حقق باحثون من جامعة كامبردج فتحا كبيرا يساهم في مكافحة تغيّر المناخ، وذلك بعد اكتشافهم طريقة من شأنها تقليل البصمة الكربونية في إنتاج الأسمنت، ويعد إنتاجه أحد أكثر المشاكل شيوعا على مستوى العالم نظرا إلى حجم الاستهلاك.

ويعتبر الأسمنت المادة الأساسية في تكوين الخرسانة (الباطون)، ومن المعروف احتواؤه على نسبة عالية من الكربون لدى إنتاجه.

وتشمل عمليات إنتاج الأسمنت حرق الحجر الجيري في درجات حرارة عالية، مما يؤدي إلى انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. ومن المفارقات أنّ قِطاع صناعة الأسمنت ينتج انبعاثات ضارة أكثر مما تنتجه كافة رحلات السفر الجوية مجتمعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تسعير الكربون يُخفّض الاحترار العالمي وينقذ الفقراءتسعير الكربون يُخفّض الاحترار العالمي ...list 2 of 2تقرير أممي: سُدس الإمدادات الغذائية للبشر في خطرتقرير أممي: سُدس الإمدادات الغذائية ...end of list

وعلى الرغم من التأثير البيئي السلبي للأسمنت، فإنّ الطلب عليه في ارتفاع متزايد، مدفوعا بمشاريع البناء الضخمة في جميع أنحاء العالم. لذا يتطلب الأمر تدخلا عاجلا ومبتكرا ومستداما لعلاج المشلكة التي قد يؤدي تفاقمها إلى مآلات غير سارة.

صناعة الأسمنت تمثل وحدها نحو  8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية (بيكساباي) إعادة تدوير الأسمنت.. تغيير قواعد اللعبة

ولجأ الفريق البحثي إلى طرح طريقة مبتكرة لإعادة تدوير الأسمنت كي تتضاءل بصمته الكربونية على نحوٍ كبير، ويوضح البحث المنشور في مجلة "نيتشر"، أنّه يمكن إعادة تدوير الأسمنت باستخدام عملية موجودة في إعادة تدوير وصناعة الفولاذ (الصُّلب) دون التسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ويعتقد الباحث المشارك في البحث والخبير في الانبعاثات الصناعية "جوليان ألوود"، أنّ هذا الاكتشاف يمكن أن يؤدي إلى تحول هائل في إنتاج الأسمنت عالميا بسبب كلفته المنخفضة، كما يمكن أن يكون حلا واعدا لأزمة المناخ العالمية بسبب انخفاض الانبعاثات الضارة.

ويُنتَج الأسمنت عادة عن طريق تسخين الحجر الجيري في الأفران بدرجات حرارة عالية باستخدام الوقود الأحفوري (مادة للحرق)، وهي عملية تنبعث منها كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يُعد أحد أهم الغازات الدفيئة المؤثرة في الاحتباس الحراري.

وتمثل صناعة الأسمنت وحدها نحو 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية، ويُصنع كل عام نحو 14 مليار متر مكعب من الخرسانة، مع توقع بارتفاع هذا الرقم خلال السنوات القادمة.

وتقول وكالة الطاقة الدولية إنه إذا استمرت الانبعاثات الناتجة عن صناعة الأسمنت في الزيادة بهذا المعدل، فمن المؤكد أن التوازن الكربوني -الذي تتطلّع إليه حكومات العالم بحلول عام 2050- لن يتحقق، مع العلم أنّ هناك العديد من الجهود المبذولة لإنتاج أسمنت منخفض الكربون أو ما يُسمى بـ"الأسمنت الأخضر"، إلا أن كلفته الباهظة تقف عائقا أمام انتشاره على نطاق واسع.

ويعتقد باحثو جامعة كامبردج أنّ اقتباس عملية إعادة تدوير الفولاذ باستخدام أفران تعمل بالطاقة الكهربائية قد يكون حلا واقعيا وعمليا. يقول "ألوود" إنهم أجروا تعديلات معينة على هذه العملية، وكانت النتائج مبهرة عندما استخدموا خرسانة من أبنية قديمة مدمرة كي يُعاد تدويرها، وأنّ الأفران في هذا الابتكار بإمكانها أن تعمل بالطاقة المتجددة المستدامة، وهو ما يعني أنّ إنتاج الأسمنت والخرسانة سيكون شبه خال من الانبعاثات الضارة.

