بوليتيكو: نتنياهو مستاء من تراجع بايدن عن دعم عقوبات ضد الجنائية الدولية
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
كشفت مجلة "بوليتيكو" عن "خيبة أمل" رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تراجع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن دعم عقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية بسبب إعلان مدعيها العام طلبه إصدار أوامر اعتقال بحقه ووزير حرب يوآف غالات بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ونقلت المجلة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن نتنياهو هاجم إدارة بايدن لرفضها جهود الحزب الجمهوري فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وقال "أنا مندهش وأشعر بخيبة أمل"، وذلك بعد تصريحات من البيت الأبيض أنه لن يدعم الجهود التي يقودها الجمهوريون في الكونغرس لشجب المحكمة الجنائية الدولية.
وتشير المجلة إلى أن تصريح البيت الأبيض شكل تراجعا عن الموقف السابق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أخبر في الأسبوع الماضي المشرعين أن قرار المحكمة كان "قرارا غير صحيح للغاية" وأن الإدارة ستعمل مع الكونغرس من أجل فرض عقوبات محتملة ضد المحكمة الجنائية الدولية.
ولكن نتنياهو شجب الموقف الأمريكي في مقابلة أجراها معه "ذي مورغان أورتاغوس شو" بإذاعة "سيروس أكس أم" التي تبث برامجها من خلال الأقمار الاصطناعية والإنترنت وستبث المقابلة يوم الأحد القادم.
وحصلت مجلة "بوليتيكو" على مقطع من المقابلة التي جرت، الأربعاء، وقبل بثها. وفيه قال نتنياهو: "قالت الولايات المتحدة إنهم، سيقومون، في الحقيقة بدعم قانون العقوبات، واعتقدت أن هذا هو الموقف الأمريكي نظرا لوجود اتفاق بين الحزبين وقبل أيام قليلة، والآن تقول إن هناك علامة استفهام".
وأضاف متحدثا إلى مورغان أورتاغوس، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية أثناء إدارة دونالد ترامب: "بصراحة، فأنا مندهش وأشعر بخيبة أمل".
وتشير المجلة إلى أن التعليقات تقدم دليلا جديدا عن الصدع المتعمق بين القادة الإسرائيليين والأمريكيين الذين اختلفوا حول الطريقة التي يجب فيها إدارة الحرب في غزة. وتجري إدارة بايدن محادثات مع الكونغرس حول أحسن الطرق للرد على طلب مذكرات الاعتقال، حيث يدفع الجمهوريون باتجاه مشروع قانون عقوبات أما الديمقراطيون فلم يقرروا بعد دعم المشروع أم لا.
وفي رده الأولي على قرار الجنائية الدولية، وصف بايدن القرار بـ "المشين" وقال إنه ساوى بين أفعال دولة ديمقراطية وجماعة متشددة. وقدمت النائبة الجمهورية عن نيويورك، إليس ستيفانيك وتشيب روي، النائب الجمهوري عن تكساس بداية الشهر مشروع قرار بفرض عقوبات على الجنائية الدولية، التي تستهدف أفرادا متهمين بجرائم حرب وإبادة وغير ذلك من الانتهاكات الدولية، لأنها قامت بالتحقيق بمواطنين أمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة بمن فيها إسرائيل.
وزادت الدعوات لمعاقبة المحكمة بعد إعلانها الأخير، ومع أن الولايات المتحدة ليست موقعة على نظامها الأساسي. ويطلب مشروع ستيفانيك- روي إلغاء تأشيرات ومنع استخدام أعضاء المحكمة ممتلكات لهم في الولايات المتحدة. ولا يعرف إن كانت هذه التوبيخات ستمرر في الكونغرس، وهو أمر صعب بعد معارضة الرئيس فرض عقوبات على المحكمة، حسب تقرير المجلة.
وقدمت المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض كارين جين- بيير الموقف الأخير للبيت الأبيض يوم الثلاثاء حيث قالت إن "العقوبات على الجنائية الدولية ليست أداة فعالة أو مناسبة لمعالجة مظاهر القلق الأمريكية"، لكنها أكدت أن الإدارة "ستعمل مع الكونغرس على خيارات أخرى تعالج تجاوزات الجنائية الدولية".
