شروط الأضحية من البقر والجاموس.. اعرف الوقت المحدد للذبح
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
الأضحية أعظم العبادات التي يقدمها المسلمون في عيد الأضحى المبارك، ومن أجل فهم أبعاد هذه السنة النبوية المؤكدة وأحكامها، كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، تستعرض «الوطن» شروط الأضحية من البقر، والعدد الذي تجزئ عنه الأضحية، فضلا عن شروط الأضحية، حسب ما أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي.
شروط الأضحية من البقرعن شروط الأضحية من البقر، أكدت دار الإفتاء، أن الأضحية من البقر والجاموس، يجب أن تكون قد بلغت سنتين، لضمان نضجها وكثرة لحمها، لتحقيق الفائدة القصوى للفقراء والمحتاجين من لحوم الأضاحي، مستندة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً إِلَّا أنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْن»، موضحة أنه يمكن استثناء شرط العمر إذا كان الحيوان لم يبلغ السنتين، ولكنه كثير اللحم وبلغ وزنه حوالي 350 كيلوجراما، إذ أنه يجوز في هذه الحالة التضحية به، لأن الهدف الأساسي من الأضحية وفرة اللحم.
وأوضحت الإفتاء، خلال حديثها عن شروط الأضحية من البقر، أنه تجزئ الشاة عن شخص واحد، بينما تجزئ البقرة أو الجاموس عن سبعة أشخاص، مستندة إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ»، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية تراعي مصالح العباد، ما يتيح التخفيف من بعض الشروط إذا تحققت الغاية الأساسية من الأضحية.
شروط ذبح الأضحيةوكان قد أوضح الأزهر الشريف، عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»، شروط الأضحية من البقر والجاموس، والتي جاءت كالتالي:
1- أن تكون من بهيمة الأنعام: تشمل الإبل، والبقر، والغنم، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 28].
2. بلوغ السن المعتبرة شرعًا: استنادًا إلى حديث جابر رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنْ الضَّأْنِ» (أخرجه مسلم).
- الجذع من الضأن: ما أتم ستة أشهر عند الحنفية والحنابلة، وما أتم سنة عند المالكية والشافعية.
- المسنة (الثني) من المعز: ما أتم سنة عند الحنفية والمالكية والحنابلة، وما أتم سنتين عند الشافعية.
- المسنة من البقر: ما أتم سنتين عند الحنفية والشافعية والحنابلة، وما أتم ثلاث سنوات عند المالكية.
- المسنة من الإبل: ما أتم خمس سنوات عند جميع المذاهب.
سلامة الأضحية من العيوب3. السلامة من العيوب المانعة: يجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تمنع إجزائها، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا يُتَّقَى من الضحايا؟ فقال: «أَرْبَعٌ: الْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي» (رواه أحمد).
الوقت المحدد لذبح الاضحية4. ذبح الأضحية في الوقت المحدد شرعًا: يجب أن يتم الذبح بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، إذا ذُبحت الأضحية قبل هذا الوقت أو بعده، فإنها لا تُجزئ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأضحية البقر عيد الأضحى المبارك صلى الله علیه وسلم ت ذ ب ح وا
إقرأ أيضاً:
"عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة
شهر شوال أوشك على الرحيل، وهو شهر مبارك، فيه تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عائشة رضي الله عنها فى السنة الأولى للهجرة، وهو أول أشهر الحج: "شوال، ذو القعدة، ذو الحجة"، وفيه يبدأ استعداد المسلمين لهذه الفريضة العظيمة، وقد شهد العديد من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، من أبرزها: غزوة بني قينقاع التى حدثت في السنة الثانية للهجرة، وكانت هذه الغزوة نتيجة لنقض بني قينقاع ـ وهم إحدى قبائل اليهود في المدينة ـ للعهود والمواثيق مع المسلمين، ومحاولتهم الاعتداء على امرأة مسلمة، وانتهت الغزوة بانتصار المسلمين وإجلاء بني قينقاع عن المدينة، وفيه غزوة أحد التى وقعت في السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة، ثم غزوة الخندق "الأحزاب": وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، حيث حاصرت فيها قوى مشركة متحالفة المدينة المنورة، وبفضل الله أولا، ثم بحكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومشورة سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، استطاع المسلمون الصمود وهزيمة الأحزاب. وغزوة حنين: كانت في شوال من السنة الثامنة للهجرة، حيث واجه المسلمون فيها قبيلتي هوازن وثقيف، وفي البداية حدث بعض التراجع في صفوف المسلمين، لكن بثبات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعودة المسلمين، تحقق نصر كبير.
وكانت غزوة الطائف، بعد غزوة حنين مباشرة في شوال من السنة الثامنة للهجرة، توجه المسلمون إلى الطائف لمحاصرة فلول هوازن وثقيف الذين تحصنوا فيها، وانتهى الحصار دون فتح، وعاد المسلمون إلى مكة.
وتتابعت وفود القبائل إلى المدينة المنورة فى شوال من السنة التاسعة للهجرة، لإعلان إسلامهم ومبايعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد سمى هذا العام "عام الوفود" وهو علامة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث شهد اكتمالا لجهود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نشر الدعوة وتوحيد العرب تحت راية الإسلام. وفيه تم إرساء دعائم الدولة الإسلامية القوية التي انطلقت منها الفتوحات فيما بعد، ونشرت نور الإسلام في أرجاء واسعة من العالم.
السبب الرئيسي لهذه التسمية هو الكثرة غير المسبوقة للوفود التي قدمت إلى المدينة في هذه السنة، بعد أن أظهر الله ـ عز وجل ـ قوة الإسلام وعزته بفتح مكة وهزيمة الأحزاب وغيرها، فأدركت القبائل العربية أن أى قوة لا تستطيع الوقوف في وجه هذه الدعوة المنتشرة. كما أن شخصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماحة الإسلام كانت عوامل جاذبة للكثيرين، وبقدوم هذه الوفود وإعلانها الإسلام وولائها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتسعت رقعة الدولة الإسلامية بشكل كبير، ولم يكن دخول هذه القبائل في الإسلام نتيجة للحروب أو الإكراه ـ كما يزعم بعض الحاقدين على الإسلام ـ بل كان عن قناعة وإدراك لقوة الإسلام ورسالته السامية، إذ لا يصح إسلام المكره، لقوله تعالى: "لا إكراه فى الدين.. "
ومع ازدياد أعداد المسلمين واتساع الدولة، بدأ تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل أوسع في مختلف جوانب الحياة، حيث وحد الإسلام بين هذه القبائل المتناحرة تاريخيا، وغرس فيهم مبادئ الأخوة والتآزر، ولم يبقَ إلا القليل من القبائل التي لم تدخل في الإسلام بحلول نهاية هذا العام، وأصبح لدى الأمة قاعدة واسعة من المسلمين الذين يحملون مسؤولية نشر الإسلام والحفاظ عليه من بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يومنا هذا.
وتجدر الإشارة إلى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستقبل الوفود بحفاوة وتكريم، ويحسن ضيافتهم. وكان يجلس معهم ويستمع إليهم، ويعلمهم أمور دينهم، ويجيب على أسئلتهم. وكان يرسل معهم معلمين وقراء لتعليم قومهم القرآن والسنة. كما كان يبرم معهم الاتفاقيات التي تحفظ حقوقهم وتوضح واجباتهم.
[email protected]