ويضيف: "بمجرد أن لا يكون للكهرباء أي انبعاثات ضارة فإن عمليتنا لن يكون لها أي انبعاثات كذلك". وقال إنه لا يمكن للبلدان والحكومات التي تعهدت باتفاقية باريس للمناخ في وقت سابق أن تعمل على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050 وهي تعتمد على إنتاج الخرسانة بشكله الحالي.

ويأمل الفريق البحثي أن يحصل على براءة اختراع في القريب العاجل كي تُعمم التقنية على أوسع نطاق للحد من الاحتباس الحراري قبل فوات الأوان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ انبعاثات ثانی أکسید الکربون صناعة الأسمنت إنتاج الأسمنت إعادة تدویر

إقرأ أيضاً:

البترول: ارتفاع إيرادات أبو قير للأسمدة إلى 28.87 مليار جنيه خلال 2024/2023

ارتفعت إيرادات شركة أبو قير للأسمدة إلى نحو 28.87 مليار جنيه خلال العام المالي 2023/2024، بزيادة نسبتها 57% مقارنة بالمخطط، و1% مقارنة بالعام السابق. كما حققت الشركة صافي ربح قدره 13.48 مليار جنيه بعد الضرائب، بزيادة 126% عن المخطط.

 

وأكد وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي، خلال اجتماع الجمعية العامة للشركة في الإسكندرية، أهمية النهج المؤسسي المحترف الذي تتبعه إدارة الشركة، مشيدًا بكفاءة العاملين في تعزيز القدرات الإنتاجية ودمج التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الإنتاجية والربحية، مع التركيز على خفض الانبعاثات الكربونية ودعم الاستدامة البيئية.

وأشار الوزير إلى الدور المحوري الذي تلعبه الشركة في تلبية احتياجات السوق المصري من الأسمدة، ودعم الأمن الغذائي، إلى جانب مساهمتها في التصدير للأسواق الخارجية. كما أثنى على جهود الشركة في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات لجذب استثمارات جديدة وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق الأوروبية، وفقًا لقانون CBAM.

من جانبه، أوضح المهندس عابد عز الرجال، رئيس مجلس إدارة الشركة، أن مصانع الشركة حققت نحو 8.85 مليون ساعة عمل دون إصابات خلال العام المالي 2023/2024، كما تجاوزت الخطة الإنتاجية بنسبة 9% والتسويقية بنسبة 5%. وأكد أهمية التوجه نحو التحول الأخضر، مشيرًا إلى دور الشركة الرائد في خفض الانبعاثات الكربونية، حيث تم بيع شهادات كربون منذ عام 2006، مع تحقيق خفض سنوي للانبعاثات يصل إلى 1.4 مليون طن.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى الشركة لتوسيع استثماراتها في المشاريع الخضراء، مثل مشروع شمال أبو قير للمغذيات الزراعية، الذي يهدف إلى استخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر بدلًا من الغاز الطبيعي لإنتاج الأمونيا الخضراء.

مقالات مشابهة

  • طلاب روس يبتكرون طريقة لإعادة تدوير الأشياء بالاعتماد على حشرة
  • البترول: ارتفاع إيرادات أبو قير للأسمدة إلى 28.87 مليار جنيه خلال 2024/2023
  • وزير الصحة: حجم إنتاج سوق الدواء بمصر يبلغ 300 مليار جنيه سنويا
  • شركة ناشئة تنجح في إعادة تدوير الألواح الشمسية بتقنيات واعدة
  • الوكيل: النمو الاقتصادي وانخفاض الانبعاثات الهدف الأول لاستراتيجية مصر لتغير المناخ 2050
  • الوكيل: النمو الاقتصادي وانخفاض الانبعاثات الهدف الأول لاستراتيجية مصر لتغير المناخ
  • “إياتا” يصدر خرائط طريق محسنة للسياسات والتمويل لتحقيق صافي انبعاثات صفرية
  • تقليل غازات الاحتباس الحرارى بمقدار 42 % في مطروح
  • شرطة أبوظبي تعزز الثقافة المرورية للعاملين في تدوير
  • أسعار الأسمنت اليوم الخميس 26-9-2024 في محافظة قنا