بغداد اليوم- متابعة

قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، اليوم الخميس، (30 ايار 2024)، لدى استقباله الرئيس السوري بشار الأسد والوفد المرافق إن "المقاومة هي الهوية المميزة لسوريا". 

وأضاف خامنئي، أن "مكانة سوريا الخاصة في المنطقة متميزة بسبب تلك الهوية، ويجب الحفاظ على هذه الميزة المهمة".

وألتقى الرئيس السوري والوفد المرافق المرشد الإيراني لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيته منتصف هذا الشهر، وحضر اللقاء الرئيس بالإنابة محمد مخبر.

وأضاف، أن "الهوية المميزة لسوريا، هي المقاومة التي تشكلت في عهد الراحل حافظ الأسد ومع تأسيس "جبهة الصمود والتصدي"، وهذه الهوية ساهمت دائماً في تحقيق الوحدة الوطنية السورية.

وأردف بالقول: "فقد خطط الغربيون وحلفاؤهم في المنطقة لإسقاط النظام السياسي السوري وإخراج سوريا من معادلات المنطقة بالحرب التي شنوها على سوريا، لكنهم لم ينجحوا والآن يخططون لاستخدام أساليب أخرى بما في ذلك الوعود التي لن يعملوا بها أبداً، ليخرجوا سوريا من المعادلات الإقليمية".

وتابع خامنئي: "على الجميع أن يروا بأعينهم الامتياز الخاص الذي تتمتع به الحكومة السورية، أي المقاومة".

وواصل: "نظرا للضغوط السياسية والاقتصادية التي تمارسها أميركا وأوروبا على إيران وسوريا، يجب التغلب على هذه الظروف من خلال زيادة التعاون وتنظيمه".

وأضاف المرشد الإيراني: "حتى الآن فإن محمد مخبر، الذي يتمتع بصلاحيات الرئيس، يواصل نفس النهج ونأمل أن تسير الأمور على ما يرام".

وفي إشارة إلى مؤتمر القمة العربية في البحرين، قال خامنئي: "في الاجتماع الأخير للقادة العرب في المنامة، كانت هناك نواقص كثيرة تجاه فلسطين وغزة، لكن بعض الدول تصرفت بشكل جيد أيضا، ونأمل أن نتمكن جميعا من القيام بواجبنا والوصول إلى هذا المستقبل المشرق".

وبحسب ما ورد في وكالة "تسنيم"، قال الرئيس السوري بشار الأسد "إن العلاقات بين إيران وسوريا هي علاقة استراتيجية تتقدم بتوجيهاتكم، وكان رئيسي وأمير عبداللهيان على رأس تنفيذ هذه التوجيهات".

وتابع: "في السنوات الثلاث الماضية، كان للسيد رئيسي تأثير مهم على دور الجمهورية الإسلامية في القضايا الإقليمية والقضية الفلسطينية، فضلا عن تعميق العلاقات الإيرانية السورية".

كما أشار الأسد إلى "المقاومة" في المنطقة وقال: "بعد أكثر من 50 عاماً تقدم خط المقاومة في المنطقة وأصبح الآن نهجاً دينياً وسياسياً".

وتابع بالقول: "لقد أعلنت قبل سنوات أن تكلفة المقاومة أقل من تكلفة التسوية، وهذه القضية الآن واضحة جداً للشعب السوري، والحالات الأخيرة في غزة وانتصارات المقاومة أثبتت هذه القضية لشعب سوريا، وللمنطقة وأظهر أن المقاومة مبدأ".

وخاطب الأسد خامنئي بالقول: "كلامكم كان فيه نقاط مهمة، ولكن نقطة واحدة كانت أكثر أهمية بالنسبة لي، وهي القضية التي أكدتم عليها وقلتم "كلما جلسنا أكثر، تقدم الطرف الآخر"، لا شك في هذا الموضوع، وهذا هو شعارنا ومعتقدنا خلال أكثر من 40 عامًا".

