أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، انطلقت أمس الثلاثاء، أشغال الدورة الثانية والعشرين لـ"منتدى الإعلام العربي"، التي تستمر إلى غاية الـ 29 من شهر ماي الجاري، وبحضور نحو 4000 مشارك، ضمنهم سياسيون ووزراء وقادة مؤسسات إعلامية ورؤساء تحرير الصحف والمنصات الرقمية ونخبة من كبار الكُتّاب والمفكرين وقادة الرأي وصناع الإعلام والمعنيين به في المنطقة والعالم.

وللمرة الثالثة على التوالي، يشارك الإعلامي "رشيد العلالي"، كممثل وحيد للمغرب، ضمن فعاليات قمة الإعلام العربي في دبي، حيث كانت له مساهمة في هذا التظاهرة من خلال  تأطير لقاء بعنوان "التواصل المفقود بين إعلام المشرق والمغرب العربي"، حيث ناقش بمعية مستضيفه الإعلامي السعودي الشهير "عبد الله المديفر" إشكالية اختلاف اللهجات في المغرب العربي وكذا اختلاف المنهجية الإعلامية بين المشرق والمغرب العربي، التي تسببت في فقدان التواصل بين إعلام المشرق المتأثر بالثقافة الإنجلوسكسونية والمغرب العربي المتأثر بالثقافة الفرنسية.

في ذات السياق، أوضح الإعلامي "رشيد العلالي" خلال هذا اللقاء الذي عرف حضور شخصيات إعلامية وازنة في الوطن العربي، أنه: "عند التحدث عن التواصل المفقود بين إعلام المشرق والمغرب العربي نجد أن العائق في فهم اللهجات يأتي في المقدمة"، مشيرا إلى أن أبناء المشرق العربي لا يفهمون اللهجة المغاربية، كونها مزيج بين العربية والفرنسية والأمازيغية، قبل أن يؤكد في المقابل أن: "المغاربيون يفهمون جيدا معظم اللهجات العربية الأخرى كالسعودية واللبنانية والمصرية، وذلك بسبب انفتاحنا على البرامج والمسلسلات العربية عبر القنوات الفضائية"، وفق تعبيره.

وأشار مقدم برنامج "رشيد شو" إلى أن برنامجه الساخر، يعد من أعلى البرامج مشاهدةً على مستوى المغرب العربي، نجح خلاله في استضافة ثُلّة من النجوم والمشاهير من دول المغرب العربي والعالم، ورغم ذلك -يضيف العلالي- لم يتمكن من الوصول إلى جمهور دول المشرق العربي، بسبب وجود تقصير من المشارقة في انفتاحهم على محتوى الإعلام المغاربي.

من جانبه، قال "عبدالله المديفر"، الإعلامي السعودي الشهير: "إن العالم العربي كان مقسما إعلامياً إلى ثلاثة مناطق، المركز في مصر، والمشرق أي كل البلدان الواقعة شرق مصر مثل لبنان وسوريا والعراق، والمغرب أي كل البلدان الواقعة في غرب مصر مثل ليبيا وموريتانيا والمغرب والجزائر، قبل أن يؤكد أن: "الإعلام لم يعد مركزاً في مصر كسابق عهده مع ظهور العديد من وسائل الإعلام الخليجية التي باتت تستقطب اهتمام المتلقي العربي". 

وأشار "المديفر" إلى أن مشكلة التواصل بين إعلام المشرق والمغرب العربي تكمن وفق منظوره، في تأثر إعلام المشرق العربي بالثقافة الإنجلوسكسونية، وتأثر إعلام المغرب العربي بالثقافة الفرنسية، لافتاً إلى أن اختلاف الثقافتين يحمل في طياته اختلافاً كبيراً من حيث منهجية الإرسال والاستقبال والتلقي.

كما شدد الإعلامي السعودي على أن حل إشكالية التواصل المفقود بين إعلام المشرق والمغرب العربي تكمن بحسب رأي في شقين أساسيين، أولهما وجود مركز إعلامي للمؤسسات الإعلامية المشرقية في دول المغرب العربي، مشيرا إلى أن هذا الحل يصعب تطبيقه في ظل التحول الرقمي الذي يشهده الإعلام العربي. أما ثاني الحلول -يضيف ذات المتحدث، فيكمن في الذهاب للثقافة المغاربية ومحاولة تغيير منهجية الإرسال والاستقبال والتلقي لديهم بصورة إيجابية.

