أسمنت خالٍ من الانبعاثات.. فتح جديد في طريق مكافحة تغيّر المناخ
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
حقق باحثون من جامعة كامبردج فتحا كبيرا يساهم في مكافحة تغيّر المناخ، وذلك بعد اكتشافهم طريقة من شأنها تقليل البصمة الكربونية في إنتاج الأسمنت، ويعد إنتاجه أحد أكثر المشاكل شيوعا على مستوى العالم نظرا إلى حجم الاستهلاك.
ويعتبر الأسمنت المادة الأساسية في تكوين الخرسانة (الباطون)، ومن المعروف احتواؤه على نسبة عالية من الكربون لدى إنتاجه.
وعلى الرغم من التأثير البيئي السلبي للأسمنت، فإنّ الطلب عليه في ارتفاع متزايد، مدفوعا بمشاريع البناء الضخمة في جميع أنحاء العالم. لذا يتطلب الأمر تدخلا عاجلا ومبتكرا ومستداما لعلاج المشلكة التي قد يؤدي تفاقمها إلى مآلات غير سارة.
ولجأ الفريق البحثي إلى طرح طريقة مبتكرة لإعادة تدوير الأسمنت كي تتضاءل بصمته الكربونية على نحوٍ كبير، ويوضح البحث المنشور في مجلة "نيتشر"، أنّه يمكن إعادة تدوير الأسمنت باستخدام عملية موجودة في إعادة تدوير وصناعة الفولاذ (الصُّلب) دون التسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويعتقد الباحث المشارك في البحث والخبير في الانبعاثات الصناعية "جوليان ألوود"، أنّ هذا الاكتشاف يمكن أن يؤدي إلى تحول هائل في إنتاج الأسمنت عالميا بسبب كلفته المنخفضة، كما يمكن أن يكون حلا واعدا لأزمة المناخ العالمية بسبب انخفاض الانبعاثات الضارة.
ويُنتَج الأسمنت عادة عن طريق تسخين الحجر الجيري في الأفران بدرجات حرارة عالية باستخدام الوقود الأحفوري (مادة للحرق)، وهي عملية تنبعث منها كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يُعد أحد أهم الغازات الدفيئة المؤثرة في الاحتباس الحراري.
وتمثل صناعة الأسمنت وحدها نحو 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية، ويُصنع كل عام نحو 14 مليار متر مكعب من الخرسانة، مع توقع بارتفاع هذا الرقم خلال السنوات القادمة.
وتقول وكالة الطاقة الدولية إنه إذا استمرت الانبعاثات الناتجة عن صناعة الأسمنت في الزيادة بهذا المعدل، فمن المؤكد أن التوازن الكربوني -الذي تتطلّع إليه حكومات العالم بحلول عام 2050- لن يتحقق، مع العلم أنّ هناك العديد من الجهود المبذولة لإنتاج أسمنت منخفض الكربون أو ما يُسمى بـ"الأسمنت الأخضر"، إلا أن كلفته الباهظة تقف عائقا أمام انتشاره على نطاق واسع.
ويعتقد باحثو جامعة كامبردج أنّ اقتباس عملية إعادة تدوير الفولاذ باستخدام أفران تعمل بالطاقة الكهربائية قد يكون حلا واقعيا وعمليا. يقول "ألوود" إنهم أجروا تعديلات معينة على هذه العملية، وكانت النتائج مبهرة عندما استخدموا خرسانة من أبنية قديمة مدمرة كي يُعاد تدويرها، وأنّ الأفران في هذا الابتكار بإمكانها أن تعمل بالطاقة المتجددة المستدامة، وهو ما يعني أنّ إنتاج الأسمنت والخرسانة سيكون شبه خال من الانبعاثات الضارة.
ويضيف: "بمجرد أن لا يكون للكهرباء أي انبعاثات ضارة فإن عمليتنا لن يكون لها أي انبعاثات كذلك". وقال إنه لا يمكن للبلدان والحكومات التي تعهدت باتفاقية باريس للمناخ في وقت سابق أن تعمل على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050 وهي تعتمد على إنتاج الخرسانة بشكله الحالي.
ويأمل الفريق البحثي أن يحصل على براءة اختراع في القريب العاجل كي تُعمم التقنية على أوسع نطاق للحد من الاحتباس الحراري قبل فوات الأوان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ انبعاثات ثانی أکسید الکربون صناعة الأسمنت إنتاج الأسمنت إعادة تدویر
إقرأ أيضاً:
مدير مكافحة العدوى بالمنوفية يتفقد مستشفى تلا في ثاني أيام عيد الفطر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجرى الدكتور أحمد فليفل، مدير إدارة مكافحة العدوى بمديرية الصحة بالمنوفية، جولة تفقدية في مستشفى تلا المركزي، ثاني أيام عيد الفطر المبارك، لمتابعة تطبيق إجراءات مكافحة العدوى داخل الأقسام المختلفة، بما في ذلك الطوارئ، العناية المركزة، الحضّانات، العمليات، والاستقبال.
خلال الجولة، تابع مدى التزام الفرق الطبية بمعايير السلامة الصحية، وطرق التخلص الآمن من النفايات الطبية، وارتداء وسائل الحماية الشخصية، وتعقيم الأدوات والمعدات الطبية.
كما لاحظ أن ترمومتر ثلاجة الأمصال يشير إلى درجة حرارة 0، فتم استدعاء مهندسة الصيانة، وتبين أن العطل في الترمومتر وليس في الثلاجة، ليتم استبداله فورًا لضمان كفاءة التخزين.
رافقه في الجولة الدكتور محمد علام، مدير المستشفى، الذي أكد استمرار الرقابة على إجراءات مكافحة العدوى لضمان بيئة آمنة للمرضى والعاملين.