المصدر: وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

حملة إيرانيّة على سوريا… عبر العراق

توجد نقطتان يبدو مفيداً التوقف عندهما. تتعلق النقطة الأولى بحرص الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع على أن تكون زيارته الخارجية الأولى للمملكة العربيّة السعودية، وذلك تمهيداً للتوجه إلى تركيا. أمّا النقطة الأخرى فتتعلق بالحملة العراقيّة على سوريا، وهي حملة إيرانيّة، تولاها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي المعروف بتزمته وتعصبه ذي الطابع المذهبي.

تكشف الحملة العراقيّة مدى التضايق الإيراني من الخروج من سوريا بعدما كان هناك رهان لدى “الحرس الثوري” على نجاح في إحداث تغيير ديموغرافي دائم يشمل مناطق سورية معيّنة، خصوصا في دمشق ومحيطها وعلى طول الحدود مع لبنان.
من خلال زيارته للرياض يتبين أنّ الرئيس السوري الجديد يعرف ما الذي يريده تماماً ويعرف أهمّية السعودية في مساعدته على تحقيق أهدافه. في مقدّم هذه الأهداف رفع العقوبات الأمريكية والدولية عن سوريا في أسرع وقت. ليس أفضل من السعودية للمساعدة في ذلك. من هذا المنطلق بدا طبيعياً الوصول إلى تفاهم في شأن الحصول على دعم سعودي لسوريا، بما في ذلك لمشاريع إعادة الإعمار، عبر المحادثات بين أحمد الشرع والأمير محمّد بن سلمان ولي العهد السعودي.
تعكس الزيارة التي قام بها الشرع للسعودية رغبة في تأكيد البعد العربي للنظام الجديد من جهة وأن سوريا تغيّرت كلّياً من جهة أخرى. لم تعد دولة تابعة لإيران ولم تعد تصدّر الإرهاب كما يدعي المسؤولون العراقيون. كذلك، لم تعد مصدراً للمخدرات التي تهرّب إلى دول الخليج العربي كما لم تعد مصدراً لتهريب أسلحة إلى الأردن من أجل ضرب الاستقرار في المملكة. أكثر من ذلك، لم تعد سوريا قاعدة عسكريّة إيرانية ينتقل عبرها السلاح إلى “حزب الله” في لبنان، كما لم تعد تمارس سياسة الابتزاز تجاه معظم دول العالم، خصوصا الدول العربية، خدمة للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة.
تبدو كلّ خطوة من الخطوات التي يقوم بها أحمد الشرع مدروسة بدقّة متناهية، بما في ذلك خطوة الذهاب إلى السعودية قبل التوجه إلى تركيا. هناك مليونا سوري يعملون في السعودية أو يقيمون فيها. لكن يبقى الأهمّ من ذلك كلّه أنّ الزيارة تأتي في ظلّ توازن جديد في المنطقة وصورة جديدة لها. لم يكن ممكناً ذهاب أحمد الشرع بالطريقة التي ذهب بها إلى الرياض لولا هذا الانقلاب الكبير الذي غيّر المنطقة وسيغيرها أكثر في المستقبل.
ليس سرّاً وجود علاقة أكثر من جيدة بين النظام الجديد في سوريا من جهة وكلّ من تركيا وقطر من جهة أخرى. لكنّ ذلك لا يمنع، أقلّه ظاهراً، وجود حضور سوري مختلف في المنطقة خارج الإطار التركي – القطري، خصوصاً أنّها المرّة الأولى منذ 59 عاماً يحصل هذا التحوّل الكبير في هذا البلد وبما يتجاوز حدوده، خاصة إلى لبنان. لماذا 59 عاماً وليس 54 عاماً أي منذ احتكار حافظ الأسد للسلطة في ضوء الانقلاب الذي نفّذه على رفاقه البعثيين في 16  نوفمبر (تشرين الثاني) 1970؟ يعود ذلك إلى أنّ سيطرة الطائفة العلوية على سوريا بدأت عملياً مع الانقلاب الذي نفذه الضابطان العلويان صلاح جديد وحافظ الأسد في 23 فبراير (شباط) 1966. بعد نحو أربع سنوات نفّذ حافظ الأسد انقلابه على صلاح جديد وأسّس في 1970 لنظام تتحكّم به العائلة وتوابعها على وجه الخصوص.
