صحيفة التغيير السودانية:
2024-07-01@20:09:36 GMT

أم قرون ودواس الساسة الذكوريين!

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

أم قرون ودواس الساسة الذكوريين!

 

أم قرون ودواس الساسة الذكوريين!

بثينة تروس

حكاية ام قرون التي فرضت على الفضاء العام (يا أم قرون انت أساس) هتاف في مؤتمر (تقدم) ضمن مساعيهم الجادة من اجل السلام ووقف الحرب، وتأكيدهم الحثيث في انهم لا يمثلون جميع القوي المدنية، وهذا من باب الحق وليس الحياد، فنحن في الأصل دعاة سلام.. ذاك الاستدعاء لأم قرون من واقعها المنسي، مسكينة هي، وقع عليها عنف الدولة، وكلفة الحروب العبثية منذ فجر تأسيس الدولة.

. وفي حرب 15 ابريل باسمها تمت سرقة الجنجويد (الحديد) ونهب البيوت.. كما فضحت النقاشات حوله ازمة الهوية السودانية، والاستعلاءات الاثنية الضيقة من أوهام التمسح بالعروبة، التي ذبح في سبيلها الاخوانيون ثوراً اسودا فرحا بانفصال الجنوب، كما اسهمت فيها مليشيات الجيش في حروب التطهير العرقي..

وظلت ام قرون مطوية ومقصيه في مناهج التعليم، الجهادية الاسلاموية، في مقصورة الامتعة، بعيداً عن سهام بنت من بنات الخرطوم، والهام بنت من بنات حلفا تلاقيتا في القطار، حيث تزور الهام عمتها التي تقطن (غرب دار الإذاعة)! دار الإذاعة التي ارهقت المواطنين تحت الحرب الحالية ما بين احتلال الدعم السريع لها وفشله في ان يستخدمها في إذاعة بيانه الأول! وبين تحرير الجيش لها، وفشله في ان يعلن من خلالها ان البلاد في امان من الدعم السريع، وقبلاً كانت قبلة لبيانات الضابط المغامرين فبيان وحيد منها كان كفيل ان يخول للمؤسسة العسكرية دكتاتورية الحكم المطلق، حتي يثور الشعب عليها مقدماً أبناؤه شهداء أو كباش فداء لثورات مجهضة.

هذه التباينات السياسية هي نتاج احتكار الدولة للعنف، واستخدام وسائل التفرقة العنصرية، لذا فات على الكثيرين، ان الاستخدام الفطير لقضايا المرأة، من الجانبين، وبهذه الصورة الحماسية السمجة، لم يحل في السابق، ولن يحل في الحاضر القضايا الشائكة للمرأة، لأنه لا يعدو أن يكون استخداما لها كأداة من أدوات الاعلام الدعائي، وكغطاء سياسي جهوي من قبل الأطراف المتحاربة، وهو إذن لن يرفع عن كاهلها التمييز والذل الممنهج، ولن يوقف حرباً.. بل أكثر من ذلك يؤكد على فداحة العقل الذكوري الراهن، في عدم الثقة في ان النساء جديرات بصنع السلام، وفاعلات في حل النزاعات، كما هن فاعلات في صناعة التغيير، وأنهن لسن بديكور او اعلان سياسي، بل هن صاحبات الوجعة، يقع عليهن عبء الحروب، والانتهاكات من قبل الدعم السريع، وكذلك من قبل الجيش وميليشياته، من المستنفرين، والجهاديين.. اما جنوح المدافعين والمهاجمين واندلاق حبرهم، في ان طرفي القتال لا يتساويان! ومعركة الانحيازيات البئيسة، فهو لا يحدث فارقا يذكر في وطن تطهي فيه النساء أوراق الشجر حتى لا يموت صغارهن من الجوع والمسغبة.

