ما أسباب تحول موقف الإدارة الروسية تجاه حركة طالبان؟
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن حركة طالبان تمثل القوة الحقيقية في أفغانستان، ما يدفع روسيا لاستبعاد الحركة من قائمة الإرهابيين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن طالبان ليست مدرجة على قائمة مماثلة للأمم المتحدة، التي تضم فقط بعض أعضاء الحركة.
وتضيف الصحيفة أنه بحسب لافروف، فإن إزالة الصفة الإرهابية عن طالبان لم تعد تعتمد على موقف الولايات المتحدة وحلفائها في مجلس الأمن؛ ولا يمكن تعليق أمل على دعمهم في أي قضية.
إزالة طالبان من قائمة الإرهابيين
وذكرت الصحيفة أن روسيا تمضي قدمًا في اتجاه الاعتراف بحركة طالبان كحكومة قانونية في أفغانستان. وفي 27 آيار/مايو، أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف احتمالات استبعاد المنظمة من القائمة الروسية للمحظورات.
وفي وقت لاحق، أشار لافروف إلى أن موسكو تريد حقًا إزالة صفة الإرهابيين عن طالبان، علاوة على ذلك، لن تكون روسيا أول بلد يتخذ هذه الخطوة. في نهاية سنة 2023، أعلنت وزارة الخارجية في كازاخستان عن استبعاد طالبان من قائمة المنظمات المحظورة في البلاد، أوضح رئيس وزارة الخارجية الروسية أن طالبان تمثل قوة حقيقية في أفغانستان، وهذه العملية "تعكس الوعي بالواقع".
وفي الوقت نفسه، أكد لافروف أن حركة طالبان لا تعتبر منظمة إرهابية على مستوى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قائلًا إن المجلس الأمني التابع لمؤسسة الأمم المتحدة لم يعلن طالبان كمنظمة للإرهابيين. وبحسبه فإن هناك 12 أو 15 شخصا محددًا في قائمة الإرهابيين.
وأفادت الصحيفة أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض للمرة الأولى عقوبات ضد طالبان سنة 1999 بسبب رفض تسليم زعيم القاعدة، أسامة بن لادن للولايات المتحدة. في الوقت نفسه؛ في عدد من البلدان، بما في ذلك في روسيا، تم الاعتراف بطالبان كمنظمة إرهابية على مستوى الدولة. وقد اعتمدت المحكمة العليا الروسية القرار بشأن هذا في شباط/ فبراير 2003. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر كل من طاجيكستان وقيرغيزستان طالبان منظمة إرهابية.
بدوره؛ يرى الباحث في معهد الدراسات الشرقية للأكاديمية الروسية للعلوم عمر نصار أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يقبل القرارات التي تعترف بإرهابيين طالبان على مستوى المنظمة.
وقال نصار: "هناك عقوبات ضد القادة الأفراد في هذه المنظمة. هناك الكثير من المستندات. قبل عامين أو ثلاث سنوات، كنت أبحث عن مثل هذه الوثائق ولم أتمكن من العثور عليها".
احتمال الاعتراف بطالبان
وذكرت الصحيفة أن طالبان تكتسب وضعًا غير قانوني منذ حوالي 20 سنة. لكن تغير الوضع بشكل كبير بعد سنة 2021 على خلفية السيطرة على كابول والاستيلاء على السلطة، بعد ذلك، أقام ممثلو طالبان اتصالات مع الصين وكازاخستان وتركيا وروسيا ودول المنطقة الأخرى. وتعتبر طالبان موسكو وبكين شركاء رئيسيين. وقد ذكرت روسيا في العديد من المناسبات أنها مستعدة للاعتراف بطالبان في حال التزام الأخيرة بعدد من الشروط؛ احترام حقوق الإنسان والفتيات والنساء في المقام الأول وإنشاء حكومة شاملة سياسية والتي ستضم ممثلي لا فقط البشتونوف ولكن أيضا الأوزبك والطاجيك وغيرها من الجنسيات.
ومع ذلك لم يتم الوفاء بهذه الشروط. وعلى الرغم من وجود ممثلي الشعوب الأخرى في تكوين طالبان غير أنهم لا يلعبون دورًا جديا في سياسة البلد ولا يحمون مصالح مجموعاتهم العرقية.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال طالبان متهمة بانتهاك حقوق الإنسان. ففي أوائل شهر آذار/ مارس، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان، روزا أوتونباييفا إن النساء يخشون الخروج دون الحجاب.
ولكن بالنظر إلى تمثيل طالبان السلطات في أفغانستان سواء تم الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي أم لا، فإن روسيا تجري حوارًا منتظمًا معها، وإن لم يكن على المستوى الرسمي. منذ سنة 2021، زار ممثلو طالبان في العديد من المناسبات روسيا في إطار مفاوضات موسكو حول أفغانستان. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يزور ممثلي الحركة روسيا للمشاركة في المنتديات الدولية، مثل "روسيا هي العالم الإسلامي: كازانفوروم"، الذي عقد في تتارستان في منتصف أيار/مايو. ومن المتوقع مشاركة أعضاء طالبان في المنتدى الاقتصادي الدولي لسانت بطرسبرغ في حزيران/ يونيو.
