أردوغان: المفاوضات الروسية الأوكرانية فشلت بسبب الدول التي تدعم الحرب وتغذيها
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا فشلت بسبب الدول التي تدعم الحرب وتغذيها.
وقال أردوغان في كلمة خلال الإشراف على تدريبات عسكرية "EFES-2024" في مدينة إزمير غربي تركيا: "الحرب الروسية الأوكرانية دخلت عامها الثالث، وتركيا لعبت دورا مهما في تنظيم مفاوضات إسطنبول بين الطرفين الروسي والأوكراني، ولكن تلك المفاوضات قد فشلت بسبب الدول التي تدعم الحرب في أوكرانيا وتغذيها".
ومن جهة أخرى قال أردوغان: "نحن نؤكد مرة أخرى أننا لن نسمح بإنشاء دويلة إرهابية قرب حدودنا، على المنظمات الإرهابية أن تعلم أنها لن تستطيع فرض أمر واقع في المنطقة، لقد قمنا بكل ما هو ضروري في مواجهة الأمر الواقع ولن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة".
وتابع: "تركيا لن تسمح أبدا للتنظيم الانفصالي بإنشاء دويلة إرهابية في شمال سورية والعراق، خارج حدودها الجنوبية، عندما يتعلق الأمر بوحدة أراضي بلادنا، وأمن شعبنا، فإنّنا لا نستمع لأحد، ولا نخضع لأية تهديدات، ونواصل محاربة تنظيمي حزب العمال الكردستاني في سورية والعراق".
وأشار أردوغان إلى أننا: "مستعدون للحوار والتواصل وتعزيز العلاقات مع كل من يحترم مصالح تركيا ويريد تطوير التعاون معنا، اتخذنا مؤخرا العديد من الخطوات المهمة لزيادة عدد أصدقائنا وسنواصل بمشيئة الله طريقنا عبر انفتحات جديدة".
وعن حرب غزة قال أردوغان: "الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مخيم اللاجئين في رفح تمثل نقطة انعدام الإنسانية ولا يوجد أي مبرر لمثل هذه الوحشية، قتل 36 ألف شخص، وجرح أكثر من 80 ألف بريء، وإلقاء القنابل على المدنيين المنتظرين في طوابير للحصول على الغذاء (في غزة) ليس حربا، وإنما إبادة جماعية".
وشدد على أن: "ما يحدث في غزة إبادة جماعية بدعم غربي، وتركيا تبذل جهودا للوصول إلى وقف لإطلاق النار، بشكل عاجل في قطاع غزة، نجد فرصة لاستخدام المنظومات المحلية والوطنية في هذه المناورات، وتمّت تجربة 33 سلاحا ومركبة ومنظومة لأول مرة".
وعن الصناعات الدفاعية التركية قال أردوغان: "ميزانية الصناعات الدفاعية في تركيا تجاوزت 90 مليار دولار، صادراتنا الدفاعية العام الماضي، بلغت 5.5 مليارات دولار، بتصدير 230 منتجا إلى 185 دولة، ووقعنا عقودا جديدة بقيمة 10 مليارات و240 مليون دولار".
وختم أردوغان خطابه قائلا: "لا نكن العداء لأحد، وليست لدينا أحكام مسبقة، ضد أي بلد، ولا نطمع في أرض أحد، أو في حقوقه السيادية".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار تركيا أنقرة الحرب على غزة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا رجب طيب أردوغان طوفان الأقصى قطاع غزة كييف متطرفون أوكرانيون هجمات إسرائيلية
إقرأ أيضاً:
تصعيد غير مسبوق فى تركيا.. هل تتجه البلاد نحو مزيد من السلطوية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدو أن المشهد السياسي في تركيا يزداد قتامة، وفقًا لآراء خبراء أتراك، وذلك بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، وقمع الاحتجاجات، والاعتقالات المستمرة للصحفيين والمحامين. هذه التطورات تعزز المخاوف من أن تركيا تتجه نحو مرحلة أكثر استبدادية.
تصعيد متواصل ضد المعارضة
ترى بيجوم أوزون، العالمة السياسية التركية والمحاضرة في جامعة MEF في إسطنبول، أن "ما نشهده اليوم هو تعبير عن الغضب المبرر لجيل الشباب، الذي سُرق منه مستقبله بسبب السلطوية المستمرة والفقر المتزايد."
الاحتجاجات في تركيا ليست ظاهرة جديدة، فخلال السنوات الأخيرة، شهدت البلاد العديد من المحطات المفصلية التي فاجأت الكثيرين، لكنها لم تصدمهم تمامًا.
ومع تآكل سيادة القانون بشكل متزايد، أصبح المواطنون معتادين على الأوضاع، حتى يصل الأمر إلى نقطة يظنون فيها أنه لا يمكن أن يزداد سوءًا، لكنه يفعل.
