدة اليمنية.. الهوية والموقف الشعري في نصوص الشاعرين علي عبد الرحمن جحاف وحسن عبدالله الشرفي، وإحياء الذكرى السنوية لرحيلهما”.
وفي الفعالية، أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، سلطان السامعي، أهمية الندوة للحديث عن الذكرى الـ34 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية بالتزامن مع الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر اليمني علي عبد الرحمن جحاف ، والذكرى الرابعة لرحيل الشاعر اليمني حسن عبدالله الشرفي.
وأشار إلى أن الوحدة هي نتاج تضحيات وتطلعات الشعب اليمني في الشمال والجنوب وثبات إرادتهم في تحقيق التوحد والاستقلال والتحرر من الوصاية الخارجية التي ترى أن في وحدة اليمن واستقراره وازدهاره خطراً على أعدائها.
وأكد عضو السياسي الأعلى أن الوحدة باقية وأن الشعب اليمني في الشمال والجنوب هو مَن سيحميها ويدافع عنها من دنس الغزاة والمحتلين ، قائلا ” الاتحاد سيجعل اليمن أقوى دولة في المنطقة، وخاصة بعد تطوير أسلحة الردع الاستراتيجي”.
وأثنى السامعي على قدرات وإمكانيات أبناء المنطقة الغربية من أبناء حجة والحديدة عبر التاريخ ودورهم الكبير على المستوى الأدبي والثقافي والسياسي ،قائلا ” مازال أبناء تلك المناطق يرفدون الساحة الوطنية بالكثير من العلماء والأدباء والإعلاميين؛ ما يجعلهم إضافة نوعية للثقافة الوطنية”.
وأشاد السامعي، بإسهامات الشاعرين الكبيرين جحاف والشرفي ونضالهما في مواجهة العدوان، وكذا دورهما في الاشتغال على هموم وقضايا اليمن والوحدة والأمة خلال مسيرتهما الإبداعية، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بتراث هذين الشاعرين الكبيرين والعمل على جمع وطباعة أعمالهما الابداعية التي لم يتم إصدارها وإخراجها إلى حيز الوجود.
وأكد أن المرحلة القادمة ستشهد اهتماما كبيرا بالأدباء والمثقفين والإعلاميين من قبل القيادة الثورية والسياسية والحكومة، موضحاً أن الاهتمام في الفترة السابقة كان مركزا على تجهيز وتطوير القدرات العسكرية والقوة الصاروخية وسلاح الردع الإستراتيجي من أجل التفاوض مع العدو من مصدر قوة.
بدوره سلط رئيس الهيئة العامة للكتاب، الأديب والكاتب عبد الرحمن مُراد، الضوء على جوانب من حياة وسيرة الشاعرين جحاف والشرفي كأحد رواد و رموز وأعمدة القصيدة في اليمن.
ولفت إلى تزامن رحيل الشاعرين الكبيرين مع الحدث الوحدوي العظيم وارتباطهما بنصوص إبداعية متفردة عن الوحدة والهوية والقضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها قضية الأمة المركزية ” القضية الفلسطينية ” والتي يجب التمسك بها كأولوية يمنية لا يمكن التفريط بها.
وأكد أن الشاعرين جحاف والشرفي ارتبطا بالبيئة ارتباطاً ثقافياً واجتماعياً، وكان ارتباطهما وثيقا ومختفا بمخزونها اللغوي؛ وهو ما تجلى بوضوح في جل إبداعاتهما في سنوات التكوين.
فيما استعرض، صادق حسن الشرفي، في كلمته عن أسرة الشاعرين ، محطات من حياتهما التي سخراها للقصيدة وكتابة الشعر من أجل الرسالة والموقف ، وجمعت بينهما روابط صداقة وأخوة طوال حياتهما ، وكانا رفيقي دراسة، وجمع بينهما الحرف والكلمة والنضال وخاصة علاقتهما الخاصة بالقضية الفلسطينية .
وأكد أن الشاعرين جحاف والشرفي أديبان متميزان في كتابة الشعر العامي والفصيح، وبعد أن فرقتهما مسؤوليات ومتطلبات الحياة كان أثير إذاعة صنعاء وعبر برنامج من الأدب الشعبي وبرنامج بريد المستمعين قناة اتصالهما مع الجمهور .
وذكر أن الشاعرين جمعت بينهما هموم المجتمع والوطن والأمة في مرحلة حساسة من تاريخنا الوطني والقومي والعالمي فسجلت دواوينهما واقع الحال ، وقدما فيها رؤيتهما ورؤاهما وشاركا من خلالها الأمة أفراحها القليلة وأتراحها التي لا تنتهي .