وكانت إدارة ترامب قد فرضت عقوبات على المدعية العامة السابقة للمحكمة ومنعت منح تأشيرات لمسؤولين فيها إلى جانب الحظر عليهم بعدم استخدام ممتلكات لهم في أمريكا. وتم رفع الإجراءات الجزائية هذه في عام 2021، حيث وصفها بلينكن بأنها "غير مناسبة وغير فعالة".
وقال الأستاذ في جامعة إنديانا ومؤلف كتاب عن الجنائية الدولية، ديفيد بوسكو: "يبدو أن الإدارة قررت، ورغم عدم ارتياحها باختيارات المدعي العام، عدم تكرار نهج ترامب" و "هذا عن المنظور ومن المحتمل أنه جزء من عدم التيقن بأن العقوبات ستترك أثرا".
ودافع نتنياهو في المقابلة عن نفسه، وزعم أنه وحكومته لم يمنعوا المساعدات عمدا عن غزة "نقدم نصف مليون طن من الطعام والدواء لغزة"، مدعيا أن "أعداء إسرائيل هم حماس وليس الشعب الفلسطيني"، وأن "هناك الكثير من الطعام و 3,000 سعر حراري لكل شخص. وهذا أعلى تقريبا بألف سعر حراري عن المعدل المطلوب"، على حد زعمه.
وزعم أن "إسرائيل ذهبت بعيدا من أجل حماية المدنيين خلال الحرب التي شنتها انتقاما من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، مشيرا إلى دولة الاحتلال "ترسل ملايين الرسائل النصية وتسقط الملصقات لإخبار المدنيين الإبتعاد عن الأذى"، حسب ادعاءاته التي نقلها تقرير المجلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو بايدن غزة امريكا غزة نتنياهو الاحتلال بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة الولایات المتحدة عقوبات على
إقرأ أيضاً:
علاقات قوية مع زعماء متطرفين.. مؤرخة أمريكية: نتنياهو يستقوى بدعم اليمين العالمي في مواجهة الضغوط الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقوى بدعم قوي ضمن ائتلاف غير رسمي يربط بين زعماء اليمين فى العالم".. هكذا تحدثت الفيلسوفة والمؤرخة الأمريكية سوزان شنايدر، نائبة مدير معهد بروكلين للبحوث الاجتماعية فى نيويورك والباحثة الزائرة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط.
تعليقًا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، قالت سوزان شنايدر: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، على وجه الخصوص، يحظى بالدعم الكامل من الزعماء المحافظين على مستوى العالم. وتابعت، لشرح رؤيتها، قائلة: لنلاحظ أولًا أن الرئيس الأمريكى جو بايدن، المنتهية ولايته، اعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية "فاضحًا". ومع ذلك، فإن ازدراء المحكمة الجنائية الدولية سوف يزداد عندما يحتل الرئيس المنتخب، الجمهوري دونالد ترامب، البيت الأبيض، خاصةً أنه في جميع أنحاء العالم، من المجر إلى الأرجنتين مرورًا بالهند، هناك العديد من القادة على رأس الدول الذين يزدرون هذا القرار. إنهم ينتمون إلى ائتلاف ناشئ يشكل يمينًا عالميًا، ومن أبرز شخصياته دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
مؤتمر سنويوللحق مكون أيضًا من مفكرين وإعلاميين يعتبرون عند البعض مؤثرين جدًا، أبرزهم بشكل خاص الإسرائيلى يورام هازوني الذي كان قريبًا من نتنياهو، ولكنه قبل كل شيء مؤسس المؤتمر الوطني المحافظ، الذي يعقد كل عام منذ عام ٢٠١٩ في أوروبا أو الولايات المتحدة. ويجمع هذا الحدث بعض الشخصيات الأكثر تأثيرًا داخل اليمين المتطرف، مثل نائب رئيس الولايات المتحدة المستقبلي، جي دي فانس، ومقدم البرامج التليفزيونية تاكر كارلسون، وفيكتور أوربان، والملياردير بيتر ثيل. إن حجم هذه الشبكات يبين لنا أننا وصلنا إلى وضع متناقض حيث أصبح القوميون المتطرفون، اليوم أكثر أممية من اليسار. ويجد نتنياهو تأييدًا واسعًا بينهم لتشويه سمعة المحكمة الجنائية الدولية وتصويرها على أنها هيئة دولية لا يحق لها التدخل في شئون دولة ذات سيادة.