اعتقال إمام أوغلو.. خطوة غير مسبوقة
يعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، أحدث مثال على التحركات السلطوية المتزايدة. إمام أوغلو، الذي كان يُنظر إليه كأحد أبرز المنافسين المحتملين للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أصبح الآن في قلب العاصفة السياسية.
يقول بيرك إيسن، الباحث في العلوم السياسية بجامعة صابانجي، إن "ما يقوم به النظام ضد أكرم إمام أوغلو يتجاوز كل ما شهدناه من قبل". ويضيف أن هناك "تصعيدًا استبداديًا غير مسبوق"، وأن ما يحدث اليوم يمثل "بُعدًا جديدًا للقمع"، حتى بالمقارنة مع الاعتقالات السابقة للصحفيين والأكاديميين.
هل يخشى أردوغان مواجهة انتخابية مع إمام أوغلو؟
يعتقد كثيرون أن اعتقال إمام أوغلو لم يكن مصادفة، بل خطوة محسوبة من أردوغان، الذي أدرك أنه قد لا يتمكن من الفوز في الانتخابات القادمة بالوسائل الديمقراطية التقليدية.
يقول إيسن: "أردوغان فهم أنه لا يستطيع هزيمة إمام أوغلو في انتخابات نزيهة، ولذلك أراد التحرك قبل أن تتفاقم المنافسة الانتخابية."
ويشير إلى أن تركيا لم تعد "نظامًا استبداديًا تنافسيًا"، حيث لا يزال بإمكان المعارضة تحقيق انتصارات انتخابية، بل تحولت إلى نظام "استبدادي هيمني"، يشبه روسيا أو فنزويلا، حيث يبدو التغيير السياسي شبه مستحيل.
إمام أوغلو أثبت سابقًا أنه من الممكن الفوز ديمقراطيًا في تركيا رغم العراقيل، حيث انتصر في انتخابات ٢٠١٩ على مرشح حزب العدالة والتنمية، الذي كان يسيطر على إسطنبول لمدة ٢٥ عامًا.
هل يسعى أردوغان للبقاء في السلطة إلى ما بعد ٢٠٢٨؟
تنص الدستور التركي حاليًا على أن أردوغان لا يمكنه الترشح مجددًا في ٢٠٢٨، لكن العديد من المراقبين يعتقدون أنه قد يسعى لتعديل القوانين للبقاء في السلطة.
يقول إيسن: "هو وأنصاره يريدون بقاءه في الحكم، وهو يشكل نظامه وفقًا لذلك." ولا توجد أي مؤشرات على أن حزب العدالة والتنمية يبحث عن خليفة محتمل له.
هل كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر؟
يعتقد بعض المراقبين أن اعتقال إمام أوغلو قد يؤدي إلى تعبئة جماهيرية واسعة ضده.
يقول مراد كوينجو، المستشار السابق لإمام أوغلو: "أردوغان شخص انتقامي، يحتفظ بالأحقاد ضد كثيرين، وإذا قمت بإزعاجه أو فضحه، فسوف يعود إليك لاحقًا. لقد فعل ذلك مع كثيرين من قبل، والآن جاء دور إمام أوغلو."
في ٣١ مارس ٢٠٢٤، فاز حزب الشعب الجمهوري (CHP) في الانتخابات المحلية، ليصبح القوة السياسية الأكبر في تركيا للمرة الأولى منذ عام ١٩٧٧، ويُنسب هذا النجاح بشكل كبير إلى إمام أوغلو.
مستقبل قاتم.. هل يتجه القمع نحو مزيد من التصعيد؟
يرى كوينجو أن الأمور ستزداد سوءًا: "نحن فقط في البداية. ستأتي موجات أخرى من الاعتقالات. سنشهد مزيدًا من القمع، وهجرة أكبر للشباب المتعلمين إلى الخارج."
كما تتفق سيرين سيلفين كوركماز، مديرة معهد البحوث السياسية في إسطنبول، مع هذا التقييم، وتقول: "الأنظمة السلطوية إما أن تصلح نفسها أو تزيد من القمع. وأردوغان اختار الطريق الثاني."
وتشير إلى أن القمع السياسي مستمر منذ سنوات، حيث لا يزال السياسي الكردي البارز صلاح الدين دميرتاش في السجن منذ ٢٠١٦. وتضيف: "هذا نظام يمنع أو يقصي نجومه السياسيين الساطعين. ومن المحتمل أن تستمر هذه السياسة في المستقبل."
خاتمة.. إلى أين تتجه تركيا؟
في ظل استمرار حملات القمع ضد المعارضة واعتقال الشخصيات السياسية البارزة، يبدو أن تركيا تتجه نحو مرحلة جديدة من السلطوية، حيث لم تعد المنافسة الانتخابية تمثل تهديدًا حقيقيًا للحكم.
مع تصاعد الاعتقالات وتكميم الأفواه، يتساءل المراقبون: هل تبقى أي فرصة لعودة الديمقراطية إلى تركيا، أم أن البلاد ستنضم إلى قائمة الأنظمة الاستبدادية الراسخة؟