معهد رأس غارب الأزهري يواصل تحسين قدرات الطلاب اللغوية والفنية
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
يواصل المعهد الابتدائي الازهري برأس غارب تفعيل مبادرة تحسين قدرات الطلاب لكافة مراحل النقل الابتدائي بالمعهد، تحت رعاية فضيلة الدكتور محمد حسانين عبد اللاه، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة البحر الأحمر الأزهرية، واشراف محمود عبد الحميد، مدير التعليم الابتدائي، وتنظيم شيخ المعهد شاذلي عبد الله محمود.
وتتنوع الأنشطة المقدمة بالمعهد بين تحفيظ القرآن الكريم، وتأسيس اللغة العربية واللغة الانجليزية، وتعليم الخط والرسم، ويعرب الطلاب وأولياء أمورهم عن تقديرهم لتلك المبادرة التي تشغل وقت الطلاب وتنمي قدراتهم اللغوية، وخاصة ضعاف المستوى منهم، وتشجيعهم وتحفيزهم للارتقاء بمستواهم اللغوي والفني خلال فترة الإجازة الصيفية.
يأتي ذلك بناء على توجيهات قطاع المعاهد الأزهرية، ويتم تفعيلها بالمعهد من خلال نخبة متميزة من أكفأ معلمي ومعلمات المعهد؛ الحريصين على رفع كفاءة مستوى الطلاب.
هذا وكانت منطقة البحر الأحمر الأزهرية قد أعلنت عن فتح باب التقدم لشغل عدد من الوظائف الإشرافية بديوان عام المنطقة ندبا لتسيير الأعمال، وهي كالتالي :
١) مدير إدارة شئون القرآن الكريم
٢) مدير إدارة رياض الأطفال
٣) موجه عام مواد فلسفية
وجاءت شروط شغل الوظيفة كما يلي:
١- الحصول على مؤهل عال مناسب وتأهيل تربوي، وبالنسبة لمدير إدارة شئون القرآن الكريم حاصلا على مؤهل عال أزهري مناسب.
٢- أن يكون مدير الإدارة على درجة معلم أول أ بأقدمية سنتين على الأقل، وأن يكون موجه عام المواد الفلسفية حاصلا على كبير معلمين.
٣- ألا يكون قد وقع عليه جزاء أكثر من عشرة أيام ولم يتم محوه.
٤- ألا يكون محالًا إلى المحكمة التأديبية أو الجنائية أو صدر له قرار بالإبعاد أو الوقف عن العمل.
٥- أن يكون على رأس العمل.
٦- أن يكون آخر تقريرين للمتقدم كفء.
٧- بالنسبة لوظيفة موجه عام المواد الفلسفية يشترط قضاء مدة بينية قدرها خمس سنوات في الوظيفة الأدنى،
والحصول على تقرير تقويم الأداء للعامين السابقين مباشرة عن تقدير ( فوق المتوسط ).
ويتم استلام الملفات في موعد غايته خمسة عشر يوما من تاريخ الإعلان
أما عن الأوراق المطلوبة فهي: (طلب مستوفٍ للبيانات– صورة من خطاب اجتياز الكادر– صورة من بطاقة الرقم القومي– بيان بالجزاءات التي لم يتم محوها– صورة من مباشرة العمل-بيان حالةكمبيوتر+يدوي). مع العلم بأنه لن ينظر إلى الطلبات التي لم تتوفر فيها جميع الشروط ولا التي تُقدم بعد انتهاء موعد الإعلان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بوابة الوفد الالكترونيه ازهر البحر الأحمر راس غارب
إقرأ أيضاً:
الإمبرياليَّة اللغوية
لم يكن اتساع جغرافيا اللغة الإنجليزية بعد القرن السادس عشر إلا نتاجًا لتوسع المشروع الاستعماري لبريطانيا العظمى، مع ذلك؛ تتعرض هذه الحقيقة التاريخية اليوم للتجاهل بصورة غريبة، فحين يدور الحديث عن عالمية اللغة الإنجليزية وارتباطها بتطور التعليم في المستعمرات القديمة، أو ما تُعرف ببلدان الهامش، يُسكت عن الغاية والوسيلة التي سطت بها اللغة الإنجليزية على ثقافات بأكملها، ويُنسى تاريخها الدموي، في وقتٍ يتباهى فيه سياسيون بريطانيون بأن لغتهم كانت أعظم هدية قدّمها الغرب للشرق.
لوهلة، يبدو كما لو أن نقاش الفكرة على نحو جاد يتطلب شيئًا من العودة إلى سذاجة الأسئلة البدائية البسيطة: كيف تعممت الإنجليزية بهذا الشكل لتتحول على مدى 4 قرون إلى لغة عالمية ساطية، ماحية في طريقها لغات وثقافات محلية؟ أذكر أنني اصطدمت بهذا السؤال خلال دراستي التحضيرية بسنتي الجامعية الأولى، حين كنا ندرس برنامج اللغة الإنجليزية تحضيرًا لدراسة التخصص، غير أني ما زلت لا أفهم تمامًا كيف يبدو النقاش في الماضي الاستعماري للغة الإنجليزية نقاشًا متجاوزًا ومفروغًا منه.