وتطرق إلى الأحداث التي عاصرها الشاعران عربياً وكانا شاهدين عليها وصولاً إلى العدوان السافر على بلدنا؛ فكانا من السباقين في مواجهة العدوان ثقافياً؛ وتجلت قصائد البركان الخالدة في معركة النفس الطويل للشاعر الشرفي .
وفي الندوة، التي أدارها الشاعر جميل مفرح بحضور وكلاء عدد من الوزارات ونخبة من الأدباء والمثقفين، قُدّمت أوراق العمل ، للدكتورة ابتسام المتوكل رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العداون، والكاتب والناقد علوان الجيلاني، والكاتب محمد العابد، والأديب زيد الفقيه ، تناولت في مجملها خصائص وصفات تجربة الفقيدين الراحلين وملامح من سيرتهما الشعرية، وما تمتعت به قصيدتهما من سمات ارتقت بهما مراتب رفيعة في الشعر العامي والفصيح.
وتطرقا إلى غزارة إنتاجهم وتنوع القضايا والتفاصيل التي تناولها شعرهما، مشيرين إلى خصوصية الصوت الشعري للفقيدين في مختلف مراحل تجربتهما الشعرية.
وأشارت أوراق العمل إلى مواقف الشاعرين الوطنية والقومية وعلاقتهما بالقضية الفلسطينية في ظل تخاذل الأنظمة العميلة وفضح الاتفاقيات المشبوهة والهرولة نحو التطبيع، متطرقين إلى دورهما في تأسيس أول كيان أدبي وحدوي تجاوز التشطير إلى العودة إلى الوطن الكبير عبر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .
وأكدت القراءات أن الشاعرين حسن الشرفي وعلي جحاف سيظلان حاضرين دائمًا في الساحة الأدبية ما بقي للشعر جمهور وقراء، موضحين أن الإرث الأدبي الذي خلّفه الراحلان قد ارتبط بشكل وثيق بحياة اليمنيين و قضاياهم وقضايا الأمة؛ وبالتالي يمثل أدبهما وشعرهما مرجعاً أدبياً وتاريخياً واجتماعياً وسياسياً.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الهيئة العامة للكتاب صنعاء
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيـل الجـاوي .. حـديث الـقلب وكـلام العقل
كتب / علوي شملان
في ذكـرى رحـيل الإمام الأكبر لمـذهب الصـدق والإخــلاص لـقيم النضال والـعمل الوطني في اليمن ، الحبـيب عـمر بن عبدالله السقاف (عمر الجاوي ) اقـتبس واضـع هنا كـلمات قليلة مما قاله ــ نثراً ــ رائي اليمن ومُـبـصرها وشاعـرها وفيلسوفها (البردوني) عـن صـديقه ورفـيق دربه الجاوي ، كـمُـفـتـتح ومكـون أساسي من سـطور هــذه المقالة :
(كان عمر في رئاسة اتحاد الأدباء أعلى من وزير، وأشمخ جاهًا من رئيس ، ولهذا ظل دمه منذورًا، وكان ناذرًا عن طيبة نفس، وكان بينه وبين الموت حلفًا بأن لا يقطع حبله منه إلا وقد امتصت الأعمال الوطنية كل عظامه؛ فلاقى ربه في شهر ديسمبر 97..
ولأن الجاوي ليس مجرد قلم، وإنما كان سيفًا، وقلمًا، وإزميلاً، فهو في كل ظواهر الوطنية الثقافية أو الثقافية الوطنية الرائد السابق الذي يحث القوافل فيسبقها؛ ولهذا ترك أعطر الذكريات، وأشمخ الأعمال الصامتة والصائتة)….
وكـمواطـن يمني اولاً ، وادعـي الاهتمام بالشأن الوطني العام عـلى مـذهب الجاوي ، فـإني احــمـدُ للظـروف جميل صُنعها معي حين يـسرت لي في مرحلة شبابي نجاح السعي للـتعـرُف ومعرفـة شمس اليمن وضميرها (الجاوي )… واشـكُـر لها إن اكرمتـني في مـرحلة مُبكـرة من العمربالإطـلاع عـلى بياناته وبيناته مـن خـلال مـنبرة الكبير الشهير لاكثر من عـشرين عـاماً (مجلة الحكمة )..واعـتزايما اعـتـزاز بإيماني الثابت، مـثلي مـثـل افـواج مـن اليمانـيـين اللذين امنت قـلوبهم وعـقولهم بما كان عليه الجاوي مـن الهـدي الوطني والإنساني ..
