اجتماع للناتو على وقع ضغوط للسماح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
يجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في براغ، الخميس، في ظل دعوات متزايدة لأبرز بلدان التكتل العسكري لرفع قيود تمنع كييف من استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا.
وسيركز الاجتماع الذي يتواصل على مدى يومين في العاصمة التشيكية على الجهود الرامية للتوصل إلى حزمة دعم لأوكرانيا في قمة الناتو المزمع عقدها في واشنطن في يوليو المقبل.
لكن النقاش الدائر بشأن إن كان يتعين السماح لكييف باستخدام الأسلحة التي تلقتها من داعميها الغربيين لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية يهيمن على الاجتماع.
وتضغط أوكرانيا على داعميها، وخصوصا الولايات المتحدة، للسماح لها باستخدام الأسلحة البعيدة المدى التي يزودونها بها لاستهداف الأراضي الروسية.
ورفضت الولايات المتحدة وألمانيا حتى الآن السماح لكييف بشن ضربات عبر الحدود خشية أن يؤدي ذلك إلى جرهما باتجاه مواجهة مباشرة مع موسكو، وفقا لفرانس برس.
وقبل اجتماع الناتو الذي يبدأ بمأدبة عشاء الخميس، قال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، مرارا إن الوقت حان للدول الأعضاء لإعادة النظر في هذه القيود التي تعرقل قدرة كييف على الدفاع عن نفسها.
وبدا أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بدّل موقفه، الثلاثاء الماضي، عندما قال إنه ينبغي السماح لأوكرانيا بـ"تحييد" قواعد في روسيا تستخدم لشن ضربات.
لكن المستشار الألماني، أولاف شولتس، شدد على أن على أوكرانيا التحرك ضمن حدود القانون مع التنويه إلى أن برلين لم تزود كييف بالأسلحة لاستخدامها في ضرب روسيا.
وعبر الأطلسي، شدد البيت الأبيض بأنه ما زال يعارض استخدام أوكرانيا أسلحة أميركية لضرب أهداف روسية، رغم أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ألمح إلى إمكانية تغيير هذه الاستراتيجية.
من جانبها، ردت موسكو بقوة إذ حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من "عواقب خطيرة" حال إعطاء البلدان الغربية أوكرانيا الضوء الأخضر.
وتأمل الأطراف الداعية إلى تخفيف القيود على كييف بأن يزداد الزخم لدفع الولايات المتحدة وغيرها لتغيير موقفها في وقت تواجه كييف صعوبة في التصدي للهجوم الروسي في منطقة خاركيف.
وقال دبلوماسي من إحدى بلدان الناتو "من الواضح أن أفكار ماكرون تساعد الحلفاء الذين يؤمنون بوجوب تغيير هذه القاعدة".
وأضاف "آمل أن تأخذ النقاشات في الولايات المتحدة أفكار ماكرون في عين الاعتبار".
حزمة دعم لأوكرانيا
ويحاول الوزراء في براغ التوصل إلى حزمة دعم مرضية لأوكرانيا في وقت ما زالت تطلعاتها للانضمام إلى الحلف في نهاية المطاف حلما بعيد المنال.
وبعدما كثّفت ضغوطها في هذا الصدد خلال قمة العام الماضي، تلقت كييف ردا حازما من بلدان في الناتو على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا يفيد بأن عليها ألا تتوقع أي تقدم ملموس باتجاه الانضمام إلى الحلف في واشنطن.
ويعمل ستولتنبرغ بدلا من ذلك على دفع أعضاء الحلف لعرض التزامات واضحة وعلى عدة سنوات بشأن حجم المساعدات التي سيقدمونها لأوكرانيا في المستقبل.
وطرح الشهر الماضي مبلغا إجماليا يهدف إليه قدره 100 مليار يورو (108 مليارات دولار) على مدى خمس سنوات، لكنه لم يلق آذانا صاغية في أوساط الحلفاء الذين اعتبروا أن تفاصيله غير واضحة.
وقال الدبلوماسي الغربي "يفهم الناس بأن عليك أن تعلن شيئا ما، لكنهم لا يريدون أن يكون الأمر فارغا".
ويشير دبلوماسيون إلى أن النقاش ما زال جاريا فيما يحاول الحلفاء تحديد ما يمكن أن تشمله أي تعهدات وكيفية تنظيمها.
ومن بين القضايا التي يبدو الناتو أقرب للتوصل إلى اتفاق بشأنها خطة للحلف لتسلم مهام تنسيق إمدادات الأسلحة لأوكرانيا من الولايات المتحدة.
وتولت واشنطن هذه المسألة حتى الآن فيما ابتعد الناتو عن التدخل في تسليم الأسلحة خشية استفزاز روسيا.
ويشير المدافعون عن الخطوة إلى أن تسليم هذه المسؤولية للحلف بالمجمل يمكن أن يساعد في حماية إمدادات الأسلحة مستقبلا من تداعيات عودة، دونالد ترامب، المحتملة إلى البيت الأبيض.
لكن آخرين يخشون أن يؤدي الأمر إلى مزيد من البيروقراطية.
وقال دبلوماسي غربي آخر إن "الأمل قبل كل شي هو عدم جعل النظام أقل فعالية مما هو عليه حاليا".
ويشير دبلوماسيون إلى أنه لتجنب أي معارضة من المجر التي تعد من أكثر بلدان الحلف ودية تجاه روسيا، أعطيت بودابست خيار عدم المشاركة.