لقد خرجت اللغة الإنجليزية من ذلك الأرخبيل الصغير لتطوف أصقاع العالم، ولم ترجع كما كانت، وبالسيف والبارود فتحت أراضي جديدة، وتحولت تدريجيًا من لغةٍ فقيرة مستورِدة للكلمات لتصبح اللغة العالمية الأكثر تصديرًا للكلمات، ونتيجةً للهيمنة الاستعمارية ترسخت كنظام معرفي يعيد إنتاج الخبرة الكولونياليَّة حتى في البلدان التي سعت فور استقلالها لصناعة ثقافة وطنية، ما بعد كولونيالية.
كانت الإمبريالية اللغوية أحد أعنف أوجه المحو والاضطهاد الذي مارسه البريطانيون في مستعمراتهم، يشير إلى ذلك كتاب «الرد بالكتابة.. النظرية والتطبيق في آداب المستعمرات القديمة».
يجادل مؤلفو الكتاب الثلاثة، بيل أشكروفت وجاريث جريفيث وهيلين تيفن، بأن دراسة اللغة الإنجليزية خلال الحقبة الاستعمارية، من جهة، والنمو التوسعي للإمبراطورية البريطانية من جهة أخرى، مسألتان كانتا قد نشأتا في مناخ أيديولوجي واحد، لكن الإمبريالية اللغوية لم تكن معتمدةً على الإلغاء المباشر فحسب.
فحينما تواجَه بمقاومة اللغات المحلية، كانت الحكومة البريطانية في مستعمراتها تتراجع لتمارس سياسة التبني والاستيعاب والإخضاع الطوعي للثقافات المستعمرة، منتجة بذلك نخبةً محليةً من المتعلمين الطامحين لأن يصبحوا «أكثر إنجليزية من الإنجليز» على حد تعبير الكتاب: «كانت عملية من الانتساب الواعي، على حد تعبير إدوَارد سعيد، تتواصل تحت قناع البنوة، أي محاكاة للمركز منبثقة من رغبة لا تقتصر على نيل القبول، وإنما تمتد لتشمل أيضًا التبني والاستيعاب، وهو الأمر الذي قاد مَن في الأطراف إلى الانغماس في الثقافة المستوردة، مع إنكار أصولهم».
الترجمة عن اللغة الإنجليزية هي وجه آخر لسياسات الإدماج والاستيعاب والتبني التي تمارسها الإمبريالية اللغوية الإنجليزية. لا يمكن أن نفسر ظاهرة استسهال الترجمة وانتشار الترجمات على حساب التأليف الأصلي ظاهرةً بريئة، فعبر الترجمة تمارس الإنجليزية تأثيرًا أسلوبيًا، يتجاوز استيراد المفردات وتصديرها إلى تمرير تغييرات عميقة وخفية على بناء الجملة في اللغة المُترجم إليها، فتخلق تشوهات تصبح سائغة ومألوفة بمرور الوقت.
هكذا تمارس اللغة الإنجليزية تدجين اللغات التي تحاول استضافتها دون أن تغير معجمها بالضرورة، ويتجلى هذا الانحراف بوضوح في لغة الترجمة التي تتطور بصورة مطردة في الترجمات إلى العربية. وقد لفتني مقال لجاكوب ميكانوفسكي، نشره على الجاردين عام 2018 بعنوان عنيف: «الوحش، المتنمر، اللص.. كيف تسيطر اللغة الإنجليزية على الكوكب» يشير فيه إلى تأثير من هذا النوع تمارسه الإنجليزية على لغات أوروبية، كالإيطالية والألمانية والسويدية، من ناحية التغيير في صيغ الملكية وأسماء الإشارة وتقديم الصفات على الأسماء، في محاكاةٍ لقواعد اللغة الإنجليزية.
الإمبريالية اللغوية التي تتوحش اليوم، تحت لواء التعليم الحديث هي في الحقيقة تهديد خطير لثقافات «الهامش» لا يقل عن التهديد الوجودي الذي ظل الاستعمار يمارسه في سيرته التقليدية الدموية والاستغلالية على الأرض. لكن الروائي والناقد الكيني، نجوجي واثيونجو، لا يستسلم لفرضية المركز والأطراف، بل يدعو لمقاومتها.
بالعودة للكتابة بلغة كيكويو المحلية قرر الكاتب الإفريقي الدفاع عن قارته التي يرى أنها ذاهبة شيئًا فشيئًا لأن تصبح امتدادًا للغرب، إذا لم يناضل كُتَّابها، على طريقته، للتحرر من سطوة اللغة الإنجليزية، متسائلًا: «ما الفرق بين السياسي الذي يقول إن إفريقيا لا تستطيع الاستغناء عن الإمبريالية، والكاتب الذي يقول إن إفريقيا لا تستطيع الاستغناء عن اللغات الأوروبية؟».
أخيرًا، نكرر السؤال المكرر الذي يبقى بلا تبرير مقنعٍ حتى اللحظة: ما الذي ينقص الجامعات العربية يا ترى لتتحرر من النظام المعرفي للغة الإنجليزية، إذا كانت إسرائيل، المستعمَرة الغربية الحديثة والمصطنعة، تسعى جاهدة منذ تأسيسها لتطوير سياسات لغوية حازمة لتكريس اللغة العبرية لغة للعلم والمجتمع والصناعة بهدف ليس بعيد أن يكون هو الانقلاب على اللغة الإنجليزية؟! بنو العُرب أولى.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني