الدولي المغربي الكعبي من زلزال تركيا إلى صناعة التاريخ
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
لم يكن المهاجم المغربي أيوب الكعبي ليحلم بالوصول إلى ما حققه مساء الأربعاء في أثينا حين تسبب زلزال تركيا بمغادرته فريقه هاتاي سبور للبحث عن بديل كان السد القطري الذي شكل محطة عبوره نحو الانتقال إلى أولمبياكوس اليوناني.
وحتى أن أولمبياكوس لم يكن في حساباته على الإطلاق حين تعاقد مع المغربي بأنه سيحقق ما عجزت عنه جميع الأندية اليونانية مجتمعة، وهو منح البلاد لقبها القاري الأول.
لكن هذا الأمر تحقق مساء الأربعاء على الأراضي اليونانية، في العاصمة أثينا بالتحديد، حين تغلب أولمبياكوس على فيورنتينا الإيطالي في نهائي مسابقة « كونفرنس ليغ » بهدف وحيد سجله قبل أربع دقائق على نهاية الشوط الإضافي الثاني.
وكان الكعبي الذي يحتفل الشهر المقبل بعيد ميلاده الحادي والثلاثين، بطل هذا الانجاز بتسجيله برأسية الهدف الوحيد الذي أدخله التاريخ بعدما جعله أول لاعب على الإطلاق يسجل 11 هدفا في الأدوار الإقصائية للمسابقات القارية، متفوقا على كل من النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو (10 في دوري الأبطال عام 2017)، الفرنسي كريم بنزيمة (10 أيضا في دوري الأبطال عام 2022) والكولومبي راداميل فالكاو (10 في يوروبا ليغ عام 2011).
وتقديرا لحجم الانجاز الذي حققه أولمبياكوس لليونان الأربعاء على أرضها، وصف رئيس وزراء البلاد كيرياكوس ميتسوتاكيس النادي بـ »الأسطورة الحقيقية »، مضيفا في حسابه على موقع « أكس »: « فاز أولمبياكوس بـ »يوروبا كونفرنس ليغ » وصنع التاريخ! أمسية رائعة للنادي نفسه، لكن أيضا لكرة القدم اليونانية ككل ».
وبعد النهائي، نقل موقع الاتحاد الأوروبي « ويفا » عن الكعبي قوله « فزنا به (اللقب) معا جميعا . نشكر جميع أناسنا: نحن جميعنا عائلة واحدة ».
كان الكعبي لاعبا مجهولا الى حد كبير على الساحة القارية قبل الدور نصف النهائي للمسابقة القارية حين سجل خمسة أهداف في أسبوع واحد ليقصي أستون فيلا الإنكليزي ومدر به المتخصص بإحراز الألقاب القارية الإسباني أوناي إيمري.
بالنظر الى مسيرة الكعبي، لم يكن بالسهولة توقع بروزه على الساحة الأوروبية وفي مواجهة قوية كما حصل ضد أستون فيلا، فبعد أن دك مرمى الأخير بثلاثية نارية في لقاء الذهاب خارج قواعده في فيلا بارك (4-2)، في موسم يقد م فيه النادي الانكليزي أفضل عروضه، عاد وسجل هدفين في مرمى إيميليانو مارتينيس حارس منتخب الارجنتين الفائز بكأس العالم 2022 التي وللمفارقة غاب عنها الكعبي.
لم يحظ الكعبي قبل وصوله الى اولمبياكس بمسيرة مستقرة، فهو عانى الأمر ين كي يفرض نفسه بطريقة تسمح له بالانضمام إلى ناد أوروبي كبير، رغم سجله التهديفي الرفيع في محطاته السابقة.
وعززت الأهداف الخمسة من رصيد مشجع نادي ريال مدريد الاسباني الذي كان يخوض مشاركته الأولى على الساحة القارية الأوروبية.
وبهدفه في النهائي، رفع المغربي رصيده الى 16 في 19 مباراة في أوروبا هذا الموسم (من ضمنها الادوار التمهيدية وصولا إلى دور المجموعات في الدوري الأوروبي يوروبا ليغ حيث احتل اولمبياكوس المركز الثالث في مجموعته)، ليكون أكثر لاعب يسجل في مسابقة قارية هذا الموسم.
ولم يسبق لأي لاعب إفريقي أن سجل هذا العدد من الاهداف في موسم واحد ضمن أي من المسابقات القارية.
وقال المغربي بعد نهاية المواجهة مع أستون فيلا لقناة كوسموت « إنها لحظة كبيرة، لقد تغلبنا على العديد من الصعوبات للوصول الى هذه المرحلة ».
قبل وصوله الى أولمبياكوس صيف عام 2023، لعب الكعبي لموسمين مع هاتاي سبور التركي الذي كان فعليا محطته الاولى في أوروبا.
خلال هذه الفترة، نجح في تسجيل 26 هدفا في 55 مباراة، إلا أن موسمه الثاني مع الفريق وصل الى نهاية مبكرة بعدما انسحب الأخير من الدوري بسبب الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وأدى الى تدمير مقر النادي. ولانقاذ موسمه، انضم الكعبي إلى نادي السد القطري حيث سج ل معه 6 أهداف في 13 مباراة.
وفي الصيف الماضي، توصل الكعبي إلى اتفاق مع أولمبياكوس لينضم إليه في صفقة انتقال حر وهنا بدأت حكاية التألق، إذ احتل المركز الثاني على لائحة أفضل هدافي الدوري بـ17 هدفا وبفارق ثلاثة عن المتصدر الإسباني لورين مورون (أريس).
وهذا ليس بأمر غريب للاعب كان هد اف الدوري المغربي في موسم 2020-21 برصيد 18 هدفا .
وبعد قيادته أولمبياكوس إلى الانجاز التاريخي ليل الأربعاء، ارتفعت بالتأكيد أسهم الكعبي على صعيدي الأندية والمنتخب المغربي الذي غاب عن مشاركته التاريخية في مونديال 2022 قبل استدعائه من المدرب وليد الركراكي لخوض كأس أمم إفريقيا الأخيرة.
كلمات دلالية أيوب الكعبي الدوري الأوروبي دوري أبطال أوروبا دوري المؤتمر الأوروبي فالكاو كريستيانو رونالدو كريم بنزيماالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أيوب الكعبي الدوري الأوروبي دوري أبطال أوروبا دوري المؤتمر الأوروبي فالكاو كريستيانو رونالدو كريم بنزيما
إقرأ أيضاً:
بعد عامين من الكارثة.. خبراء يحذرون: تركيا مازالت غير مستعدة لمواجهة زلزال في المستقبل
إسطنبول "د. ب. أ": بعد عامين من وقوع زلازل مدمرة في جنوب شرق تركيا، يحذر العلماء من أن البلاد مازالت غير مستعدة لمواجهة زلازل في المستقبل، مما يعرض أرواح مئات الآلاف للخطر.
ويأتي التحذير في الوقت الذي مازالت تتعافي فيه البلاد من زلزالين وقعا في فبراير 2023، مما أودى بحياة أكثر من 53 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف شخص في تركيا.
ويشار إلى أن تركيا تقع على خط الصدع الاناضولي، الذي يقع على مقربة من مدينة إسطنبول، أكبر المدن التركية والمركز المالي للبلاد. وكان زلزال بقوة 7.4درجات على مقياس ريختر قد ضرب شرق إسطنبول عام 1999، مما أسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص.
وقال الباحث في شؤون الزلازل ناسي جورور لوكالة الأنباء الألمانية إن في اسطنبول فقط، يواجه نحو 100 ألف مبنى خطورة الانهيار حيث من الممكن أن يلقى " مئات الآلاف " حتفهم.
وقال الخبراء إن التأثير المالي لمثل هذه الكارثة يمكن أن يصل إلى مليارات الدولارات.
وأوضح جورور أن السلطات والسكان لا يدركون الخطورة، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تم اتخاذها لجعل المدن في تركيا مقاومة للزلازل غير كافية.
وقال وزير التنمية الحضرية التركي مراد كوروم إن إسطنبول لن تستطيع الصمود أمام زلزال. ويشار إلى أن نحو 1.5مليون منزل ووحدة تجارية تواجه خطورة كبيرة.
ومع صباح اليوم الخميس، بدأ أقارب الضحايا والناجين يتجمعون في العديد من المدن التي تضرّرت بشدة جراء الزلزال، بما فيها مدينتا أديامان وأنطاكية أن في جنوب شرق تركيا، لإحياء ذكرى تلك الدقائق الرهيبة.
وقالت أمينة البيرق (25 عاما) التي انضمت إلى المسيرة المنظمة في مدينة أنطاكية لوكالة فرانس برس "مر عامان لكن المشاعر ما زالت نفسها، نعيشها مثل اليوم الأول (للزلزال). لم يتغير شيء".
كذلك، قالت خُميسة باغريانيك (18 عاما) "لقد مر عامان لكن الأمر يبدو كما لو كان بالأمس. أشعر بأنني غريبة في مدينتي، لقد دمرت، لا أستطيع التعرف على شيء، ولا على الشوارع التي كنت أسلكها".
وفي رسالة نشرها على منصة إكس عند الساعة الرابعة والثلث صباحا وقت حدوث الزلزال، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي وصف المأساة بأنها "كارثة القرن" مواطنيه إلى "التحلي بالصبر" وقال "أدعو الله إلى أن يرحم كل واحد من إخوتنا وأخواتنا المفقودين البالغ عددهم 53537. أتمنى أن تتحلى العائلات وأمنتنا بالصبر".
وتعهّد إردوغان بمواصلة جهود البناء "مع الكثير من العمل والجهد والشجاعة والإرادة الفولاذية حتى تستعاد مدننا بالكامل".
وبعد مرور عامين، ما زال 670 ألف شخص يعيشون في اماكن متناثرة، وينتظر كثر منهم أن يتم اختيارهم ليتمكنوا من الانتقال إلى شقق بنتها الدولة.
وتم تسليم حوالى 201500 وحدة سكنية جديدة في المنطقة الشاسعة المتضررة من الزلزال، ومن المتوقع تسليم أكثر من 220 ألف وحدة أخرى بحلول نهاية العام الجاري، وفقا لوزارة التخطيط الحضري.
وقالت سيما غينتش (34 عاما) وهي ناجية من محافظة هاتاي لوكالة فرانس برس "في كل مكان أذهب إليه، أول ما أنظر إليه هو السقف. أتساءل عما إذا كان سينهار وما إذا كنت سأبقى محاصرة تحت الأنقاض".
وغينتش هي الناجية الوحيدة من عائلتها، وهي تقول إنها "غاضبة" من الشركة التي شيدت مبناها القديم الذي انهار عليها وعلى عائلتها.
وحتى اليوم، صدرت أحكام بالسجن على 189 شخصا، دين العديد منهم بتهمة "الإهمال" في تشييد المباني. وتجري حاليا 1342 محاكمة تشمل 1850 متهما، بحسب وزارة العدل التركية.