وفي شأن متصل، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته براغ، الخميس، إن تشيكيا استثنائية في دعمها لأوكرانيا وتدريبها للقوات الأوكرانية وإرسالها للمعدات العسكرية لها.
وأوضح أن بإمكان الحلفاء "ردع أي عدوان عندما يكونوا متحدين، وهذا هو هدف حلف الناتو".
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم مع براغ لمكافحة التضليل، التي تم التوقيع عليها، "مهمة لأن إحدى جبهات التنافس مع روسيا هي جبهة المعلومات".
وتابع أن "المعلومات المضللة هي سم يتم دسه في ديمقراطياتنا من قبل الأنظمة المستبدة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: روسيا لم تبد أي استعجال لإنهاء حرب أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن روسيا أبدت ارتياحها لاقتراح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستبعاد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي كوسيلة لإنهاء الحرب، لكنها لم تُبد أي استعجال في التوصل إلى اتفاق.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير إخباري - إن الإدارة الأمريكية عرضت الفكرة ضمن حزمة مقترحات على مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين الأسبوع الماضي حيث تنتظر الولايات المتحدة رد كييف، المتوقع خلال اجتماع مع مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين في لندن في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفي حال توافقت المواقف الأمريكية والأوروبية والأوكرانية، فقد تُعرض المقترحات على موسكو.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله للصحفيين أمس: "سمعنا من واشنطن على مستويات مختلفة أن عضوية أوكرانيا في الناتو غير واردة، هذا أمر يُرضينا ويتوافق مع موقفنا" ومع ذلك، رفض بيسكوف التعليق على احتمالات التوصل إلى اتفاق لحل النزاع، وخاصةً بشأن الإطار الزمني بينما أعرب ترامب عن أمله في أن تتوصل أوكرانيا وروسيا إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وسلطت الصحيفة الضوء على تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال فيه إن موسكو لديها "موقف إيجابي" تجاه أي مبادرات سلام، لكن على كييف إظهار استعداد مماثل، مضيفا أن القتال استؤنف بعد وقف إطلاق النار الذي أعلنه في عيد الفصح، والذي لم يؤد فعليًا إلى توقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن دعوة بوتين لوقف إطلاق النار كانت على الأرجح مناورة تستهدف ترامب، الذي هدد بوقف محادثات السلام.
بدوره، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبل اجتماع هذا الأسبوع في لندن حيث أكد استعداد بلاده للتحرك بشكل بناء نحو إنهاء النزاع.
وقال زيلينسكي، في منشور على منصة (إكس)،: "يجب أن يكون وقف إطلاق النار غير المشروط الخطوة الأولى نحو السلام، وقد أوضح عيد الفصح هذا أن تصرفات روسيا هي التي تُطيل أمد الحرب".
ونوهت الصحيفة إلى أن محاولات إدارة ترامب لم تفلح للتفاوض على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن، ورغم أن الولايات المتحدة عقدت جولات متعددة من المحادثات، بما في ذلك أول حوار مباشر بين واشنطن وموسكو منذ العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، إلا أن هذه الجهود لم تُوقف القتال حيث تؤجل موسكو محادثات السلام، مُعتبرةً أن مكاسبها الميدانية تمنحها نفوذًا أكبر لتقديم أقصى قدر من التنازلات في المناقشات.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة ستنتقل إلى أولويات دبلوماسية أخرى إذا رأت أن التوصل إلى اتفاق غير ممكن في الأسابيع القليلة المقبلة.
وفي وقت لاحق، قال ترامب إن الولايات المتحدة "ستتجاهل" أي محاولة من موسكو أو كييف لعرقلة التقدم في اتفاق سلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا لطالما زعمت أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أمرا غير مقبول، معتبرة إياه تهديدًا مباشرًا لأمنها وتعديا على ما تعتبره مجال نفوذها حيث قال بيسكوف: "لا ينبغي أن تكون أوكرانيا عضوًا في حلف الناتو، ولا ينبغي أن يكون لديها أي احتمال للاندماج معه، سيُشكل هذا تهديدا للمصالح الوطنية للاتحاد الروسي، وهذا أحد الأسباب الجذرية للصراع".
ورد مسؤولون غربيون بأن الناتو تحالف دفاعي لا يُهدد موسكو، وأن لأوكرانيا، كدولة مستقلة، الحق في اختيار ترتيباتها وتحالفاتها الأمنية الخاصة.
وأوضحت الصحيفة أنه إلى جانب استبعاد أوكرانيا من حلف الناتو، تتضمن مقترحات إدارة ترامب اعترافا أمريكيا محتملا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، وتدعو فكرة أمريكية أخرى إلى اعتبار المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي في زابوريجيا منطقة محايدة يمكن أن تكون تحت السيطرة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الأفكار وضعت في وثيقة سرية قدمها كبار مسؤولي إدارة ترامب إلى نظرائهم الأوكرانيين في باريس يوم الخميس الماضي، كما تم تبادلها مع كبار المسؤولين الأوروبيين.. مشيرة إلى رفض بيسكوف يوم الاثنين التعليق على مقترحات السلام الأمريكية، باستثناء المقترح المتعلق بعضوية أوكرانيا في حلف الناتو، قائلًا إن جهود حل النزاع لا ينبغي أن تُعقد علنًا.