بيع تاريخ بريطانيا برقم صادم.. حكاية أقدم بريد تخلت عنه المملكة المتحدة
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
البريد الملكي البريطاني أو«Royal Mail» أكثر من مجرد اسم مألوف، فهو أقدم بريد في العالم أنشأته المملكة المتحدة عام 1516م ويعمل في 44 دولة حول العالم، يعمل به ما يقرب من 160 ألف شخص، تاريخ عريق يصعب التخلي عنه بسهولة، لكن في الساعات الأخيرة باع مالك شركة Royal Mail البريد بقيمة 3.57 مليار جنيه إسترليني للملياردير التشيكي دانييل كريتينسكي، وهو ما يعني بيع أقدم المؤسسات البريطانية وأكثرها شهرة لمالك أجنبي لأول مرة.
يعود تاريخ البريد الملكي البريطاني لشركة شهيرة أنشئت عام 1516م، له فروع في 44 دولة حول العالم، ويقوم بتسليم أكثر من 14.0 مليار رسالة و1.8 مليار طرد كل عام، اشتهر البريد بخدمته الموحدة حيث إرسال واستقبال الرسائل بسعر واحد في أي مكان لأكثر من 30 مليون عنوان في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وهو من أقدم المؤسسات في العالم، تعود أصوله إلى أكثر من 500 عام وله مسؤولية عدد من المبادرات العالمية، وفق موقع«bluearrow» البريطاني.
صدر قرار إنشاء البريد من ملك بريطانيا هنري السابع الذي طلب بنشر المكاتب في جميع أنحاء البلاد وقام ببناء شبكة بريدية رسمية، بدأ تنفذيها رسميًا بعد مرور 119 عامًا من صدور القرار، وفي عام 1635 تم فتح خدمة البريد لعامة الناس من قبل تشارلز الأول، ثم إنشاء مكتب بريد في لندن وتم إضفاء الطابع الرسمي على 6 طرق بريدية لنقل البريد عبر البلاد.
عام 1661 ظهر أول ختم بريدي في العالم من البريد الملكي، يحمل اسم مدير مكتب البريد العام هنري بيشوب، أما أول طابع بريدي ظهرت عليه الملكة فيكتوريا واستخدمه 68 مليونًا في السنة الأولى، باعتبارها مخترعة الطابع، ولم يحمل اسم المملكة لكن أطلق عليه Penny Post وحصل على شعبية كبيرة، ادت إلى ارتفاع عدد المستخدمين من 67 مليونًا في عام 1839 إلى 242 مليونًا بحلول عام 1844.
قرار بيع البريدفي الساعات القليلة الماضية قرر مالك شركة Royal Mail عرض البريد بقيمة 3.57 مليار جنيه إسترليني، أي 4.6 مليار دولار لملياردير تشيكي يدعى دانييل كريتينسكي، مما يمهد الطريق لبيع واحدة من أقدم المؤسسات البريطانية وأكثرها شهرة لمالك أجنبي لأول مرة.
قالت شركة International Distribution Services، التي تمتلك الخدمة البريدية الخاسرة، يوم الأربعاء إنها قبلت عرض استحواذ بقيمة 3.70 جنيهًا إسترلينيًا للسهم من مجموعة EP Group التابعة لشركة Křetínský، وللصفقة عواقب على آلاف العمال وأثارت القلق بشأن مستقبل جزء رئيسي من البنية التحتية الوطنية، التي تقدم خدمة عامة حيوية.