صحـيح ان الايمان في القلب وللقلب حُججه على قول (بلزاك) لكـن الجاوي وما جـاء به وصـل واستـقـر في الـقلب عن طريق الـعـقـل .. والعـقـل ميزان صحيح، وأحكامه يقـينية لا كذب فيها بحسب الـنظـرية الـخـلدونية ورأي اخـوان الصفاء في احكام الـعـقل ..
اعـترف انني كنت وما زلت ـــ خـوفاً ،لاعـقوق ــ اتهـيب الكتابة عـن الجاوي إلا في ماندر مـن إشارات او اسـتـشهادات في مــواضيع متباعـدة ، خـوفاً مـن عـدم أيـفاء هــذا الرمز الوطني اليمني الكبير حقه مـن خـلال مقال او حتى مجموعة من المقالات .. لـكـن كوامـن اسى وحسرة في النفـس حـركها واثارهـا مانـشره الصديق العزيز الأستاذ (أزال الجاوي ) قبل أيام في هــذه الصحيفة من براءة للذمة حسب ماعنون به إعـترافه الصريح الجـريء المؤلم بخصوص تـعـثُر جـهـوده وعـدم قـدرته حتى اللحظة عـلى عـمل أي شيء لجمع ونـشر تراث والده الراحل عمر الجاوي ، ولأسباب مُـقـدرة ومـؤلمة لم يتحرج أزال من ذكرها ، ومنها الـظروف المادية والهجرة الى الخارج ، وظـروف أخـرى منها إبلاغه بعد وفاة والده ان تراث والده ملك للدولة لا لاسـرته ، وان الدولة هي الوحيدة المخولة بنشر تراثه ــ وهــذا مالم تفعله الدولة ــ وتمنُع وزارتي الاعـلام والثقافة في صنعاء من تزويده بما لديهم من وثائق تخص والده ، بما في ذلك محتوى موقع الجاوي الإلكتروني، الذي تم إغلاقه بعد 21 سبتمبر 2024.م
حـرب الـسلطات عـلى الجـاوي حياً وميتاً وما مَـثَله ويمثله من قـيم النبل والطهارة والشرف ، تسبب في ضياع وتـلـف وإختفاء الكثير جـداً مـن الاعـمال الفكرية للجاوي والكثير مـن الوثائق الهامة جـداً التي تتعلق باحداث ووقائع تاريخية كـان مشاركاً في صناعـتها وصاغها وكتبها الجاوي بقلمه ، ومنها عـلى سبيل المثال ،كما ذكر أزال في بيانه : مشاريع كُتب وما يتعلق يها من وثائق الية وتسجيلات سمعية كان الجاوي قـبل رحيله يعمل عليها حول تاريخ الحركة الوطنية اليمنية .. وكتاب مذكرات الجلسات الخاصة مع رؤساء اليمن (شهادات حية) تناول فيه جلساته الخاصة مع رؤساء اليمن المتعاقبين، شمالاً وجنوباً، منذ نهاية الستينيات حتى وفاته.. ووثائق كـان وقتها يدون فيها ما يُقال في الجلسات المغلقة ولم يُعلن، حول الوحدة والصراعات الداخلية وأماني وطموحات وأهداف الرؤساء، إضافة إلى الجوانب السلبية ..وكثيراً غير ذلك ..
بحكم مهنـته كـان الجاوي قـريباً من دوائر السلطة بعيداً عـن منافعها ومكاسبها وشهواتها وانحرافات أهلها ونزواتها .. لذلك فالكثير من مراكز سلطات اليمن الشطرية والوحدوية حـاربته حياً وميتاً ،لانـه كـان الجــلاد الأول لإنحـرافات مراكزهــذه السلطات لابقلمه فقط ، وإنما بعصاته الشهيرة عـلى الواقع لامجاز او رمزية كما ذكر لي أزال واقعة جـلد الجاوي بعصاته لاحـد البلاطجة التابعين لمركز سلطوي ، ومـعروف جـداً عـن الجاوي كشخص وانسان جسارته وشجاعته الشخصية ، وعـدم اكتراثه بمواجهة أي موقـف ..
عـمـر الجاوي امة في رجل ، ومناقبه الوطنية والإنسانية لاتُـعد ولا تحصى خلال العقود الزمنية الأربعة التى عـاشـها مُـتبتلاً في محـراب العمل الوطني في حـالة نادرة مـن الـتـفرد والزهـــد والطهارة النضالية المتواصلة حتى رحيله .. وإنقاذ وجمع ونشر ماتبقى من تراثه مسؤولية وطنية ،وتلاميذ وأصدقاء الجاوي ومحبيه لاشك ان لدى البعض منهم عـلى الاقـل فعل أي شيء بهذا الخصوص