وبالفعل، يعد الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي مقترحات لمعاقبة القضاة المشاركين في إصدار هذا القرار. كما هدد السيناتور ليندسي جراهام بفرض عقوبات على أي دولة تنفذ قرار المحكمة الجنائية الدولية، التي ليست الولايات المتحدة عضوًا فيها. ومن المؤكد أن نتنياهو سيزور أمريكا بعد وقت قصير من تولي ترامب منصبه في يناير ٢٠٢٥ لتسليط الضوء على قوة تحالفهما وتجاهلهما للقانون الدولي.
حلفاء مقربونوأضافت المؤرخة الأمريكية: كان نتنياهو حريصًا بشكل خاص، لسنوات عديدة، على تعزيز هذه العلاقات المميزة مع الزعماء القوميين، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في جميع أنحاء أوروبا. والمجر هي الحليف الأقرب لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي. وقد رأينا مثالًا على ذلك في شهر فبراير الماضى، عندما حاولت المجر منع تبني قرار أوروبي يدعو إلى وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط. وهذه العلاقة قديمة، حيث أصبح أوربان ونتنياهو أقرب بعد لقائهما الأول في عام ٢٠٠٥، عندما كانا في المعارضة. ثم في عام ٢٠١٥، تم إرسال أحد أعضاء الليكود إلى المجر لتنسيق العلاقات بشكل أفضل مع حزب فيدس بزعامة أوربان. وفي عام ٢٠١٧، استعان رئيس الوزراء المجري أيضًا بخدمات مستشار سياسي أمريكي، أوصى به نظيره الإسرائيلي، من أجل إطلاق حملة ذات إيحاءات معادية للسامية ضد جورج سوروس، ذلك أن هذا الملياردير والمحسن هو عدو هذين الزعيمين لأن مؤسسات المجتمع المفتوح التابعة له تدعم جمعيات حقوق الإنسان.
وفي عام ٢٠١٩، ساعد نتنياهو أوربان على الاقتراب من اليمين الأمريكي. وتوسط بالفعل نيابة عنه للسماح له بلقاء دونالد ترامب. واليوم يدفع فيكتور أوربان له الثمن، ويدعم بشكل كامل العمليات التي تنفذها إسرائيل في غزة. وردًا على مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، دعا أيضًا نتنياهو لزيارة المجر، على الرغم من أن بلاده من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية. ولذلك فإن هذا التجاهل للقانون الدولي، باسم السيادة الوطنية، سوف يستمر، حتى أن دولًا مثل فرنسا تبدي بعض التردد في تنفيذ مذكرة الاعتقال التي تستهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي.
معركة وجوديةإن الخطاب الذي نسمعه في الأوساط الترامبية، وحتى بين بعض الديمقراطيين، يجعل من إسرائيل قاعدة أمام الحضارة الغربية، حسبما تقول سوزان شنايدر. ومن وجهة النظر هذه، فإن معركة وجودية مصطنعة يمكن أن تدور رحاها بين العالم اليهودي المسيحي والإسلام. وكما فعلت الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر، فإن هذا الاتجاه يرى أن إسرائيل محقة في الاعتماد على القوة، والتصرف من جانب واحد، واحتقار الأمم المتحدة.
يُستخدم يوم ٧ أكتوبر بشكل عام من قبل اليمين العالمي لخدمة خطاب معادٍ للإسلام. ومن شأن هذه الهجمات أن تثبت أن التعايش مع المسلمين مستحيل، وهو أمر يمثل خطرًا على العالم. وارتفعت مقولة شاذة تزعم أنه "سوف يتم تدمير الغرب إذا استقبل "هؤلاء الناس"، وتحولت الأمور إلى "هم" أو "نحن".
تعمل دوائر المحافظين بنشاط على ربط معارضة حركة الحرب بحركة الووكيسم التي تنشط بشكل كبير في الجامعات، والتى تحولت إلى حركة تسعى لخلق الانشقاق ووضع أفراد المجتمع في صراع ضد بعضهم البعض، كما لو كانت عصابة تعمل على تقويض الولايات المتحدة. وبهذه الطريقة، يتم استخدام الصراع في الشرق الأوسط لخدمة أهداف داخلية.