EP Group تعهدت بالعديد من الالتزامات لمعالجة هذه المخاوف، بما في ذلك دعم التزام الخدمة الشاملة الخاص بشركة Royal Mail، والذي يتطلب منها تسليم الرسائل ستة أيام في الأسبوع في كل مكان في المملكة المتحدة مقابل نفس الرسم الثابت، كما وعدت بالحفاظ على مزايا الموظفين ومعاشات التقاعد، والاحتفاظ بمقر البريد الملكي وقاعدته الضريبية في المملكة المتحدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البريد البريد البريطاني اقدم بريد مكتب بريد المملکة المتحدة البرید الملکی
إقرأ أيضاً:
غارديان: هل نحن أمام نقطة تحول في تاريخ العالم؟
تناول الكاتب ديفيد موتاديل -في مقال نشرته صحيفة غارديان- ما إذا كان العالم يشهد نقطة تحول تاريخية، كما يزعم قادة سياسيون مثل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وأشار موتاديل إلى أن بايدن صور في خطاباته -وحتى انقضاء ولايته- الأزمات العالمية على أنها نقاط تحول تاريخية، بما في ذلك الاستبداد المتصاعد والصراعات الإقليمية وتغير المناخ وظهور الذكاء الاصطناعي، كما وصف المؤرخ آدم توز الأوضاع الحالية باعتبارها "أزمات متعددة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع فرنسي: اليمين يضرم النار في علاقات الجزائر وفرنساlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: على ترامب توسيع مقترحه ليشمل مناطق أخرىend of listولكن الكاتب، وهو أستاذ مساعد في التاريخ الدولي بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، يؤكد أن هذه العوامل مجرد علامات مرئية لتغييرات هيكلية عميقة، وأن التاريخ تشكله العديد من العوامل طويلة الأمد وليس الأحداث الفردية.
خطر التهويلأقر الكاتب بجاذبية فهم التاريخ عبر استعراض الوقائع والأحداث الدرامية، مشيرا إلى أن القادة السياسيين يستخدمون هذا المفهوم لحشد الدعم، إذ أن الجماهير تنجذب نحو روايات الأحداث "المفصلية" و"الحاسمة" و"غير المسبوقة" ومن ذلك تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويكمن خطر "التركيز المفرط على الأزمات المعزولة" -برأي الكاتب- في أنه قد يؤدي إلى فهم مضلل للأحداث وتجاهل أسبابها الهيكلية، فمثلا لم تكن الثورة الفرنسية وليدة اللحظة، إذ أنها تأثرت بأفكار التنوير والتوترات الاجتماعية، كما لم تندلع الحرب العالمية الأولى من فراغ بل نشأت عن القومية القديمة والتنافسات الدبلوماسية.
إعلان انتقاداتولفت مقال الصحيفة البريطانية إلى أمثلة تاريخية اعتقد معاصروها أنهم كانوا يشهدون نقاط تحول، مثل الحروب العالمية وسقوط جدار برلين عام 1989، وذكر أنه على الرغم من أن هذه اللحظات كانت مهمة فإنها كانت في الغالب نتيجة قوى اقتصادية وسياسية واجتماعية أعمق.
وفي انتقاده لرأي من يصفون العصر الحالي بأنه نقطة تحول تاريخية، استشهد الكاتب بمفاهيم مدرسة "الحوليات" التاريخية الفرنسية، إذ أوضح المؤرخ البارز فرناند بروديل أن التاريخ يتشكل عبر مراحل زمنية مختلفة لا الأحداث المفاجئة.
كما ميّز بروديل -وفقا للكاتب- بين البنى الطبيعية والجغرافية التي تتغير ببطء، والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تتطور تدريجيا، والأحداث السياسية قصيرة الأجل التي غالبا ما تعكس مؤثرات أعمق، ومن وجهة النظر هذه فإن التحولات الصادمة أو الكبيرة لا تنقل بالعالم إلى حقبة تاريخية جديدة.
ولفت المقال أيضا إلى آراء الفيلسوف والمفكر كارل ماركس، والذي أكد أن الأحداث التاريخية لا تحدث بمعزل عن الماضي، بل تتشكل ضمن سياق ظروف "متوارثة" عبر الزمن.
فهم مضللبالتالي -برأي الكاتب- فإن التركيز على "نقاط التحول" قد يكون مضللا، إذ أن التغيرات الكبرى عادة ما تكون ناتجة عن عمليات طويلة الأمد وليس عن لحظات مفصلية مفاجئة.
وختاما، ذكر أستاذ التاريخ أن الأزمات الراهنة، بما في ذلك تصاعد القومية والتفاوت الاقتصادي وضعف المؤسسات العالمية، كانت تتفاقم منذ عقود. وبالتالي فإن معالجتها تتطلب تغييرات هيكلية ذات نظرة إستراتيجية بعيدة المدى بدلا من اتخاذ إجراءات "مثيرة وفورية".