كومباني: يجب عليك العمل 24 ساعة يوميًا
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
عن تشكيل الفريق، علق كومباني: "من المبكر الحديث عن اللاعبين
تحدث فينسنت كومباني عن تطلعاته مع العملاق البافاري وفلسفته الخاصة في العمل في مؤتمر تقديمه كمدرب جديد للبايرن اليوم الخميس.
اقرأ أيضاً : بايرن ميونخ يعين كومباني مدربا للفريق
وعن انطباعه الأول، قال كومباني: "الانطباع جيد، لقد قابلت أشخاصًا رائعين، أعرف حجم بايرن وأنا فخور للغاية ومتحمس للتواجد هنا، كما أعلم يمكن بدء الموسم من الآن، تحدثت كثيرًا مع ماكس إيبرل وكريستوف فرويند، وحقيقة تواجدي هنا تعني أنهم قاموا بعمل جيد" (ضاحكًا).
وفيما يتعلق بفلسفته، قال: "نشأت في شوارع بروكسل وفي أكاديمية أندرلخت. يجب أن تتحلى بروح الفريق، أريد أن يتمتع اللاعبون بالشجاعة والنزعة الهجومية، هذه هي شخصيتي".
وأضاف: "لعبت في أعلى المستويات في مسيرتي وأريد تمرير ذلك للاعبين. لن أقارن نفسي أبدًا بجوارديولا، فهو شخص مهم في مسيرتي. تحدثت مؤخرًا مع كارل هاينز رومينيجه وأولي هونيس وهما يدعماني، ولكن لا أريد أن تكون القناعة مبنية على ما حدث في السابق، بل من خلال عملي مع الفريق في أرض الملعب".
وتحدث عن أسلوب عمله قائلاً: "للعمل كمدرب، يجب عليك العمل 24 ساعة يوميًا، أركز بنسبة 100% على عملي، أنا محظوظ للغاية بتواصل الأندية معي واتخاذي للقرار: نعم يجب أن أذهب لبايرن".
وعن تشكيل الفريق، علق كومباني: "من المبكر الحديث عن اللاعبين ،أتطلع للعمل معهم وأريد أن أجد حجم الجوع الذي يتمتعون به. البايرن لم يكن بطلًا العام الماضي وسأبحث عن اللاعبين الجائعين بما يكفي للعب مع الفريق".
وواصل: "أتمتع بالحافز كل يوم وهدفي تحسين اللاعبين، أكثر ما يحفزني هو الوقت الذي لا تسير فيه الأمور بصورة جيدة سواء شخصيًا أو احترافيًا، هذه هي طبيعتي، بايرن نادٍ عظيم، لا أريد أن أملك أفضل اللاعبين بل أريد أن أملك أفضل فريق".
وأضاف: "سنناقش بشكل داخلي ما يحتاجه الفريق، نريد الفوز بكل مباراة وهذه ستكون أولوية لنا، وبالطبع هناك نهائي دوري الأبطال في ميونخ 2025، ولكن لن نحقق ذلك بالحديث. علينا العمل بقوة كل يوم".
كما تحدث عن ليروي ساني: "عندما كنت في التشامبيونشيب، شاهدت فقط مباريات تلك المسابقة، وهكذا الأمر في البريميرليج، لم يكن لدي وقت لمتابعة المزيد من كرة القدم. كان لدينا وقت جيد معًا في مانشستر، لم أكن قائدًا وحسب بل أكثر من ذلك، وسأحاول إخراج أفضل ما لديه وكذلك الأمر مع باقي اللاعبين".
وختم بالقول: "أعيش في عملي بشكل مكثف، وأنا على قناعة بأفكار ماكس وكريستوف للمستقبل ،نحن لدينا نفس الرؤية وهذا سبب تفضيلي للبايرن".
وعن الضغوطات، علق: "كل من يعرفني يعرف بأنني أتواصل كثيرًا. أحترم أنه سيكون للكثير من الأشخاص رأي في عملي، ولكن أركز على اللاعبين وعملي".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: بايرن ميونخ أرید أن
إقرأ أيضاً:
نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان
إن السودان اليوم يقف أمام مفترق طرق خطير، حيث يتهدد شبح التقسيم وحدة البلاد وسط صراع محتدم لم يرحم أحدًا، لا من انحاز لهذا الفصيل ولا من وقف في صف ذاك، ولا حتى أولئك الذين التزموا الحياد وظنوا أنهم بمنأى عن المحاسبة التاريخية. إن هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد سيحاكم الجميع، السياسيين الذين دعموا الحكومة الموازية، وأولئك الذين سعوا لشق الصف الوطني، وحتى من صمتوا عن قول الحق بينما كانت البلاد تتهاوى نحو الهاوية.
