الإمارات ودعم غزة.. تجربة تعزز العلاقات الاستراتيجية بين أبو ظبي والعالم
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
تواصل الإمارات العربية المتحدة، تسخير علاقاتها الاستراتيجية والإيجابية مع دول العالم، وموقعها في المؤسسات الدولية من أجل فض الكثير من النزاعات، وتوفير الدعم للمجتمعات التي تتضرر منها، خاصة في ظل التكلفة الإنسانية التي يدفعها الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن، وهي السياسة التي بدأت مع الزعيم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتستمر مع خلفه الشيخ محمد بن زايد حتى الآن.
وتحظى جهود الإمارات وقيادتها لدعم الاستقرار الإقليمي والدولي وإيجاد حلول للأزمات، بقبول دولي رفيع بفضل مكانتها والنظرة الإيجابية لها من مختلف عواصم العالم، وهي المكانة التي كانت سببًا في نجاح كل المبادرات التي أطلقتها، والجهود التي بذلتها.
وساهمت هذه الجهود بالتنسيق والتعاون مع دول ومؤسسات دولية عديدة، في التخفيف من حدة الأزمات، عبر العمل أولًا على إنهاء الأزمات ذاتها لحماية الأبرياء من خلال التشاور مع دول العالم، وكذلك عبر إطلاق المبادرات الإنسانية والإغاثية لمساعدة الشعوب.
تعاون فريد مع مصر
وتمثل الشراكة الإماراتية المصرية نموذجًا فريدًا في التعاون لتوصيل الدعم إلى أبناء غزة، ومن أبرز صور التعاون بين أبو ظبي والقاهرة، إطلاق فعالية "من الإمارات عبر مصر إلى أهلنا في غزة" مطلع إبريل 2024، لتعبئة وتجهيز المساعدات للفلسطينيين.
وأعربت الإمارات عن تقديرها الدائم لجهود مصر في مساندة أبناء غزة، وتقديم التسهيلات المطلوبة والتنسيق اللازم لإغاثتهم ودعمهم، عبر تسهيل دخول المساعدات الإماراتية، وتأمين دخول المستشفى الميداني الإماراتي إلى القطاع، إضافة إلى نقل الطائرات الإماراتية الجرحى والمرضى من أبناء غزة، من خلال مطار العريش المصري، بعد أن وجّه الرئيس الإماراتي، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بالسرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة.
ووصل بالفعل أكثر من 646 مريضًا وجريحًا إلى أبو ظبي لتلقي الرعاية الطبية، يرافقهم 683 من ذويهم.
ومن نماذج التعاون مع مصر، عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، إذ أعلنت الإمارات في نهاية مارس 2024 عن تنفيذ أكبر عملية إنزال جوي للمساعدات على غزة، بواسطة أطقم مشتركة تابعة للقوات الجوية الإماراتية والمصرية، بلغت 664 طنًا.
وأعلنت الإمارات مطلع أبريل الماضي، عن وصول سفينة المساعدات الثالثة إلى ميناء العريش المصري وبلغت حمولتها 4630 طنًا من المواد الإغاثية المتنوعة، لسكان القطاع.
شراكة بين الإمارات والأردن
وتمثل الشراكة بين الإمارات والأردن نموذجًا ثانيًا للتعاون مع دول العالم لضمان وصول المساعدات إلى غزة، إذ نفذت الإمارات بالتنسيق مع الأردن ومصر وفرنسا عملية إنزال جوي في فبراير 2024، كما أعلنت مطلع إبريل الماضي، تنفيذ عملية الإنزال المشتركة الـ 11 للمساعدات الغذائية على شمال قطاع غزة، بالتعاون مع الأردن ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية.
شراكات مع المؤسسات الدولية
ولا يتوقف التعاون على الدول فقط، وإنما يمتد إلى المؤسسات الدولية أيضًا لضمان وصول المساعدات، إذ قرر الرئيس الإماراتي تخصيص 20 مليون دولار (نحو 950 مليون جنيه) لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتعزيز جهودها في مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون.
ونسقت الإمارات مع مؤسسة المطبخ المركزي العالمي لتنفيذ أكبر حملة لتوصيل المساعدات إلى شمال قطاع غزة عن طريق البحر، وأثمر التعاون عن توصيل 300 طن من المساعدات.
كذلك خصصت الإمارات 15 مليون دولار(نحو 700 مليون جنيه) لدعم "صندوق أمالثيا" الذي أعلنت عنه قبرص، بهدف دعم مبادرة الممر البحري بين الموانئ القبرصية وقطاع غزة، كما خصصت 10 ملايين دولار (نحو 470 مليون جنيه) من "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" لدعم القطاع الصحي في غزة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، و11.7 مليون عبر المبادرات ذاتها لتوفير المساعدات الغذائية لأهل غزة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، كما قدمت 5 ملايين دولار أخرى دعمًا لجهود كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإمارات العربية المتحدة دعم غزة المساعدات الإماراتیة التعاون مع مع دول
إقرأ أيضاً:
مكتوم بن محمد: تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع ألمانيا
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة مطار زايد الدولي يتصدر مطارات المنطقة في نمو السعة المقعدية طائرة A380 من «الاتحاد للطيران» تصل إلى سنغافورةاستقبل سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، أمس، معالي الدكتور يورغ كوكيز، وزير المالية الألماني، في ديوان صاحب السمو حاكم دبي، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات المتعلقة بالقطاع المالي، إلى جانب التعاون بين مجتمعي الأعمال في البلدين الصديقين.
وخلال اللقاء، أشاد سموه بالنهج الاستباقي الذي تتبعه وزارة المالية الألمانية في تعزيز العلاقات الثنائية، فيما تمت خلال الاجتماع مناقشة مجموعة من القضايا محل الاهتمام المشترك، بما في ذلك التجارة الثنائية، والاستثمار والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والتعليم، حيث أكد الجانبان عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين دولة الإمارات وألمانيا، مشددين على أهمية تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
كما أشاد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم ومعالي الدكتور يورغ كوكيز بالنمو الكبير في التجارة الثنائية غير النفطية بين البلدين، حيث ارتفعت إلى 13.8 مليار دولار (50.5 مليار درهم) في عام 2024، بنمو بنسبة 5.4%، ما يعكس قوة الشراكة الاقتصادية بينهما.
ودعا سموه إلى ضرورة التوصل إلى اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي بين الدولتين تمهيداً لزيادة استثمارات الشركات الحكومية والخاصة في ألمانيا.
وأعرب سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم عن تقديره لزيارة معالي الوزير كوكيز، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون مع ألمانيا وتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية، لاسيما في القطاعات الناشئة مثل الطاقة النظيفة والتكنولوجيا والبنية التحتية والتي تُعد من الأولويات المشتركة للبلدين وتنطوي على فرص كبيرة للتعاون الاقتصادي.
وقال سموه: «إن الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وألمانيا تسهم في تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في البلدين».
من جانبه، أعرب الدكتور يورغ كوكيز عن تطلعه لمزيد من التعاون مع الإمارات، مشيداً بالجهود المبذولة لتعميق العلاقات الثنائية ودعم التنمية المستدامة.
حضر اللقاء سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، ومعالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية، ومعالي محمد إبراهيم الشيباني، مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، ومعالي هلال سعيد المري، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وعيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي.