قائد القوات الجوية بالحرس الثوري: إسرائيل بعثت برسالة لإيران عبر مصر
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
كشف قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني حاجي زادة، أن إسرائيل بعثت برسالة لإيران عبر مصر لتجنب الرد على الهجوم على القنصلية في دمشق.
وتحدث اللواء حاجي زاده، خلال تجمع في حوزة قم العلمية حول عملية "الوعد الصادق"، معتبرا أن "توسيع الحرب كان مكلفا بالنسبة للكيان الصهيوني، حيث أن تورط الكيان في هذه الجريمة ضد إيران كان خطأ في الحسابات، فقد ظنوا أن إيران لن ترد على جريمتهم وأن قوى المقاومة ستتحرك بدلا منها".
وذكر اللواء حاجي زاده أن "إسرائيل أرسلت رسالة عبر وزير الخارجية المصري لمنع الرد الإيراني، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الراحل حسين أمير عبداللهيان لعب دورا نشطا في دبلوماسية عملية "الوعد الصادق".
وكشف أن حوالي 221 مقاتلة إسرائيلية كانت على أهبة الاستعداد لمنع هجمات إيران، وقال: "عملية "الوعد الصادق" كانت حاسمة.. فنظرا لاحتمال قيام إسرائيل بعمل استباقي ضد إيران، فقد تم تنفيذ العملية في أسرع وقت ممكن".
وشدد قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني على أن "عملية "الوعد الصادق" كانت عملية عقابية ومحدودة وواسعة النطاق، وتم فيها تدمير قاعدتين استخباراتيتين لعبتا دورا في مقتل قادة عسكريين إيرانيين في سوريا"، معتبرا أن "فشل قوة الردع الإسرائيلية يعادل الانهيار"، وقال: "الآن اكتسب محور المقاومة الروح وانقسم تاريخ المنطقة إلى قبل وبعد عملية "الوعد الصادق"، وكانت نتيجة هذه العملية قوة ردع جيدة ومثالية للجمهورية الإسلامية، وفي ظل هذا النصر تحسنت الحالة الاقتصادية ومعنويات الشعب وازدادت اللحمة الوطنية".
وذكر حاجي زاده أن 20% من القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية استخدمت في عملية "الوعد الصادق"، وقال: "أنظمة الدرع الصاروخية الإسرائيلية لم تتعرض للهجوم لأنها كانت قريبة من المدن الكبرى وإذا استمرت الحرب مع إسرائيل فلن يستغرق تدمير إسرائيل الكثير من الوقت".
وكان الطيران الإسرائيلي استهدف في الأول من أبريل الماضي مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، وأعلن الحرس الثوري الإيراني، أن الهجوم أسفر عن مقتل عميدين في صفوفه و5 من الضباط المرافقين لهما.
وردت إيران بهجوم صاروخي وبالطائرات المسيرة على إسرائيل مستهدفة قاعدتين عسكريتين، فيما نفذت إسرائيل هجوما محدودا بمسيرات على منشأة عسكرية في أصفهان.
المصدر: RT+ تسنيم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار سوريا الجيش الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني الهجوم الإيراني على إسرائيل الوعد الصادق
إقرأ أيضاً:
يهود إسرائيل يحجون إلى جنوب لبنان.. عملية سرية عند قبرٍ قد يُشعل فتيل أزمة
دخلت مجموعة من المستوطنين اليهود صباح اليوم الى قبر العباد الواقع ضمن الأراضي اللبنانية في اطراف بلدة حولا ضمن "زيارة دينية" نظمتها قوات الإحتلال الإسرائيلي الى الموقع الذي يدعي الاسرائيليون انه تابع للحاخام آشي.وفي مشهد يعكس التوتر المستمر على الحدود اللبنانية الجنوبية كان أقدم نحو 70 متدينًا يهوديًا، قبل أسابيع، على اختراق الحدود من جهة فلسطين المحتلة نحو الأراضي اللبنانية، مدفوعين بقناعات دينية ترتبط بأحد المواقع التي يعتبرونها "مقدسة". وكشفت الحادثة عن بُعد جديد من الصراع حول النقاط الحدودية المتنازع عليها، وعلى رأسها تلة الشيخ عباد.
تلة الشيخ عباد: موقع جغرافي أم بُعد ديني؟
تقع تلة الشيخ عباد عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بين بلدة حولا اللبنانية والمستوطنة الإسرائيلية مرغليوت، التي أُقيمت على أنقاض قرية هونين الفلسطينية المهجرة. تتمتع هذه التلة بأهمية استراتيجية بالغة، حيث تطل على مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية وأجزاء من شمال فلسطين المحتلة، مما جعلها نقطة مراقبة حيوية للجيش الإسرائيلي، الذي أقام فيها برجًا للمراقبة والتجسس مزودًا بأحدث المعدات. لكن الأهمية العسكرية ليست وحدها التي جعلت هذه التلة بؤرة للتوتر. فمنذ عقود، تُثار روايات متضاربة حول هويتها الدينية. بينما يؤكد اللبنانيون أن التلة تحوي مدفن الشيخ عباد، وهو ناسك زاهد عاش قبل مئات السنين واشتهر بورعه، في حين تدّعي الروايات الإسرائيلية أن الموقع يضم قبر الحاخام آشي، أحد أبرز محرري التلمود البابلي في القرن الخامس الميلادي. هذه الروايات المتضاربة زادت من تعقيد المشهد، خاصة بعد انسحاب الاحتلال من جنوب لبنان عام 2000، عندما تم ترسيم "الخط الأزرق" الذي قسم التلة إلى نصفين، جزء تحت سيطرة لبنان، وآخر تحت السيطرة الإسرائيلية، لينقسم القبر الموجود هناك إلى قسمين.وحسب معلومات عن مصادر ميدانية، أكّدت لـ"لبنان24" أنّه خلال فترة الهدنة الأخيرة، تم تجديد وصيانة القبر بسرية، وسربت معلومات عن زيارة يخطط لها الكيان الإسرائيلي لمجموعة من المتدينين كرحلة إلى القبر في السابع من آذار، وهذا ما حصل بالفعل اليوم.
وقالت منظمة "دورشي يهوداخ" التابعة لجماعة بريسلوف الحسيديم إن "الجيش الإسرائيلي نفذ قبل شهر من السابع من تشرين الأول غارة وحرك سياج الحدود مترين إلى الوراء، تاركا قبر الحاخام أشي خلف السياج، ما سمح للإسرائيليين بالدخول الكامل إلى القبر، بعد أن قاموا بطلائه باللون الازرق. وزعمت المنظمة أن هدف الحسيديم هو "الصلاة من أجل شعب إسرائيل" ونقل رسالة إلى الجيش الإسرائيلي بشأن إعادة السياج إلى موقعه الأصلي ومنح الدخول المجاني لليهود للصلاة في الموقع.
وعلى مر السنين، لم تكن التلة مجرد نقطة خلاف حدودية، بل تحولت إلى رمز للصراع الأيديولوجي والتاريخي. فمنذ احتلال فلسطين عام 1948، عمدت إسرائيل إلى فرض رؤيتها التاريخية على العديد من المواقع في الجنوب اللبناني، مستخدمة ذلك كأداة سياسية لترسيخ نفوذها في المنطقة. ومع انسحابها من الجنوب عام 2000، استمر النزاع على التلة التي ظلت في مرمى الأطماع الإسرائيلية. وفي هذا السياق، تحولت زيارات المتدينين اليهود إلى المنطقة، رغم حساسيتها الأمنية، إلى وسيلة ضغط على الحكومة الإسرائيلية، حيث يطالب هؤلاء بالسماح لهم بالدخول بحرية إلى الموقع الذي يعتبرونه جزءًا من "تراثهم الديني".
ولطالما انتهجت إسرائيل سياسة المماطلة والتسويف في معالجة الملفات الحدودية العالقة مع لبنان. فرغم وضوح القرارات الدولية التي تفرض عليها الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، إلا أنها ما زالت تحتفظ بمواقع حدودية متقدمة، من بينها التلال الخمس التي تسيطر عليها اليوم في الجنوب اللبناني. هذه المواقع، التي تشمل تلة الحمامص وتلة العويضة وتلة العزية وجبل بلاط وتلة اللبونة، تشكل شريطًا استراتيجيًا يمنح الاحتلال قدرة رقابية واسعة على الأراضي اللبنانية. ولم تتوقف هذه السياسة عند الجوانب العسكرية فقط، بل امتدت إلى التلاعب بالتراث والتاريخ، كما هو الحال في تلة الشيخ عباد، حيث زعمت إسرائيل أن المدفن الموجود هناك يعود إلى أحد حاخاماتها، متجاهلة الوثائق والشهادات التاريخية التي تؤكد أن الموقع يعود للشيخ عباد، وهو ما أثار جدلاً واسعًا على مدى السنوات الماضية.
في ظل استمرار هذا النزاع، تبدو المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة. فلبنان يتمسك بحقه في استعادة كل شبر من أراضيه، مستندًا إلى القرارات الدولية، فيما تحاول إسرائيل فرض وقائع جديدة على الأرض، عبر سياسات التهويد والتبرير الديني.. ويبقى السؤال: هل يمكن أن يؤدي التصعيد المتكرر حول هذه النقاط المتنازع عليها إلى مواجهة جديدة ؟ أم أن الحل الدبلوماسي، برعاية أممية، قادر على منع تفجر الأوضاع؟ المؤكد أن تلة الشيخ عباد والتلال الخمس الأخرى ستظل نقاطًا ساخنة، تعكس حقيقة الصراع المستمر بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، حيث تتشابك المصالح العسكرية والدينية والسياسية في بؤرة واحدة من أكثر المناطق توترًا في الشرق الأوسط.