التجربة السودانية والانفصال الذي لم يكن درسًا كافيًا
لم يتعظ السودانيون من تجربة انفصال الجنوب في عام 2011، وهو الحدث الذي لا يزال يلقي بظلاله على مستقبل السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ففي ذلك الوقت، ظن كثيرون أن الجنوب سينفصل دون أن تتأثر بقية البلاد، وأن استقرار السودان سيظل مضمونًا، لكن الحقيقة جاءت بعكس ذلك. فقد أدى الانفصال إلى تدهور اقتصادي حاد، وفتح الباب أمام مزيد من الأزمات السياسية والأمنية، وأصبح السودان أضعف مما كان عليه.
واليوم، وبعد أكثر من عقد على ذلك الحدث، نجد أنفسنا في مواجهة تحدٍّ مشابه، وربما أشد خطورة، إذ تتكرر السيناريوهات نفسها، من النزاعات المسلحة، إلى التدخلات الخارجية، إلى صمت النخب التي كان يجب أن تكون صوت العقل والحكمة.
أمثلة تاريخية من العالم: كيف ضاعت الدول بسبب الانقسامات؟
إن التاريخ الحديث مليء بأمثلة لدول تفككت بسبب الصراعات الداخلية، ولم تعد كما كانت بعد ذلك:
تفكك يوغوسلافيا: كان هذا البلد موحدًا لعقود، لكن الحروب الأهلية والانقسامات العرقية والسياسية قادت إلى انهياره وتفتيته إلى دول صغيرة، بعضها لم ينجُ من الحروب حتى بعد الاستقلال.
تفكك الاتحاد السوفيتي: رغم كونه قوة عظمى، إلا أن الصراعات الداخلية والضعف السياسي ساهم في انهياره إلى مجموعة دول مستقلة، مما أدى إلى تغير جذري في الخارطة السياسية العالمية.
سوريا وليبيا واليمن: لم تنقسم رسميًا، لكنها تحولت إلى كيانات متصارعة ضمن الدولة الواحدة بسبب الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية.
المسؤولية الأخلاقية والوطنية على النخب والمثقفين
من الغريب أن نرى بعض ممن يدّعون المعرفة والعلم يسيرون في طريق يهدد وحدة السودان، وكأنهم لم يدركوا دروس التاريخ. إنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية جسيمة لأنهم لم يستغلوا مكانتهم في توجيه الرأي العام نحو الحلول التي تحفظ البلاد من التفكك. إن الانحياز الأعمى لأي طرف على حساب مصلحة الوطن، أو الصمت في اللحظات التي تتطلب موقفًا واضحًا، ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو جريمة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة الأجيال القادمة.
هذا التخوف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة قراءة متأنية لواقع مأزوم، تشكل عبر عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن عقلية النخب التي قادت البلاد لم تكن يومًا بعيدة عن النزعات العنصرية والجهوية، حيث ظل تكالبها على السلطة والثروة هو المحرك الأساسي لصراعات السودان المتكررة. لم يكن هدفها بناء دولة عادلة للجميع، بل كانت ترى في البلاد غنيمة تُقسَّم بين مكوناتها المتصارعة، غير آبهة بمصير العامة والبسطاء الذين دفعوا وحدهم ثمن هذه النزاعات من دمائهم وأرزاقهم وأحلامهم.
إن هذه النخب لم تكتفِ بإشعال الفتن، بل استغلت بساطة الناس وجهلهم السياسي لتجنيدهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بينما تظل قياداتها في مأمن، تتفاوض وتتقاسم النفوذ على حساب الوطن والمواطن. هذا الواقع، بكل تعقيداته، يجعل من خطر التقسيم تهديدًا حقيقيًا، وليس مجرد فرضية نظرية أو دعاية تخويفية، لأن البلاد تسير بالفعل نحو سيناريوهات مشابهة لما حدث في دول فقدت وحدتها بسبب الطمع السياسي والفساد الفكري لنخبها.
التحدي الذي يواجه الجميع: هل سيكتب التاريخ خيانة هذا الجيل لوطنه؟
إن السودان اليوم في اختبار حقيقي، والجميع معنيٌّ بالنتائج. فإذا استمرت البلاد في هذا المسار، فسيكتب التاريخ بأحرف من خزي أن هذا الجيل لم يكن على قدر المسؤولية، وأن قادته لم يرتقوا لمستوى الأخلاق والإنسانية والوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة الحرجة.
إن الصمت ليس خيارًا، والانحياز الأعمى ليس حلًا، والوقوف ضد المصلحة الوطنية لا يمكن تبريره. الخيار الوحيد هو الانتصار لوحدة السودان، والعمل على إنهاء النزاع، وتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.
zuhair.osman@aol.com