ما حصل في سوريا تغيير كبير، بل انقلاب، على الصعيد الإقليمي ستبدأ تفاعلاته في الظهور شيئاً فشيئاً، خصوصاً إذا استطاع الشرع إثبات أنّه قادر على الابتعاد عن التزمت والاعتراف بالتنوع السوري بالأفعال وليس بمجرد الكلام.
يشير الانفتاح السعودي على سوريا إلى فهم عميق للحدث وانعكاساته، خصوصا مع خروج إيران وميليشياتها من سوريا للمرّة الأولى منذ العام 1980 عندما بدأ تعاون عسكري واستخباراتي في العمق بين دمشق وطهران مع بدء الحرب العراقية – الإيرانية التي وقف فيها حافظ الأسد إلى جانب “الجمهوريّة الإسلاميّة” طوال ثماني سنوات. ذهب حافظ الأسد إلى حد العمل على تمكين إيران من الحصول على صواريخ بعيدة المدى، كانت تمتلكها ليبيا، من أجل قصف المدن العراقيّة، بما في ذلك بغداد والبصرة. يفسّر ما قدمه النظام السوري لإيران في عهدي حافظ الأسد وبشار الأسد كلّ هذا الحرص الإيراني على استعادة سوريا كما يفسّر تلك الحملة العراقية على أحمد الشرع، وهي حملة لا تقتصر على نوري المالكي، بل ليس مستبعداً أن يكون رئيس الوزراء الحالي محمّد شيّاع السوداني مباركاً لها.
بات في الإمكان القول إنّ المنطقة كلّها دخلت مرحلة جديدة في ضوء خسارة إيران لسوريا. ثمة من يرفض تصديق ذلك وثمّة من بدأ يستوعب أنّ الهزيمة التي لحقت بـ”حزب الله” في لبنان على يد إسرائيل ما كان ممكنا أن تأخذ كلّ هذا البعد والحجم من دون سقوط بشّار الأسد ونظامه في سوريا. هذا يجعل في الأفق صورة تحتاج إلى أن تكتمل. لم تكن زيارة أحمد الشرع للسعودية، التي تلتها زيارة لتركيا، سوى خطوة أخرى على طريق اكتمال الصورة الجديدة للمنطقة تحت عنواني: التوازن الإقليمي الجديد وبداية النهاية للمشروع التوسعي الإيراني في الشرق الأوسط والخليج.
يبقى سؤال: هل في استطاعة إيران إعادة عقارب الساعة إلى الخلف في المنطقة العربيّة وفي سوريا تحديدا؟ الجواب أنّه سيكون على “الجمهوريّة الإسلاميّة”، التي ترفض إعادة النظر في مواقفها وسياساتها، الاهتمام الآن بالدفاع عن بقاء النظام واستمراره في عالم تغيّر مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
بالنسبة إلى سوريا نفسها، ستكون الأيام والأسابيع المقبلة فرصة لمعرفة هل يستطيع أحمد الشرع أن يكون في مستوى التنوع الذي تتميز به سوريا؟ الأكيد أنّ نوري المالكي وآخرين في العراق يستطيعون إعطاء دروس في كلّ شيء، خصوصاً في مجال ممارسة التعصب المذهبي… لكن ليس في مجال التنوع وإدارته.

مقالات مشابهة

  • يتطرق لسقوط حكم بشار الأسد.. الإعلان الترويجي للمسلسل السوري حبق
  • ‏إيران قد تعود لسوريا إذا لم يستعجل العرب!..
  • نقيب الأشراف: المنطقة تمر بأوضاع خطيرة ويجب علينا الاصطفاف جميعا خلف الرئيس السيسي
  • نقيب الأشراف: المنطقة تمر بأوضاع خطيرة ويجب علينا الاصطفاف جميعا خلف الرئيس
  • تقرير يكشف وقائع مهمّة عن سقوط بشار الأسد.. هكذا خان الجيش السوريّ حزب الله وإيران
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • دمشق التي تغادر زمن الوجع والمرارة
  • حملة إيرانيّة على سوريا… عبر العراق
  • أردوغان: زيارة الرئيس السوري لتركيا تاريخية ونؤكد استعدادنا لدعم سوريا في مواجهة الإرهاب
  • وزير الداخلية السوري السابق محمد الشعار يسلّم نفسه للسلطات