فهلا افقتم من سبات الاماني، والانحيازات الحزبية الضيقة، ووراثة الشحناء المدنية، لتوقفوا حرباً قد تتطاول لسنوات! وحتى ذلك الحين هلا أحطتم علماً بكيف تصنع بهن الحرب؟ لا سبيل للحصر، ولكن ستجدون تلك الاخوات الثلاث في ود مدني السني اللائي لا يرفعن صوتهن في النهار الا همساً، حتي لا يعرف دعامة الارتكاز امام منزلهن ان هنالك نسوة شابات، فهن يخشين حين يغيب وعي هؤلاء(الجنجويد) ليلاً، وهم صبية اغرار نفخهم غروراً حملهم لأسلحة فتاكة، وغلبتهم علي جيش كان يستخدمهم لصناعة الموت.

وبالتأكيد سوف تخزيكم مخاوف تلك الشابة التي نهب المستنفرون من ديارهم ما تبقي! فندهت كل الأنبياء والصالحين، بعد ان سكبت على سحنتها كل ما من سبيله ان ينفر ويصرف شر المتحرشين جنسياً بها. ولن

تجدوا الشجاعة الكافية لتخيل ما الذي يمكن ان يحدث للنساء في المعتقلات من الانتهاكات، وللنازحات واللاجئات داخل سوح المدارس، والبيوت المهجورة، وماَسي من هن خارج حدود البلاد، بلا وجيع ولا داعم مالي. هل يا تري يعلم المتاجرون بقضاياهن من الداعمين لاستمرار الحرب هذا الجحيم؟ إن الذين لا يرجون ان تنطفي نيرانها، غارقين في الفساد والاتجار فيها، انها سوق تنتفخ فيه الجيوب، وتلمع فيها أسماء اللايفاتية الكذوب، الذين يوجهون سهامهم الصدئة للقوي المدنية بدلاً عن طرفي القتال.

الشاهد ان استمرار الحرب لدي الفلول هو من باب الثأر لسلطة مفقودة، وهيبة منتزعة من انهزام المشروع الإسلاموي، ولقادة الحركات المسلحة الانقلابية البرهانية من أمثال مالك عقار (انا الرجل التاني في الدولة دي) لا تعبأ بالحد من المعاناة الإنسانية، ولقد فضح امرهم بعد اتفاقية السلام، فلا هم حموا عرض أم قرون، ولا عروض نساء الهامش في مناطقهم! كما أنهم غير جديرين بفض النزاعات، ولا يهمهم إنقاذ أجيال الشباب من ويلاتها. أما الذين يتلهون بالضحك، والتصفيق من تصريحاته (لا ماشين جدة ولا ماشين جدادة)، هم تربية اخلاق المشروع الاسلاموي الكيزاني في (صرف البركاوي) و(أمريكا تحت مركوبي) و (اغتصاب الجعلي للغرابية شرف) فهي تصريحات جوفاء لن تستر عرضا، ولن تحفظ ارضا، ولن تجلب السلام.

الوسومأم فرون الذكورية بثينة تروس حرب السودان مؤتمر تقدم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الذكورية حرب السودان مؤتمر تقدم

إقرأ أيضاً:

الحرب تفاقم معاناة آلاف مرضى السرطان بالسودان

بعد اندلاع الحرب أصبح الآلاف من مرضى السرطان في السودان مهددين بالخطر ويواجهون الموت.

التغيير: وكالات

ضاعفت الحرب معاناة مرضى السرطان في السودان بسبب صعوبة حصول الكثيرين منهم على العلاج اللازم بعد تقلص عدد مراكز الاستشفاء إلى اثنين فقط أحدهما لا يتوفر فيه العلاج بالأشعة.

ويضطر المرضى الذين يتعالجون بالإشعاع إلى الانتظار طويلاً قبل تلقي الرعاية المطلوبة في مستشفى مروي للأورام- شمال السودان وهو الوحيد بالبلاد الذي يقدم العلاج الإشعاعي.

وبعد خروج عدد من المراكز العلاجية الرئيسية مثل مركزي الأورام في مدينتي الخرطوم ومدني اضطر المرضى إلى البحث عن مراكز اخرى مثل مركز الشرق في مدينة القضارف شرقي السودان الذي اصبح يستقبل فوق طاقته الاستيعابية بالرغم من عدم توفيره العلاج بالأشعة الضروري لبعض الحالات.