في مقابل ذلك، شدد الإعلامي المغربي "رشيد العلالي" على ضرورة تعزيز حضور الفنانين المغاربة في برامج المواهب خلال لجان التحكيم على سبيل المثال، فضلاً عن مشاركتهم في المسلسلات والأفلام العربية، حيث قال في هذا الصدد: "نجح عدد من الفنانين بالمشرق العربي في تقديم الثقافة و اللهجة المغاربية خلال مشاركتهم في أعمالهم فنية، مثل الفنانة بلقيس فتحي، كما تمكنت الفنانة المغربية "أسماء المنوّر" من تقديم اللهجة المغربية ولاقت رواجاً من قبل الجمهور العربي، في إشارة إلى الدويتو الذي جمعها بالفنانة أصالة نصري.

وتابع ذات المتحدث قائلا: "أعتقد أن صناع الأفلام والمسلسلات عليهم تعزيز حضور الفنانين المغاربة إلى جانب الفنانين العرب لسد فجوة التواصل الثقافي والحضاري بين المشرق والمغرب العربي، خاصةً أن المغرب يتميز بالتنوع والانفتاح الثقافي في ظل موقعه الجغرافي بين أفريقيا وأوروبا، ما جعل الفنان المغربي قادرا على التواصل بشكل جيد".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الإعلام العربی المشرق العربی المغرب العربی إلى أن

إقرأ أيضاً:

إشكالية الهوية الكردية في علاقتها بالدين والسياسة والتوازنات الإقليمية

بغداد اليوم - كردستان

على وقع التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، يجد الكرد أنفسهم أمام معادلة سياسية شائكة، حيث تتداخل المصالح الخارجية مع الخيارات الداخلية في تحديد مستقبلهم السياسي. في ظل تراجع النفوذ الإيراني في الإقليم، يتعزز الحضور التركي والخليجي من جهة، والدعم الأمريكي والإسرائيلي من جهة أخرى، ليُطرح التساؤل حول أيّ الخيارات سيكون الأنسب لكردستان: نظام إخواني مدعوم من أنقرة وعواصم خليجية، أم نموذج علماني محصّن بمساندة غربية؟ مع هذه الخيارات، تبرز إشكالية الهوية الكردية في علاقتها بالدين والسياسة والتوازنات الإقليمية.


الإسلام السياسي.. بين هاجس التبعية ومخاوف الطمس

لطالما شكّل الإسلام السياسي أحد أوجه الصراع الإيديولوجي في الشرق الأوسط، إلا أن تأثيره في كردستان ظل محدودًا مقارنة بالمناطق العربية. في حديثه لـ"بغداد اليوم"، يرى الباحث سالار تاوكوزي أن الإسلام السياسي في حال تبنّيه في كردستان سيكون عامل تآكل للهوية القومية الكردية، باعتباره أداة لفرض أجندات إقليمية، خصوصًا من قبل تركيا ودول الخليج. ويؤكد في حديثه لـ"بغداد اليوم" أن "وجود الإخوان المسلمين في هذه المعادلة السياسية يعني محو فكرنا القومي وطمس الهوية الكردية تحت غطاء ديني مؤدلج لصالح تركيا والدول الخليجية الداعمة للإخوان، وهذا مرفوض تمامًا".

وأضاف أن "النظام العلماني الحقيقي سواء أكان مدعومًا من أمريكا وإسرائيل أو من الدول الأوروبية سيخدم القضية الكردية في المنطقة، كما سيخدم حرية التدين، وسيؤدي إلى تقدم المجتمع الكردستاني وازدهاره في المستقبل على عكس النظام الإخواني الذي لم يدخل بلدًا إلا وقد أرجعه للوراء ودمره من كل النواحي، والتاريخ شاهد".

وأشار تاوكوزي إلى أن "اختيار النظام العلماني سيكون رد فعل الطرف الآخر إيجابيًا إذا كان النظام محميًا من قبل دولة أجنبية". مؤكدًا أنه "لا شك أن الكرد في هذه المرحلة ليس لديهم خيار آخر، لكن إذا درسوا الأوضاع الراهنة يمكن أن يجدوا حلًا وسطًا، واحتمالية تشكيل نظام سياسي إخواني علماني في كردستان ضعيفة وغير واقعية، لأن هناك تناقضًا فكريًا بين الإخوان والعلمانية. ثم تجربة الإخوان في كردستان وفي بعض الدول العربية أثبتت فشلها".