وأوردت الصحيفة أن الاعتراف بطالبان مستحيل دون شطب الحركة من القائمة الروسية للإرهابيين. فقبل ثلاث سنوات، ذكرت موسكو أن هذا الإجراء ممكن فقط على المستوى الوطني بعد أن سار مجلس الأمن الأمم المتحدة في نفس الاتجاه. في الوقت نفسه، مع بداية العملية العسكرية الروسية وتدهور العلاقات مع الدول الغربية، أصبح من الواضح أن روسيا والصين لم تجدا الدعم في مجلس الأمن. وعليه سيتم حظر أي قرارات من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. وفي حالة انعدام مستوى الثقة بين المشاركين في العملية الدولية، من المستبعد إثارة هذه القضية على مستوى الأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في معهد التقييم والتحليل الإستراتيجي الروسي سيرغي ديميدينكو أنه في الوقت الراهن يمكن مراجعة الوضع المتعلق بطالبان.
ويرى ديميدينكو أن الأسباب سياسية إلى حد كبير وترتبط بإعادة توجه روسيا نحو الشرق ومحاولة تشكيل مجتمع من الحلفاء من حولها.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن ديميدينكو أكد أن حركة طالبان لا تزال تحتفظ بالاتصالات مع منظمات الشرق الأوسط المتطرفة، العامل الذي قد يخلق عقبات أمام إزالة وضع طالبان من قائمة الإرهاب واعتراف روسيا لاحقا بها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية لافروف طالبان روسيا روسيا افغانستان طالبان لافروف صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للأمم المتحدة فی أفغانستان حرکة طالبان مجلس الأمن الصحیفة أن طالبان من على مستوى فی الوقت من قائمة
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية تدين الفيتو الأمريكي ضد وقف الحرب في غزة
غزة - صفا
أدانت فصائل فلسطينية، يوم الأربعاء، استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان وصل وكالة "صفا"، "ندين بشدة استعمال الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ضد القرار الذي عرض الليلة على المجلس ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الصهيونى من قطاع غزة وإنقاذ شعبنا من تداعيات الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال، بغطاء أمريكي، على مدار شهور الحرب وخاصة في الشمال".
وتابعت "تثبت الولايات المتحدة الأمريكية أنها شريك مباشر في العدوان على شعبنا، وأنها مجرمة وتقتل الأطفال والنساء وتدمر الحياة المدنية في غزة، وأنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن حرب الإبادة والتطهير العرقي كالاحتلال تماما".
وطالبت "حماس" الولايات المتحدة بالكف عن هذه السياسة العدائية الخرقاء إن كانت حقا تسعى لإنهاء الحروب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما سمعنا من الإدارة المنتخبة.
كما وطالبت المجتمع الدولي بوضع حد لهذا التغول الأمريكي على الإرادة الدولية والذي لم ينجز إلا الحروب والموت والدمار والفوضى في المنطقة وخارجها.
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن "استخدام الإدارة الأمريكية للفيتو في مجلس الأمن لإجهاض قرار بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة يدل دلالة واضحة أن الإدارة الأمريكية هي التي تدير حرب الإبادة وجرائم التطهير العرقي بحق شعبنا في قطاع غزة وتشرف على كل المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني النازي".
وأدانت حركة المجاهدين الفلسطينية، استخدام الإدارة الأمريكية المجرمة للفيتو مجدداً في مجلس الأمن ضد قرار وقف اطلاق النار بغزة ليدل ذلك بشكل واضح أنها من تدير وتواصل حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني في غزة.
وأكدت أن "فشل مجلس الأمن الدولي باصدار قرار وقف اطلاق النار بغزة بسبب الفيتو الأمريكي الجديد يثبت مجدداً فشله وعجزه وأن المنظومة الدولية بكاملها رهينة للهيمنة والغطرسة الصهيوأمريكية ، وأن امريكا والكيان هما تهديد حقيقي للأمن والاستقرار الدولي ، وهنا نطالب المجتمع الدولي بالوقوف عند مسئولياته وايقاف هذه الغطرسة الامريكية".
وتابعت"إصرار الولايات المتحدة على دعم الكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا هو إصرار منها على أن تكون شريكاً حتى النهاية لنتنياهو ولعصابته المجرمة في جرائم الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في غزة".
ودعت كل قوى الأمة المقاومة والحية للضغط على عدو الأمة ورأس الإرهاب العالمي أمريكا بكل الوسائل حتى توقف دعمها لقتل الأبرياء بغزة.
من جهتها قالت الجبهة الشعبية إن "هذا الفيتو يُمثّل سقوطاً أخلاقياً جديداً للإدارة الأمريكية، ويكشف مدى انحيازها الكامل للكيان الصهيوني، ضاربةً بعرض الحائط كافة القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان".
وأشارت إلى أن هذا السلوك الأمريكي ليس غريباً من دولة أسّست وجودها على الإبادة والتطهير العرقي، وتملك سجلاً حافلاً بالمجازر والإرهاب، واليوم بإستخدامها حق النقص الفيتو في مجلس الأمن تؤكد مجدداً أنها رأس حربة الإرهاب العالمي وراعية حروب الإبادة والجرائم المنظمة بحق الشعوب.
وحمّلت الإدارة الأمريكية بقيادة مجرم الحرب بايدن، مسؤولية مباشرة عن استمرار الإبادة الجماعية في غزة، وفي ظل دعمها الاحتلال بالسلاح الذي يُستخدم في قصف الأحياء السكنية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، كما أنها تواصل إفشال أي قرار دولي يسعى إلى وقف العدوان.
ودعت الجبهة أحرار العالم وقوى التحرر إلى تصعيد حملات فضح الدور الأمريكي في حرب الإبادة، والعمل بكل الوسائل الممكنة للضغط على هذه الإدارة المجرمة لوقف شراكتها ودعمها للإرهاب الصهيوني المنظم.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وجاء الاعتراض الأمريكي بالفيتو، في حين صوّت جميع أعضاء المجلس لصالح مشروع القرار المقترح.
ويطالب مشروع القرار بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة وتبادل الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.