واضطر بعض المرضى إلى اللجوء لمستشفى مروي شمال السودان الذي يبعد حوالي 1000 كيلو متر عن مدينة القضارف.

وبسبب طول الرحلة بين القضارف ونهر النيل وكثرة الارتكازات الأمنية في الطريق يطالب سائقو سيارات الإسعاف بمبالغ ضخمة مقابل نقل المرضى تصل في بعض الأحيان إلى 4000 دولار وهو ما لا يتوفر لدى الكثير من أهالي المرضى بسبب انعدام مصادر الدخل وتوقف المرتبات للموظفين.

وأصبح أكثر من 40.000 من المرضى بالسرطان في السودان مهددين بالخطر ويواجهون الموت إذا لم يحصلوا على الرعاية- بحسب منظمة ايكانسر البريطانية.

استراحة جوانا أمل

ونشرت منظمة الصحة العالمية، في مايو من العام المنصرم، تقريراً نبهت فيه  إلى انهيار نظام الرعاية الصحية في السودان خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي تعاني نقصاً كبيراً في الموظفين والأدوية والمعدات.

وبحسب المنظمة العالمية فإن 70% من المستشفيات في السودان خرجت عن الخدمة كلياً أو جزئياً.

بعض المرضى الذين تعافوا حدثت لهم انتكاسات وعاد إليهم المرض بسبب قلة أو انعدام المتابعة الطبية أو ارتفاع أسعار الأدوية والجلسات. كما ان انقطاع المرتبات قطع العلاج للكثيرين ليضطروا الى اعادة الجرعات من جديد وهو ما يكلف مبالغ طائلة.

واستقبل مركز القضارف العام الفائت فقط 900 مريضاً بالسرطان مقارنة بـ300 او 400 في الاعوام التي سبقت كما ان الامدادات الطبية لا تلبي سوى 25% من الاحتياجات.

وبعد اندلاع الحرب في الخرطوم نزح عدد كبير من المرضى تجاه المعهد القومي للسرطان في ولاية الجزيرة بمدينة ود مدني ليسجل المعهد 1723 حالة جديدة في مايو 2023 قبل أن يتوقف مشفى مدني نفسه في ديسمبر من ذات العام.

ويتم توفير الاستراحات للمرضى الذين لا يملكون المأوى والغذاء بمجهودات شعبية من المنظمات والجمعيات المدنية. وكانت مبادرة (جوانا أمل) أعلنت في وقت سابق وجود وفيات وسط اطفال مرضى السرطان وحذرت من تفاقم الازمة.

ومؤخرا قللت وزارة الصحة السودانية، من الحديث المتداول عن نفاد جرعات العلاج الكيماوي للأطفال وتوقفه.

وذكرت الوزارة في بيان صحفي، أنه تم استلام أدوية علاج مرض السرطان من الهلال الأحمر الكويتي بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والتي تكفى لأكثر من شهرين والخاصة بعلاج الأطفال.

الوسومالحرب السودان القضارف المعهد القومي للسرطان جوانا أمل كسلا مدني مرضى السرطان مروي نهر النيل ولاية الجزيرة

مقالات مشابهة

  • فلسطين تبحث مع منظمات أممية ودولية الجهد الإغاثي في غزة
  • بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين
  • الحوثي يصعِّد عسكرياً لإفشال جهود السلام وإعادة إشعال الحرب- انفوجرافيك
  • د. عنتر حسن: لم نعي الدرس!!
  • التيار الحرام
  • الحوثي يصعد عسكرياً لإفشال جهود السلام وإعادة إشعال الحرب
  • أنصر جيشك ظالماً أو مظلوماً
  • الحرب تفاقم معاناة آلاف مرضى السرطان بالسودان
  • فرص السلام .. و جاهزية “تقدم”
  • مؤشر عالمي… اليمن الدولة الأقل سلمية على مستوى العالم