العلمانية.. بين الإغراءات الغربية والتحديات الداخلية

في المقابل، يرى العديد من السياسيين والمحللين أن العلمانية تمثل خيارًا استراتيجيًا أكثر انسجامًا مع التوجهات الكردية، خاصة في ظل التأييد الذي قد تحظى به من الدول الغربية. فتبني نظام علماني يعني التمتع بدعم أمريكي وأوروبي، واستقطاب الاستثمارات، وضمان انفتاح سياسي يُحاكي النماذج الديمقراطية المتقدمة. غير أن هذا الخيار لا يخلو من تحديات، إذ إنه يثير قلق بعض القوى الإقليمية مثل تركيا، التي تخشى أن تتحول كردستان إلى نموذج سياسي ليبرالي يشجع نزعات الانفصال داخل أراضيها.

كما أن الداخل الكردي نفسه ليس موحّدًا إزاء هذا الطرح، فهناك قطاعات مجتمعية محافظة ترى أن تبنّي العلمانية المطلقة قد يُحدث قطيعة مع الموروث الثقافي والديني للمجتمع، مما يجعل هناك حاجة إلى نموذج سياسي يراعي التوازن بين القومية والانفتاح دون المساس بالهوية الدينية والاجتماعية.


بين المصالح الخارجية وحسابات الداخل.. أي خيار هو الأمثل؟

الاختيار بين الإسلام السياسي والعلمانية في كردستان لا يتوقف فقط على الرغبات الداخلية، بل تحدده معادلات المصالح الإقليمية والدولية. فبينما تسعى تركيا ودول الخليج إلى دعم تيارات الإسلام السياسي لضمان نفوذها، تراهن الولايات المتحدة وإسرائيل على دعم نماذج علمانية تضمن استقرار المنطقة وتكرّس التحالفات مع الغرب. في هذا السياق، يعيش الكرد حالة من الترقب بين الخوف من أن يكونوا ورقة في لعبة النفوذ الإقليمية، والسعي إلى تحقيق استقلال سياسي حقيقي يراعي مصالحهم القومية.


نحو صيغة متوازنة.. هل يمكن تحقيق معادلة مستقرة؟

مع تصاعد الضغوط السياسية، يبقى السؤال الأساسي: هل يمكن لكردستان أن تبتكر نموذجًا سياسيًا يدمج بين القومية والانفتاح السياسي دون الوقوع في فخ التبعية لأي من المحاور المتصارعة؟ يذهب بعض المحللين إلى أن الحل لا يكمن في تبنّي الإسلام السياسي أو العلمانية المطلقة، بل في صياغة نموذج متوازن يستفيد من التجارب العالمية ويحقق الاستقرار الداخلي.

التحدي الأكبر اليوم ليس فقط في اختيار شكل النظام السياسي، بل في قدرة الكرد على تأمين استقلالهم السياسي بعيدًا عن إملاءات القوى الخارجية، والسعي لتأسيس كيان يعكس تطلعاتهم دون أن يكون مجرد أداة في معركة النفوذ الإقليمية.

وفي ظل هذا المشهد، لا يبدو أن كردستان تمتلك خيارات سهلة أو واضحة، فبين مشروع إخواني يهدد هويتها القومية، وعلمانية مدعومة غربيًا قد تصطدم بعقبات داخلية وخارجية، يبقى البحث عن نموذج سياسي متزن هو التحدي الأكبر. مع استمرار التحولات الإقليمية، يبقى مستقبل كردستان رهن قدرتها على صياغة هوية سياسية مستقلة، قادرة على التفاعل مع التحولات الدولية دون التفريط في حقوقها ومصالحها الاستراتيجية.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

مقالات مشابهة

  • إشكالية الهوية بين الوطنية والقومية
  • اتحاد المغرب العربي بعد 36 عام إلى أين؟
  • إشكالية الهوية الكردية في علاقتها بالدين والسياسة والتوازنات الإقليمية
  • تصفيات مونديال 2026: الجزائر وتونس ومصر والمغرب للتقدم خطوة إضافية.. والسودان أمام فرصة تاريخية
  • ندوة في مأرب تدعو إلى تعزيز دور الإعلام في دعم مسار استعادة الدولة
  • إعلام إسباني: المغرب يشهد ثورة صناعية مذهلة
  • نحن الآن في أخطر مفترق طرق
  • البطريرك يوحنا العاشر يستقبل أمين عام اللقاء الأرثوذكسي وشؤون الطائفة الأرثوذكسية
  • حدود ثابتة وجدران داخل الدول
  • وزير الإعلام: مشروعنا الرياضي يتطلب التخلص من إعلام الأندية .. فيديو